لم يعد تأخير تشكيل وإعلان الحكومة الجدية مقبولا تحت أية حجج ومبررات مهما كانت خطورتها أو تداعياتها بعد أن أصبح موقف حزب الله الإرهابي والبلطجي واضحاً وثابتا وهو حكومة له وبأمرته أو لا حكومة، وفي حال تجاسر الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام ومعهما النائب وليد جنبلاط على تحدي فرمانات الحزب فقادته يهددون بنقل معارك القصير إلى عاليه والشويفات والشوف وبيروت على غرار غزواتهم عام 2008.
من هنا على القادة الثلاثة قبول التحدي بالخروج من أقفاص الخوف وإعلان الحكومة التي لن تمثل فيها الأحزاب، وعندها فليبلط حزب الله البحر وليركب أعلى ما عنده من خيل. المراقبون من غير كتبة محور الشر وأبواقه يعتقدون أن الحزب عاجز عن أية ردود أفعال غزواتية وعنفية في حال تشكلت الحكومة من دونه لأنه متورط في أوحال سوريا ومحاصر محلياً وعربياً ودولياً وفي حالة ضعف قاتلة وفي مواجهة بيئة شيعية غاضبة بسبب قتله لشبابها في سوريا، كما أن شرعيته الكذبة لبنانياً قد ألغيت من قبل رئيس الجمهورية، في حين هو مصنف إرهابياً في معظم الدول العربية والاتحاد الأوروبي وكندا وأميركا وأستراليا وغالبية دول أفريقيا. المطلوب من سلام إعلان الحكومة والتوقف عن التردد، والمطلوب من سليمان قبول التشكيلة وإصدار المرسوم بسرعة.
وهنا يأتي دور وليد جنبلاط التاريخي والمصيري "بيضة القبان النيابية" بضرورة ترك ضفة النهر ودعم التشكيلة والتصويت على إعطائها الثقة. تردد وخوف جنبلاط لم يربحه أي شيء، بل على العكس افقده الكثير وجعل منه رهينة عند محور الشر الذي يضمر له العداء وهذا المحور لن يتوانى عن الانتقام منه في أول فرصة سانحة. لبنان اليوم مهدد بوجوده وكيانه ورسالته وهويته من حزب الله الذي يعمل بمنهجية على تهميش المؤسسات وتعهيرها وعلى ضرب التعايش وتهجير اللبنانيين عموماً والمسيحيين والدروز تحديداً وعلى فرض حالة من الفراغ على كل المواقع بما فيها رئاسة الجمهورية وذلك استعداداً لإسقاط الدولة وإقامة دولة ولي الفقيه على أنقاضها.
مقابلة نصرالله أمس مع تلفزيون الميادين بينت بوضوح ضعف حزب الله وقرب انهياره وتفككه وانسلاخ نصرالله عن الواقع المعاش وسباحته في بحور الأوهام وأحلام اليقظة لدرجة الاستهزاء بعقول اللبنانيين. فالرجل ادعى أن حزبه كان يعلم بدخول الدورية الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية (منطقة اللبونة الحدودية) مسبقا وهو زرع اللغم الذي انفجر بأفرادها، كما تبجح مدعياً أن حزبه كان بمقدوره الاستمرار في حرب 2006 لشهور في حين الحقيقة تفيد أنه كان يتوسل الرئيس السنيورة لوقف الحرب. نصرالله يكذب ويصدق كذبه مما يذكرنا بمسرحية التران للرحابنة.
كفى النائب وليد جنبلاط انتظاراً مملاً وبائساً على ضفاف الأنهر بانتظار مرور جثث أعدائه من حزب الله وقادة النظام الأسدي. عليه اليوم وليس غداً ترك الضفاف قبل أن تفيض الأنهر وتغرقه في مياهها الممزوجة بدماء الأبرياء من أبناء الشعبين اللبناني والسوري. إن الانتظار لم يعد له أي معنى لأن حزب الله وكلما تراجع حنبلاط أمام التهديد والوعيد يزيد من تهديداته ووعيده ويطالب بالمزيد. هذه حلقة جهنمية لن تعيد للبنان استقلاله وحريته ولن تنهي وضع حزب الله الشاذ. المواجهة حتمية فلتكن اليوم وليس غداً.
في الخلاصة لبنان باق وهو عصي على حزب الله وعلى كل الأشرار. لبنان باق وكل الأشرار إلى الانكسار.
0 comments:
إرسال تعليق