في 13 تشرين 1990 تسبب ميشال عون عن سابق تصور وتصميم في حرب عبثية خاسرة رفعت الغطاء الدولي عن المناطق اللبنانية المحررة، مما سهل للجيش السوري الغازي احتلالها وإسقاط الحالة السيادية والاستقلالية عنها، وفي 13 تشرين الأول 2011 ها هو يستنسخ نفس أفعالة الطروادية مسانداً دون خجل أو وجل مشروع إيران الملالي الذي يعتبر لبنان قولاً وفعلاً وعقيدة ساحة لحروبه الجهادية والتوسعية وحدوداً لبلاده مع إسرائيل.
عون هذا يُسهل بوقاحة موصوفة وكفر وجحود مخطط هيمنة النظام الملالوي المذهبي والأصولي من خلال غزوات جيشه الإرهابي الذي هو حزب الله، يسهل اقتلاع الكيان اللبناني، وضرب هويته، وتفكيك مؤسساته، وتهجير اللبنانيين ورد وطن الأرز والرسالة إلى العصور الحجرية وإلى ثقافة الغابة، وها هو هذا المدعي زوراً الدفاع عن حقوق المسيحيين ووجودهم يتبنى عمليات حزب الله المسماة "جهادية، داخل سوريا وضد الشعب السوري الثائر على نظام البعث الأسدي الإجرامي.
إن احترام الذات يوجب علينا اليوم رفع الصوت عالياً ولفت الجميع إلى أن قائد ومسبب حرب 13 تشرين الأول العماد ميشال عون قد وقع في التجربة الإبليسية منذ عام 2006 عقب توقيعه المستنكر والمستغرب ورقة التفاهم الملجمية مع حزب الله الإيراني وتخليه الكامل عن الوكالة المقدسة التي سطرها له الشهداء الأبطال بدمائهم والتضحيات.
لقد هجر هذا الرجل الجاحد إلى غير رجعة القضية والوطن والمواطن والحقوق ودماء الشهداء ونقض كل وعوده وعهوده وشعاراته اللبنانية والسيادية التي حمل راياتها ما بين 1988 و2005 وانتقل بنرجسية وهوس إلى القاطع السوري الإيراني، قاطع الإرهاب ومحور الشر.
لقد ميشال عون بدّل جلده وأصبح ملحقاً بقرار ومشروع قوى الشر المحلية والإقليمية التي أخرجته من قصر الشعب بقوة السلاح ونحرت رقاب جنوده وقطعت أوصالهم ونكلت بأهله قتلاً وخطفاً واعتقالاً وإبعاداً وغزوات. لقد أمسى وطبقاً لخطابه وشروده وتحالفاته وسياساته إلى مجرد صنج وبوق لا أكثر ولا أقل.
سقط في حبائل الشر والأنانية والحقد والكراهية وأغوته الثلاثين من فضة فراهن على قميص الوطن وطعن حاصرته بخنجر مسم وارتضى صاغراً أدوار التابع والمجرور والغطاء وعدة الشغل عند حزب الله وسوريا وإيران. تخلى عن ذاته وارتضى طوعاً عاهتي عمى البصر والبصيرة فتخدر ضميره وأمسى متراساً للمشروع السوري – الإيراني الهادف إلى ضرب كل مقومات ومؤسسات وركائز الكيان اللبناني واقتلاع تاريخه ونحر هويته وتهجير أهله وتهميش مرجعياته واستبداله بجمهورية ملالي على شاكلة تلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني.
كان في وجدان وضمير وقلوب وآمال ومُهج العديد من اللبنانيين، غير أن أنانيته وجحوده وعبادته للسلطة وهوسه بكرسي بعبدا أسقطوه في التجربة فانتقل إلى دويلة الضاحية الجنوبية وقصر المهاجرين وطهران وأمسى غريباً عن وطنه ومغرباً عن ناسه وناكراً لوكالة الشهداء، فشتان بين الموقعين. سقط ولم يعد لا قائداً ولا زعيماً ولا سياسياً، بل مجرد عدة شغل عند جماعات محور الشر السورية والإيرانية والمحلية. إنه واهم باعتقاده المريض أن اللبناني ساذج وفاقد لذاكرته وغير متابع لمجريات الأحداث وبالإمكان اللعب على مخاوفه وفقره ومعاناته من خلال خطابات ديماغوجية وأكاذيب وخزعبلات وفتح ملفات ونكئ جراح، لقد انكشف أمره وتعرى حتى من ورقة التوت.
وقع في فخاخ أطماعه وولعه بالسلطة، فأضاع البوصلة وانحدر وطنياً ومصداقية وثقة إلى درك هو تحت ما تحت التحت، وأصبح كارثة طروادية وسرطاناً قاتلاً لا أمل في علاجه. أما الذين لا يزالون يناصرونه متعامين عن شروده وشروره وألاعيبه فهم شركاء له في كل ارتكاباته والخطايا لأن، "العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة" (الإمام علي)
في هذه الذكرى نجدد مطالبتنا العالم الحر والأمم المتحدة والدول العربية والمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان العمل الجاد لإطلاق سراح المئات من أبناء شعبنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية البعثية، كما نطالب بضرورة عودة كريمة ومشرّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000.
في ذكرى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري البعثي وجماعات المرتزقة وربع اللقطاء والميليشيات الأصولية والمأجورين والمارقين في 13 تشرين الأول سنة 1990، ننحني إجلالاً وإكراماًً أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم من عسكريين ومدنيين ورهبان، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين منه أن يُسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
من أجل هداية وتوبة قادة وسياسيين ساقطين ضلوا الطريق ووقعوا في التجربة، نصلي.
من أجل عودة المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية، نصلي.
من أجل عودة اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين نصلي.
من أجل عودة السلام والطمأنينة إلى ربوع وطن الأرز، نصلي
من أجل انتصار الحق وهزيمة الباطل، نصلي.
نناشد كل اللبنانيين الذين أعمت بصائرهم المصالح الخاصة والمنافع والمراكز، والذين غُرِّر بهم وتوهموا أن الذئب قد يصبح راعياً، والخائن منقذاً، والمتعامل حاكماً، وضعيف الإرادة سياسياً، والمحتل حامياً، نناشدهم أن يتقوا الله ويعودوا إلى ضمائرهم وإلى حضن وطن القداسة لأن يوم الحساب آت لا محالة وهو ليس ببعيد.
ولأن الله جل جلاله يمهل ولكنه لا يُهمل، نختم مع النبي إشعيا (05/20) قائلين: "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرَّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم".
0 comments:
إرسال تعليق