** ياميت خسارة على البلد التى أصبحت على كف عفريت .. فالعفاريت لا تظهر إلا فى الظلام .. وفى البرك والمستنقعات وداخل الكهوف .. وعلى أنقاض الهدم وأشلاء الضحايا ..
** ياميت خسارة على مصر الحضارة .. مصر التاريخ .. مصر الأمل بعد أن تحولت أرضها إلى كهوف مظلمة لعشاق الظلام والشياطين ..
** فى السبعينات .. عشنا أسود أيام حياتنا .. عندما نمى الإرهاب وترعرع .. عشنا أيام ظلامية .. إنتعشت فيها فتاوى التكفير . وإستيقظت طيور وخفافيش الظلام .. وعلت أصوات نعيقهم كالبوم والغربان .. حتى نجحوا فى إسكات الأصوات الجريئة التى كشفت زيفهم وضلالهم .. وعندما تحقق لهم ذلك ، أعطوا الضوء الأخضر للعمليات الإجرامية والإرهابية التى أسقطت مئات الضحايا من أبناء الوطن ..
** والأن .. هل عادت تلك الأيام والذكريات الحزينة .. هل إرتضى شعب مصر العظيم بعودة هذه الخفافيش والطيور الجارحة ومصاصى الدماء .. هل إستسلم مفكريها ومستنيريها ومثقفيها .. ورفعوا رايات الهزيمة للظلاميين والمكفراتية وحلفاء الشيطان ..
** ياميت خسارة على الوطن الذى هانت عليه دماء أبنائه .. وهم يدافعون عن حدوده وعرضه وشرفه ، وقتلوا برصاص السفلة والإرهابيين .. وطمست القضية بأوامر عليا .. بعد أن أخذتنا الحمية لبضعة أيام .. ومن المضحكات أن يخرج علينا ملف مصرع البلطجية وأرباب السوابق ، والهاربين من السجون ، وتصنيفهم شهداء .. ليختلط الحابل بالنابل .. ويسقط حق الشهداء الحقيقيين ويظهر ملف القتلة والبلطجية وقطاع الطرق .. للمطالبة بحقهم ، وإرهاب وتهديد كل الخصوم لهذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمتاجرة بهم ..
** ياميت خسارة على الشعب الذى أصابته البلادة .. فلم يعد يحرك ساكنا ، رغم إنهيار العديد من مؤسسات الدولة وسقوط هيبتها .. وتهديد الأجهزة الأمنية وتحدى القانون وتهديد القضاة والمحاكم .. وإستخدام لغة الدين من قبل المتطرفين والإرهابيين لتمزيق الوطن ودق الأسافين بين الأقباط والمسلمين .. لتعكير صفو العلاقة بينهم فى المدن والقرى والنجوع والأحياء الفقيرة .. والتى تشهد حاليا موجة من العنف والإرهاب الذى لم يحدث فى مصر منذ عشرات السنين ...
** نعم .. علينا أن ندرك أننا نعيش فى عصر أسوأ من عصر جماعة التكفير والهجرة .. عندما وجه الظلاميين رصاصهم إلى السياح والأقباط ، وإنطلقت قنوات التكفير وفتاوى إغتيال القيادات والمفكرين والشيوخ .. فما الفرق بين "شكرى مصطفى" ، الذى إغتال الشيخ الذهبى وبين أصوات البوم والنداءات المسعورة فى الجوامع والزوايا التى إنطلقت تكفر الأقباط وتحرض على هدم الكنائس وحرقها ، وتحاصر المحاكم .. وكل من يقف ضدهم أو فى طريقهم أو يختلف معهم فى الرأى ...
** ما الفرق بين دعاة التكفير والهجرة .. وبين جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. الذين إغتالوا أحد شباب السويس وهو يسير مع خطيبته .. أو بين الذى مزق الكتاب المقدس وسط الهلافيت من أنصاره أمام السفارة الأمريكية .. وللأسف وقفت الدولة تتفرج ، وكل ما فعله النائب العام بعد تقديم ألاف البلاغات ضد المدعو "أبو إسلام" ، أنه قام بتحويل المشكو فى حقه إلى محكمة الجنح ، ليحضر الجلسات ومعه أتباعه .. ويعتدون على الأقباط فى وقاحة وفجور لم تشاهده مصر من قبل ، وسط صمت كل الأجهزة الأمنية فى مصر ؟؟!! ..
** ما الفرق بين فتوى إرهاب السياح وقتلهم كما حدث فى الدير البحرى والمنتجعات السياحية فى شرم الشيخ ونويبع ودهب وطابا .. وبين فتاوى طرد الأقباط وهدم كنائسهم فى العامرية ودهشور وأبو قرقاص .. فى ظاهرة جديدة تزامنت مع نكسة 25 يناير .. وتولى "مرسى العياط" كرسى الرئاسة ..
** كيف سمحت مصر العظيمة بحضارتها وشموخها ، مصر النيل .. مصر الفراعنة .. وحضارة سبعة ألاف عام .. أن يتطاول عليها الأقزام والسفهاء وأرباب السجون وهم يطمسون التاريخ ويعتدون بوقاحة على كل مؤسسات ومفاصل الدولة .. ويهينون شعبها ..
** هل هناك من يصدق أن هذه هى مصر .. هل يصدق أحد أن أرض سيناء الغالية على كل مصرى .. هذه الأرض والتراب التى حررها الجيش المصرى بدماء أبناءه .. صارت منتجع سياحى وإستعمارى ومأوى للإرهابيين ورجال حماس وعناصر تنظيم القاعدة .. لتصبح هذه الأرض التى هى جزء من مصر خارج السيطرة الأمنية المصرية ؟؟!!!...
** لقد تعودنا على توحد المصريين فى الشدائد .. وعندما تشتد الأزمات .. فأين هذه الروح عندما يشعر الشعب بالخطر .. فيصبحون روحا واحدا وجسدا واحدا ؟؟!! .. أين هذه المشاعر ونحن نرى وطن يسقط وينهار .. أين تلك الأغانى الوطنية للراحل "عبد الحليم حافظ" .. أين تلك الأغانى الوطنية لسيدة الغناء العربى ، السيدة "أم كلثوم" .. أين الأغانى الوطنية للراحلة "شريفة فاضل" ، والفنانة الرائعة أطال الله عمرها "شادية" .. أين المواويل الشعبية للفنان "محمد رشدى" ..
** لقد تجلت هذه الروح فى أسمى وأروع معانيها .. ففى أيام النكسة ، خرج كل شعب مصر بكل أعماره وطوائفه .. يهتفون "هانحارب .. هانحارب" .. تجلت هذه الروح عندما أعلن الزعيم "جمال عبد الناصر" تنحيه عن الحكم عقب نكسة 1967 .. وإنضمامه إلى صفوف المجاهدين .. خرج الملايين رافضين تنحى الرئيس ، ومطالبته بالإستمرار فى قيادة الوطن ..
** خرج كل شعب مصر .. عندما توفى الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" .. زعيم الأمة فى كل الشوارع والميادين .. تبكى الزعيم والأب والرئيس "جمال عبد الناصر" فى جنازة وملحمة شعبية تعجز الأقلام عن وصفها .. وسواء إختلف معنا البعض أو إتفقوا فى رؤيتهم لعصر جمال عبد الناصر أو الرئيس "محمد أنور السادات" ، أو الرئيس "محمد حسنى مبارك" .. فكلا من هؤلاء كانت له إيجابياته وسلبياته .. يجب ألا نغفلها .. ولا نغفل دور كل منهم ..
** لقد تناسى الشعب المصرى حين كانت تمتد الطوابير لمئات الأمتار أمام الجمعيات فى أواخر السبعينات .. للحصول على فرخة أو كيلو سكر أو علبة سجائر .. وحين كانت الأتوبيسات مثل "علب السردين" .. والأزمات الخانقة لم تترك منزل أو مواطن إلا وتأثر بها .. كان الجميع يصرخون من الفقر والغلاء وعدم توافر السلع وإنهيار الخدمات ..
** ومع ذلك .. عبرنا تلك الأزمة .. وإختفت طوابير الجمعيات الإستهلاكية .. وتوفرت اللحوم والفراخ رغم شدة الأزمات التى مرت بها مصر .. بعد إعادة بناء البنية التحتية .. وتم إنشاء عدة كبارى ومجموعة أنفاق ومحاور .. خففت بعض الشئ من زحام المرور ..
** لقد تناسى الشعب كل ذلك .. بينما المضللون يسوقون هذا الوطن والشعب يسير وراءهم كالأغنام .. إنه زمن من السيف والجهل .. إنها الكارثة الكبرى التى إبتلى بها هذا الوطن ..
** لم يعد أمامنا إلا زمن قصف الأقلام وتكميم الأفواه وإرهاب الصحفيين .. ومصادرة الصحف والمطبوعات .. وإقصاء الكتاب والمعارضين للإخوان وإقامة الدعاوى ضدهم أمام المحاكم لإرهابهم ..
** مرحبا بزمن تكفير الفن وإهدار دم الفنانين ... والإساءة لهم .. وإهانتهم فى وسائل الإعلام والقنوات الإسلامية بأبشع الألفاظ ..
** مرحبا بزمن الإضطهاد الدينى وهدم الكنائس وطرد الأقباط من وطنهم ، وحرق منازلهم ، ونهب ممتلكاتهم ، وهو عصر الإرهاب والفوضى والسفالة والإنحطاط ..
** مرحبا بزمن الإستفزاز والإبتزاز .. وتلفيق التهم لهدم المعبد فوق رؤوس الجميع ..
** مرحبا بوطن أهال الإرهابيين فيه التراب على تاريخه ، وتقاعس شعبه وجيشه عن حمايته .. بعد تشويه كل الإنجازات السابقة ..
** مرحبا بزمن أمراء الظلام ، وبدران الحاكم والإستبداد والفوضى والإنتقام والتخريب وسقوط هيبة مصر .. مرحبا بزمن شيوخ التكفير وحكم الإخوان ..
** هل رأيتم ياشعب مصر .. تحدى للقانون أكثر مما نراه اليوم .. وما يفعله مجلس الشعب المنحل للإصرار على الإستمرار فى عمله بعد حله .. والمصيبة الكبرى والكارثة .. التى ليس لها صاحب .. وهم يدعون أنهم أتوا بإرادة شعبية .. وبأصوات 30 مليون ناخب ... وتسمح لهم بعض القنوات الإعلامية المأجورة بنقل هذه الخرافات عبر الشاشة الصغيرة ..
** أقول لكل شعب مصر الصامتون .. والبلهاء .. لقد خرجت الحرية ولن تعود .. إلا إذا عاد هذا الشعب إلى رشده وعقله ، وإلتحم على قلب رجل واحد .. ضد الإرهاب .. وعشاق الظلام !!!....
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق