"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".. أتذكر هذا القول العظيم من سيدنا المسيح عندما أتأمل الوضع في لبنان و من حولى، وأتأمل كل الأحداث التى أصبحت تتلاحق كل دقيقة، ولنكون صرحاء مع أنفسنا.. فمن منا لم يدفع يوما رشوة لتسهيل إجراءات لأوراق تخصه، من منا لم يستخدم "الواسطة" لإنجاز عمل أو للوصول لخدمة معينة، من منا لم "يجارى أموره" مع رؤسائه من أجل أن يكون مرتاحا فى عمله، من منا لم يشارك بسلبية فى السكوت على أمور كثيرة خطأ يراها ولم يتحرك أو يفعل شيئا... كثير من الأمور السلبية فى مجتمعنا شاركنا فيها بشكل أو بآخر، على الأقل بصمتنا عنها، فإذا أردنا أن نفتح حساب الفساد، فسوف نفتح حساب اربعة مليون مواطن شاركوا أو تفاعلوا مع الفساد بشكل أو بآخر.

وما يثير غثيانى أيضا عندما يهاجم الفاسدين فاسد آخر وأن يخرج علينا أشخاص نعلم جيدا تاريخهم ليأخذوا أدوارا نضالية مثالية، والمثل البلدى يقول: "من بيته من زجاج لا يحدف الناس بالحجارة" فإلى متى سنظل فى هذه الحلقة التى نلف داخلها ولا نخرج منها. إن محاربة الفساد الداخلى فى أنفسنا سيحتاج إلى وقت طويل وهو ما يجب أن نبدأ به من الآن، باني لبنان الشهيد رفيق الحريري رئيس الوزراء السابق رحل، وهو ما كنا نكيل له الاتهامات بأنه وراء تأخرنا، وديوننا فماذا ننتظر؟!.. الساحة مفتوحة الآن والكرة فى ملعبنا.
ولكنى عندما لا أربط الحزام فى السيارة لأنه لا يوجد قانون، وعندما أسير بعكس الاتجاه لأنه لن يحاسبنى أحد وعندما لا أذهب لعملى فى مواعيدى لأن المدير لن يحاسبنى فى هذا الوقت، وعندما أتهجم على ضابط شرطة لأنه يريد أن يحاسبنى على خطأ ارتكبته، وعندما وعندما وعندما... فإننا سنتحول إلى فاسدين وإلى مضللين وسنكون أسوأ ممن نحاسبهم الآن من أعمدة هذه الحكومة الفاشلة ، وكلنا نتذكر كلمة "أنت ما بتعرف عم تحكي مع مين، أو أنت ما بتعرف أنا ابن مين" وهى كلمات كانت تقال لإرهاب المسئول حتى لا يتخذ إجراءا ضد المتحدث، والآن أصبحنا نفعل الخطأ دون أن نحتاج أن نكون ولاد فلان ولا علان، فهل هذه هى السواسية والعدالة، ماذا ننتظر لكى نتخلص من فسادنا وسلبياتنا..
0 comments:
إرسال تعليق