رؤية تتسم بالصدق والمنهجية التي تمتاز بها مجلة الثقافة الجديدة ومع عدد شهر سبتمبر 2014 وثقافة الحرملك نري عالم مختلف ومعبر عن قضايا مجتمع كبير قضايا وطن ؟
"قاسم أمين نزع النقاب عن وجه زوجته فى نهاية القرن التاسع عشر، وكتب كتابيه الشهيرين: "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة"، وذلك بعد سنوات أربع قضَّاها فى فرنسا، وفى ثمانينيات القرن العشرين وضع رجل آخر النقاب على وجه زوجته، وهو عائد من السعودية بعد سنوات قضاها هناك، يجنى راتبًا كبيرًا من فوائض أرباح النفط، ويتشرب أفكار الوهابيين. لكن الثابت بين المشهدين هو المرأة/ الزوجة، التى تقف بجوار الرجل تنتظر فعلته: ينزع/ يغطى، دون أن تعترض فى الحالتين." هذا ما كتبه سمير درويش رئيس مجلس تحرير مجلة الثقافة الجديدة في مقاله بالصفحة الأخيرة، تعليقًا على "دور" المرأة الغائب في قضية ظهورها أو احتجابها، هذا الدور مرهون دائمًا بموقف الرجل، وهذا هو عمق "ثقافة الحرملك" التي تعمقت في بنية المجتمع المصري والعربي، وهو ما ركز عليه عدد سبتمبر من "الثقافة الجديدة". وفي المدخل يرى صبحي موسى أن هيمنة الرأسمالية الفجة على الاقتصاد العالمى وما تبعها من عولمة للاقتصاديات الوطنية جعل الجسد الآدمى واحداً من بين السلع المعمول فيها، بدءًا من تحول عالم الجوارى إلى عالم الخادمات أو فتيات الليل، وصولاً إلى القصور والمدن التى أنشئت خصيصًا على نحو مشابه لعالم الحرملك.
تضمن ملف القراءات عددًا من الدراسات النقدية في روايات كتبتها كاتبات مصريات، تناولن جانبًا من القضية، فكتب د.مصطفى الضبع عن رواية "تدريبات على القسوة" لعزة سلطان، ود.سامي سليمان عن "حسن الختام" لصفاء النجار، ود.محمد عبد الباسط عيد عن "بحجم حبة عنب" لمنى الشيمي، ومنير عتيبة عن "فستان فرح" لرباب كساب، وإنتصار عبد المنعم عن "الخباء" لميرال الطحاوي وتشابكاتها مع رواية "معراج الموت" لممدوح عزام، ورضا عطية عن "آخر المحظيات لسعاد سليمان، وعمر شهريار عن "نبيذ أحمر" لأمينة زيدان، ودينا نبيل عن "دنيا زاد" لمي التلمساني، وأريج جمال عن "وجع الأغاني" لسهى زكي.. بينما كتبت د.هويدا صالح عن الخطاب الذكورى فى السرد النسوى، ود.غيضان السيد على عن رواية "الحريم" لحمدي الجزار. أما كتاب الشهر "نساء مصر في القرن التاسع عشر" الذي صدر عن المجلس الأعلى للثقافة من تأليف جوديث تاكر وترجمة هالة كمال، فقد كتب عنه د.محمد زيدان واسامة عرابي.
في ملف الشعر قصائد للشعراء: عبير عبد العزيز، محسن العزب، عبد المجيد عتلم، أمينة عبد الله، حسنى منصور منصور، وليد طلعت، أحمد على عُكة، ميسرة صلاح الدين، عرفة محمد حسن، محمود صالح معوض، إسلام سلامة، عبد القادر أمين، ومحمد توفيق. وفي القصة قصصًا لكل من: أسامة ريان، أسماء هاشم، سمير عبد الفتاح، سهير شكرى، مريم حسين، نصر عبد الرحمن، وطه عبد المنعم. وفي ملف الترجمة: وودى آلان أيقونة التفاحة الكبيرة ترجمة محمد عبد النبي.
ملف العدد بعنوان "تجليات ثقافة الحرملك" يضم مقالات: رغوة الحداثة وثقافة الحرملك لسلوى بكر، الحب بين عقل الفقهاء ولطف النساء للدكتور أيمن تعيلب، الحرملك للدكتورة سهير المصادفة، الحرملك من وضعية المكان إلى هيمنة الفكرة للدكتور محمد السيد إسماعيل، مكانة حواء فى المجتمع المملوكى للدكتور أشرف صالح محمد، وجوارى مصر فى القرن التاسع عشر للدكتور عمرو عبد العزيز منير.
في باب "رسالة الثقافة" حوار مع الشاعر والناقد أمجد ريان مع محمود قنديل بعنوان: صرنا فى زمن خلخلة "نظرية الأجناس الأدبية". وفي باب "المكان الأول والأخير" يكتب شريف عبد المجيد عن "سيوة في التريخ"، وعن السينما تكتب إسراء إمام "الحرملك.. والتجلى الذى كان ولن يكون"، وفي الموسيقى يكتب عبد الستار سليم "الموسيقى وعزف الجوارى"، وفي المسرح يكتب مجدي الحمزاوي "مارا صاد.. رؤية ما بعد الآن"، وفي الثقافة الشعبية يكتب محمد علي عزب "عن جذور المربعات الشعرية وابن عروس المصرى"، وفي سوق الكتب مقال د.مصطفى عبد الغني عن ديوان فولاذ عبد الله الأنور "على ناصية الشمس"، ومقال أسامة حبشي عن رواية "الطيبيون" لأدهم العبودي.
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي وصحافي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق