استشهد الاسير ميسرة ابو حمدية في قسم العناية المكثفة في مستشفى سوروكا عند الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/4/2013 بعد معاناته من مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي .
أن التاريخ يسجل ابشع جريمة واخطر عمل منظم لقتل الاسير ميسرة مع سبق الاصرار وارتكاب مؤامرة متعددة الاطراف شاركت بها مدرية السجون العامة والمخابرات الاسرائيلية بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ بالإفراج عنه .
أبو حمدية الاسير فقد الوعي عدة مرات وسقط أرضا وأصيب بجروح، ولم يستطع الكلام بسبب تفشي مرض السرطان في الغدد والحنجرة ... كل هذا كان في ظل صمت مدرية السجون وعدم الاهتمام والاكتفاء بحبة الاسبرين لتقديمها له لعلاجه رافضة كل النداءات لإطلاق سراحه ولموت بين اهله وأولاده علي الاقل ..
أبو حمدية الاسير خلال الشهرين الأخيرين ومنذ اكتشاف السرطان لديه طرأ تدهور متسارع وكبير على وضعه الصحي وعانى من انتفاخ في الغدد الليمفاوية، وهبوط حاد في الوزن، وعدم القدرة على النطق وأوجاع في كافة أنحاء الجسد، خصوصا الأضلاع والعضلات وعدم استطاعته النوم ليلا ونهارا من شدة الألم.
وأخيرا كان المشهد المؤلم أبو حمدية الاسير يعود جسدا بلا روح ويبقي اسما خالدا في ذاكرة الفلسطينية ويكون من بين المخلدين فهذا هو الشهيد الاسير البطل ميسرة ابو حمدية (64) عاما يبقي بطلا خالدا في الذاكرة الفلسطينية وينتصر علي قمع الجلاد مسجلا ابشع قصة لموت اسير في سجون الاحتلال .. موحدا شعبنا الفلسطيني ومعري حقيقة الاحتلال وكاشفا الوجه الحقيقي عن الاحتلال المسخ حيث قام رجال ( الشين بيت ) ومدرية السجون العامة الاسرائيلية بقتله وتصفيته حيث اصدر ( يورام كوهن رئيس جهاز الشين بيت الاسرائيلي ) قرارا بقتل الاسير ميسرة ابو حمدية رافضا اطلاق سراحه والذي استشهد بعد معاناته من مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي ورفض مدرية السجون العامة ورئيس جهاز الشين بيت الاسرائيلي باطلاق سراحه .
أن الشهيد الاسير البطل ميسرة ابو حمدية فضح الاحتلال وكان مرضه شاهدا علي جرائم الاحتلال الاسرائيلي الوقحة والفاضحة بدون ادني شك لشكل مادة قانونية لمحاكمة القتلة والمجرمين من اعضاء ( جهاز الشين بيت الاسرائيلي ) والمطالبة بمحاكمتهم كمجرمي حرب وقتلة لإصدارهم احكام الاعدام بحق الاسري في السجون الاسرائيلية ..
ولعل هذا يدفعنا اليوم الي ضرورة المطالبة بلجنة دولية عاجلة للتحقيق في ظروف استشهاده وتعرضه لإهمال طبي متعمد منذ سنوات بشكل عاجل وسريع لتحقيق مع مدرية السجون العامة وضباط الشين بيت في جريمة قتل الاسير حمدية حيث تتحمل حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومصلحة السجون المسؤولية عن هذه الجريمة.
أن استشهاد الاسير البطل ميسرة ابو حمدية دليل آخر على خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال، وظروف سجون الاحتلال وزنازين التعذيب وما يعانيه الأسرى في السجون من اشكال التعذيب والإهمال الطبي المتعمد والممارسات اليومية التي تفوق تصورات العقل البشري بحق الاسري الفلسطينيين ، وتلقيهم معاملة وحشية وقاسية على أيدي القائمين على السجون بشكل منهجي مدروس مسبقا من اجل النيل من صمود الاسري في سجون الاحتلال .
أن استشهاد الاسير ابو حمدية يدفعنا للعمل مجددا وبقوة من اجل ادانه الاحتلال ومحاكمته وان هذه القضية ليست قضية فردية، وإنما قضية حقوق جماعية تنتهكها سلطات الاحتلال، مستخدمة ابشع وسائل القمع والتنكيل بالإنسان الفلسطيني وبات من المهم العمل علي فتح السجون الاسرائيلية امام وسائل الاعلام العالمية وإخضاع حكومة الاحتلال وإدارة السجون والمعتقلات للتفتيش والرقابة الدولية والمساءلة على انتهاكاتها، وضمان تطبيق القانون الدولي والقانون الانساني الدولي على الأسرى الفلسطينيين .
اننا هنا نعود ونتساءل بقوة اين هو دور منظمة الصليب الاحمر الدولية وتلك المواقف الصامتة والمريبة في نفس الوقت لهذه المنظمة التي تتابع شؤون الاسري في سجون الاحتلال الاسرائيلي وتطلع علي الحقائق والممارسات الاسرائيلية تجاه الاسري .. وهنا وبعد الاعتراف الدولي في دولة فلسطين كعضو مراقب بات من الضروري العمل علي تطبيق معايير القوانين الدولية الخاصة بالتعامل مع اسري الحرب وان بنود القانون الدولي الإنساني وقوانين الاحتلال الحربي لا تزال تنطبق على الأراضي ألفلسطينية التي تنص على استمرار تطبيق بنودها طوال مدة الاحتلال ما دامت الدولة المحتلة تمارس وظائف الحكومة في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال وهنا يجب معاملة الاسري الفلسطينيين كاسري حرب ضمن المعايير الدولية وبات من المهم الان أن لا تقف منظمة الصليب الاحمر الدولي صامتة عاجزة لا تعمل أي شيء سوى الزيارات الشكلية للأسري فلسطين في سجون الاحتلال .
أن ( سياسة الإهمال الطبي المتعمد ) باتت السياسة القائمة التي تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية ضد الاسرى الفلسطينيين كأسلوب من أساليب التعذيب والتنكيل والقمع الغير قانوني والمخالف لاتفاقية جنيف والتي يعاقب عليها القانون الدولي .
أن ( الصمت الدولي ) الـمريب يشجع إسرائيل على تصعيد جرائمها البشعة بحق الأسرى والـمعتقلين حيث المطلوب اليوم من المؤسسات الحقوقية الدولية زيارة مختلف السجون الإسرائيلية للإطلاع على خطورة الأوضاع التي يعيشها الـمعتقلون في السجون الإسرائيلية لكشف وجه الاحتلال الاسرائيلي البشع وحاكتهم علي هذه الجرائم التي ترتكب بحق الاسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية .
اننا نشعر بالخطر الشديد الذي يحدق بالأسرى المضربين عن الطعام ويتحتم على العالم التحرك العاجل لضمان اطلاق سراحهم قبل أن يتم قتلهم بدم بارد وإعدامهم علي ايدي ( رجال الشباك الاسرائيلي ) حيث أن حالتهم الصحية تتدهور يوميا ناهيك عن اعتقالهم في ظل مخالفات واضحة وصريحة للقوانين الدولية ..
فهل سيتحرك الصليب الاحمر الدولي ام سننتظر جثمان الشهيد القادم .. !!!؟؟؟
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
0 comments:
إرسال تعليق