ان ما يسمى بالربيع العربي والذي كان المأمول منه تحقيق الاستقرار والحرية والديمقراطية للدول التي حصلت فيها الثورات، الا ان هذا الربيع تحول وبالاً على الانظمة السابقة، وأدى الى سقوطها، وها هو الان ينقلب على الانظمة والحكومات الحالية التي أتت كنتيجة لهذه الثورات.
بلا شك ان الثورات قامت من اجل التخلص من الانظمة الدكتاتورية المستبدة، وبدايات هذه الثورات كانت بريئة وخالية من اي اجندات من اجل وصول اي حزب أو أي قوة معينة الى السلطة، إلا ان هذه الثورات قد زاحت وانحرفت عن مسارها الحقيقي، وتم ركوبها من قبل قوى داخلية معينة، وفي بعض الاحيان من قبل القوى الخارجية.
على الرغم من الانتخابات الديمقراطية التي حصلت في بلدان ما يسمى بالربيع العربي، الا انه يلاحَظ عدم ارتياح لدى قطاعات كبيرة من شعوب هذه البلدان، وكأن ثوراتهم لم تكتمل بعد، وان الذي جرى ليس هذا الذي حلموا به وطمحوا اليه، ولذلك تسبب هذا الوضع بنشوء انقسامات بين مؤيد ومعارض لهذه الثورات، وما حصل من تغيرات، وبالتالي انقسام حول وصول القوى الاسلامية الى الحكم وطريقة ادارتها للحكم.
ان هذا الوضع الحالي خلق رغبة الانتقام داخليا بين القوى المختلفة، الانتقام الاول هو انتقام المعارضات الاسلامية من الانظمة السابقة، والتي كانت الاكثر تنظيماً وكانت ممنوعة من الحركة واعضائها كانت تقبع في السجون، وبالرغم من ذلك استطاعت الوصول الى السلطة، ولكن من جهة اخرى ما نراه في مصر وتونس من تحركات ضد هذه الانظمة الحالية ما هو الا الانتقام من هذه القوى الاسلامية، لانها برأيهم سلبت منهم الثورة، والاهداف التي قامت من اجلها.
ان ما يحصل في مصر من عنف وتظاهرات في الشارع، ما هو الا تعبير عن حالة الاحتقان السياسي والشعبي، ولذلك هناك قوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تعمل من اجل الانتقام من حكم الاخوان، الطريقة المباشرة التي تعتمد على التخطيط من اجل اثارة الشارع المصري والتعبير عن عدم الرضى واشاعة الفوضى ومعارضة كل ما يمت الى الاخوان بصلة، وهناك قوى اخرى وبطرق غير مباشرة تستغل حالة الفوضى هذه من اجل تأجيج الاوضاع لاهداف غير معروفة كمجموعة بلاك بلوك التي ظهرت مؤخرا وغيرها.
لا شك بأنه توجد معارضة بناءة في مصر تريد للبلد السير الى الامام لا الى المجهول الذي سيدفع ثمنه الشعب المصري، والذي يأمل بأن تتحسن اوضاعه المعيشية، الا ان بقايا النظام السابق يريدون ان تعم الفوضى ويحلمون باستعادة مكاسبهم التي فقدوها بعد اسقاط نظام والانتقام من الاخوان المسلمين الذين وصلوا الى السلطة.
اما على الصعيد العلاقات بين الدول العربية، فان ما يسمى بالربيع العربي شكل ارضاً خصبة للدول المختلفة فكريا من اجل الانتقام من بعضها، فهناك بعض الدول التي دعمت الاخوان المسلمين من اجل اسقاط انظمة كانت مختلفة معها، وان هذا الوضع ما زال مستمراً ونرى بعض الدول العربية تدعم المعارضة السورية من اجل وصول قوى معينة الى السلطة نكاية بنظام بشار الاسد، وكل هذا يعتبر انتقاما سببه الخلافات العربية، ووجدت هذه الدول بالربيع العربي فرصة من اجل تصفية الحسابات، ويتم استغلال الشعوب من اجل تحقيق اجندتها الخاصة باسم الحرية والديمقراطية.
ان الاحداث التي تحصل في مصر ليس مستغربة، وانما كانت متوقعة، ولأسباب معروفة وهي ان بعض القوى لم تستغ وصول الاخوان المسلمين الى السلطة كبديل لنظام حسني مبارك، ويبدو ان القوى المعارضة تحاول تقويض حكم الاخوان بالرغم من مرور فترة قصيرة لا تتعدى السبعة اشهر لحكم الرئيس محمد مرسي، وان هذه المعارضة تتألف من جميع التيارات، وتبدو موحدة بمواجهة حكم الاخوان، وهذا من الممكن ان يعطيها زخما جماهيريا وعامل ضغط قوي.
الوضع لا يبدو أفضل في تونس واليمن وليبيا ولن يكون افضل وسيتجه نحو الأسوأ، وسبب ذلك هو ان هذه الشعوب كانت مكبوتة من قبل انظمة ديكتاتورية، وكانت تعاني من القمع وافتقاد أي هامش من الحرية والديمقراطية، وان الذي يجري وسيجري في هذه البلدان هو ان هذه الشعوب تشعر بأنها حرة وتستطيع التعبير عن رأيها.
ولكن من جهة اخرى يجري التعبير عن المعارضة للانظمة الحالية الحاكمة بطرق عنيفة وخاصة في مصر، مما يستدعي استعمال القوة من قبل قوى الامن، وهذا الوضع من الممكن ان يؤثر على الاستقرار في هذه الدول، ومن الممكن ان تستعمل القوى المعارضة نفس الشعارات التي كانت ترفع ضد الانظمة الاستبدادية السابقة بحجة ان الانظمة الحالية لم ترق لتطعات الشعوب التي تخلصت من انظمة دكتاتورية من اجل استبدالها بأنظمة تريد فرض رؤيتها وشكل حكوماتها المستمدة من عقيدتها الدينية.
وبالعكس كان من الممكن ان يحصل ما يحدث الان في مصر، لو أن احمد شفيق الذي كان يعتبر امتدادا لنظام حسني مبارك نجح في الانتخابات الرئاسية المصرية، بحجة انه من بقايا النظام البائد ويجب ازالته، يتضح هنا ان مصر منقسمة على نفسها ولن تنعم بالاستقرار لسنوات طويلة وبغض النظر عمن سيكون على قمة هرم السلطة الاخوان المسلمون أو قوى اخرى، وهذا الوضع من الممكن ان يتكرر في البلدان التي حصل فيها التغيير كاليمن وليبيا وتونس، وفي البلدان التي من الممكن ان يحصل فيها التغيير كسوريا والعراق.
بلا شك ان الثورات قامت من اجل التخلص من الانظمة الدكتاتورية المستبدة، وبدايات هذه الثورات كانت بريئة وخالية من اي اجندات من اجل وصول اي حزب أو أي قوة معينة الى السلطة، إلا ان هذه الثورات قد زاحت وانحرفت عن مسارها الحقيقي، وتم ركوبها من قبل قوى داخلية معينة، وفي بعض الاحيان من قبل القوى الخارجية.
على الرغم من الانتخابات الديمقراطية التي حصلت في بلدان ما يسمى بالربيع العربي، الا انه يلاحَظ عدم ارتياح لدى قطاعات كبيرة من شعوب هذه البلدان، وكأن ثوراتهم لم تكتمل بعد، وان الذي جرى ليس هذا الذي حلموا به وطمحوا اليه، ولذلك تسبب هذا الوضع بنشوء انقسامات بين مؤيد ومعارض لهذه الثورات، وما حصل من تغيرات، وبالتالي انقسام حول وصول القوى الاسلامية الى الحكم وطريقة ادارتها للحكم.
ان هذا الوضع الحالي خلق رغبة الانتقام داخليا بين القوى المختلفة، الانتقام الاول هو انتقام المعارضات الاسلامية من الانظمة السابقة، والتي كانت الاكثر تنظيماً وكانت ممنوعة من الحركة واعضائها كانت تقبع في السجون، وبالرغم من ذلك استطاعت الوصول الى السلطة، ولكن من جهة اخرى ما نراه في مصر وتونس من تحركات ضد هذه الانظمة الحالية ما هو الا الانتقام من هذه القوى الاسلامية، لانها برأيهم سلبت منهم الثورة، والاهداف التي قامت من اجلها.
ان ما يحصل في مصر من عنف وتظاهرات في الشارع، ما هو الا تعبير عن حالة الاحتقان السياسي والشعبي، ولذلك هناك قوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تعمل من اجل الانتقام من حكم الاخوان، الطريقة المباشرة التي تعتمد على التخطيط من اجل اثارة الشارع المصري والتعبير عن عدم الرضى واشاعة الفوضى ومعارضة كل ما يمت الى الاخوان بصلة، وهناك قوى اخرى وبطرق غير مباشرة تستغل حالة الفوضى هذه من اجل تأجيج الاوضاع لاهداف غير معروفة كمجموعة بلاك بلوك التي ظهرت مؤخرا وغيرها.
لا شك بأنه توجد معارضة بناءة في مصر تريد للبلد السير الى الامام لا الى المجهول الذي سيدفع ثمنه الشعب المصري، والذي يأمل بأن تتحسن اوضاعه المعيشية، الا ان بقايا النظام السابق يريدون ان تعم الفوضى ويحلمون باستعادة مكاسبهم التي فقدوها بعد اسقاط نظام والانتقام من الاخوان المسلمين الذين وصلوا الى السلطة.
اما على الصعيد العلاقات بين الدول العربية، فان ما يسمى بالربيع العربي شكل ارضاً خصبة للدول المختلفة فكريا من اجل الانتقام من بعضها، فهناك بعض الدول التي دعمت الاخوان المسلمين من اجل اسقاط انظمة كانت مختلفة معها، وان هذا الوضع ما زال مستمراً ونرى بعض الدول العربية تدعم المعارضة السورية من اجل وصول قوى معينة الى السلطة نكاية بنظام بشار الاسد، وكل هذا يعتبر انتقاما سببه الخلافات العربية، ووجدت هذه الدول بالربيع العربي فرصة من اجل تصفية الحسابات، ويتم استغلال الشعوب من اجل تحقيق اجندتها الخاصة باسم الحرية والديمقراطية.
ان الاحداث التي تحصل في مصر ليس مستغربة، وانما كانت متوقعة، ولأسباب معروفة وهي ان بعض القوى لم تستغ وصول الاخوان المسلمين الى السلطة كبديل لنظام حسني مبارك، ويبدو ان القوى المعارضة تحاول تقويض حكم الاخوان بالرغم من مرور فترة قصيرة لا تتعدى السبعة اشهر لحكم الرئيس محمد مرسي، وان هذه المعارضة تتألف من جميع التيارات، وتبدو موحدة بمواجهة حكم الاخوان، وهذا من الممكن ان يعطيها زخما جماهيريا وعامل ضغط قوي.
الوضع لا يبدو أفضل في تونس واليمن وليبيا ولن يكون افضل وسيتجه نحو الأسوأ، وسبب ذلك هو ان هذه الشعوب كانت مكبوتة من قبل انظمة ديكتاتورية، وكانت تعاني من القمع وافتقاد أي هامش من الحرية والديمقراطية، وان الذي يجري وسيجري في هذه البلدان هو ان هذه الشعوب تشعر بأنها حرة وتستطيع التعبير عن رأيها.
ولكن من جهة اخرى يجري التعبير عن المعارضة للانظمة الحالية الحاكمة بطرق عنيفة وخاصة في مصر، مما يستدعي استعمال القوة من قبل قوى الامن، وهذا الوضع من الممكن ان يؤثر على الاستقرار في هذه الدول، ومن الممكن ان تستعمل القوى المعارضة نفس الشعارات التي كانت ترفع ضد الانظمة الاستبدادية السابقة بحجة ان الانظمة الحالية لم ترق لتطعات الشعوب التي تخلصت من انظمة دكتاتورية من اجل استبدالها بأنظمة تريد فرض رؤيتها وشكل حكوماتها المستمدة من عقيدتها الدينية.
وبالعكس كان من الممكن ان يحصل ما يحدث الان في مصر، لو أن احمد شفيق الذي كان يعتبر امتدادا لنظام حسني مبارك نجح في الانتخابات الرئاسية المصرية، بحجة انه من بقايا النظام البائد ويجب ازالته، يتضح هنا ان مصر منقسمة على نفسها ولن تنعم بالاستقرار لسنوات طويلة وبغض النظر عمن سيكون على قمة هرم السلطة الاخوان المسلمون أو قوى اخرى، وهذا الوضع من الممكن ان يتكرر في البلدان التي حصل فيها التغيير كاليمن وليبيا وتونس، وفي البلدان التي من الممكن ان يحصل فيها التغيير كسوريا والعراق.
ابراهيم الشيخ
كاتب وصحفي فلسطيني
كاتب وصحفي فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق