فى ذكرى أعياد النصر.. مصر تحتفل بنكسة 25 إبريل/ مجدي نجيب وهبة

** يبدو أننا لم نعد فى زمن الغباء والبلاهة فقط .. بل إنتقلنا إلى ما هو أسوأ من ذلك ، وهو الإحتفال ليس بذكرى الإنتصار العظيم لتحرير سيناء .. بل هو إحتفال بنكبة ونكسة أصابت مصر وإحتلتها جماعة الإخوان .. وضاعت سيناء التى يجب أن نخجل من أنفسنا عندما نذكر أننا نحتفل بذكرى تحرير سيناء ..
** عقب نصر أكتوبر العظيم فى 1973 .. كنا نحتفل بذكرى تحرير سيناء فى السادس من أكتوبر من كل عام .. هذه الحرب التى ترتبط بذكرى أقوى إنتصار للجيش المصرى وللسياسة المصرية التى إنتهت فى زمن قياسى بأقل خسائر مصرية ممكنة ، وبأكبر خسائر إسرائيلية فادحة فى الجيش الإسرائيلى والمعدات ..
** أما على الجانب السياسى .. فقد إنتهت مفاوضات "كامب ديفيد" 1978 .. والتى قضت بإنسحاب إسرائيل من كل شبر فى سيناء .. وكان إنسحابها مرحلى .. وكانت أخر مرحلة هى منطقة طابا ، ومساحتها كيلو متر مربع واحد ، وبها فندق طابا العالمى ، وموقع عسكرى .. وكان الإتفاق أن يتم الإنسحاب وتسليم طابا فى 25 إبريل 1982 ...
** بعد إستشهاد الرئيس "أنور السادات" فى حادث المنصة فى أكتوبر 1981 .. وتولى مبارك الرئاسة .. تراجعت إسرائيل فى مسألة الإنسحاب من طابا بدعوى إنها أرض إسرائيلية .. ولجأت الإدارة المصرية إلى التحكيم الدولى ، والذى إستمر ما يقارب من ثمانية سنوات .. إنتهت بالتصديق على الحكم لصالح مصر ..
** بعد إسترداد طابا .. بدأ الإعلام بطمس حقائق نصر أكتوبر ، ولم نعد نسمع عن نصر أكتوبر سوى عظمة الضربة الجوية ، وإسترداد "طابا" ، ونسب الرئيس مبارك كل إنجازات نصر أكتوبر لشخصه ، وبدأ الإعلام يتجاهل دور السادات ، أو شهداء الجيش المصرى البواسل فى السادس من أكتوبر 1973 ..
** وهلت علينا نكبة 25 يناير 2011 .. وكانت عبارة عن خروج جماعى لمجموعة عريضة من الشباب المصرى الثائر .. مطالبا بحقه فى الحياة .. رافعا شعار "عيش – حرية – عدالة إجتماعية" ..
** كان الظاهر هو الخروج للتنديد بالفساد والظلم ، والمطالبة بالتغيير .. وهو ما أقنع الكثير بالخروج .. وإقتنع الشعب بالوقوف صفا واحدا .. ولكن الحقيقة إنه كان مخطط على كل المستويات للوصول إلى نقطة البداية وهى "إسقاط النظام" .. ورغم التعديلات الجذرية التى قدسها الرئيس مبارك ، وتعهد بعدم ترشيح نفسه مرة أخرى ، وإختياره الحكيم للراحل "عمر سليمان" أن يكون نائبا له ، وهو الإسم الذى إتفق عليه كل فئات الشعب .. إلا فصيل واحد ظل يرفض أى إصلاحات أو حوار إلا بعد سقوط النظام ورحيله ..
** وبالفعل رحل مبارك .. ومنذ هذا التاريخ ، دخلت مصر فى فوضى خلاقة وأحداث دموية ومشاكل طائفية .. حتى إنتهت كل هذه الفوضى بدعم أمريكا لوصول الإخوان لسدة الحكم ...
** منذ هذا التاريخ .. بدأ العد التنازلى لسقوط مصر ، وسقوط دولة القانون .. فرغم أن القوات المسلحة تعلم قبل غيرها وتدرك خطورة هذا التنظيم الدولى الذى يحكم مصر .. إلا أننا رأينا وشاهدنا دور القوات المسلحة فى تسليم مصر للإخوان .. وتلك التمثيليات الفاضحة والفجة بإعلان محمد مرسى العياط رئيسا لمصر .. وإنتهت هذه التمثيليات بإقالة المشير "طنطاوى" ، والفريق "عنان" ، والعديد من لواءات المجلس العسكرى !!! ...
** لن أعيد سرد الفوضى التى تعيش فيها مصر .. ويعلمها الجيش جيدا .. بل هو يعلم أكثر من ذلك ، ويعلم أن سيناء أصبحت خارج السيطرة الأمنية ، وأصبحت مأوى للإرهابيين وعناصر تنظيم القاعدة والجهاديين .. وللأسف هناك حملات يطلق عليها "تطهير سيناء" ، و"هدم الأنفاق" .. وتشتعل الحملة ثم تهدأ .. ولا نسمع عنها شيئا .. وهى حملة تشبه حملة شرطة المرافق على الباعة الجائلين .. فالمعروف أنها تطاردهم إلى الشوارع الجانبية ، وبعد أقل من نصف ساعة يعودون لإحتلال الشوارع والأرصفه ...
** الجيش المصرى يعلم قبل غيره .. بأن الجماعة التى تحكم مصر .. تعمل بكل طاقاتها على إسقاط كل المؤسسات وتركيعها .. بدأوا بالشرطة والمحليات والمحافظات والوزارات وبرلمان الشعب السابق المنحل ، وبرلمان الشورى ، وكل مفاصل الدولة .. وهم يحاولون الأن تشويه الجيش المصرى ، وصلت لحد إتهام جهاز المخابرات العامة ، وهو أقوى جهاز فى المنطقة العربية .. حيث صرح "أبو العلا ماضى" ، أن الرئيس محمد مرسى صرح له أن جهاز المخابرات يستقطب 300 ألف بلطجى .. وهذا يعنى أن جهاز المخابرات المصرية يجب تطهيره .. بمعنى أن الجيش المصرى يجب تطهيره .. وهو نفس الأسلوب التى ينتهك مع كل المؤسسات لإسقاطها وأخونتها .. ورغم ذلك نفاجئ بأن الجيش يؤدى التحية للرئيس "محمد مرسى" .. وأغمضت كل القيادات العسكرية العين عن هذا الإتهام الرهيب .. وكأن شيئا لم يحدث ...
** هذا ناهيك عن التلميحات والتصريحات الفجة التى تخرج من محمد مرسى العياط .. تارة فى السودان بإعطائهم حلايب وشلاتين ، وتارة لقادة حماس وقطاع غزة ، بتمليكهم الأراضى المصرية لتحقيق حلم إسرائيل بتوطين الغزاوية فى سيناء ، وضم الضفة إلى الأردن ... والكارثة إنه يعود وينكر كل ما صرح به ، ومازال القادة العسكريين يؤدون التحية لهذا الكذاب ..
** القضاء يحاصر ويهان .. ويتم وصفهم بالملاعين .. وتهدم المحاكم بأوامر مباشرة من محمد مرسى العياط وجماعته .. ورغم ذلك مازال الجيش يؤدى التحية للرئيس محمد مرسى العياط ..
** جنودنا البواسل يقتلون على الحدود فى رفح ، والدلائل وأصابع الإتهام تشير وتؤكد تورط الإخوان وعناصر من حماس .. وتصدر أوامر مباشرة من الرئيس المصرى .. أسف ، أقصد الرئيس الإخوانى "محمد مرسى العياط" بوقف المداهمات على الأوكار الإرهابية فى سيناء .. ويخضع الجيش ، ويصدر القادة العسكريين الأوامر لجنود الجيش بوقف الهجوم .. وتتعهد منظمة حماس بتسليم المجرمين والإرهابيين .. وتمضى الأيام والسنين .. ويتناسى الجميع دم الشهداء وتوضع الملفات فى الثلاجة .. وينتهى الملف بالحفظ .. وعفا الله عما سلف !!! ....
** فى مجزرة بورسعيد .. فجر د."جورجى" كبير الأطباء الشرعيين مفاجأة .. حيث أكد الإعلامى "يوسف الحسينى" بالأمس بقناة "أون تى فى" عبر الإتصال الهاتفى من نيوجيرسى .. إنه لم يتم تشريح جثث الضحايا لهذه المجزرة .. تنفيذا لتوجيهات أحد رموز الجماعة الذى نصح بعدم التشريح .. لأنه على حد قوله هو الفاعل الأصلى لإخفاء جريمته .. وقد أكد كبير الأطباء الشرعيين أن مذبحة بورسعيد حدثت بعد مواجهة بين شباب الإخوان المسلمين ، وألتراس الاهلى .. 
** ألم يكن هذا هو ما أكدناه فى مقالنا عقب هذه المجزرة .. وذكرنا بالنص إنها جريمة ميليشيات منظمة لا تخرج عن منظمة حماس .. لأنها الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين .. وهذه الجريمة صدرت عن جماعة تجيد فن لعبة الكونغ فو ، والكاراتيه ، والجريمة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة .. وخرج الجناة بعدها كما دخلوا .. وصدق الشعب البورسعيدى القصة ، وقبض على بعض المشاغبين وحكم عليهم بالإعدام .. وخرج الشعب يتظاهر ضد الحكم .. فقتل منه 47 مواطن بورسعيدى ، برصاص القناصة .. وثارت بورسعيد مرة أخرى .. وإنفعل الشعب البورسعيدى ، وأعلن العصيان المدنى .. ثم تولى الجيش زمام الامور ..
** ومنذ هذه اللحظة .. هدأت الأمور تماما .. ونسى شعب بورسعيد شهداءه .. لست أدرى أى سبب يجعلهم يصمتون .. هل شربوا شاى بالياسمين .. هل تم تعويضهم سرا .. ووعدهم بعدم محاكمة أو تنفيذ الحكم على المحبوسين .. هل .. هل .. هناك مليون سؤال .. ولكن السؤال الأهم .. هل الجيش المصرى مشترك فى كل ما يحدث ؟ ..
** لقد تناسى الجيش المصرى أنه الملاذ الأخير لهذا الشعب ، وهذا الوطن .. وأذكر القادة العسكريين الذين سمعوا عن "عبد الناصر" ، ولم يروه .. أن "عبد الناصر" عندما شعر بأنه السبب فى نكسة 1967 ، تنحى .. والشعب هو الذى طالبه بالعودة ..
** والأن .. الشعب يطالب بسقوط هذا الرئيس .. وهو يدعى أنه رئيس منتخب .. ويرفض الإستجابة ويسخر من كل الشعب المصرى ، ويزعم أنه قلة مندسة ، وجماعة مخربة ..
** هذا الرئيس فقد شرعيته بعد أن سالت الدماء .. وسقط الشهداء بأوامر مباشرة منه فى الإتحادية ومدن القناة ، وكل محافظات مصر ..
** إن جماعة الإخوان المسلمين .. تاريخها أسود .. وهى جماعة سرية وتنظيم فاشى .. والشعب والقضاء يستنجدون بالجيش .. والجيش يزعم أنه جيش الشعب .. ولكن الحقيقة أننا أصبحنا نشك فى أنه جيش الإخوان .. ورغم أنه يصرح بأنه لن يفرط فى إحتلال أرضه مهما كان الثمن .. والحقيقة أن مصر محتلة من التحرير إلى المقطم .. ومن المقطم إلى كل محافظات مصر .. وجماعة إرهابية تحكم مصر .. فأى إحتفالات تحتفلون بها الأن ؟!!...
** هل هى إحتفالات بضياع مصر .. أم بضياع سيناء .. أم بإنهيار الإقتصاد المصرى .. أم بمحاصرة المحاكم .. أم بإسقاط القضاء .. أم بقتل جنودنا فى القوات المسلحة والشرطة فى سيناء .. أم بالإنفلات الأمنى وترويع المواطن .. أم بإسقاط الدولة بمن فيها ؟...
** ألا تروا معى أن الإحتفال غير لائق فى ظل هذه الأجواء .. وفى ظل وجود رئيس إخوانى يعمل لمصلحة أهله وعشيرته وليس لمصلحة الوطن ؟!!!... الإجابة متروكة لكم ...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: