ربما يرى البعض أن ما يحدث فى مصرنا الاّن ما هو إلا نوع من أنواع التنافس السياسى الناتج عن ثورة 25 يناير، وأنه شئ محمود ،وجميل، ورائع ( وما فيش بعد كده ).
ولكننى أختلف مع هؤلاء
فالحقيقة أن ما يحدث عندنا الاّن ليس تنافساً سياسياً ،ولا (يحزنون) ، بل هو صراع ( أيدلوجى ) بين عدة (أيدلوجيات) ، وهذا هو مكمن الخطر.
لماذا ؟
لأن الصراع السياسى يختلف تمام الاختلاف شكلاً، وموضوعاً عن الصراع الإيدلوجى.
فى حالة التنافس السياسى يقبل الجميع بوجود الاّخر، ويحترمون رأى بعضهم البعض، ولا يحاول أى حزب، أو تيار إقصاء الاّخر على العكس يرفض الكل مبدأ الإقصاء بكل أشكاله ، ولكن يسعى الجميع إلى هزيمة الاّخر عبر الصندوق بطريقة ديمقراطية حضارية يحترمها الجميع فتلك هى أصول (اللعبة )السياسية .
أما الصراع، والتنافس (الإيدلوجى) فلا يقبل البعض بوجود البعض الأخر بشكل أوضح لا يقبل تيار وجود الاّخر، بل يسعى البعض إلى إقصاء بعضهم البعض مستخدمين ( أحقر ) الأساليب، ولا يعترف بعضهم بو جود بعض، بل كل منهم ير يد إزاحة الاّخر بأى أسلوب ،وبأية طريقة ،و مهما كان الثمن قبل الوصول إلى صندوق الانتخابات عملاً بمبدأ( ميكافيللى )( الغاية تبرر الوسيلة ) ،ولا يعترف بفوزه إن فاز
هذا ما يحدث عندنا .
وعلى ذلك فنحن فى أشد الحاجة إلى التحول من حالة الصراع ( الإيدلوجى ) إلى مرحلة المنافسة السياسية ،وأن نقبل بعضنا البعض ،ويحترم بعضنا وجود بعض وأن يكون الفيصل هو صندوق الانتخابات ،وكلمة المواطن .
الصراع الإيدلوجى لم ،ولن يفيد على العكس يضر المجتمع أكثر من نفعه ،وسيتحول المجتمع إلى مسميات، وفئات ،ومجموعات، فينفرط العقد ،ونصبح أمة مفتتة ،و(أضحوكة) العالم الديمقراطى الذى صفق لنا فى يوم من الأيام .
هذا بلاغ للناس قبل فوات الأوان
0 comments:
إرسال تعليق