لكل من يتوهمون أن بشارة الراعي قد يرعى خرافه ويرد الذئاب عنها نقول استفيقوا من "تفكير التمني"wishful thinking الذي هو تفكير يبين صدق وإيمان أصحابه ولكنه تمنى ليس إلا في حين أن الواقع الصادم هو غير ذلك. هذا الراعي يا أهلنا هو شجرة لا يمكن أن تثمر غير ما هي طبيعتها، فالعليق لا يثمر عنباً والتين لا يثمر تفاحاً.
هذا الرجل واضح وجلي في تفكيره وخياراته وتحالفاته وبالتالي لا أمل ولا رجاء منه بما يخص الحق والحقيقة ولبنان والسيادة والإستقلال وقد اثبت شروده قولا وفعلا ومواقف منذ توليه سدة البطريركية.
كيف نتوقع خيراً من راعي لا يعرف رعيته ولا رعيته تعرفه، راعي يمجد حزب الله الأصولي والإرهابي ويصلي من أجل انتصار الأسد "الطيب" ويتنازل عن أرض الموارنة، ويغطي كفر وجحود جماعات اسخريوتية مكشوفة من أمثال ربع اللقاء المسيحي المستقل ويفتح الأديرة والمزارات لهم ولمقاومين سابقين استبدلوا البندقية بمباخر سورية وإيرانية.
كيف نتوقع الخير منه وهو حليف لخيارات ميشال عون وسليمان فرنجية، ماذا نتوقع منه وهو يصلي من أجل حكومة ميقاتي ويبرز المطران سمير مظلوم في دور مشبوه ضد لبنان الكيان والحريات والإنسان ومعول هدام في صرح ووحدة طائفتنا. كيف نتوقع خيراً من متكبر ومتعجرف يتوهم أنه شجرة مثمرة تنحني بين الحين والآخر لنأكل نحن اللبنانيين من ثمارها.
في السياسة والشأن العام هذا انسان بصراحة فاقد لكل مصداقية ولن نحصد من مروجه غير البلاوي والمصائب والكوارث. من هنا علينا أن نتعامل معه كرجل سياسة معادي وليس كرجل دين ونقطة على السطر.
إن ما قاله الراعي بعد عوته من روما هو ضد بيان 14 آذار بالكامل وبالتالي هو حدد موقفه وموقعه وخياراته وعلينا نحن أن نفعل نفس الشيء.
عاد من روما بعد غياب شهر، عاد كردينالا وهذا اول ما نطق به طبقاً للنهار/"رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان "البابا بينيديكتوس السادس عشر اراد تكريم لبنان عبر تعييني كاردينالا، وانا سعيد جدا"، وقال: "يجب ان نكون على مستوى هذه التطلعات ونواجه صعوباتنا بروح المسؤولية". وجدد من المطار اثر وصوله من روما، التعازي باللواء الشهيد وسام الحسن وجميع الضحايا في الإنفجار الذي وقع في الأشرفية، ووجه تحية الى الجرحى، مشيراً الى أن البابا وجه رسالة تضامن الى لبنان، معتبرا ان "الجرح جرحنا جميعا، ولكن يجب مواجهة الامور بروية ومعالجة قضايانا بهدوء". ورفض الاتهامات السياسية في شأن مقتل الحسن، وقال: "نرفض شريعة الغاب وهناك قضاء ومؤسسات". وشدد على ان "استشهاد الحسن ليس عملا صغيرا، واغتياله يمكن أن يكون هدفه زج لبنان في متاهات"، واكد وقوفه الى جانب دعوة رئيس الجمهورية للحوار، معتبرا ان "هذه الدعوة هي الافضل للانتقال من حكومة الى أخرى"، وقال: "تعطيل الدولة والفراغ غير جائزين". وحيا الجيش وقوى الامن الداخلي "لما يقومان به على الارض"، مؤكدا انهما "السياج الحقيقي والضامن لوحدة لبنان". ومن المطار توجه الى بكركي يرافقه وزير البيئة ناظم الخوري ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، حيث استقبله الوزير السابق ميشال اده ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد وممثل رئيس الجمهورية في الفرنكوفونية خليل كرم والمدير العام لمؤسسة عصام فارس وليم مجلي وقائمقام كسروان جوزف منصور وحشد من المستقبلين ومطارنة يتقدمهم البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وكهنة" .
في الخلاصة الرجل خرج منا ولو كان منا لبقي معنا وبالنالي هذا هو الواقع وعلينا نحن أن نتعامل معه كعضو فاعل في محور الشر وما عدا ذلك وهم ونعم مجرد وهم لن يجلب لنا غير المزيد من الضياع.
0 comments:
إرسال تعليق