كان لي لسان قطعه الشر وصار عليَ أن اجوب الطرقات كفي بكف فقيه غريب الدار يريدني أن أقول عنه ما يعجز لساني العربي المعاق عن قوله
هل فيكم راسخون في العلم؟
إنهم يحرقون إبراهيم ويحطمون بمعوله الإسلام
منذ احتلال بغداد وحتى مصادرة الإرهاب الطائفي للثورات الشعبية في سوريا واليمن، تبلورت العلاقات الإيرانية الأمريكية ،التي اتسمت بالتنسيق المتبادل بوساطة الأحزاب التابعة لإيران في الحكومة العراقية سراً وبالتصادم الإعلامي علناً، عن كيان شيعي متطرف فرض بالقوة العسكرية وجوده في الوطن العربي.
على هامش مناورة بحرية جوية قامت بها القوات الإيرانية في الخليج العربي، هدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد جعفري، بأن إيران ستسيطر على الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، الجنرال بطبيعة الحال يستمد الثقة من تواجد المليشيات الشيعة التابعة له في العراق وسوريا واليمن.
من جهة أخرى فأن احتلال داعش أو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية للموصل والرقة واتساع رقعة تواجدها في سيناء والمغرب العربي ينذر بولادة كيان سني متطرف يفرض هو الأخر بالإرهاب والترويج الإعلامي وجوده، حيث لا يحتاج وهم الدولة الإسلامية ليكون واقعا أكثر من تسليط قوة عظمى مثل أمريكا الضوء عليه.
تسارع الاحداث وغليانها في الوطن العربي ليس فقط بسبب أخطاء الحكومات في إدارة السلطة أو بسبب قمعها للحريات وعدم الارتقاء بشعوبها إلى مستوى الشعور الذاتي بمسؤولية الحفاظ على أمنها ووحدتها الوطنية. ما يحدث في الحقيقة تحركات سياسية أمريكية دقيقة ومنظمة للشروع بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقتضي إلغاء خارطة الوطن العربي ورسم خارطة جديدة تنسجم مع المقومات التي قامت عليها دولة إسرائيل إلا وهي: المعتقدات الدينية، المظلمة، وحق الدفاع عن النفس بالتغيير الديموغرافي للمنطقة.
الأرض التي وعد الرب بها بني إسرائيل في الجزيرة العربية، مظلمة الهولوكوست، وشرعية الممارسات التعسفية ضد الشعب الفلسطيني كانت تجربة استعمارية توسعية كررت نفسها بعد عقد من الاحتلال الأمريكي للعراق وانتجت كيان شيعي متطرف قائم على نبوءة الفرقة الناجية وظهور الأمام المهدي للثائر واستعادة الخلافة المسلوبة، مظلمة المقابر الجماعية، وإبادة العراقيين السنة بذريعة الدفاع عن النفس من الإرهاب البعثي الصدامي. أما داعش فقد استوحت كيانها من مظلمة السنة في العراق وسوريا، ومن معركة دابق والخلافة الموعودة، لكن الدفاع عن وجودها يستوجب القضاء على الأنظمة العربية والشعوب الرافضة لسياستها.
سلسلة من عقدين للهيمنة العسكرية الأمريكية في شبه الجزيرة العربية ستؤدي لقيام حرب إسلامية شيعية سنية تنهي الصراع العربي الإسرائيلي وتمنح الدولة العبرية الشرعية الدولية للبقاء والتمدد من النهر إلى النهر بعد دخولها وأمريكا الحرب للقضاء على المتبقي منها.
في مقابلة لرئيس الوزراء الأسبق شمعون بيريز مع " فصلية الشرق الأوسط" نشرت في آذار عام 1995، قال فيها: " اعتقد أن جامعتهم أي الجامعة العربية يجب أن تتحول إلى جامعة الشرق الأوسط، نحن أي الإسرائيليين لن نضبح عربا، ولكن الجامعة يمكن أن تصبح شرق أوسطية بعد أن أصبحت الجامعة العربية جزءا من الماضي".
اما الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي فقد نشر عبر حسابه الرسمي في توتير خارطة باللغة العبرية تظهر بأن داعش دولة موجود على خارطة إسرائيل المستقبلية.
وحده الخليج والمملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية مؤثرة في العالم قادرة على اجهاض مشروع الشرق الأوسط الجديد. على الملك سليمان مواصلة جهود الملك عبد الله باستنهاض روح القومية العربية من كبوتها وتشكيل تحالف عسكري عربي يقضي على إرهاب التنظيمات الدينية المتطرفة ويقطع الطريق على التنسيق الإيراني الأمريكي بتمزيق الوطن العربي لمصلحة إسرائيل، غيرها ستكون السعودية والخليج نفسه عرضة للإرهاب الإسلامي الوهابي من الداخل والإرهاب الشيعي الإيراني من الخارج وعندها لا تنفعه قطر ولا قناة الجزيرة.
0 comments:
إرسال تعليق