أخيرا إنتهت الغمة... أخيرا إنتهت نكسة 25يناير الأمريكية الإخوانية الحمساوية وجاءت ثورة 30 يناير المصرية الشبابية المخلصة الخالصة لتحرر من مصر من كابوس الحكم الدينى لنستعيد الدولة المدنية المخطوفة وتعود مصر أم الدنيا بعد أن حولها الإخوان إلى أرملة يتيمة تندب حظها تلطمها الأمواج تحرقها الصراعات يتوارثها أبناؤها وهى على قيد الحياة وجاءت ثورة الشباب لتعطى مصر قبلة الحياة فترد لها الروح وتعود البسمة على وجه كل مصرى مخلص وطنى سعيد بخروج مصر من نفق مظلم وضعنا أنفسنا فيه.
ولكن ماذا بعد ؟ لقد سقط مرسى وإخوانه ولكن القادم أصعب فبعد أن عانينا لعامين ونصف من الهدم وتراكم ركام الهدم حتى كاد أن يدفنا تحته فالجهد المطلوب الأن أقوى وأعتى فعلينا أن ننظر حولنا ونلتقط أنفاسنا ونعيد حساباتنا ولا يغرنا النصر فنعيد نفس المأساة فلو أعدنا المشهد ولكن مع إختلاف الممثلين سينصرف الجمهور عنكم وستجدوا أنفسكم فى نفس المركب الغارقة فعلينا أن نبدأ بالتسامح وإغلاق الماضى بكل سواده وأحقاده فعلينا أن نبدا من الصفر وليس من تحت الأرض فلو إخترعنا العدو الجديد وإستبدلنا مصطلح الفلول والذى أضاع البلاد بمصطلح الإخوان فعندها سنعود مرة أخرى لمحمد محمود وحرق المجمع العلمى لسحل البنات وسحل حمادة ونعود لنوقع من جديد تمرد من جديد وهلم جره.
علينا أن نستلهم تجربة نيلسون مانديلا الذى إستطاع أن يأخذ بيد بلاده ويحولها من دولة عنصرية وإنقسام حاد يصل إلى الكراهية إلى دولة العدل والتسامح فنفضوا الكراهية ووضعوا أيديهم فى ايدى بعض لتلحق جنوب أفريقيا بالبلاد المتقدمة الغنية لأنها رفضت أن تنظر إلى الخلف إنتقاما من هذا وذاك ولم تعط فرصة لأحد لكى ما يصفى حساباته مع خصومة وأعداؤه فليس هناك بعد الأن مسلمين ومسيحين بل مصريين ليس هناك سنى وشيعى بل هناك مواطن مصرى ليس هناك بين متدين وغير متدين أو بين مؤمن وملحد أو بين رجل وإمرأة فالجميع مصريين وليس هناك ميزة لمصرى على مصرى إلا بعمله وكفاءته وحتى من إرتكبوا من الأخطاء السياسية فعلينا إحتضانهم لينضموا إلى مسيرة مصر نحو المستقبل دون إستعلاء أو إستفراد أو إستحواذ فى إطار من مدنية الدولة تحترم كل مصرى إلى أقصى مدى.
يا شعب مصر العظيم لقد نفضت عن نفسك كابوسا بطريقة معجزية أنظر إلى الأمام فأنت مطالب بعمل شاق لكى ما تعود سفينة مصر للإبحار فى بحر المدنية والحضارة فالقادم أصعب لكى ما نصل للسعادة والرقى ونصل لمصر إلى المكانة التى تستحقها فمصر بلدا عظيمة تستحق الكثير كما أنها تمتلك الكثير فتعالوا نضع أيدينا فى أيدى بعض لتعود مصر للجميع ونمسح عنها دمعة سالت بسببنا وبأيدينا لتبتسم مصر من جديد
0 comments:
إرسال تعليق