قال عباس الكثير،وكل ما قاله تعبير عن طبيعة خبيثة متأصلة في ثقافة ومنطلقات الرجل،يريد أن يسوقها على الشعب الفلسطيني ،قال عباس من البداية وبصريح العبارة:"أنا ضد منهج المقاومة المسلحة من أي نوع ،أنا مع المفاوضات،ولا بديل عن المفاوضات."وبعد طرده من غزة في 14 يونيو 2006م ،ومعه فريق السماسرة والجواسيس والخونة والحثالات والعملاء قالها بالصوت والصورة لكل الحثالات التي يطلق عليها أجهزة الأمن:"كل واحد يشوف واحد معه صاروخ :يطخه ،يقتله يرميه." (منيح هيك) ؟!!!
ولكن أخطر ما نُقِل من كلام عباس حديثه عن (الشعب اليهودي) وحقه في (أرض إسرائيل) عبر وسائل الإعلام ،ومواقع شبكة الإنترنت بصيغ مختلفة،وكثير هي مواقع السقوط والهبوط،وبراهين وأدلة الخلل والوهن والكلل،والمؤشرات الدالة على فساد منهج هذا الرجل،الذي استطاع إخفاء حقيقته،حتى توفرت الظروف التي صرَّح فيها بما كان يخفيه في نفسه ،ولم يجرؤ على التصريح بكلمة منه عندما كان محاطًا بالأبطال والقادة الرواد الصادقين الذين ما كان ليجرؤ على التلفظ بحرف واحد يعبر به عن غدره وخسته وخيانته في حضور أحدهم.
وما كان هذيان عباس ليستحق التوقف عنده لولا خطورة المناسبة التي تفوه بها بهذا الكلام الهابط المعبر عن منهج دائم من الاستفزاز الثقافي والتناقض المبدئي مع ثوابت الشعب الفلسطيني.
· فقد قاله بعد ارتكاب اليهود لجريمة المذبحة على متن أسطول الحرية المتجه إلى غزة.
· وقاله أمام قيادات الصهاينة اليهود في أمريكا.
· وقاله بعد أن أعلن أوباما عن منحه أجرًا مقداره 400 مليون دولار،شرط ألا يصل حماس منها شىء.
· وقاله بعد أن حاول أن يظهر حرصه على المصالحة في دعوته المخادعة إلى كلمة سواء،وهو يضمر غير ما يظهر،ويعلم تمام العلم أنه لو جلس إلى قيادات الشعب،وحاول أن يعمل بما يحقق المصالحة فإنه لن يبقَ يومًا واحدًا في رام الله،"وسيذبحه الصهاينة من الوريد إلى الوريد "،بنص كلامه لرئيس وزراء قطر،فهو ليس إلا موظفًا أو عميلاً أو جاسوسًا يؤدي دورًا في سياق منهج الخيانة الذي اختاره، ويطبقه هو ومن معه من السماسرة والجواسيس من ناقصي الأهلية الوطنية والنفسية والعقلية.
· قاله هناك في أمريكا التي سحبوه إليها ليتأكدوا من ثباته على عدائه للشعب الذي نصبته الجامعة العربية رئيسًا غير شرعي عليه،وليطمئنوا من ثباته على ضلاله وعمالته،على الرغم من الأجواء المتفجرة التي أعقبت الجريمة الصهيونية النكراء في المياه الدولية،مما يخالف كل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية.
· قاله بعدما هبَّ (الشيطان الجديد) جورج ميتشيل لنجدته بعيد ارتكاب اليهود لجريمتهم،ووقف إلى جواره ليذكره بالتزاماته الخيانية في حق شعبه الذي طعنه في مقتل،وشوه تاريخه،واستهتر بكرامته،وباع دماء شهدائه بثمن بخس،وعبث بثوابت حياته.
· قاله وزاد عليه أقواله وأفعاله في التحريض على ضرب وتدمير غزة،وفي حصار الشعب،والآن يريد أن يُرفع الحصار تحت شروط ورقة المصالحة المصرية مع ما تحتويه من أخطار مدمرة على حاضر ومستقبل القضية الوطنية الفلسطينية،وليس فقط تصفية مؤكدة وليست محتملة لحماس وفصائل المقاومة البطولية الأخرى الأخرى.
فماذا قال عباس مما يؤذي ويتناقض مع قوانين الفطرة وحقائق الواقع،وسنن الوجود،ووقائع التاريخ الثابتة ؟
الصيغة الأولى
1. قال عباس:"إنه لن ينفي حق الشعب اليهودي على أرض (فلسطين المحتلة)".
وعبارة فلسطين المحتلة وردت في صيغة نقل الرواية على موقع الإعلام الفلسطيني لأن حركة المقاومة الإسلامية حماس تترفع أن تذكر عبارة أرض إسرائيل في التعبير عن الوطن الفلسطيني،وهذا انسجامًا مع منهجها ومنطلقاتها الفكرية.
ونص بيان الحركة كالتالي:"عبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن إدانتها الشديدة للتصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس في واشنطن، والتي جاء فيها أنه "لن ينفي حق الشعب اليهودي على أرض فلسطين المحتلة".لكنه في الحقيقة قال:(أرض إسرائيل)متابعة وانتصارًا وتوافقًا للتزييف اليهودي الصهيوني لحقائق الأديان ووقائع التاريخ،ونفاقًا وتزلفًا وضعفًا وجبنًا أقعده وأعجزه عن قول كلمة الحق المعبرة عن حقيقة هؤلاء اليهود الخزر الغزاة المجرمين في مجتمع الجريمة الشاملة.
أول ما يجب أن نصححه من كلام هذا الجاسوس الدجال هو عبارة(أرض إسرائيل)،وهي عبارة مضللة اقتبسها عباس من تزوير الحقائق التي يحاول اليهود أن يوهموا أنهم:وقد استولوا على فلسطين بأرخص وأبخس الأثمان، وأقل التضحيات وأنها وطنهم الذي يعودون إليه،وهي فرية لا يصدقها حتى اليهود أنفسهم،ممن لهم القدرة على التفكير باستقلال وموضوعية،وأخطر وغرب ما نعيشه حاليًا هو تعميم كلمة (إسرائيل) للتعبير عن هذا الكيان اليهودي الغاصب في وسائل الإعلام وكلام الناس العاديين،وفي الخطاب الرسمي العربي صاحب المبادرة المشهورة للسلام عام 2002م بمؤتمر القمة في بيروت.
إن اليهود الغزاة الحاليين الذين اغتصبوا بلادنا يمثلون حالة فريدة في التاريخ الإنساني المعاصر،وهو ما يمكن أن نطلق عليه من منطلقات علم الجريمة(مجتمع الجريمة الشاملة)،وفي العادة فإن الجريمة ظاهرة إنسانية طبيعية،كما عبر عن ذلك عالم الاجتماع الفرنسي المشهور إميل دركهايم،وهي إحدى مباحث الانحراف الاجتماعي في النظرية الاجتماعية الحديثة،وقد بالغ دوركهايم في ذلك بأن اعتبرها ظاهرة ضرورية؛لأنها تعمل على مراجعة أجهزة المعايير وقوانين الضبط الاجتماعي، وتجديد القيم من منطلق وضعي،أما أن يكون الإجرام هو الخاصية الغالبة على ما يمكن تجاوزًا أن نطلق عليه مصطلح شعب أو دولة،كما هو الحال في التجمع الصهيوني الحالي الذي دنَّس أرض الوطن،وتجاوز كل الحدود في الاستهتار بالحياة الإنسانية،فهو ما لا يمكن قبوله،ولم يحدث في التاريخ الإنساني،وها هو يتحقق في مجتمع الجريمة الشاملة في الكيان الصهيوني اليهودي الحالي،الذي لا يتورع السمسار الجاسوس عباس أن يصفه بالشعب اليهودي،وحقه في أرض (إسرائيل)،وحتى الأنبياء الكرام من بني إسرئيل،على نبينا وعليهم جميعًا الصلاة والسلام لا يرون ذلك،فهم يعلنون أنهم مسلمون،وأخذ الله عليهم العهد أن يتبعوا أخاهم الذي يبعث في آخر الزمان بالهراوة في جبال فاران(مكة)عندما تشرق الشمس من سعير(الخليل)،ويتجلى سلطان الرب في (فاران)جبال مكة،فهذا الجاسوس الدعيّ لا يستحيي من الله،ولا يخاف عقابه عندما يتماهى مع الفكر الصهيوني الإجرامي المنحرف الذي غيّر خصائص المكان،وشوه حقائق الزمان.قال الله تعالى في سورة الأعراف:{ وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ۖ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) ۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) }
الصيغة الثانية
2. وقال عباس:" لن أنفي حق اليهود على أرض إسرائيل."
الصيغة الثانية تمثل تطورًا جنائيًا في فكر عباس،وليس الأمر مجرد كلام يلقى دون مراجعة أو محاسبة،فكلمة(لن)تدل على الإصرار على المضي في هذا المنهج الهدام المخالف لقواعد العقل والمنطق والفطرة،ويدل على أن هذا الجاسوس تجاهل كل حقائق الواقع،ويتناقض تناقضًا أوليًا مع مصالح الشعب الذي ابتليَ به وبفريقه من السماسرة والجواسيس والعملاء وبالنظام العربي الداعم له ظلمًا وتجبرًا وغفلة،لأن(الحرف لن)يفيد التأبيد والانسحاب على المستقبل،فهل هذا يجعلنا الحكم على الرجل أنه خرَّف وخلَّط ،وضعف إلى الدرجة التي لم يعد قادرًا على وزن كلامه؟وهي ملاحظة حقيقية تظهر في تردده وضياعه وتوهانه في البحث عن الكلمات التي يحاول بها أن يخفي بها ما يعتمل في حقيقة نفسه،ويحتمي أحيانًا وراء شطحات كلامية عامية من تصنع الظرف والفكاهة فتأتي هذه الشطحات لتظهر نشوزه عن السياق الثقافي للشعب الفلسطيني الذي يمتلك عمقًا يفتقر إليه عباس وأمثاله من الأدعياء المتحذلقين المتصنعين.
الصيغة الثالثة
3. وقال عباس: "لن أنفي أبدًا "حق الشعب اليهودي" على أرض (إسرائيل)".
الصيغة الثالثة هي النص الحرفي الحقيقي لكلام محمود رضا عباس مرزا،وفيها تطوير للأذى،وإصرار على الجريمة،فقد تأكد النفي الذي ضمنه عبارته بكلمتين هما(لن) ثم (أبدًا) ومعنى ذلك أن هذا الجاسوس ماضٍ في مشوار الخيانة،ولديه تصميم على أنه لم يصل بعد إلى نهاية مشروعه في القضاء على المقاومة،وفي تزييف تاريخه.
وهذا ما يوجب التحذير منه،فعلى الشعب الفلسطيني أن ينبذ هذا الجاسوس وينتبه إلى خطورة وجوده وأن يتخلص منه ومن زمرته من الساقطين بكل الوسائل الشرعية الممكنة،وأولها عدم الانسياق الانفعالي في إمكانية التوصل معه ومع زمرته إلى أي شكل من أشكال الاتفاق أو المصالحة،التي نرى فيها رموز التجبر والاستحذاء العربي الذين سكتوا على ذبح الشعب في غزة وجاؤا اليوم بزيارة عمرو موسى لغزة يتذكرون ما كان أن يفعلوه منذ سنوات،وأعني مباشرة زيارة الأمين العام للجامعة العربية،وزيارة الجاسوس منيب المصري،وفريق المصالحة من الفصائل والمستقلين الذين ذهبوا إلى القاهرة فولجههم الموقف المصري الرسمي بورقة المصالحة المصرية دون خيارات،وما خفي أعظم،ولقد أعذر من أنذر،إياكم والضعف والدنيّة في شرع الله وفي فضح المنافقين.
الوضع الحالي يمثل حالة مثالية لعباس وأمثاله وشلته وفريق أوسلو من الخونة والجواسيس والعملاء والسماسرة،ولأجل هذا الوضع دمرت غزة،وحوصر شعبها وحكومتها،وشددت على الأبطال هناك الإجراءات والقيود ممن يحتضنون عباس وشلته،ويحنطونهم ويستنسخونهم ويستنسخون لهم الجواسيس والاتباع والعملاء في انتظار أن تضعف مقاومة الشعب الفلسطيني،ورفضه لتصفية قضيته الوطنية،وتبديد حقوقه في وطنه،وعلى أمل أن تيأس قواه التي تتصدى لفضح الأدوار الخيانية لعباس وفريقه.
وعباس هذا الذي انكشف وافتضح أمره يعرف أنه يخون شعبًا لا كالشعوب،إنه شعب البطولات والأمجاد،الشعب الذي بفطرته السوية يميز الأبطال والقادة المخلصين من الخونة والجواسيس ،إنه أمام الشعب الفلسطيني الذي يمتلك أعظم جهاز تصفية وفرز فكري وسلوكي أسسته التجارب المريرة،وطورته المآسي والآلام،وميزه هذا الجهاز على كل شعوب الأرض فجعله أشجع شعب،وأقوى جماعة بشرية على وجه البسيطة،أطفاله رجال،وزهراته ونساؤه مؤسسات عبقرية لإنتاج الأبطال،وصلابته أقوى وأشد من الطبيعة ذاتها،كلما أمعن اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم،والعملاء والجواسيس والسماسرة ومن جندهم،كلما أمعنوا في حصاره وتعذيبه،كلما هداه الله إلى الوسائل العبقرية التي تمده بأسباب الحياة،وتزيده صلابة وعنادًا وقدرة على الحركة التي يسبق بها أعداءه من كل الأشكال والألوان والمسميات.
لذلك فعندما يتكلم عباس وأمثاله في واشنطن أو أي مكان آخر،أو في حضور عتاة اليهود أو مع باراك حسين أوباما،أو في حضور الشيطان جورج ميتشيل، أمام كاميرات أجهزة الإعلام،أو وهو مرتكسٌ يلتفت يمنة ويسرة على كرسيه في (مزبلة رام الله)،ويستعد للتفوه بجملة مما يملي عليه الصهاينة وحلفاؤهم،وليقول كلامًا لقنوه إياه فيردده كالببغاء،أو يستعيده كآلة التسجيل،فيتحول إلى آلة جامدة بلا روح،نقول عندما يتكلم هذا (الرئيس) منتهي الولاية ناقص الشرعية الدخيل على المجتمع الفلسطيني، فلا ينتظر أن يصدقه أحد،ولا يعدو الأمر من وجهة نظر مستمعيه من قيادات الصهاينة وحلفائهم على أنه مجرد مكابرة،وهم يعلمون قبل غيرهم ضعف المنطلق الذي يمثله،وإنما يستخدمونه كنوع من الحرب النفسية،ويمنون عليه بالملايين لكي يواصل دوره التخريبي الذي وضعته الأنظمة العربية الرسمية فيه تكريسًا للانقسام،وانتظارًا لحل تأتي به الأيام.
الصيغة الثالثة
هي ما نعيشه حاليًا من وضع نجح فيه جورج ميتشيل وفريقه من الشياطين البارعين الذين نجحوا في الانخفاض المتواصل بخصائص القضية وماصفاتها وذلك باختصار القضية الوطنية الفلسطينية إلى مجرد موافقة على تجميد الا ستيطان اليهودي المسعور لمدة ثلاثة شهور،حتى يتمكن عباس وفريقه من تهيئة الظروف للتوقيع على اتفاقية السلام النهائية،والخروج من دور عملية السلام peace process إلى مرحلة اتفاقية أو معاهدة السلام peace pact or peace treaty،حيث ينفض السامر ،ويعلن الدولة بالمواصفات اليهودية ،وحتى هذه لم ينلها عباس في الظاهر حتى هذه الساعة،ويبدو أن اليهود المجرمين وحلفاءهم الأمريكان بدأوا في (مرمطة عباس)وابتزازه إلى النخاع ،وهم أدرى بوضعه المتردي،والذي ربما يكون موته خير له فيه من حياته،فالرجل أنهى حياته بأحط ما يمكن أن ينتهي إليه إنسان وفر لليهود سنوات طويلة من الاستغوال وابتلاع الرض،وتغيير معالم التاريخ والجغرافيا في فلسطين كلها،إلا ما ما جرى في قطاع غزة بعد طرد اليهود المحتابن منها بالمقاومة البطولية.
ولو كانت الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني طبيعية أو قريبة من الطبيعية،بمعنى أنه لو كان الفلسطينيون مجتمعين على قطعة أرض واحدة،ولهم سلطة منتخبة من جميع الشعب المشتت في كل منافيه،وليس فقط في الجزء الشرقي من الوطن(الضفة) والقطاع،ويمارس سلطته على أرضه بحرية كباقي شعوب الأرض،حتى ولو كانت حرية نسبية،وله مؤسساته الشرعية القانونية والقضائية والتنفيذية التي تمتلك القدرة على تنفيذ القرارات من منطلق وطني،ويمتلك أجهزة لمحاسبة كل من يقترف جرمًا أو مخالفة وطنية،أو يتفوه بكلمة مما نطق به عباس أمام اللوبي اليهودي،لو كان ذلك موجودًا لعلمنا مصير محمود رضا عباس مرزا الذي استورده اليهود،ونصبوه رئيسًا على جواسيس وسماسرة أوسلو من ناقصي الأهلية الوطنية والعقلية والأخلاقية بمقاييس الشعب الفلسطيني في الجرح والتعديل وتصنيف الرجال،ومعاملة الخونة من حثالات من يقبعون هناك في رام الله تحت أحذية اليهود وحلفائهم الأمريكان.
أما وقد تشتت إجماع الشعب،وعبث فيه الخونة والعملاء في عصر انقلاب الموازين،وتناقض المعايير،وغياب المقاييس الحقيقية في تقدير ووزن الرجال بعد تصفية أبطاله وقادة ثورته الواحد تلو الآخر،على طريقة (انْجُ سعد فقد هلك سعيد)،وفي وجود حالة الوهن،وغياب يد الشعب الطويلة التي لا تسكت عن عباس وأمثاله من الجواسيس والسماسرة ،أما والحالة هذه فقد أضحى الميدان مستباحًا له ولحثالات رام الله،وبقايا المتمسحين بفتح وذكريات جبال الأمجاد التي سجلتها القيادات الأولى ،ولم يبقَ إلا الذين يجيدون البكاء على الطلال،والترويج للندب واللطم على القبر الرمز،والكوفية التي يلولحون بها في مهرجانات الرقص على مسرح رام الله،وبعض مناطق الضفة المرزوءة بهم وباليهود،حيث يتم تدبيج المعلقات وموشحات المديح،وعبارات الدجل والتزييف على الشعب بحجة أنهم رجال دولة،أو ناطقون باسم مؤسسات وطنية.
فكلام عباس قبل رحلته الأخيرة إلى واشنطن،ثم في المناسبات التالية في مسرحية الربط بين الاستيطان والمفاوضات المباتشرة،وفي المناسبة التي رتبها له الصهاينة ليعلنه فيها ليس بالكلام الذي يمضي بلا محاسبة،وأقل ما يستتبعه هو الحذر منه ومن منهجه،ومنهج السماسرة والجواسيس والعملاء الخونة الهابطين القابعين هناك في رام الله تحت أحذية الصهاينة والأمريكان،ينتظرون دولة وهمية هلامية كعقولهم وأفهامهم وضمائرهم الخربة وقلوبهم ونفوسهم المريضة.
لقد استبان أمر هذا السمسار الذي يلعب بآلام الأهل في غزة المحاصرة والمدمرة ،وأعلنت حماس التي قدمت الكثير في سبيل الوصول إلى المصالحة،أعلنت تلاعب سلطة العملاء بورقة المصالحة،في مسرحية هزلية يهدفون من ورائها إلى اصطياد حماس بالحصول منها على ما لم يحصل عليه الصهاينة بكل أسلحتهم وجرائمهم.
فهل نهبط بمستوى الكلام الذي يليق بعباس وأمثاله فنقول لكم المثل الشعبي الفلسطيني المشهور الذي يؤكد كما أثبتت التجارب أن (طبع اللبن لا يغيره إلا الكفن)،وأن النتائج تنتج بالضرورة من جنس المقدمات،وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين،وأن العدو لا يمكن أن يكون صديقًا،فهكذا قالت الحية لشقيق الرجل الذي قتلته بسمِّها بعد أن أفلتت من فأسه،قالت له :كيف آمنك وهذا أثر فأسك؟فلا زال أثر فأس عباس محفورًا في ضمائر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أقول لكم وبصريح العبارة:يا جماعة لو كان منهج عباس صوابًا،وأقواله وأفعاله فيها مصلحة عاجلة أو آجلة أو وهمية أو حقيقية: دينية أو دنيوية،حاضرة وقتية أو مستقبلية دائمة،أقسم بالله العظيم لن يسبقنا أحد إلى الالتفاف حوله،ومعاضدته ومناصرته ودعمه،لكن الرجل ثابت العداء،مؤكد الفساد والإفساد،خطره أكبر من خطر العدو الصريح وهم اليهود الغزاة القتلة المحتلون الإجراميون،فالحذر الحذر من هذا الرجل وممن يسير في طريقه،أو يتبنى نهجه.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 21)
0 comments:
إرسال تعليق