المشتمة/ حسن سعد حسن


تسود المجتمع حالة من العتاب ،واللوم توجه إلى الأخوة ( الأقباط ) بزعم أنهم اختاروا ( شفيق ) ،وأنهم وقفوا فى جانب (الفلول).
ورغم كذب هذا الزعم ،وعدم تناسقه مع المنطق، والواقع لوجود عدد كبير من الأقباط قد منح صوته لأكثر من مرشح رئاسى فهناك من منح صوته ل(شفيق )،ومن منح صوته ل(موسى) ،وعدد كبير منح صوته لصباحى.
عموماً أنا لا أدافع عن أى مرشح، ولكن لو افترضنا صحة هذا الفرض ،وأن ( الأقباط ) قد اختاروا جانب (الفريق) ،وصوتوا من أجله فى المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة  سيكون السؤال المنطقى ،والطبيعى أليس من حق كل شخص أن يختار من يريد؟! ألسنا نؤسس لدولة  الحرية، والتعبير، وحرية الاختيار؟! أليس من حق الأقباط فى مصر أن يقفوا إلى جانب من وجدوه الأفضل من وجهة نظرهم، وأنه من سيحقق لهم المواطنة ،والعيش فى اّمن ،واّمان؟!
لقد وجدوا فى الرجل صورة( الجنرال) القوى  القادم ليثبت دعائم الدولة ،وينشر الطمأنينة لهم ولأولادهم .
وجدوا فى الرجل أنه من سيشعرهم بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى ،وأنهم ليسوا أقل من إخوانهم فى الوطن .
ولماذا لم توجه الاتهامات إلى جماعات ( الصوفية ) إلم تمنح أصواتها هى الاّخرى للفريق( شفيق)؟!
 الأفضل أن توجه كل تلك الاتهامات ولهجة اللوم ،والعتاب إلى أصحاب الأفواه التى خرجت منها سيول التصريحات التى جعلتهم يشعرون بالخوف، والقلق جعلتهم يشعرون بأنهم  غرباء فى وطنهم وأنه لاحقوق لهم .
إن مثل تلك الاتهامات التى توجه للأقباط أشتم فيها رائحة تأجيج المشاعر ،ومحاولة إشعال نار الفتنة .
الحقيقة أننا نعيش حالة من الاغتيال المعنوى لبعضنا البعض  تمارس يومياً، وعلى مدار الساعة حالة  لن تكون نتائجها فى مصلحة هذا الوطن  .
نعم نحن نعيش مرحلة ( المشتمة ) نهين بعضنا البعض بأفظع الألفاظ، ونصف بعضنا البعض بألعن الصفات ليس لشئ إلا لأننا نختلف مع بعضنا البعض على مرشح، أو حول فكرة، أو رأى فمن خالفنا إما كاذب ،أو خائن ،أو عميل ،أو كافر.
انقسم المجتمع على نفسه فهذا فلول ،وهذا ثائر، وهذا مؤمن، وهذا ليبرالى كافر، وهذا إخوانى، أو سلفى مؤمن .
إن حالة التخاصم التى نحياها الاّن ،وحالة الاغتيال المعنوى التى نمارسها يومياً مع بعضنا البعض  لا يمكن أن تصب فى مصلحة هذا الوطن بأى حال من الأحوال.
 مجتمع يمارس كل تلك السلوكيات لا يمكن أن يلتف حول قضية قومية واحدة ،ولا يمكن له أن يجتمع على دستور واحد ولا يمكن له أن يقف خلف رئيس قادم  مهما كان اسمه ،وفكره .
على العكس الحالة التى نحياها يجب أن تتوقف ،ويجب أن نتوحد من جديد ،ويجب أن نفكر فى الوطن قبل أحزابنا ،وجماعتنا .
تلك الحالة لو طالت لطالت نيران فتنتها الأخضر، واليابس ،والكبير، والصغير ، والليبرالى والإخوانى والسلفى، والجميع مهما كانت الايدلوجيات، والانتماءات ،وسنقف جميعا ً نندب ونلعن أنفسنا على أطلال مصر
ارحموا هذا الوطن، وارحموا المواطن البسيط الذى يحلم بالا ستقرار ،والاّمن والاّمان كفاكم تقسيماً واغتيالاً لأنفسكم .
انهوا ( المشتمة ) أكرمكم اللهلقاب لمن شاء فهذا ثورى وهذا فلول وهذا مؤمن وهذا كافر و

CONVERSATION

0 comments: