الذباح .. الضحوك .. القتّال/ مجدى نجيب وهبة


** هذه الكلمات وردت فى رسالة أرسلت من إرهابى القاعدة فى أفغانستان وجبال طورا بورا تحت قيادة زعيمهم الجديد خلفا لأسامة بن لادن "الدكتور المصرى أيمن الظواهرى" إلى التكفيرى السلفى "الدكتور ياسر البرهامى .. قائد المدرسة السلفية بالأسكندرية" .

** هذه الرسالة التى أرسلت من تنظيم القاعدة إلى تنظيم السلفيين والإخوان المسلمين هى نفس مضامين الفتاوى التى أتحفنا بها دكتور ياسر البرهامى فى برنامج "الحقيقة" الأسبوع الماضى بمباركة الزعيم الروحى للإخوان الجدد الأستاذ "وائل الإبراشى" ، وكان ذلك على الهواء مباشرة ، بقصد التحريض ضد أقباط مصر .. ونحن نتذكر حينما قام الأستاذ "الإبراشى" بإستضافة رئيس الطائفة البهائية .. ونقل حواره على الهواء مباشرة ، وقام أحد زعماء الحركات الإسلامية بتكفيره على الهواء .. فما هى النتيجة؟!! .. قامت الجماعات الإسلامية والجهادية بقرية الشورانية بمحافظة سوهاج بحرق جميع منازل البهائيين وجعلتهم يهربون من القرية ، ولم يملك رجال البهائيين وزعمائهم إلا تقديم بلاغ للنائب العام فى هذا الوقت ضد وائل الإبراشى الذى يبدو أنه لم يحقق فيه منذ عدة سنوات وحتى الأن .. وهو ما يؤكد أن الحوار الذى أداره الإبراشى مع السلفى ياسر البرهامى ما هى إلا دعوة جديدة من الدعاوى الجهادية لقتل الأقباط وتدمير كنائسهم .

** ودعونا نتساءل .. ما هو الذى يربط بين تنظيم القاعدة والمخربين فى مصر ، وكيف يتم الأن التنسيق بينهم .. نعم نحن نعلم أن تنظيم القاعدة لا يكف عن العمل وإصدار الفتاوى بإسم الإسلام .. تدمير وتخريب وسفك دماء الأبرياء فى العديد من الدول .. لكن تظل مصر بالنسبه له هى درة التاج والثمرة الناضجة التى يجب أن تسقط فى حجره والباب الملكى الذى بدخوله ستقوم لهم دولة الخلافة التى يبغون الوصول إليها ... وهم على أتم إستعداد لدفع كل غال ونفيس من أجل الوصول إليها وحصارها ..

** قبل نكبة 25 يناير حاول رجال هذا التنظيم إختراق مصر أو دخولها ولكنهم عجزوا عن تحقيق هذا الهدف ، فماذا عن الوضع بعد 25 يناير ، بالقطع الجميع يعلم وليس بالسر ، أن مصر إخترقت من جميع الأنظمة الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم القاعدة .. وقف الجميع يشاهد هذه المسرحية الهابطة ، دون أن يحرك ساكنا بل حرض عليها وشجعها ، وحينما شعرنا بالخطر وأنها ثورة إخوانية مدمرة ظللنا نكتب وتصرخ أقلامنا وناشدنا الجميع دون جدوى !! ..

"رسالة إرهابي القاعدة"



** "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزة ونفثة ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشيعة الكفرة والعملاء الطواغيت وكافة المجرمين أهل الشيطان اللعين وأن يحضرون ، الحمد لله قاصم الجبابرة ملك الملك القوى القهار ذو البطش الشديد ، وصلى اللهم على بنى الملحمة "الذباح" ، "الضحوك" ، "القتال" ، "قائد الصحابة والمجاهدين" ، "المبعوث بالسيف" ، وعلى أله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم النشور إلى الأهل والأحباب أنصار دولة الخلافة المرتقبة .. أيها المسلمون إن طاغوت مصر كبقية الطواغيت ، قد جند ومنذ زمن جيشه لذبح وسجن وتعذيب المسلمين داخل سراديب المخابرات .. ها هو عرض نبينا ينتهك من قبل النصارى الحاقدين بمصر ، وها هم عبيد يهود يسومون المسلمين والذين أسلموا من الكفار سوء العذاب فى غيابات الذل والموت فى حين نصارى مصر يشتمون النبى "صلى الله عليه وسلم" ، ويعيشون مترفين بشعار "الدين لله والوطن للجميع" ، والجملة دى قمة الكفر والمكر للإسلام وأهله ويتبجحون بالدعم الذى يتلقونه من السفارتين الإسرائيلية والأمريكية .. أما منا رجل رشيد ، فوالذى بعث محمدا بالحق لهى نفس السياسة الإستخباراتية التى يقوم بها الدعم الغربى والتحالف والأمريكان الغزاة على أرض الخلافة دار السلام .. دار الرشيد .. فيا أمة الإسلام على أرض الكنانة فجروا جهاز أمن الدولة مصر "القاهرة .. لاظوغلى .. مدينة نصر" ، وخلصوا بذلك أسرى المسلمين من قبضة بنى يهود .. حرروا أنفسكم من الذل والإستعباد .. إحرص على أن تتربص بالمخبر والشرطى والمباحث ، والمخابرات والعسكر وكل من رفع لواء الطاغوت حتى لا يتربص بك وإحرص على قتله قبل أن يقتلك .. إسجنه قبل أن يسجنك .. ولا يقول لى أحد أن هذه المسائل العظام تحتاج إلى أموال ، فها هى عربات نقل أموال البنوك الكفرية تنتقل أمام ناظريك كل يوم يامجاهد .. يا مسلم ، فإغتنمها لتكون نار جهاد وإستشهاد ضد المجرمين .. كل أموال البنوك فى العالم حلال على المسلمين .. إغتنمها فى الحرب الأن وهذه الساعة .. فإلى متى سنبقى جبناء .."

التوقيع : أبا عمر البغدادى الحسينى القريشى ..

** نعم هذه الرسالة كما تم نشرها بأحد الصحف منذ أربع سنوات دون نقصان أو زيادة !! .. لقد وصفت الرسالة رسول الإسلام بالذباح .. القتال .. وهو يتكلم بإسم الله ، كما تناولت بعض فقرات الرسالة الأمر للمجاهدين بتجهيز الحزام الناسف والسلاح ، فليس أمام المجاهد إلا ثلاث خيارات لا رابع لهم ..

إما أن تنجو بأمر الله تعالى أو تقتل بعضهم فتمهد الطريق لبقية إخوانك الذين سيتأسون بك فى زمن الوهن أو تستشهد بكرم من الله عليك ، فتكون قد فجرت الكفرة ومحقتهم عن بكرة أبيهم ..
إما أنه يا أخى بدون سلاح فلن تتمكن من الحصول على أى من الخيارات السالفة وإنما مصيرك العذاب والكهرباء والتعليق على شبابيك الحديد والغماية على عينيك وياويلك وسواد ليلك لو تلمس الغماية ، هذا ما يسمونه قانون الإرهاب .. إن فى غياباتهم .. قاتلهم الله .. إجرام كفر لا مثيل له ..
** نعم هذه هى رسالة تنظيم القاعدة إلى حزب الشيطان فكل أفكارهم شيطانية ، لا مكان فيها إلا للقضاء على كل شئ .. فهل هذا هو الإسلام ؟!! .. نعم إن الكل ماعدا رجال القاعدة والإخوان المسلمين كفار ، فالشيعة كفار والأقباط كفار والبهائيين كفار واليهود كفار وكل من يعمل بالدولة كافر ، وإذا كانت الجهات الأمنية فى السابق تعاملت معهم بالإعتقال والتعذيب ، فما هو الحال وقد إنهارت الدولة وسيطر على الشارع المصرى الفكر الإخوانى والسلفى والإرهابى .. فكيف تتصورون الوضع الأن ؟! ، فإن حكومة القاعدة المتمثلة فى الخلافة التى ستكون من وجهة نظرهم راشدة .. لن تتردد عن قتل وذبح من يعارضها .. وسيتم ذلك بمنتهى الرضا لأنه سيكون بإسم الله الذى إختارهم لتنفيذ مشيئته وتحقيق إرادته ، وساعتها لن يكون لدينا خيار فإما أن نخضع لهم وإما سنكون كفار نستحق النحر ..

** هذا هو الوضع الذى تنزلق إليه مصر الأن وللأسف مازال الجميع مغيبون ، والمجلس العسكرى يبدو أنه لا يجيد اللعب مع الإخوان .. نعم هذا هو الوضع القادم وهذه الرسالة سوف تتحول إلى رصاص وقنابل معدة فى أيدى صبية وميليشيات الإرهابيين ، وحينما تصدر الفتاوى التكفيرية تتحول هذه العقول إلى الضغط على الزناد لقتل الكفار وتفجير المعارضين .. فى مصر ملايين العاطلين والمحبطين والمكتئبين والكارهين للنظام السابق الذى شردهم وجوعهم وسرق حقوقهم .. هؤلاء تحول بعضهم إلى جنود لتنظيم القاعدة .. ولا يحتاج التنظيم إلى جنود لتنظيم القاعدة يهربهم من غزة أو أفغانستان إلى مصر ، فلديه رجاله المستعدون لتنفيذ كل ما يطلب منهم وذلك كله مرضاة لوجه الله ..

** ليس لدى رغبة فى إثارة الفزع ، فالفزع أصبحنا نتعايش فيه يوميا .. ليس لدى رغبه فى دفن رؤوسنا فى الرمال ، فالوقت يداهم الجميع والجميع بلهاء ومغيبون .. الجميع يعملون ضد مصر لتدميرها ، ليس هناك مجالا للشك أو الكذب بعد فضح الإدارة الأمريكية لبعض المنظمات الحقوقية والسياسية وحركات 6 إبريل التى حصلت على أموال طائلة .. ولم تنفذ الأجندة الأمريكية والمؤامرة الصهيونية حتى الأن .. البعض قبض ثمن خيانته للوطن .. نعم علينا أن نعترف أن المحرك الرئيسى لهذه الفوضى والتى أطلقت عليها الإدارة الأمريكية "الربيع العربى" .. هى نفس الإدارة التى يرأسها أوباما .. نعم علينا أن تكون لنا القدرة والشجاعة على الإعتراف بذلك ، ولكن للأسف لقد تحدينا أقباط المهجر .. تحدينا أقلامهم أن يكتب قلم واحد لإدانة أمريكا .. ولكننا كسبنا الرهان فالجميع يكتبون عن الفوضى ويتحدثون فى الإعلام المرئى عنها ، والإنفلات الأمنى والبلطجة التى سادت الشارع المصرى , والمستقبل الضبابى ، لكن لم يذكر أحد سواء كاتب أو إعلامى كلمة واحدة عن من حرك هذه الفوضى ومن خطط لها ومن رسم هذا السيناريو ..

** وللأسف أقباط المهجر حتى الأن ليس لهم أدنى موقف يحسب لهم سوى بعض التنديدات التى تنطلق على إستحياء أو بعض المقالات التى لا ترتقى إلى هذا المستقبل المظلم التى إنزلقت إليه مصر ، وحتى لا أكون متجنى عليهم تذكروا ماذا فعل العالم الإسلامى عندما أغتيلت السيدة مروة الشربينى على أيدى أحد النازيين والذى ثبت أنه مختل عقليا .. ثارت الدنيا وخرجت المظاهرات تندد بالحكومة الألمانية ولم يكن أمام الحكومة الألمانية إلا الإعتذار وتوقيع أقصى العقوبة على المتهم .. وللأسف أقباط المهجر يعلمون قبل غيرهم بمباركة الإدارة الأمريكية لوصول جماعة الإخوان لكرسى الحكم وتأييدها لذلك ، حتى المعتوهة الجديدة السفيرة الأمريكية "أن باترسون" ، لم تجد ما تقوله للسيد المشير إلا تطلع الإدارة الأمريكية للتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين ، ورغم ذلك لم تخرج مظاهرة واحدة لأقباط المهجر تندد بالسياسة الأمريكية وتدخلها السافر بالدسائس والمؤامرات الدنيئة ضد أقباط مصر ، وتعاونهم التام والمعلن والممول لجماعة الإخوان المسلمين فى ظل حكم الإرهابى "أوباما اللقيط" ، كان يكفى الخروج للتنديد بالأحداث الجارية فى مصر منذ نكبة 25 يناير ، ولكن للأسف إنطلقت أقلامكم للتمجيد فى 25 يناير وأطلقتم على ثورة 23 يوليو 1952 إنقلاب عسكرى .. "راجعوا أحد الحقوقيين الأقباط الذى تواجد بصور دائمة فى مصر بعد نكبة 25 يناير" ، وهو الناشط الحقوقى الأستاذ وليم ويصا ، وقد حاول أن يلقى كلمة أثناء إندلاع أحداث فوضى 28 يناير على المنصة فى ميدان التحرير ، ولكن يبدو أن الزعيم الهمام "محمد البلتاجى" قد منعه وهو ما أغضب ويصا .. ولكن ما إندهشت له أن يقول كلمة فى أحد المناسبات القبطية وبمناسبة وبدون مناسبة يتحدث ويكرر حديثه عن ثورة 23 يوليو 1952 بأنها إنقلاب أما فوضى 25 يناير فهى ثورة مجيدة ..

** ولم يختلف ويصا عن بعض الإعلاميين بالخارج أو الكتاب أوالقنوات الفضائية القبطية ، والبعض منهم يزعمون إهتمامهم بالملف القبطى ولكن الحقيقة هو إهتماماتهم بأشياء أخرى يعلمها الجميع ..

** نعم ليس لنا تدخل فى شئونكم ولكن أنتم الذين تتدخلون فى شئون أقباط مصر بصورة أقل ما توصف بها إنها مقززة حتى لو إختلف معى الجميع .. لم نرى إدانة أى قلم للإدارة الأمريكية وهى تمهد منذ أكثر من عدة أعوام لوصول الإخوان المتأسلمين إلى الحكم ولا مانع أن نذيّل الترحيب بكلمة "أن يلتزموا بالديمقراطية وإحترام عقيدة الأخرين" .. ، فى الوقت الذى يتعرض فيه يوميا الأقباط للقتل وهدم كنائسهم وحرقها ..

** نعم لم يعد يشغل بعض أقباط المهجر إلا محاكمة مبارك .. أما الإرهاب الذى يعيشه الأقباط من هدم الكنائس إلى القتل إلى فرض الإتاوات إلى خطف البنات ، فهذا لا يهمهم .. المهم هو كيف يتم محاكمة مبارك حتى تعم الفرحة والسعادة والتى نراها عبر وسائل إعلامهم وهم يتحدثون عن الرئيس المخلوع والفرحة تكاد أن تفط من عيونهم .. هذا هو الوضع فالمستقبل ليس فيه أدنى أمل ، فالأمل الوحيد هو حسم تلك الأمور قبل أن تستفحل وقبل أن يعم الخراب مصر وقبل أن تتحول إلى بحور من الدماء فنحن نرى فتنة طائفية كل يوم تتصاعد فى كل شبر من أرجاء مصر .. ولا يحرك أحد ساكنا .. وسؤالنا للجميع .. ماذا تنتظرون .. وماذا بعد ؟!!! .

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: