الوجه الحقيقى لـ "الإخوان المسلمين"‏/ مجدي نجيب وهبة

** أصيب الكثير بالدهشة ، عقب التصريحات التى أدلى بها بعض أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" ، أو "السلفيين" ، فقد صدم البعض بالتصريحات التى أدلى بها اللواء "عادل عفيفى" – رئيس حزب الأصالة السلفى – بأنه يرفض تهنئة الأقباط بالعيد .. أو تصريحات د. "عماد عبد الغفور" – رئيس حزب النور السلفى – عن إعداد دستور يلغى النظام "الرئاسى" ، ويجعل "أحكام الشريعة" هى المصدر الرئيسى للتشريع ، أو تصريحات الشيخ "عبد المنعم الشحات" ضد السياحة والأثار والأقباط ، أو تصريحات الشيخ "ياسر البرهامى" بتكفير الأقباط على الهواء مباشرة ، أو تصريح المرشد العام للإخوان د. "محمد بديع" ، أن منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أعلى من مستويات رئيس الجمهورية فى المسئولية والأمانة ... والعديد من القرارات والتصريحات التى بدأوها منذ سقوط النظام ، وتولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد ..

** هذه هى طبيعة جماعة "الإخوان المسلمين" .. يصرحون ببعض الأفكار للشو الإعلامى ، ويجيدون فن الكذب والخداع .. يظهرون عكس ما يبطنون .. يملأون الدنيا ضجيجا بأفكار الشيخ "حسن البنا" ، ولا ينطقون حرفا واحدا من أفكار الأب الروحى للإخوان "سيد قطب" .. الإجابة ببساطة .. أن أفكار الإمام "سيد قطب" لا تناسب المظهر الجديد الذى يريد الإخوان أن يقدموا به أنفسهم للشعب المصرى ، فهل يعنى ذلك إختفاء الإمام "سيد قطب" من خيالات الإخوان ؟!!! .. الإجابة هى لا .. فهى أفكار مسكوت عنها داخل الجماعة ، لكنها ليست مرفوضة أبدا ، أو ملفوظة ، فهو فى نظر الإخوان "الشهيد الحى" .. وهذا له دلالة واضحة .. إذ يعتبرونه مصدرا للإيحاء الفكرى فقط ، ولكنه لم يصل لديهم إلى مرتبة الملهم والقائد .. وكتب عدة كتب من داخل سجنه "ظلال القرأن" ، ثم "معالم على الطريق" .. وكان "الهضيبى" فى ذلك الوقت هو المرشد العام للإخوان ، وقال عنه "إن قطب هو الأمل المرجو للجماعة الأن" .. بعد أن ضربت الجماعة فى مقتل ، ولكن قال المعارضين " نحن منزعجون لأنه ليس فى نيتنا أن نكفر الناس" .. وهو ما رفضه "سيد قطب" ، وأعلن عن تشكيل مجموعة أمنت بعقائده وأفكاره داخل السجن عام 1959 ، وقد نفذ فيه "عبد الناصر" حكم الإعدام عام 1965 .. وهو ما دعا المرشد العام ، الشيخ "حسن الهضيبى" إلى إصدار كتاب بعنوان "دعاة لا قضاة" ، والتى حاول المرشد أن يوقف طوفان التكفير الذى أطلقه "سيد قطب" .. ولكنه لم يجرؤ أن يتعرض له بكلمة واحدة ..

** لقد دفع "سيد قطب" حياته ، ثمنا لأفكاره ، مما أصبغ عليها قدسية ، ومع أن كل أفكاره ضد البشرية لكن لم يكن يملك أحد القدرة على نقد أفكاره ، ومن الذين تتلمذوا على يديه "شكرى مصطفى" ، و"محمد عبد السلام فرج" ، و"عبود الزمر" ، و"أيمن الظواهرى" .. والكثيرين .. وقد برر "عبد المنعم أبو الفتوح" ما كتبه "سيد قطب" بأنه كان تحت تأثير الإحساس بالظلم والألم جراء كونه مسجونا .. هكذا تنتهى القصة لنفهم منها أن علينا أن نعذر "الشهيد الحى" ببساطة .. أما الأرواح التى أزهقت فلا يهم .. لكى نعذره بدلا من أن نحاكمه ، وعندما يروا المناخ مواتيا للعودة لأفكاره علانية يفعلوا ويقولوا أنهم أيضا شعروا بالألم والضغط لذلك ، فمن حقنا أن نستبيح دماء المسلمين والأقباط ، وغيرهم من المواطنين ..

** أليس هذا هو المنطق الذى يقدمه "الإخوان" ، بل أكثر الإخوان إستنارة .. ولعل هذا هو ما دفعه للإرتباط بمجموعة الإرهابيين من الإخوان فى عام 1965 .. والذى سجل بخط يده فى مذكراته التى نشرت بعد إعدامه "لماذا أعدمونى؟!!" .. إنه إتفق معهم على "ضربة رادعة" يجب أن تشمل إزالة الرؤوس وفى مقدمتها رئيس الجمهورية ، ورئيس الوزراء ، ومدير مكتب المشير ، ومدير المخابرات .. ثم نسف بعض المنشأت التى تشل حركة مواصلات القاهرة كمحطة الكهرباء والكبارى .. والحقيقة الكاشفة أن ذلك العنف الفكرى والنفسى هو الروح الأصلية لجماعة الإخوان المسلمين .. لذلك أحبوه وقدسوه ، وإعتبروا أن "الله جدد به دعوته" .. والحقيقة أن وجه "سيد قطب" هو الوجه الأصلى للإخوان ، وأن وجه "حسن البنا" بملامحه المرتاحة ، وثغرة المبتسم هو القناع الذى يضعونه الأن ، رغم أن القناع قد لا يقل بشاعة عن الوجه الأصلى ...

** عموما ما سبق هو مختصر ، قصدت منه المساهمة فى الكشف عن القناع للذين تستروا بعباءة الدين ، فهم يظنون أنفسهم أنهم مسلمون ، وأن الذين يقفوا فى طريقهم ، ويصدونهم هم "المجرمون" فى حين أنهم ليسوا مسلمين لا عملا ولا إعتقادا .. لأنهم ببساطة يكفرون كل من لا يؤمنون بما يؤمنون به .. ولا يبالون بتهمة تكفير الأخر ..

** هذه هى معتقداتهم .. وهذا ما صرح به د. "محمد بديع" المرشد العام للإخوان ، عندما قال بدأنا نقترب من تحقيق حلم الشيخ "حسن البنا" .. وللأسف الشديد لا يدرك شعب مصر ، أن ما يتم من إعتصامات حالية بالتحرير أو أمام ماسبيرو ، ورفع الأحذية فى وجه الجيش المصرى ، والمطالبة بتسليم السلطة فورا لرئيس مجلس الشعب الحالى .. وهو د. "سعد الكتاتنى" – رئيس مجلس الشعب ونائب المرشد العام - ، هو تمثيلية محبوكة للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة للإخوان .. بل تزداد التمثيلية المضحكة ، عندما يدعى البعض أن هناك هتافات ضد الإخوان ، وإنهم منعوهم من دخول الميدان .. فكيف يكون ذلك ، وفى نفس الوقت يطالبون بتسليم السلطة فورا "لرئيس مجلس الشعب" .. هذا المجلس الذى كل أعضائه من الإخوان والسلفيين وحزب الأصالة .. هل سيظل هذا الشعب على هذا الغباء لا يدرك التمثيليات التى تدار على مسرح التحرير منذ تخلى الرئيس مبارك عن الحكم ..

** لقد خرجت تصريحات عديدة بتهديد المجلس لسرعة إجراء الإنتخابات البرلمانية قبل الدستور ، وهو ما كنا نخشاه وحذرنا منه .. والأن نفس السيناريو بسرعة تسليم السلطة ، وإذا سألت لمن نسلم السلطة .. يقولون لك لمجلس الشعب المنتخب أو لرئيس مجلس الشعب .. هذا هو التحالف بين الإخوان ومعتصمى التحرير ومعتصمى ماسبيرو .. بالإضافة إلى ملف الشهداء .. وللأسف الشعب المصرى بجميع طبقاته وفئاته ، والذين يطلقون عليهم الطبقة الصامتة لا تفعل شئ .. والمجلس العسكرى غرقان فى شبر مية .. بل أنه من المضحكات المبكيات أن كل من يقف ضد هؤلاء البلطجية ويرفض هذه الفوضى ، وأسلوب خلع الأحذية فى وجه الجيش المصرى ، والهتافات البذيئة .. يقال عن هؤلاء الرافضين لهذه السلوكيات أنهم بلطجية .. ورغم أن هؤلاء يدافعون عن الجيش المصرى والإعلام .. إلا أن الإعلام يصر على إطلاق لفظ بلطجية على كل من يدافع عن مصر ، حتى لو كان مواطن بسيط لا حول له ولا قوة ... ومازالت الثورة مستمرة .. ومازالت مصر فى طريقها للسقوط .. وعمار يامصر ستان !!!!! ......

مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: