بعد كل الذي حصل في العاصمة اليمنية صنعاء من اجتياح الحوثين لها واحتلالهم لكل المرافق الحكومية والعسكرية والإعلامية في رابعة النهار، واعتداءاتهم على بيوت رجال الحكم والشخصيات الإسلامية والوطنية، وإحراق بعضها ونهب بعضها الآخر، وفرض الأمر الواقع على الحكومة التي انهارت خلال سويعات قليلة، وعقد اتفاق مذل معها، وتنفيذ بنود الاتفاق بانتقائية ومعايير ومفاهيم خاصة لا يمكن تفسيرها أو تحليلها؛ إلا بالقول إن الحوثيين اجتاحوا العاصمة صنعاء بقوة السلاح، ولن يخرجوا منها إلا كما دخلوها بقوة السلاح، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة!
ما حصل في صنعاء يذكرنا بما فعله حزب الله عندما اجتاح بيروت في السابع من أيار عام 2007، والخشية بأن تتكرر مثل هذه الحالة ويعود الحزب ثانية لاحتلال بيروت وهو يمتلك القوة والسلاح وقد أدار ظهره للعدو الصهيوني بعد اتخاذه قرار عدم الصدام مع الجيش الإسرائيلي عقب إعلان أمينه العام حسن نصر الله بأن حرب عام 2006 مع إسرائيل ستكون الحرب الأخيرة، وبالفعل هذا ما حصل فقد حرّك حزب الله ميليشياته وأسلحته باتجاه سورية لدعم الأسد في قتله للسوريين وتخريب وتدمير المدن والبلدات والقرى السورية، واحتلاله عدداً من البلدات والقرى السورية المتاخمة للحدود اللبنانية بذريعة حماية أهلها من االشيعة، قام بذلك حزب الله عندما شعر أن الأسد يكاد ان ينهار أمام ضربات الجيش الحر وهبة الشعب السوري، مما جعل نظام الأسد يقف على رجليه؛ بتدخل حزب الله وبعض المرتزقة من إيران والعراق وبعض البلدان الإسلامية والعربية التي لبت نداء الأسد وجاءت من كل فج عميق مسرعة للحيلولة دون سقوط الأسد وانهيار نظامه.
أوساط لبنانية وعربية وغربية تبدي خشيتها من تكرار سيناريو الحوثيين في لبنان بعد النصر الكبير الذي حققوه في صنعاء، بتحرك حزب الله باتجاه العاصمة اللبنانية بيروت إذا ما شعر بأن النظام السوري على وشك الانهيار، أو شعر أن دعمه له لم يعد يحول دون سقوطه.
ورغم التطمينات التي يحاول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؛ في كل إطلالة له منذ بدء الأزمة السورية من إشاعتها لدى مناصريه إلا أن الحديث في الغرف المغلقة؛ يختلف تماماً عما يحاول نصر الله إشاعته لقاعدته الشعبية.
وكشفت مصادر قريبة من حزب الله أن هناك عدة سيناريوهات يتم تداولها تحاكي مرحلة ما بعد الاسد، ومنها ما يقوم على البدء بتحرك ميداني سريع؛ لكن على نطاق أوسع بما يشبه انقلابا عسكريا، وذلك وفقا لخطة سبق أن تم الاتفاق عليها بالتنسيق مع أطراف داخلية حليفة وموالية للحزب ومنها الجيش اللبناني.
وتابعت تلك المصادر: "في اللحظة التي يشعر فيها حزب الله أن سقوط نظام الأسد قد بات وشيكا نتيجة لما يحصل اليوم على الأراضي السورية جراء المساعي لتقوية الجيش الحر الذي يصر على مواجهة نظام الأسد وإسقاطه تزامناً مع مواجهة تنظيم داعش، بغض النظر عما يقوم به التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقوم بتوجيه ضربات جوية لتجمعات ومقار تنظيم داعش داخل سورية، وهناك مؤشرات على الأرض تنبئ بقرب سقوط نظام الأسد، وحزب الله تحسباً لهذا السقوط الذي قد يكون مفاجئاً؛ فإنه يُعدّ بعض فصائله وألويته للتدخل السريع للسيطرة على بيروت في شقيها الغربي والشرقي، ويفعل بها كما فعل الحوثيون في صنعاء، مستخدما السلاح الذي يمتلكه والميليشيا المدربة التي تأتمر بأمره، بمباركة ودعم وتوجيه من أصحاب القرار في قم وطهران، وعندها سيجد القادة اللبنانيون أنفسهم في وضع مذل ومهان يمرغون أنوفهم على أعتاب حزب الله، الذي سيفرض عليهم اتفاقاً أشد إيلاماً وإذلالاً من الاتفاق الذي عقده الحوثيون مع الحكومة اليمنية، التي تخلى عنها الجميع.. وسارع الجميع "الأمم المتحدة والغرب والشرق والعواصم العربية لمباركة هذا الاتفاق" وهذا جلُّ ما سيجده زعماء لبنان ممن يسمون أصدقاء لبنان وحلفاءه.
0 comments:
إرسال تعليق