في شريط الأخبار على قناة أون تي في قرأت هذا الخبر " الأحد المقبل عطلة رسمية بمناسبة ذكرى 23 يوليو " . لم أصدق نفسي وصممت على التركيز حتى يظهر الخبر مرة أخرى وتأكدت من صحته .
بقيت فترة من الوقت وأنا في حالة توهان ذهني فلم يكن قد مر على ثورة الخامس والعشرين من شهر يناير هذا العام 2011 غير5 أشهر و25 يوما بالتمام والكمال علي قيامها والتي أعترف بها على أنها ثورة شعبية مئة بالمئة ، لم تكن إنقلابا عسكريا ولم تكن مطلبا فئوية بل كانت ثورة شعب طال إنتظارها لأكثر من ستة عقود . وعندما نقول طال إنتظارها لا نعني أن الشعب المصري كان في إنتظار من يشجعه أو يدفعه على القيام بثورته . لكن طول صبر الشعب وأمله في غد تشرق فيه شمس الحرية قد نفذ وخبى الأمل فانتفض شبابه إنتفاضة رجل واحد وشعب واحد ولم يتزحزح من مكانه ولم يغير من مطلبه .. إرحل .. إرحل .. وطبيعي الرحيل هو لأخر حاكم لأمتداد إنقلاب العسكر في 23 يوليو 1952 .
حاول الحاكم أن يتجاهل مطالب الشعب . بل أن الإخوان والكنيسة نصحتا بعدم المشاركة . لكن الشباب لأول مرة لم يستمع لهما فخرج شباب الإخوان وشباب الأقباط وشاركا منذ اليوم الأول مع الثوار معتصمين في ميدان التحرير مطالبين معهم بالرحيل مما أجبر الإخوان والكنيسة بعدم التدخل مما دفع بفاعليات الإخوان بالخروج والإنضمام إلى الثوارمرددين نفس المطالب .. إرحل .. إرحل يامبارك .وتم الرحيل وتخلى مبارك عن الحكم بعد أن سالت دماء شهداء أبرياء تركوا وراءهم أبطالا شجعانا كانوا ومازالوا على أهبة الإستعداد للشهادة من أجل مصر والشعب المصري ومطالبه العادلة في حياة حرة ديمقراطية شريفة ليلحق بركب الحضارة والحياة اللذان حرم منهما لعقود وعهود طويلة .وأنطبق عليهم قول الشاعر .. إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد وأن يستجيب القدر .
في الخامس من يونيو 1967 ظهرت حقيقة الضباط الأشرار ، وفي السادس من أكتوبر 1973 الأنتصار العظيم تحول إلى يوم النصر الحزين ، وفي الحادي عشر من فبراير 2011 تحقق حلم الأباء على أيدي الأبناء وتم التخلص من عار الأشرار الذين جلبوا علينا عار 67 وخراب 73 وفساد 81 .
لقد صدقنا ما نادوا به عام 52 لأنه كان حلم وأمل كل مصري وطني يتطلع إلى الأستقلال والحرية والنظام والعمل ، لكننا إكتشفنا زيف الشعارات وجبروت الحاكم وعشنا فترة تكميم الأفواه لكل حر وطني فامتلأت المعاقل والسجون بأحرار عذبو بأيدي الضباط الأشرارومن عاش منهم يستطيع أن يحكي ويحكي ما لا تريد أذن الشرفاء أن تسمع . فكانت النتيجة المحتومة والمتوقعة هزيمة وإنكسار وخيبة أمل ومع ذلك صممنا على محو العار. نجحنا في محو العار بإنتصارما بعده إنتصارلكن هل يتركنا الأشرار التمتع بالأنتصار ؟؟!! كلا وألف كلا فقد أطلقوا على الشعب خفافيش الظلام التي حولت نهار مصر إلى ليل حالك السواد وبدأ الأخ يقتل أخاه إن إختلف عنه في الدين أو العقيدة أو المذهب ، بل بدأ التميز في الملبس فأصبح هذا مؤمن وذاك كافر وهذه مؤمنة وتلك كافرة وإستباح المؤمن دم الكافر وماله وعرضه دون سؤال أو عقاب من الشاطر حسن " الرئيس المؤمن " حاكم البلاد والملهي في خديعة كبرى أطلقها على نفسه من أنه أخر الفراعين وأين هو أو من كان قبله أو من جاء بعده من الفراعين الذين بعد أن تم توحيد القطرين في قطر واحد سادوا العالم بالعلم والعمل والمعرفة فبنواالأهرامات وخلدوا الحياة فيما قدموه للبشرية التي مازالت حتى هذه اللحظة غير قادرة على ماوصلوا إليه ، وفراعنة 52 حقيقة ينطبق عليهم ما قيل ظلما وبهتانا عن فراعنة مصر العظماء " يا فرعون إيه فرعنك قال مالقيتش حد يوقفني عند حدي " وهذه حقيقة لم يجدوا من يوقفهم على الرغم من محاولات إستطاعوا القضاء عليها .
لم يكتف أخر الفراعنة بإطلاق خفافيش الظلام تخرب وتقتل وترعب لكنه فتح الباب على مصراعيه للأغتناء وله مقولة سمعناها " من لا يغتني في عهدي لن يغتني أبدا " ، وأغتنى من إغتنى بالحلال أو الحرام أهو المهم أن يغتني فزاد الطين بلة من فساد الذمم وإتساع الهوة بين أبناء الشعب وإندثرت أو كادت الطبقة المتوسطة والتي تعتبررمانة الميزان في أي دولة واختلط الحابل بالنابل وضاع من مصر الطريق ، لأن من جاء بعده عرف اللعبة واهتم بها وترك مصر بعد أن قسمها إلى فئات ، الأغنياء والأغنياء جدا الذين أعطاهم السلطان والتحكم دون خوف أو ضمير طالما يدفعون المعلوم ، والفقراء ساكني العشوائيات التي هي خطوة أخرى بعد سكنى القبور ومشاركة الأموات فعشش فيها كل خارج على القانون ومن إضطرتهم ظروف الحياة إلى ذلك . ترك أيضا الحبل على الغارب للأخوان والجماعات الإسلامية بعد المصالحات التي تمت فوهبهم الشارع المصري هبة منه لهم يفعلون به ما يشاءوا فأصبح لهم اليد العليا على الشارع المصري وتركوا الجماعات تعمل ماتريد فتحول الشارع المصري إلى شارع لم يكن في أحلك أيام الظلم والفوضى مثل الشارع المصري والذي مازال على ماهو عليه من فوضى وتعصب وتدين ظاهري بعيد كل البعد عن جوهر الدين .وهل يعقل ما يحدث في الشارع المصري في طول البلاد وعرضها أن يتحول هذا التحول الذي أصبح فيه المظهر الديني الخارجي هو علامة الحياة وغيره من من لا يكون مظهره الخارجي غير مسلم لا حق له في الحياة ولا كرامة له ويهان عيني عينك وعلى مرأى ومسمع من الجميع وأمام الأمن دون رادع أو عقاب والقائمة طويلة عن التغير الذي أحدثه الأخوان في الشارع والذي لا تكفيه مجلدات لكتابته وعرضه على الناس ليعرفوا الحقيقة ومن السبب في وصول مصر إلى مآ آلت إليه حالها من تدهور في كل شيء وبدلا من عقاب من تسببوا في ذلك نجدالعكس فهم كما يقول المثل " على الحجرالأن " أي مدللون ولهم حقوق ما كانوا يحلمون بها .
وألقى بالأقباط في حجر الكنيسة فأضيف على عاتقها إلى جانب الناحية الدينية الناحية المدنية والمعيشية ، وبالشكل ده يتفرغ هو للجاه والعيش الرغد له ولأولاده ومن يتملقونه .
وهذا ما دفع بالسيد عمرو موسى أن يقول " ان مصر لها كارزما خاصة ليس فقط بين الدول العربية بل بين العالم كله ويتساءل عن سبب تراجع مصر الملحوظ " لعله يجد السبب فيما ذكرناه عن أسباب ما آلت إليه أحوال مصر منذ الخامس من يونيو 67 إلي الخامس والعشرين من يناير 2011 .
فهل يعقل أن نحتفل بما كان يسمى ثورة 23 يوليو 1952 ونحن نعيش فرحة ثورة حقيقية قام بها الشعب ؟؟
قليل من العقل يا سادة وكفى الإستهتار بعقلية وعواطف الشعب المصري .
لا إحتفال إلا بالثورة المصرية ... ثورة الشعب . فهل تعقلون ؟؟!!
أتمنى حقيقة أن تنتبهوا إلى مصر والشعب المصري أولا وأخيرا ...
0 comments:
إرسال تعليق