المجتمع العربي في اسرائيل مشغول هذه الأيام بكل طاقاته وبكل تفكيره في التحضيرات لمعركة انتخابات السلطات المحلية التي ستجري قبل نهاية السنة.
الأمر الذي يهمني هو انتخابات بلدية الناصرة.
اولا كوني ابنا لهذه المدينة، ثانيا يهمني ان لا تغرق مدينتي في ادارات فاشلة، او ادارات طائفية تشوه وجه المدينة الحضاري، ثالثا لا بد من احداث نقلة نوعية فيها تأكيد على خصوصية الناصرة في مجمل الواقع العربي في اسرائيل وخصوصية الناصرة ان تكون الرائدة دائما في احداث نقلة نوعية في تفكيرنا ورؤيتنا المستقبلية، تماما كما كانت النموذج لسائر البلدات العربية في تشكيل الجبهات المحلية، واحداث قفزة كبيرة في المفاهيم السياسية والادارية بالنسبة للسلطات المحلية، رابعا ضمان استمرار نهج تطوير المدينة، خامسا لا بد من تفكير عميق ابداعي للأسف غاب عن المعركة السابقة وعن تركيبة الادارة البلدية، لا اوجه نقدا مباشرا، لكني اعتقد انه حدث خطأ جسيم بعدم اعتماد شخصية يجري تأهيلها لمواصلة الطريق ، انا على ثقة ان هناك شخصيات عديدة ملائمة، السؤال لماذا لم تأخذ مكانها في الادارة الحالية..؟!
لا القي المسؤولية على طرف بلدي بعينه، في حالتنا جبهة الناصرة ورئيس البلدية المهندس رامز جرايسي،لا يمكن التوقع من شخص، مهما كانت قدراته كبيرة، ان يقوم بكل المهام التنظيمية والادارية والسياسية الى جانب المهام البلدية الملقاة على عاتقه ، وتشكل لوحدها هما كبيرا.
السؤال اين هو دور مؤسسات الجبهة وخاصة دور الحزب الشيوعي، فرع الناصرة والتنظيم القطري، الذي لم يعد مرئيا في التأثير على مجتمعنا المدني ، وبالتالي هناك انحسار مؤسف في دوره، ينعكس سلبا على واقعنا الاجتماعي والسياسي وخاصة في الناصرة بالحفاظ على استمرارية ما بدأ في الانتصار التاريخي عام 1975. الفراغ في الحياة الاجتماعية والسياسية تحتله فورا قوى جديدة ليس شرطا انها من نفس التيار.
لا اظن ان الحالة اليوم مريحة والخيارات لتركيب قائمة انتخابات بلدية جديدة ستكون مصيرية.
لا اكتب لأنتقد وآمل ان يقع كلامي على صدور رحبة، انا ايضا قلق من غياب شخصية مركزية ، تواصل مسيرة المهندس رامز جرايسي. اعرف ان هناك اسماء جديرة بمواصلة الطريق، غير انها لم تعط الفرصة ليعرفها الجمهور وتندمج معه بالنشاط البلدي وان تكون هذه الدورة البلدية هي التحضير الأمثل لها على كافة المستويات، الادارية والشعبية.
من هنا اقول باختصار ، ان الحالة التي تواجهها جبهة الناصرة اليوم ليست سهلة. من حق المهندس رامز جرايسي ان يطلب اعفائه بعد ان قدم كل سنوات شبابه في العمل البلدي.
ارفض فكرة "لا يوجد بديل" وارفض فكرة اعادة ترشيحه من نفس المنطلق. (35) سنة من العمل البلدي للمهندس جرايسي تكفي ، وهي سنوات شهدت تحولات جذرية في مدينة الناصرة، كان رامز جرايسي بجدارة ومهنية كبيرة على راس كل المشاريع، بصفته قائما باعمال رئيس البلدية (منذ عام 1978) او رئيسا للبلدية (انتخب رئيسا عام 1994). رغم كل الظروف المعقدة التي واجهها العمل البلدي، ان كان بمخصصات الأراضي او الميزانيات للتطوير والتعليم او غيرها من مشاريع البنى التحتية او من الدور السياسي لبلدية الناصرة، وهو دور مركزي في الخارطة السياسية للجماهير العربية في اسرائيل..
اعرف ان رامز هو خيار مقبول بدون نقاش، لكني احذر من التفكير السطحي الذي يذهب للحلول السهلة، والتي قد تنعكس سلبا على نتائج الإنتخابات.
شعوري ان ضعف الجهاز السياسي للحزب الشيوعي يميل الى الحلول السهلة.
مرة أخرى لا اكتب نقدا سياسيا، انما رؤية فكرية اعتقد ان الجبهة قادرة، في هذه الظروف التي وصلنا اليها اليوم، ان تحدث نقلة نوعية ، في المستويات التنظيمية والفكرية، وفي تشكيل قائمة بلدية ومرشح رئاسة، يحدث نقلة نوعية في مجتمع الناصرة خاصة ومجتمعنا العربي عامة، مرشح يبرز تميز الناصرة وطليعيتها على المستوى التنويري والحضاري. مرشح يلفت الأنظار الى جزء من مجتمعنا ما زلنا نثرثر حول حقوقه ومساواته، ولا نتقدم بالمجال العملي اي خطوة لها قيمة ملموسة. حان الوقت لنلقي مفاجأة حضارية تنويرية في المجتمع العربي.
ان نرشح امرأة لرئاسة بلدية الناصرة.
اعرف ان هناك شخصيات نسائية قادرة على ادارة البلدية ومشاريع التطوير بطريقة مهنية .
ان خطوة مثل هذه ستكون نقلة نوعية في اعطاء المرأة مكانها الطبيعي والمرموق. خطوة مثل هذه ستربك كل العقول الماضوية والتي تريد ان تجعل من الناصرة نظاما قبليا طائفيا او صراعا على مصالح حزبية ، او غرور شخصي لا يرى أكثر من مساحة الكرسي.
ما يحدث في مصر، وقريبا في تونس، هو اشارة الى سقوط الفكر الديني المتطرف، يجب أن نعطي دفعة قوية لتسريع سقوط نفس الفكر في الوسط العربي، ترشيح امرأة ولتكن طائفتها ما تكون هو نقلة نوعية هامة على المستوى السياسي والاجتماعي والحضاري للعرب في اسرائيل ، سيعطي أفاقا جديدة لجبهة الناصرة، ويفتح آفاقا جديدة سياسية وفكرية للمجتمع العربي في اسرائيل برمته، خاصة في هذه الحقبة التي تشهد ارتفاعا في الفكر التنويري في العالم العربي.
لنشد الحطى نحو نقلة نوعية جديدة وذهنية جديدة ، بتقديم نموذج جديد طال انتظار مجتمعنا له!!
nabiloudeh@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق