قرر القضاء المصري حبس الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركة "حماس"، وتهمة ("التخابر مع حماس" هي جريمة فقط في الدولة العبرية يعاقب عليها مرتكبها بأشد العقوبات، كما وجه القضاء ذاته للرئيس الشرعي تهمة الهروب من "سجن طرة"، وهذه تهمة كان من المقبول أن يوجهها نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لا نظام قام بعد ثورة 25 يناير العظيمة.
هاتين التهمتين يتوق أي حر عربي ومسلم إلى أن توجه إليه لأنهما وسامان يعتز بهما في الدنيا والآخرة، فحماس هي عدو الصهاينة رقم واحد وهي من مرغت أنف إسرائيل في أكثر من حرب عدوانية شنتها عليها، والفرار من "سجن طرة" هو يعني الانعتاق من العبودية واحتكار الظلم الذي تقلب فيه الأحرار والشرفاء وأصحاب الأكف البيضاء داخل ذاك السجن البغيض لأكثر من ثلاثين سنة ظلامية. وبالتالي فإن توجيه النيابة العامة للقضاء المصري بعد الثورة المضادة التي قادها وزير الدفاع السيسي ومجموعات "تمرد" ومجموعة "البلاك بلوك" وبقايا فلول النظام السابق ورموز المعارضة البئيسة التي تحلم بمصر مزرعة لها ولأبنائها ومواليها.. هاتين التهمتين للرئيس الشرعي هما أكليل غار يطوق عنقه ووصمة عار في جبين النائب العام والقضاء المصري الذي انحنى بذل وخنوع على أعتاب عسكر اليوم وقد أبى في الماضي إلا أن يكون منتصب القامة في وجه كل من تقلب على حكم مصر من الظلمة والديكتاتوريين فما الذي غيره.. سؤال نضعه في عهدة القضاء المصري!!
لقد مرت على مصر كنانة العرب ساعات عصيبة ومؤلمة في اليومين الماضيين.. صمود فريد لشعب مصر وهجمة شرسة لأعداء الحرية والحياة، فانتصر الشعب رغم أنهار الدماء وارتقاء العشرات من الشهداء في كل ميادين مصر الأبية إلى السماء، تشتكي إلى الله "بأي ذنب قتلتموني"، انتصر شعب مصر الذي اختار الحرية والكرامة في مواجهة الذل والعبودية فملكوا النصر في صبر ساعة.. وكان لهذا الشعب ما أراد.. فهاهو لا يزال يقف شامخاً في كل ميادين وساحات وشوارع مصر من الإسكندرية حتى أسوان، تصدح حناجره "لا بديل عن الشرعية" وانكفأ بلطجية الداخلية ومن والاهم من جماعة تمرد وعصابة البلاك بلوك وبقايا فلول النظام السابق إلى جحورهم خائبين تلاحقهم لعنات الشعب المصري واستهجانه.
وأمام هذا التطور الخطير كان لابد من تحرك عقلاء مصر وحكمائها وعلمائها - وهم كثر - لوضع المبادرات والحلول التي تكفل سلامة الوطن وتمنع عنه الانزلاق إلى مستنقع لا يعلم إلا الله مداه وتداعياته، وبالفعل تحرك العقلاء وسريعاً، فقدموا عشرات المبادرات والحلول التي يمكن أن يتلاقى عليها كل المتخاصمين، وتكفل للجميع حفظ ماء الوجه، ولعل من أهمها مبادرة الدكتور محمد سليم العوا ونخبة من حكماء مصر وعقلائها، ونرجو من الله أن تأخذ هذه المبادرة طريقها إلى قلوب جميع المتخاصمين ليلتقوا عليها ويعملوا بها دون تأخر أو تردد ويطووا صفحة تلك المحنة القاسية المؤلمة، حقناً لدماء المصريين وحفظاً لوحدة تراب مصر العروبة والإسلام.
0 comments:
إرسال تعليق