واقع طائفي ثقافة قنادر/ أسعد البصري

دعوني أتبرع لكم بحقيقة الثقافة العربية الطائفية الكسيفة .
محلل سياسي شيعي ما رأيه بمجازر سورية ؟؟
أول شيء يقول لك الموضوع معقد و هناك مؤامرة سعودية قطرية ...
ولا تصدق ما تسمع ولا ما ترى ... قتل الحواس والبداهة
... هؤلاء مجرمون و بشار الأسد وطني بطل عربي .
هذا واحد محلل سياسي سني : ما رأيك بالمقابر الجماعية
جنوب العراق ؟؟ أول شيء يقول : القضية معقدة و لا تصدق ما ترى
و لا ما تسمع و هناك مؤامرة فارسية صفوية
للقضاء على العرب والخليج و ذبح السنة . هذا رقم اثنين .
محلل سياسي شيعي عن مقبرة جماعية
في العراق : يقرأ لك قصيدة مرثية دموع بلا مؤامرة ولا تشكيك
ولا قضية عميقة ولا معقدة . هذا رقم ثلاثة .
محلل سياسي سني عن مجازر سوريا
مراثي و دموع و تمزيق ثياب ولعنة على العلويين
والفرس لا قضية معقدة ولا عميقة ولا مؤامرة ولا تشكيك .
لهذا الثقافة العربية زبالة قمامة طائفية تعبئة غسيل دماغ قنادر .
لهذا نقرأ المستشرق أو المسيحي العربي لأنهم يكتبون الحقيقة .
كانت نقطة مهمة في تحليل حسن العلوي هجوم الجيش العراقي
علينا في انتفاضة ١٩٩١م ... وقال هذا جيش مماليك تأسيسه
عثماني وليس وطنيا ... ما رأيه برمي جثث الأطفال السوريين
الآن في الشوارع لتأكلها القطط ؟؟ يبكي على النظام السوري ... لماذا ؟
هل اللحم السني مفيد للقطط ؟
سعدي يوسف اقرأوه ليس طائفيا
فاطمة المحسن اقرأوها ليست طائفية
واصف شنون اقرأوه ليس طائفيا
هيفاء زنگنة اقرأوها ليست طائفية
جمعة اللامي مبدع عربي أكبر من الطائفية
نحن في زمن مصابون جميعا فيه بمرض الطائفية
يجب أن أن نتعالج وأنا أولهم
يجب أن نشخص المثقف اللاطائفي إذا صادفناه
لأن هذا معجزة استثناء غريب
باقي ما تبقى مرضى و كلما تكلمنا نفضح مرضنا
حتى لو شتمنا الطائفية نبقى طائفيين
الطائفية موت الضمير تلذذ بعذاب البشر
من طائفة أخرى صفة حقيرة لا إنسانية
يتحول الإنسان بسببها إلى وحش و إلى قاتل بلا ضمير

حسنا لنتمرن على الكتابة اللاطائفية
الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي
في كتابه ( رسالة العراق ) كتب نقدا لاذعا ل علي بن أبي طالب
و وصفه بالفشل والتناقض و بتبديد أرواح المسلمين بل قال بأنه أقل
من الوليد بن عبد الملك و نعت التشيع بأقبح الصفات .
هذا الكتاب حققه الباحث العراقي رشيد خيون
ليتقرب به إلى السعودية .
حسنا أنا أقول إن الشاعر الكبير معروف الرصافي
في هذا الكتاب (طائفي ) ضد الشيعة بل حاقد
على التشيع . ما رأيكم ؟؟. هذه بداية طيبة أليس كذلك ؟ .

أخي دع ماركس وشأنه لا تحدثني عن شكسبير ...
نعم سمعت بألبير كامو و بخلافه مع سارتر ..
حتى قصيدتك هذه يمكنك تركها هنا لن يسرقها أحد .
حدثني عن هذا الوباء : الطائفية .

أغرب شيء أن أول أكاديمي شخص هذه المشكلة و سخر حياته لكتابة
بحوث قيمة قي الطائفية كمرض اجتماعي هو الباحث السوري
برهان غليون .... المضحك أن هناك
من يتهم برهان غليون اليوم بالطائفية .... لا حول ولا قوة إلا بالله .
بكل أسف لا يمكن مناقشة هذه القضية بشكل علني
بسبب الإعلام السعودي والخليجي الذي يشتري الآراء
أو يجبرها على الصمت . فالكاتب العربي مهما كان مذهبه
يحاول أن يكون مقبولا لدى هذه المؤسسات .
لا يوجد كاتب أو شاعر أو فنان يريد أن يضرب
حظر خليجي / سني / عقائدي على اسمه .
بصراحة المملكة العربية السعودية حولت هذه القضية
إلى تهريج بشرائها و ترويجها لقمامة مثل كتاب
حسن العلوي ( عمر والتشيع ) أو شراء مؤلفات
الكاتب الشيعي الآخر ( أحمد الكاتب ) الذي
ينفي قضية المهدي المنتظر ، وآخر مهزلة
شاعر الجنادرية مداح الأمراء يحيى السماوي الذي يكتب
عن نائب الحرس الملكي سماحة الشيخ التويجري
ثم قدمته السعودية للعراق كشاعر العرب الأكبر
وحوله المرتزقة الذين يدفع لهم من العراقيين .
هذا الإرتزاق تشجعه السعودية بكل أسف
وتجبر كاتبا مثلي الإصطدام بهذه المخلوقات المنافقة
أولا راجع سلسلة ( حسن العلوي وأشياء أخرى ) التي بدأت
بها في عودتي للكتابة . لا يمكن مناقشة ملفات
مهمة كهذه وهناك تكسب ودولارات و تعليقات سائبة
في مواقع لا وطنية تشوش على كاتب جاد
ومخلص للحقيقة . لا شيء عندي
ضد المملكة العربية السعودية فقط أتمنى عليها
عدم شراء كتبة شيعة أو سنة عراقيين منافقين
لتشويش الحوار الوطني في بلادي .