سباق التزكيات وحملات إنتخابية سابقة لأوانها بحي سيدي البرنوصي/ علي مسعاد


تعيش عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، كغيرها من عمالات و إقاليم المملكة ، هذه الأيام ، على إيقاع صفيح سياسي ساخن ، كما إرتفعت بها وتيرة ، السباق على الكرسي ، عبر حملات إنتخابية سابقة لأوانها ، بطعم المساعدات الإنسانية و الدخول المدرسي ، سواء هنا في حي سيدي البرنوصي أو سيدي مومن ، خاصة وأن موعد الاستحقاقات البرلمانية السابقة لأوانها ، لم يتبق عنه إلا أسابيع قليلة قادمة .
وهي مناسبة ، وجدتها بعض الوجوه السياسة بالمنطقة ، سانحة للظهور من جديد ، عبر المشاركة في دوريات كرة القدم ، أو توزيع المحفظات المدرسية أو تقديم خدمات إنسانية ، من أجل تلميع صورها أمام الرأي العام و الظهور بمنظر المنقذ وهي التي ساهمت في تردي الأوضاع بالمنطقة ، جراء سوء تسييرها للشأن المحلى والعام ، طوال سنوات إنتذابها ، حيث راكمت خلالها عدة ثروات وشيدت عدة عقارات ، وضيعت على المنطقة عدة مشاريع ، كان بإمكانها أن تمتص عدد العاطلين بالمنطقة .
فعودة نفس الوجوه القديمة ، للظهور من جديد على الساحة السياسية بالمنطقة وهي التي اختفت منذ الإعلان عن فوزها بمقعد سواء داخل مجلس الجهة أو المدينة أو البرلمان ، و اعتمادها على أساليب قديمة ، في استقطاب الأصوات ، رهين بسد الباب أمام الشباب ، ليقول كلمته في الشأن المحلي والعام ولفئة النساء القادرات على تقديم مقترحات عملية وعلمية ، للخروج بالمنطقة من عنق الزجاجة .
فنتيجة ، لسوء تدبير ملفات المنطقة ، وغياب مشاريع استثمارية من شأنها إمتصاص عدد العاطلين بالمنقطة ، الذي إرتفع بسبب الإغلاقات التي طالت الشراكات بالحي الصناعي بالمنطقة ، ساهم بشكل كبير في إرتفاع وتيرة " الفراشة" والباعة الجائلين ، بتراب العمالة ، كما كان من أسباب إرتفاع جرائم النشل و السرقة بين المراهقين وشباب المنطقة .
المنطقة ، التي أصبحت تحتاج إلى أساليب جديدة في إدارة الحملات الانتخابية و إلى تقديم برامج واقعية تهم الشأن العام والمحلى و ليس إلى توزيع الإكراميات و التحركات التي تبدو في ظاهرها " توزيع " المحفظات المدرسية و المساعدات الخيرية على الفقراء والمحتاجين وفي باطنها " حصد " مزيد من الأصوات ، لضمان كرسي سواء بمجلس المدينة أو مجلس الجهة أو قبة البرلمان ، مما أصبح يستوجب إحداث لجنة تصحيحية لمحاربة الوجوه التي دأبت على احتكار الكراسي دون الآخرين ، الذين يملكون القدرة على خدمة الشأن العام والمحلي عوض خدمة مصالحها الخاصة والذاتية .
فسباق التزكيات التي تعرفها مقرات بعض الأحزاب السياسية ، هذه الأيام ، الخاصة بالإنتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر 2011 ، كفيل بأن يضع الأحزاب السياسية الوطنية ، أمام إمتحان عسير ، هل سترجح فئة الشباب عوض الوجوه التي عمرت طويلا ؟ا أم أنها ستمنح تزكيتها لنفس الوجوه ضاربة عرض الحائط ميثاق الشرف التي يجمعها بالمواطن وذلك بتحكيم ميزان " النزاهة ، الكفاءة ، المواطنة " أم المسؤولية ستكون من نصيب من يملك أكثر و لمن يعرف من أين تؤكل الكتف ؟ا
لأن ساكنة حي سيدي البرنوصي ، قد فقدت الثقة في الوجوه القديمة و أصبحت تبحث عن الجديد والتجديد ، سواء في الآليات أو الأساليب التي من شأنها أن تدفع بالمنطقة إلى التنمية الشاملة وفي كافة المجالات والقطاعات الحيوية بتراب المنطقة ، التي أصبحت تحتاج اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى أبنائها الأبرار ، خاصة وأنها غنية بمواردها الإقتصادية ، الشيء الذي يجعلها قبلة صراع المتنافسين من أجل ولوج بوابة البرلمان

CONVERSATION

0 comments: