في ندوة مع بعض البسطاء اشار د. محمد سليم العوا : إلى أن الأقباط لم يشعروا أثناء الفتح الإسلامى أنهم غرباء كما لم يشعر الأقباط بأن وجود المسلمين غزو ، كما يدعى البعض أننا ضيوف على مصر، مشيرا إلى أن أكبر بلد نزل بها عدد من الصحابة هى مصر حيث وصلوا إلى 350 صحابيا وصحابية. مستشهدا بشجاعة الصحابة فى فتح مصر وما قدموه من تضحيات لتخليص الأقباط من ظلم الرومان ونشر الدين الإسلامى.
وبدوري اقول من كتب التاريخ والمؤرخين الاجلاء الآتي :
يقول توماس ارنولد المؤرخ ( ان حركة التوسع العربي كان عبارة عن هجرة جماعة بسيطة دفعها الجوع والحرمان الي ان تهجر صحاريها الجرداء وتجتاح بلاد اكثر خصوبة كانت ملكا لجيران اسعد حالا وحظا منهم ( د.سعيد عبد الفتاح في اوربا في العصور الوسطي).
وكان هدف الاحتلال ثروة مصر وليس نشر الاسلام لانه لو كان الامر الثاني لنشروا الاسلام وتركوا البلاد كأي حملة تبشيرية آخري.
وقد يتهمني البعض بانني مغرض في هذا فارجو ان يسمح لي القارئ ان اسوق اليه مقتطفات من كتاب هوامش الفتح العربي لمصر للسيدة سناء المصري وهي سيدة مسلمة وقد اقتبست عنوانا من مخطوط يوحنا النيقوسي لخص طبيعة الحكم العربي لمصر "تلك الأمة تحب الذهب والفضة والنساء والخيل ولذات الحياة " وتقول سيادتها:
وثارت الكثير من الفتن والقلاقل فيما بين العرب بسبب تقسيم الغنائم ويذكر البلاذري عن تقسيم الثروة ( لكل رجل عربي مابين الفين الي الف الي تسع مائة....ولم ينقص احد عن ثلاث مئة )
وقد استخدم عمروبن العاص نفوذه في جمع ثروة طائلة حتي بعث ابن الخطاب سأله عن مصدرها بقوله ( بلغني انك فشت فاشية من خيل وابل فاكتب لي من اين لك هذا المال ؟ )
ويرد عمرو ويعترف بالثروة التي حلت عليه بعد حكم مصربحجج واهية فيرسل له محمد بن مسلمة يقاسمه امواله فقال له قبح الله يوما صرت فيه لعمربن الخطاب واليا فقد رأيت اباعمرو يلبس الديباج المذهب والخطاب يحمل الحطب علي حمار ه فيجيبه مسلمة ابوك وابوه في النار ولولا اليوم الذي توليت مصر لالقيت نفسك معتقلا عنزا يسؤك غرزها ويسؤك بكؤها (عن ابن حكم)
وقد جمع عمرو ثروة طائلة من فترتي ولايته علي مصر ويقال انه خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملوءة ذهب وسبعين بهارا دنانير... وغيره من الاموال والممتلكات يمكن الرجوع اليها في كتب ابن سعيد الاندلسي والمسعودي....
هل جاء عمرو ينشر الاسلام او يكتنز الاموال ..سؤال يحتاج لاجابة.
ويعلق ابن ظهيرة علي هذا الوضع بقوله ( ولم تزل ملوك مصر ورؤساءها من عمرو بن العاص والي وقتنا هذا يجمع كل واحد منهم اموالا لاتدخل تحت الحصر. وكذا الامراء والوزراء والمباشرين علي اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ أموالا لاتحصي في حياتهم) كتاب الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرةص30 ....
وعندما وضع عثمان بن عفان عمرو علي الحرب وابي سرح علي الخراج صاح عمرو ساخطا أأكون كماسك البقرة وغيري يحلبها ...اي ان مصرنا بقرة حلوب , وفي هذا الصدد اسمع عمر بن الخطاب يقول لعمروبن العاص وحينئذ تستطيع ان تدرك هدف غزو العرب مصر في مقولة عمرو بن العاص ( نحن العرب من أهل الشوك والقرظ ... كنا اشيق الناس أرضا وشره عيشا, نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا علي بعض.... فلو تعلم ماورائي من العرب ماأنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم)
وتقول السيدة سناء المصري تكمن المفارق في هذا الحديث في ابراز حال أناس يعانون ضيق الموارد امام اناس يتيهون ببذخ العيش فلو علم هؤلاء العرب بما يتمتع به شعب مصر من الخيرات لمابقي احد منهم الا وجاء يعب خيراتها.
ويقول الطبري في تاريخ الرسل والملوك ص106 قول ابن العاص علي اجدادكم المصريين (إن مصر انما دخلت عنوة وانما هم عبيدنا نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا )
والمدهش دخل العرب مصر وكما يقول البعض ان الاقباط رحبوا بهم فماذا كان الجزاء, تقول السيدة سناء المصري الآتي: يقف الذمي بين يدي عامل الجزية ذليلا فيلطمه المحتسب بيده علي صفحةعنقه ويأمره بغلاظة وكبرياء أد الجزية ياكافر ويخرج الذمي يده من جيبه مطبوقة علي الجزية فيعطيها لع بذلة وانكسار صاغرا وصية الله الرحمن الرحيم في كتابه العزيز لخليقته التي ابدعها وللانسان الذي كونه وعجبي علي هذا الاله!!!!
اسمعوا ابن الخطاب يقول لابن العاص نصيحته الذهبية لحفر قناة امير المؤمنين بعد ان استخدم 120 الف مصري كسخرة في حفر القناة ( اعمل فيه وعجل اخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها). وفي قول رحيم آخر ( كيف تعزهم وقد أذلهم الله) وعن الجزية يقول عدالته ( الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا احب الي من فئ يقسم ثم كأنه لم يكن).
وفي خطبة عصماء للفاتح ابن العاص الي جنوده (تمتعوا في ريفكم وكلوا من خيره ولبنه وخرافه وصيده وارتعوا خيلكم وسمنوها وصونوها وأكرموها فانها جنتكم من عدوكم وبها غنائمكم وحمل اثقالكم) عن ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة
وتقول سيادتها وقد كان عمربن الخطاب شديد التعصب للسيادة العربية القرشية فأخرج أهل الذمة من المدينة وتمني ان يخرجهم من الجزيرة العربية كلها وربما مصر ايضا بحجةانه (لايجتمع في المدينة دينان ) .
وعندما تكلم عمرو بن العاص عن ثقل الضرائب المفروضة علي اهل البلد يقول له عمر الفاروق العادل (يأكلهم العرب ماداموااحياء فاذا هلكنا وهلكوا اكل ابناؤنا ابناءهم مابقوا) الطبري في فتوح البلدان
والمقريزي يذكر ان والي "اخنا" سأل عمرو عن مقدار الجزية الواجبة علي اهل مدينة "اخنا" فقال له عمرو وهو يشير الي ركن الكنيسة لو اعطيتني من الركن الي السقف مااخبرتك إنما انتم خزانة لنا ان كثر علينا كثرنا عليكم وان خفف عنا خففنا عنكم . ويقول عمرو عن المقريزي انه نادي علي اصحاب البلد قائلا من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته !!!
اما اسري القبط من الرجال والنساء الذين سباهم عمرو بن العاص فقد وزعهم كجوار وعبيد علي قادة جيشه ورجاله المقربين , وبعث بالجزء الباقي منهم الي بلاده البعيدة في مكة والمدينة واليمن.
وفي وصية آخري لخليفة آخرعادل مثل عمربن الخطاب وهوسليمان بن عبد الملك للمتجبر والقاسي اسامة بن زيد(احلب حتي ينقيك الدم فاذا انقاك الدم حتي ينقيك القيح لاتبقيها لاحد بعدي) عن المقريزي في المقفي الكبير حقيقة. كان كل الخلفاء علي شاكلة بعضهم من الرحمة والعدل كما راينا اما الولاة فقد كانوا اكثر غلاظة واجراما علي اهلنا واسامه هذا يقول عنه المقريزي تفوق ماعمله فرعون واشتد علي اقباط مصر وأمر بقتلهم وأخذ أموالهم ووسم الرهبان بحيدة تدل علي اسمه........ حتي تمنوا الموت عن الحياة في ظل العرب .
أما الخليفة العادل الثالث معاوية بن سيفيان قسم اهل مصر الي ثلاث (أهل مصرثلاثة اصناف فثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لاناس فاما الثلث الذين هم الناس فالعرب!! والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي والثلث الذين لاناس المسالمة يعني الاقباط ) ومن هم الاقباط..؟ سوي مسلمين ومسيحيين مصر هذا في حالة الاخذ في الاعتبار اننا جميعا اقباط اما الرافضون فهم عرب قرشيين غازيين وهابيين وليس لهم وجود بين اهل مصر .
واخيرا يقول ابن ظهيرة في النجوم الزاهرة وهو يخاطب مصر : ياارض مصر فيك الخبايا والكنوز ولك البر والثروة, سال نهرك عسلا كثر الله رزقك ودر ضرعك وزكا نباتك وعظمت بركتك وخصبت ولازال فيك يامصر خير مالم تتجبري وتتكبري او تخوني فاذا فعلت ذلك عداك شر ثم يغور خيرك .
ولكن لي كلمة اخيرة اهمس بها في اذن محمد سليم العوا : اذا كان هذا ماعمله العرب فينا لاننا كما يقولوا رحبنا بهم فكم يكون لو لم نرحب بهم !!!!
وفي الجعبة الكثيروالكثيرالذي لايعد ولايحصي ... حكايات لاتتسم الا بالظلم والقسوة والجهل واخبارها تهول وشرحها يطول, وتحوي مجلدات وكتب كثيرة لاحصر لها. ففي كل يوم من ايام الاحتلال العربي قصص يشيب له الولدان الصغار حتي قبل ان ينزلوا من بطون امهاتهم .لكن لي سؤال هام... لماذا غزا العرب بلدكم مصر..؟؟ هل حقا لتخليص الاقباط من الرومان ؟؟؟!!!
ثم يضرب العوا المثل بالسيد حسن نصرالله وموقفه حينما مات ابنه قال، "إنما نلد أبناءنا ليصبحوا شهداء" هل هذا تعبير آدمي!!! " مما أدى إلى تصفيق حار من قبل الحاضرين". ولا تعليق !!
0 comments:
إرسال تعليق