مصمص ، عروس الوطن ، وبلد العز والكرامة، وقلعة الشموخ والاباء، وقلب الروحة النابض ، ومنارة العلم والوعي والثقافة ، وعاصمة المثلث الثقافية والادبية . تلك القرية العزلاء الصامدة ،التي قال فيها شاعرها الراقد في ضريحه الابدي :
هذه القرية سطرت، في الاسبوع الماضي، صفحة مشرقة ومضيئة اخرى في سفر كفاحها الطويل وتاريخها الوطني العريض والعريق، وذلك بتصديها لقطعان وسوائب اليمين الفاشي ، ولم تسمح لهم بتدنيس ترابها والدخول اليها. فانتفضت، وفجرت البركان، وامتطت صهوة الغضب، وهبت موحدة بكل اطيافها السياسية والمذهبية ، منتصبة القامة ، ومشرعة الراية ، باطفالها وصغارها وشبابها ونسائها وكهولها لتصد القطعان الفاشية والكهانية ، وبذلك برت بوعدها ، منذ ان اعلنت هذه العناصر اليمينية المتطرفة اقتحام القرية . فلم تستسلم ، ولم تركع ، ولم تسمح بدخولها وخدش كرامتها ، وقالت كلمتها الاولى والاخيرة بصوت عال، وبكل حدة وشجاعة : لا للزيارات الاستفزازية التحريضية ، واننا هنا باقون في وطننا وعلى تراب ارضنا ، ولن نرحل..!
وفي غمرة هذا اليوم التاريخي المشهود عاودتني من اعماق ثورة العام 1936اهزوجة شعبنا الرائعة :
يا طلت خيلنا من قاع الوادي
عوايد رجالنا تكيد الاعادي
ويا طلت خيلنا من وادي عارة
عوايد رجالنا بتصد الغارة
وها هي "مصمص" تكيد الاعادي وتصد الغارة ، وتقف كالمارد والجبال والفولاذ الصلب، في وجه كل العنصريين والفاشيين .
نعم ، لقد وقفت مصمص لوحدها في الميدان ، ولم يشاركها سوى عدد قليل من الناشطين السياسيين وبعض اعضاء الكنيست العرب والوفود التمثيلية ، التي تعد على اصابع اليد. والعتب كل العتب على العديد من اعضاء الكنيست العرب والقيادات السياسية العربية ورؤساء السلطات المحلية في المنطقة والوسط العربي ، واهالي قرى طلعة عارة ، الذين غابوا او تغيبوا عن هذا الحدث السياسي ، الذي له ابعاده ودلالاته السياسية ، فلم يلبوا نداء الواجب الوطني والانساني والاخلاقي بالوقوف مع اهلها وناسها.
ان كل واحد منا يشعر بالفرح والغبطة الصادقة المجبولة بالمسؤولية العميقة ازاء الوقفة الجبارة الشجاعة والمسؤولة لابناء القرية ،والتنظيم الرائع والانضباط الشديد ، والالتزام بقرار الاضراب العام بشكل واع ومسؤول وعقلاني، في تصديهم وتحديهم لابن ايري ولقطعان اليمين الفاشي وزبانيتهم .وعلى هذا الاساس الواضح والوحيد والصحيح كسبنا الود والحب والاحترام والتقدير. وعليه، فاننا مدعوون جميعاً بكل مسؤولية وطنية مواصلة نهج الوحدة ، الذي اثبتت الايام والحياة صحته من اجل ضمان بقائنا وتطورنا وكرامتنا ومستقبلنا فوق هذه الارض ، ارضنا، وفوق هذا الوطن ، وطننا ، الذي لا وطن لنا سواه .
اننا نحبك يا "مصمص" ونعتز ونفتخر بابنائك ووقفاتهم المشرفة ، ماضياً وحاضراً . وكما قال الشاعر عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) زيتونة فلسطين :
كلما حاربت من اجلك احببتك اكثر
اي ترب غير هذا الترب من مسك وعنبر
اي افق غير هذا الافق في الدنيا معطر
كلما دافعت عن ارضك
عود العمر يخضر
وجناحي على القمة ينشر.
وفي النهاية تحية حب من القلب لكل الذين وقفوا وذادوا عن حياض وشرف وكرامة "مصمص" في وجه العناصر اليمينية المتطرفة، وابدا على هذا الدرب.
لا يستحي ان ينتمي لحقولها عصفورها
وذوائب الزيتون يرجف في الهواء حبورها
واذا اختفى شلال نور الشمس ينيرها
هذه القرية ، التي خرج من رحمها الراحلين راشد حسين ونواف عبد حسن ، والباقي احمد حسين وسواهم الكثير من المثقفين والمبدعين وحملة الاقلام الشريفة النظيفة الملتزمة . وبين ازقتها وحاراتها تشكلت ونهضت جمعيات العمل التطوعي، والاحزاب والتنظيمات السياسية (الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وابناء البلد والحركة التقدمية والحركة الاسلامية والتجمع الديمقراطي) ،واحتضنت نواديها الحلقات الفكرية والندوات الادبية والفكرية والسياسية ومعارض الكتب ،ولم تغب يوماً عن معترك النضال والمناسبات الوطنية والنشاطات النضالية والاحتجاجية لجماهيرنا العربية الفلسطينية .هذه القرية سطرت، في الاسبوع الماضي، صفحة مشرقة ومضيئة اخرى في سفر كفاحها الطويل وتاريخها الوطني العريض والعريق، وذلك بتصديها لقطعان وسوائب اليمين الفاشي ، ولم تسمح لهم بتدنيس ترابها والدخول اليها. فانتفضت، وفجرت البركان، وامتطت صهوة الغضب، وهبت موحدة بكل اطيافها السياسية والمذهبية ، منتصبة القامة ، ومشرعة الراية ، باطفالها وصغارها وشبابها ونسائها وكهولها لتصد القطعان الفاشية والكهانية ، وبذلك برت بوعدها ، منذ ان اعلنت هذه العناصر اليمينية المتطرفة اقتحام القرية . فلم تستسلم ، ولم تركع ، ولم تسمح بدخولها وخدش كرامتها ، وقالت كلمتها الاولى والاخيرة بصوت عال، وبكل حدة وشجاعة : لا للزيارات الاستفزازية التحريضية ، واننا هنا باقون في وطننا وعلى تراب ارضنا ، ولن نرحل..!
وفي غمرة هذا اليوم التاريخي المشهود عاودتني من اعماق ثورة العام 1936اهزوجة شعبنا الرائعة :
يا طلت خيلنا من قاع الوادي
عوايد رجالنا تكيد الاعادي
ويا طلت خيلنا من وادي عارة
عوايد رجالنا بتصد الغارة
وها هي "مصمص" تكيد الاعادي وتصد الغارة ، وتقف كالمارد والجبال والفولاذ الصلب، في وجه كل العنصريين والفاشيين .
نعم ، لقد وقفت مصمص لوحدها في الميدان ، ولم يشاركها سوى عدد قليل من الناشطين السياسيين وبعض اعضاء الكنيست العرب والوفود التمثيلية ، التي تعد على اصابع اليد. والعتب كل العتب على العديد من اعضاء الكنيست العرب والقيادات السياسية العربية ورؤساء السلطات المحلية في المنطقة والوسط العربي ، واهالي قرى طلعة عارة ، الذين غابوا او تغيبوا عن هذا الحدث السياسي ، الذي له ابعاده ودلالاته السياسية ، فلم يلبوا نداء الواجب الوطني والانساني والاخلاقي بالوقوف مع اهلها وناسها.
ان كل واحد منا يشعر بالفرح والغبطة الصادقة المجبولة بالمسؤولية العميقة ازاء الوقفة الجبارة الشجاعة والمسؤولة لابناء القرية ،والتنظيم الرائع والانضباط الشديد ، والالتزام بقرار الاضراب العام بشكل واع ومسؤول وعقلاني، في تصديهم وتحديهم لابن ايري ولقطعان اليمين الفاشي وزبانيتهم .وعلى هذا الاساس الواضح والوحيد والصحيح كسبنا الود والحب والاحترام والتقدير. وعليه، فاننا مدعوون جميعاً بكل مسؤولية وطنية مواصلة نهج الوحدة ، الذي اثبتت الايام والحياة صحته من اجل ضمان بقائنا وتطورنا وكرامتنا ومستقبلنا فوق هذه الارض ، ارضنا، وفوق هذا الوطن ، وطننا ، الذي لا وطن لنا سواه .
اننا نحبك يا "مصمص" ونعتز ونفتخر بابنائك ووقفاتهم المشرفة ، ماضياً وحاضراً . وكما قال الشاعر عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) زيتونة فلسطين :
كلما حاربت من اجلك احببتك اكثر
اي ترب غير هذا الترب من مسك وعنبر
اي افق غير هذا الافق في الدنيا معطر
كلما دافعت عن ارضك
عود العمر يخضر
وجناحي على القمة ينشر.
وفي النهاية تحية حب من القلب لكل الذين وقفوا وذادوا عن حياض وشرف وكرامة "مصمص" في وجه العناصر اليمينية المتطرفة، وابدا على هذا الدرب.
0 comments:
إرسال تعليق