ما يلبث أن يسمع سوري من عبيد النظام فلسطينيا ينتقد الصنم المعجزة، فسرعان ما يمن عليك باستضافة سوريا لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ويذكرك بالحقوق التي يتمتعون بها في سوريا "المقاومة والممانعة والصمود والتحدي" وكأنهم يعيشون في بحبوحة ورخاء! لا يكفي هؤلاء العبيد ما لديهم من فلسطينيين منافقين ودجالين يسبّحون بحمد سوريا الأسد وهم، والنظام، لم يطلقوا رصاصة باتجاه فلسطين منذ أن وصل الأسد إلى الحكم. لا تسمع من الفلسطينيين المساكين أو الأسرى أو العبيد ـ المقيمين في سوريا ـ إلا التهليل للنظام وبيانات حنجورية على مدار العام. آه يا شعب فلسطين المسكين!
ينسى هؤلاء التنابل الحقائق التالية:
1. إنه لا يمكن فصل السوري عن الفلسطيني جغرافيا أو تاريخيا أو اجتماعيا وأن كثيرا من السوريين جاهدوا في فلسطين وكلنا يعلم عن ابن جبلة الشهيد عز الدين القسام رحمه الله،
2. إن الشعب السوري شعب كريم بطبعه واستقبل الفلسطينيين قبل تشريف حافظ الأسد إلى الحكم بعشرين عاما على الأقل،
3. إن كان لسوريا أن تمن على الفلسطينيين، فكان عليها ألا تستقبلهم عام النكبة ولا ندري إن كانت تملك قرار إعادتهم في ذلك الوقت، ويمكنها أن تعيدهم الآن إلى فلسطين وليتها تفعل مشكورة!
4. إن دول اللجوء وبضمنها سوريا لم تقدم للفلسطينيين إلا قطعة الأرض التي بُني عليها المخيم، حسب تصوري، أما الخيم والطعام فقامت بها الأونروا مشكورة على مدار ستين عاما!
5. إن التعليم والوظائف الذي حصل عليه الفلسطينيون حق مقدس سنته كل المواثيق والأعراف الدولية ولا يحتاج الأمر إلى تنبل للمجادلة فيه!
6. إن الفلسطينيين في سوريا باتوا جزءا من النسيج السوري، فتصاهروا وتشاركوا ودفن أباؤهم وأجدادهم في سوريا.
7. إن سوريا النظام لم تقدم لفلسطين إلا البيانات الحنجورية وليتهم يبلغونا إن قدموا أسلحة للمقاومة الفلسطينية في غزة أو الضفة أو تحررت فلسطين دون أن ندري!
8. إن النظام السوري قسّم الحركات وشتت المقاومة الفلسطينية، وقتل الفلسطينيين في تل الزعتر والكرنتينا والبداوي وطرابلس.
9. إن النظام السوري يعاقب بقسوة أي سوري أو فلسطيني يحاول أن يقوم بعملية من الجولان ضد الإسرائيليين.
10. إن المخيمات لا تزال تراوح مكانها منذ ستين عاما ولم تتحول إلى مدن أو منتجعات سياحية!
11. أن سوريا "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" استقبلت مليون ونصف المليون عراقي وتركت بضعة آلاف الفلسطينيين يمكثون لسنوات في الصحراء على الحدود السورية العراقية حتى استقبلتهم البرازيل وتشيلي والسويد لتنفذ شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" بدلا من سوريا!
12. إن الإنسان في هذا العصر بات عالميا بفكره ومبادئه وقضاياه وإنسانيته.
13. إن الدفاع عن القضايا القومية التى تتغنى بها سوريا ليس مكرمة ولا يعد عملا استثنائيا أو خارقا. فمعظم العرب يدافعون عن أمتهم دون من أو سلوى!
هل صاحب اللسان السليط، أو البذيء، وزير النساء والمحارب الصنديد مصطفى طلاس مؤلف كتاب فن الطبخ، وخمسين مؤلفا آخر في شتى العلوم ـ ما شاء الله ـ على ذمة موقعه الإلكتروني، وصاحب دار طلاس للنشر، عفوا وزير الدفاع السوري لثلاثين عاما، هو من قاد حركة المقاومة لتحرير فلسطين، أم حركة تحرير الجولان، أم حركة التوقيع على إعدام آلاف السوريين!
على ماذا يمنّون هؤلاء البؤساء التعساء! على أقفاص البشر ووقائق القهر والعار!
تحية من مطبخ ست البيت!
0 comments:
إرسال تعليق