أعمال الرسل 19/18-20: "عندما تسود كلمة الله في حياة الناس اليوم، فسوف يمتنعون عن المشاركة في السحر، وسوف يزيلون ويدمرون جميع أشكاله في حياتهم".
تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تعبد الإله الواحد الأحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسية وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها. وقد جاء في سفر اللاّويّين 20/27: "أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة".
"الأرواح المرشدة هي شياطين (كورنثوس الثانية 11/13-15): "هم رسل كذابون وعاملون مخادعون يظهرون بمظهر رسل المسيح، ولا عجب، فالشيطان نفسه يظهر بمظهر ملاك النور، فلا أقل من أن يظهر خدمه بمظهر الخدم الصالحين. هؤلاء عاقبتهم على قدر أعمالهم". والإنجيل يقول إن أرواح الموتى لا يمكنها الإتصال بنا لأن الأرواح الصالحة تنعم بملكوت الله مع البررة والقديسين في حين أن الأرواح غير المؤمنة وبسبب رفضها لله ومحبته وتعاليمه تنتهي في نار جهنم.
الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة. وقد جاء في رسالة القديس بطرس الأولى (05/07-10) "وألقوا كل همكم عليه وهو يعتني بكم. تيقظوا واسهروا، لأن عدوكم إبليس يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة له. فاثبتوا في إيمانكم وقاوموه، عالمين أن إخوتكم المؤمنين في العالم كله يعانون الآلام ذاتها. وإله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، هو الذي يجعلكم كاملين، بعدما تألمتم قليلا، ويثبتكم ويقويكم ويجعلكم راسخين".
في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.
"وإذا كان أحد منكم تنقصه الحكمة، فليطلبها من الله ينلها، لأن الله يعطي بسخاء ولا يلوم، وليطلبها بإيمان لا ارتياب فيه، لأن الذي يرتاب يشبه موج البحر إذا لعبت به الريح فهيجته. ولا يظن أحد كهذا أنه ينال من الرب شيئا، لأنه إنسان منقسم الرأي متردد في جميع طرقه". (يعقوب 01/05-08). "لذلك أقول لكم: إسألوا تنالوا، أطلبوا تجدوا، دقـوا الباب يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدق الباب يفتح له.فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حية؟" (لوقا 11/09-11)
في الإسلام إن أساس التنجيم ظاهر البطلان، وما انتشر قديما إلا بين الأمم الوثنية التي كانت تقدس النجوم وتسجد لها: "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون" (فصلت 37). والإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، "كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة". فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟
وفي الأديان الثلاثة، المسيحية واليهودية والإسلام كل أنواع التنجيم والعرافة محرمة وتعتبر أعمال شيطانية وبغيضة وقد جاء في سفر التثنية 18/09-14: "لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك".
في أسفل بعض الآيات الإنجيلية من العهدين القديم والجديد التي تبين بوضوح كامل ابليسية وشعوذة وكفر كل أعمال المنجمين والعرافين والمدعين معرفة المستقبل:
اللاّويّين 20/06-09: "وكل من التفت إلى السحرة والعرافين وتبعهم في فجورهم أواجهه وأقطعه من بين شعبه. فتقدسوا وكونوا قديسين، لأني أنا الرب إلهكم. واحفظوا فرائضي واعملوا بها، أنا الرب أقدسكم. كل من لعن أباه أو أمه يقتل قتلا ودمه على رأسه".
اللاّويّين 20/27: "من كان من الرجال أو النساء ساحرا أو عرافا، يقتل رجما بالحجارة، ودمه على رأسه".
أعمال الرسل 08/09-13: "وكان في المدينة ساحر اسمه سمعان، فتن السامريين من قبل بأعمال السحر وادعى أنه رجل عظيم. فكانوا يتبعونه جميعا، من صغيرهم إلى كبيرهم، ويقولون: هذا الرجل هو قدرة الله التي ندعوها: العظيمة. وكانوا يتبعونه لأنه فتنهم بأساليب سحره من زمن طويل. فلما بشرهم فيلبس بملكوت الله واسم يسوع المسيح، آمنوا وتعمد رجالهم ونساؤهم. وآمن سمعان أيضا، فتعمد ولازم فيلبس، يرى ما يصنعه من الآيات والمعجزات العظيمة، فتأخذه الحيرة"
غلاطية 05/19-21: "وأما أعمال الجسد فهي ظاهرة: الزنى والدعارة والفجور وعبادة الأوثان والسحر والعداوة والشقاق والغيرة والغضب والدس والخصام والتحزب والحسد والسكر والعربدة وما أشبه. وأنبهكم الآن، كما نبهتكم من قبل، أن الذين يعملون هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله".
كولوسي 02/03-04: "فهو (الله) الذي تكمن فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة. أقول هذا لئلا يخدعكم أحد بالكلام المعسول"
كولوسي 02/06-08: "فاسلكوا في الرب يسوع المسيح كما قبلتموه، متأصلين راسخين فيه، ثابتين في الإيمان الذي تعلمتموه، شاكرين كل الشكر. وانتبهوا لئلا يسلب أحد عقولكم بالكلام الفلسفي والغرور الباطل القائم على تقاليد البشر وقوى الكون الأولية، لا على المسيح".
كورينثوس الأولى 02/10-11: "وكشفه الله لنا بالروح، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. فمن هو الذي يعرف ما في الإنسان غير الروح التي في الإنسان؟ وكذلك ما من أحد يعرف ما في الله غير روح الله".
أعمال الرسل 13/04-12: "فأرسلهما الروح القدس، فنزلا إلى سلوكية ومنها سافرا في البحر إلى قبرص. فلما وصلا إلى سلاميس بشرا بكلام الله في مجامع اليهود، وكان يعاونهما يوحنا. فاجتازا الجزيرة كلها حتى مدينة بافوس، فوجدا فيها ساحرا يهوديا يدعي النبوة كذبا اسمه بريشوع، من حاشية سرجيوس بولس حاكم الجزيرة. وكان هذا رجلا عاقلا فدعا برنابا وشاول وطلب إليهما أن يسمع كلام الله. ولكن عليما الساحر، وهذا معنى اسمه، عارضهما وحاول أن يبعد الحاكم عن الإيمان. فامتلأ شاول، واسمه أيضا بولس، من الروح القدس، فنظر إلى الساحر وقال له: يا ابن إبليس، يا عدو كل خير، أيها الممتلئ بكل خبث وغش! أما تكف عن تعويج سبل الرب القويمة؟ ستضربك يد الرب، فتكون أعمى لا تبصر نور الشمس إلى حين. فسقطت على عينيه في الحال غشاوة سوداء، فأخذ يدور حول المكان ملتمسا من يقوده بيده. فآمن الحاكم عندما شاهد ما جرى، وأدهشه تعليم الرب".
أعمال الرسل19/18-20: "فجاء كثير من المؤمنين يعترفون ويقرون بما يمارسون من أعمال السحر. وجمع كثير من المشعوذين كتبهم وأحرقوها أمام أنظار الناس كلهم. وحسبوا ثمن هذه الكتب، فبلغ خمسين ألف قطعة من الفضة. وهكذا كان كلام الرب ينتشر ويقوى في النفوس".
رؤيا يوحنا 22/14-15: "هنيئا لمن يغسلون حللهم ليكون لهم سلطان على شجرة الحياة، وليدخلوا المدينة من أبوابها. أما الذين في خارج المدينة، (الجنة) فهؤلاء هم الكلاب والسحرة والفجار والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يكذب ويحب الكذب".
رؤيا يوحنا 21/08: "أما الجبناء وغير المؤمنين والأوغاد والقتلة والفجار والسحرة وعبدة الأوثان والكذبة جميعا، فنصيبهم في البحيرة الملتهبة بالنار والكبريت. هذا هو الموت الثاني".
اللاّويّين 19/31: "لا تلتفتوا إلى السحرة ولا تسعوا وراء العرافين فتتنجسوا بهم. أنا الرب".
الخروج 07/07-13: "وقال الرب لموسى وهرون: إذا قال لكما فرعون أريد عجيبة يأخذ هرون عصاه ويلقيها أمام فرعون لتصير حية. فدخل موسى وهرون على فرعون وفعلا كما أمر الرب. ألقى هرون عصاه أمام فرعون ورجاله فصارت حية. فدعا فرعون المنجمين والعرافين وهم سحرة مصر، فصنعوا كذلك بسحرهم. ألقى كل واحد منهم عصاه فصارت كل عصا حية عظيمة، ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم. فاشتد قلب فرعون قساوة حتى لا يسمع لموسى وهرون، كما قال الرب".
اشعيا 08/19-20: "فإذا قالوا لكم: أطلبوا الآيات والمعجزات من السحرة والعرافين الهامسين المتمتمين، فقولوا لهم: أما كل شعب يطلب الآيات والمعجزات من إلهه؟ من يا ترى يطلب شيئا من الأموات لأجل الأحياء؟ فاطلبوا أنتم يا تلاميذي شهادة الرب وشريعته من لا يفعل ذلك، فلا يضيء له الصبح".
دانيال 02/26-30: "فقال الملك لدانيال الذي اسمه بلطشاصر: أتقدر أنت أن تعلمني بالحلم الذي رأيته وتبين لي تفسيره؟ فأجابه دانيال: السر الذي تسأل عنه، أيها الملك، لا يقدر الحكماء ولا المجوس ولا السحرة ولا المنجمون أن يبينوه لك. لكن في السماء إلها يكشف الأسرار فأعلمك، أيها الملك نبوخذنصر، بما سيكون بعد هذه الأيام. حلمك وما تراءى لك، وأنت نائم في فراشك هو هذا: جاءتك أيها الملك، وأنت نائم في فراشك، أفكار في ما سيكون بعد هذه الأيام، والله الذي يكشف الأسرار أعلمك بسر ما سيكون. وهذا السر انكشف لي، لا لحكمة في أكثر من سائر الأحياء، ولكن لأعلمك أيها الملك بتفسير حلمك وأفكار قلبك".
الملوك الثاني 17/17 و18: "وأحرقوا له بنيهم وبناتهم في النار، وتعاطوا العرافة والسحر، وباعوا أنفسهم لفعل الشر في نظر الرب فأغاظوه. فغضب الرب جدا على بني إسرائيل ونفاهم من أمام وجهه، ولم يبق منهم إلا سبط يهوذا".
الملوك الأول 08/39-40: "فاسمع من السماء، من مقامك، واغفر وأعن مجازيا كل واحد بحسب عمله ومعرفتك ما في قلبه، لأنك أنت وحدك تعرف قلوب جميع بني البشر، ليخافوك كل أيام حياتهم على هذه الأرض التي أعطيتها لآبائنا".
في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود. : كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.
*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
*تورنتو/كندا في 30 كانون الأول 2012
0 comments:
إرسال تعليق