'إعلان الدوحة' بين الواقع والطموح/ سري القدوة

مرة أخرى تنتصر فلسطين ويثبت الرئيس محمود عباس قدرته وحنكته السياسية علي إدارة الأزمة ومجددا يلتقط الرئيس اللحظة وينطلق نحو فلسطين الدولة المستقلة مثبتا انه الأقدر علي تحقيق طموحات شعبنا حيث عمل الرجل بصمت .. حاور بهدوء وجمع بيده كل الخطوط وتصدر للمواقف بكل جراه ووقف مدافعا عن حق شعبنا بأعلى صوته وبشفافية عالية اثبت انه رئيس الشعب الفلسطيني وليس رئيس حركة فتح .. واثبت انه يحمل علم فلسطين من اجل فلسطين كل فلسطين بعيدا عن الحزبية ومتاهاتها وتبعيتها وكان الأجدر بمرحلة حرجة تكالبت بها المؤامرات ضد شعبنا ووحدته وضد قيادتنا الفلسطينية صانعه الانتصار ..

ما من شك أننا نتطلع إلى 'إعلان الدوحة' الجديد بمزيد من الحرص والخوف معا.. الخوف من عدم تطبيق الاتفاق وان يكون مجرد حبر علي ورق وان تنجرف الساحة الفلسطينية إلى طوفان قادم لا يحمد عقباه .. ومن منطق الحرص تندفع رغبتنا بالإسراع في تنفيذ الاتفاق وان يتمكن الرئيس محمود عباس من تشكيل حكومة الكفاءات الانتقالية بأسرع وقت ممكن وان يتم تذليل كافة العقبات التي من شانها إتاحة الفرصة أمام الحكومة الجديدة لتوحيد الوطن وإزالة نتائج الانقسام الأسود وجعلها جزء من الماضي وإنهاء حقبة الانقسام ومخلفاته وتوحيد مؤسسات الوطن وإعادة أعمار ما تم تدميره في غزة الحبيبة علي قلوبنا جميعا ..

أنها مهمة صعبة نتطلع اليوم إلى تحقيقها والعمل بموجب اتفاقيات المصالحة لضمان تفعيل المؤسسات الفلسطينية وإعادة بناء المؤسسات الأمنية وعودة موظفي السلطة الفلسطينية إلى أماكن عملهم وممارسة السيادة الفلسطينية علي الأرض الفلسطينية ضمن أجندة وطنية ومن اجل ضمان نزاهة الانتخابات القادمة وان يمارس الجميع حقوقه في الترشيح والانتخاب بعيدا عن الصراعات ومخلفات الماضي ومن اجل مستقبل جديد لفلسطين .. لنكون موحدين في مواجهة ما يلحق بأرضنا ومقدساتنا ومشروعنا الوطني من مخاطر حقيقية، والالتفات لهموم شعبنا وقضيته العادلة والخلاص من الاحتلال والاستيطان وإقامة دولتنا المستقلة والقدس الشريف عاصمة لها.

ان 'اعلان الدوحة' سيفتح الباب على مصراعيه لإجراءات الانتخابات الفلسطينية وتسريع باقي خطوات تنفيذ اتفاق المصالحة وبالتالي إنهاء الانقسام الفلسطيني الى الأبد وبدون رجعه.

وما من شك بان الجميع مطالب اليوم بوضع الخطوات العملية لمواجهة التحديات التي تفرضها حكومة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لمشاريع الاستيطان وتهويد القدس والتأكيد علي ملفات الثوابت الفلسطينية من أجل تطبيق المصالحة وطي صفحة الانقسام من حياة شعبنا لتعزيز قوته في مواجهة السياسات العنصرية الاحتلالية.

وفي ظل ذلك لا بد من أن تستعيد حركة فتح مقراتها في غزة وحريتها في العمل وان يتوقف ملاحقة أبناء حركة فتح واستدعائهم مقابل أن يكون ذلك متاحا لحماس ولجميع الفصائل في شطري الوطن في ظل القانون والالتزام الكامل بالمصالحة والوحدة الوطنية والأمن الفلسطيني وانطلاق لإعادة اللحمة لشطري الوطن وترسيخ المصالحة الوطنية التي هي الآن مطلب يجب الإسراع بتنفيذه ، تُمهد لإجراء الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية.

أن تشكيل حكومة برئاسة الرئيس عباس مهمتها تسهيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني والبدء بإعمار غزة، تشكل خطوة هامة في طريق تصويب مسار المصالحة الوطنية وإرسائها على أسس التطبيق العملي وأن شعبنا يتطلع إلى ترجمة هذه الأجواء الإيجابية التي أحيطت بالتوقيع، والإسراع في التنفيذ على الأرض ، نحو التقدم في إنهاء كافة الملفات المتعلقة بالتنفيذ الفعلي والجاد لتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية.

ننظر بتفاؤل لهذا الاتفاق في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا وقضيته الوطنية، والتي بحاجة إلى تكريس الشراكة والوحدة والعمل الوطني المشترك لخدمة أهداف وتطلعات شعبنا.

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

CONVERSATION

0 comments: