هل اصبحنا نحن العرب نبحث عن عالمية عروبتنا وفق ما تقرره الارقام القياسية لموسوعة غينيس؟ نتسابق اليها بطبق من الكنافة وستة الاف طائرة ورقية تعلو فوق الارض، وطبق من المسخن المبشور بالبصل، وحبة قطايف تعدِلُ الدماغ بعد اكلة دسمة، ونسينا ان هناك ما هو اهم من ذلك، اكبر لوحة فنية زيتية في التاريخ البشري ستدخل تلك الموسوعة، مجسدة معنى الاخوة الانسانية، تعلوها حمامة بيضاء تطوف فوق الاقصى والقيامة، وبريشة عربية فلسطينية يرسمها فنان احب مكة والقدس والقيامة وقدسية الانسان، وهو الدكتور جمال بدوان، ابن فلسطين المقيم في اوكرانيا.
صحيح ان طبق الكنافة حقق رقماً قياسياً بدخوله موسوعة غينيس للارقام القياسية، لكنه قسم بعد ذلك على الحضور، كل اخذ قطعته ولم يتبق بعد ذلك الا فتات من المفعول به، الكنافة،.... وكذلك الطائرات الورقية التي علت سماء قطاع غزة دخلت موسوعة غينيس كظاهرة تحدث لاول مرة، لكنها سقطت بعد علوها ولم يتبق للعلو الا الرقم القياسي. اما طبق المسخن فمصيره كحبة القطايف، التُهمت في وضح النهار بعدما استفاد الجسد منها، حيث سربت بعد ذلك خلسة "كفضلات" الى دورة المياه.
ان قضية الرقم القياسي اكبر من ذلك بكثير، وخصوصاً حينما يكون الامر متعلقاً بلغة بيكاسو ودافنشي وسلفادور دالي، هنا نستطيع ان نضع النقاط على الحروف ونخرج من بوتقة عقلية مداها الابداعي محدود ضمن صحن الكنافة والطائرات الورقية والمسخن والقطايف وغيرها، لنعيد صياغة تلك الارقام برقم قياسي نفخر به جميعاً، كأكبر لوحة زيتية ترسم في التاريخ البشري وبجودة عربية فلسطينية يرسمها الدكتور جمال بدوان في اوكرانيا .
مغريات كثيرة وضعت امام رسامنا الفلسطيني من قبل مؤسسات المجتمع المدني الاوكراني لتبني هذا العمل الفريد من نوعه، لكنه رفض ذلك وأصّر على أن تكون اللوحة عربية خالصة وبجودة فلسطينية، الا ان الجانب العربي بكل اطيافه واقطاره لم يعطه اي اعتبار واهتمام، ولو على سبيل الدعاية والاعلام، مفضلاً طبق الكنافة والمسخن والقطايف على لمساته الانسانية الموناليزية.
ان الرقم القياسي الذي سيحققه بدوان بلوحته الزيتية، ليس رقماً محلياً ضمن الحدود الاقليمية لمنطقة معينة، بل رقماً عالمياً، مخترقاً من خلاله كل الحدود الاقليمية والدولية، معلناً انتصاراً فنياً تتحدث عنه الاجيال القادمة الى مالانهاية.
افبعد ذلك، الا يحق بنا ان نهتم برسامنا جمال بدوان ونعطيه الاهمية والدعم المادي والمعنوي لاكمال مسيرته الفنية التي ستكلل برقم قياسي؟ ام ان عراب الثقافة الخجولة خجول ولا يعرف قراءة لوحات بيكاسو ودافنشي وسلفادور دالي؟ ام ان ثقافتنا استهلاكية اكثر من المطلوب وتفضل طبق الكنافة والقطايف على اكبر لوحة زيتية في تاريخنا البشري ؟
بيت لحم – فلسطين
0 comments:
إرسال تعليق