** فى إحدى مقالاتى السابقة بتاريخ 5 إبريل 2011 .. كتبت مقالا بعنوان "الجيش هو الحل" .. بعد أن قرأت الأحداث أكثر من غيرى ، وأدركت إلى أين تذهب مصر ، وبدأت مقالى بهذه الكلمات الهامة جدا .. قلت "ليس أمامنا سوى حلين .. الحل الأول هو أن يصوت هذا الشعب بجميع فئاته وطبعا بإستثناء الإخوان والإرهابيين والبلطجية وأصحاب المصالح الخاصة دون تحديد فترة زمنية حتى يتم القضاء على الفوضى والبلطجة والتخريب والإرهاب الذى عم الشارع المصرى ومطالبة الجيش بحكم البلاد .. أو الحل الأخر هو الإرتضاء بحكم الإخوان المسلمين وهى فئة دموية وباغية ولا تؤمن بأى شريعة إلا شريعة الغاب .. ولم يسلم حكم دولة فى العالم وحكمت بالشريعة إلا وحل بها الخراب والجهل والدمار !! .."
** ورغم أن الرؤية لم تكن واضحة أمام الجميع .. إلا أننى قرأت الأحداث بكل وضوح ، وهذا أعتبره وساما أضعه على قلمى وفى موقعى .. لأننى دائما أحذر من الأحداث ليس بعد حدوثها ، ولكن قبل حدوثها ..
** نعود بالماضى قليلا فى بداية أحداث 25 يناير .. حيث كانت ترتفع بعض اللافتات بالتحرير والهتافات الحنجورية تردد "الجيش والشعب إيد واحدة" .. وكان التفاؤل يسود الشارع المصرى بعد تنحى مبارك عن الحكم ، وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد ..
** ظل الإخوان المسلمين يحشدون جموع الشعب البلهاء ، وهم يهتفون للجيش المصرى الذى كانت له اليد العليا فى إسقاط نظام مبارك ، ووضعه تحت حراسة مشددة فى منتجع شرم الشيخ السياحى ، وهو ما لم يكن يعلمه مبارك .. بل أن المشير طنطاوى نفسه أقنع الرئيس وأسرته بعدم مغادرة البلاد .. ووعده بأن كرامته لن تمس ..
** لم يكن هذا المشهد يحتاج إلى محللين سياسيين ، أو جهابذة فى الفكر .. ولكن المشهد يتلخص فى تيارين ظهروا فجأة .. الأول هو تيار جماعة الإخوان المسلمين ، وقد إعتلوا منصة التحرير ، فلم يتوقف الشيخ "صفوت حجازى" عن شحن جماعته وخداع مستمعيه .. بل ظهر فى كل القنوات الإعلامية .. كما ظهر معه الإخوانى "عصام العريان" ، و"سعد الكتاتنى" ، و"محمد البلتاجى" ، وهل علينا الشيخ "يوسف القرضاوى" بعد ثلاثون عاما خارج مصر مطرودا .. ثم بدأت تظهر وجوه ممن ينتمون إلى تنظيم القاعدة ، وبعض وجوه المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين .. وفتحت الفضائيات أبوابها لإستقبال كل هؤلاء الفاتحين .. وبدأت مرحلة التناغم والتقارب بين المجلس العسكرى والإخوان ، وقد ساهم فى ذلك أحد قادة المجلس العسكرى ، اللواء "ممدوح شاهين" بصورة كبيرة جدا ..
** وإنتشر الشاى بالياسمين ، وموائد الرحمن ، وإنفتحت الأبواب المغلقة بين الجماعات الإرهابية متمثلة فى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين ، وبين المجلس العسكرى الذى كان لا يستطيع أن يتخذ قرارا إلا بعد إستشارة الشيخ السلفى "محمد حسان" ، أو الشيخ "صفوت حجازى" .. حتى عندما قامت الجماعات المتطرفة بهدف كنيسة صول بمركز أطفيح .. لم يستطع الجيش إعادة بناء الكنيسة إلا بعد إستشارة شيوخ الإسلام ، وموافقة الشيخ " محمد حسان" .. وتكرر نفس المشهد فى محافظة قنا ، عندما قام السلفيين بقطع الطريق البرى وخطوط السكك الحديدية ، إعتراضا على تعيين أحد الأقباط محافظا لقنا ..
** المشهد واضحا .. فالمجلس العسكرى الذى يكن له الشعب كل إعتزاز وحب وتقدير ، يكتشف فجأة أن جماعة الإخوان هم فصيل وطنى ، وأن الشيخ "سيد قطب" هو أحد أعضاء قيادة الثورة ، وأن الشيخ "حسن البنا" هو قائد حركة الضباط الأحرار التى أطاحت بالملك والإنجليز ، وأن التاريخ كان كاذبا ، وجمال عبد الناصر كان مضللا ، والسادات كان أفاقا ، ومبارك كان نصابا ، وأن ثورة 25 يناير هى أول الثورات العربية ، وأول ثورة مجيدة فى مصر تحرر شعبها من كابوس إسمه ثورة 23 يوليو 1952 ، حتى الذين كانوا يختلفون مع فكر عبد الناصر ، وكانوا يحملون كل كراهية لهذه الثورة كانوا يهاجمون مقالاتنا ، ويهللون لما أطلق عليه البعض ثورة 25 يناير المجيدة ..
** ليس هذا إننى أعنى تأييدى لدولة "حسنى مبارك" ، بل كنت أكثر المهاجمين لنظام مبارك ، وكنت فى قرارة نفسى أتمنى أن تحدث معجزة ، أو إنقلاب عسكرى للإطاحة بمبارك ونظامه الديكتاتورى ..
** لقد شعرت بالخوف عندما بدأت تنتشر الدقون فى الفضائيات وكل وسائل الإعلام .. شعرت بالخوف عندما بدأ يظهر شيوخ الفتاوى والمكفراتية ودعاة الحسبة ، وهم يتلونون كالحرباء ، ويتجملون ببعض الكلمات المعسولة ليخفون أفكارهم الهدامة خلف لحاهم ، وتعطشهم للدم خلف أسنان حادة كمصاصى الدماء ..
** لم يستغرق الوقت طويلا ، ليلتقط الشعب أنفاسه .. ليعيد حساباته فى إختيار رئيس مدنى لمصر الجديدة ، ومجالس برلمانية تمثل الشعب ، إلا أن الإخوان كانوا يسابقون الزمن ويفتعلون المشاكل لإلهاء الشعب فى مشاكل عديدة ، دون تركه لإلتقاط الأنفاس أو مجرد التفكير ...
** لذلك .. كان من الطبيعى أن يقسم الإخوان أنفسهم .. جزء كان يراقب كل البرامج ووسائل الإعلام ، ليفاجئ المشاهد بشخصيات معينة تتكرر فى كل البرامج مثل "عصام العريان" ، والمحامى "عصام سلطان" ، والشيخ "صفوت حجازى" ، و"سعد الحسينى" ، و"محمود غزلان" ، و"محمد البلتاجى" .. فالأدوار مقسمة على كل البرامج !!!!! ...
** وهناك جزء أخر يقود المظاهرات والوقفات ، لمناشدة الجيش بسرعة إنهاء المرحلة الإنتقالية .. فالدولة فى فوضى ، وزعم الإخوان إنه لا بد من وجود مجلس نيابى لتشريع القوانين ، ولا بد من إعادة هيكلة الشرطة ، ولا بد من تطهير القضاء ، وبدأ صوتهم يعلو تدريجيا .. بينما المجلس العسكرى فى غيبوبة تامة ..
** أصر الإخوان على إستمرار المظاهرات والإعتصامات فى التحرير ، لحين تحقيق مطالب الثوار والقصاص لدم الشهداء .. وهى السبوبة التى إستغلها الإخوان لتحريك الجهلاء من الشعب المصرى .. وبدأت أول مراحل الفوضى بمجلس قندهار ، وبدأت تتغير المطالب وتظهر لافتات تدعو لسقوط حكم العسكر ، وخرجت المسيرات وظهرت قضية سحل فتاة التحرير .. رغم أن الشرطة إرتكبت خطأ جسيما .. ولكن فى المقابل تم توظيف الحدث لإهانة الجيش المصرى ، والمطالبة برحيله وعودته لثكناته ، وتفويض برلمان الشعب "مجلس قندهار" لإدارة شئون البلاد ..
** لم تكن أحداث بورسعيد هى وليدة صدفة أو شحن جماهيرى ، وإنما هى أحداث مدبرة .. الهدف منها هو إسقاط الشرطة وإضعاف الجيش ، ودق الأسافين بين شعب بورسعيد وشعب القاهرة .. لأن الإخوان يؤمنون بالحكمة التى تقول "فرق تسد" !!..
** لم تكن أحداث "محمد محمود" ، والهجوم على وزارة الداخلية التى وصلت إلى حد التبول على أسوار المبنى ، ولم نسمع يومها عن القنابل المسيلة للدموع أو الخرطوش أو الرصاص الحى .. بل أن كل قيادات الداخلية هربت من المواجهة ، وإختفت كالفئران المذعورة ، وكانت جماعة الإخوان المسلمين يطلقون على هؤلاء "ثوار" ، ولم نسمع لفظ "بلطجية" على هؤلاء إلا بعد أن ركب الإخوان الكراسى ..
** لم تكن أحداث شارع مجلس الوزراء ، وحرق المجمع العلمى وليدة صدفة ، بل كل هذه الأحداث كان يقصد بها حرق تاريخ مصر من تصوير رفض الشعب لوجود العسكر فى الحكم .. وسقف المطالب كانت يرتفع .. بينما الضحايا تسقط ولا يعرف أحد من أين كان يأتى الرصاص .. ولكن شهود عيان قالوا أنها من بعض عناصر المتظاهرين المندسين داخل المظاهرات ، وهى طلقات أطلقت من مسدسات كاتمة للصوت ومن مسافة قريبة جدا من الضحية ..
** وإنتهت كل هذه المهازل التى شهدتها مصر ، والتى قام بتدبيرها فصيل الإخوان .. برحيل المجلس العسكرى وتسليم مصر لرئيس هذا التنظيم "محمد مرسى العياط" .. فلا يهم أن نفتح ملفات تزوير الإنتخابات .. ولا يهم أن نفتح ملفات موقف المجلس العسكرى المتخاذل ، الذى إنتهى بإقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان .. فالإخوان بدأوا يلعبون على المكشوف ، وبدأت سلطة مكتب الإرشاد تصدر أوامرها بتحريك ميليشيات الإخوان لقمع المتظاهرين ، وبدأت الفوضى الممنهجة تنتشر فى شوارع مصر وسط صمت رهيب من الجيش المصرى ، وبدأت مصر مرحلة البلطجة ..
** البلطجة فى كل شئ ، وعلى عينك ياتاجر .. وبدأ مرسى يتحدى مصر بالكامل ، فيصدر إعلان دستورى مكبل ويحاصر المحاكم ويرهب القضاة ، ويقيل النائب العام ، ويبدل فى قيادات الشرطة كما يشاء ، ويلفق القضايا ، ويصدر أوامره بقتل وسحل المتظاهرين ، ويدمر إقتصاد الوطن ، ويدعم إنهيار السياحة ، ويصدر أوامره ثم يدعى أنه لا يعلم عنها شئ ، ويعين جيش من المستشارين حوله للديكور والتصوير .. ويضطر الكثيرين من تقديم إستقالاتهم ، والفرار من التعامل مع هذا المعتوه ، وأمريكا تهلل فقد حققت أكثر مما كانت تحلم بتحقيقه ، فالخونة كثيرون ، والمتلونين يهرولون إلى موائد الإخوان لعقد الصفقات معهم .. والكذب والضلال هم سمة الدستور الجديد للإخوان ، ومصر تسقط فى الجحيم .. والجميع صامت صمت القبور ..
** فهل هذا الصمت هو غباء أصاب كل هذا الشعب .. هل الغباء وصل بالجميع إلى هذه الدرجة ، ونحن نرى وطن بأكمله ينهار أمام أعيننا ، ولا نفعل سوى النظر بغباء وبلاهة وعيون مفتوحة وقحة ميتة ، تشبه عيون الأفاعى والحيات ..
** ولو إفترضنا صحة كل ذلك .. ومصر تنزلق إلى هذه المسخرة ، وهذه الفوضى .. ألا يوجد جيش وطنى شرب من نيل هذا الوطن وأكل من أرضه وآمن بشعبه .. ليحافظ على شرفه وعرضه .. هل أصبنا جميعا بحالة الغيبوبة وأصبحنا كالبلهاء والأغبياء لا نفكر إلا فى أكلنا وشربنا .. ولتذهب مصر إلى الجحيم ..
** للأسف هذه هى الحقيقة .. فالكل مدانون ، فلا أحد يفهم ، ولا حتى يريد أن يفهم ، والكل يقول "وأنا مالى" .. ومصر تضيع والإخوان يسقطون كل شئ ، ويدمرون الوطن بالكامل .. ولم يتبقى إلا الجيش المصرى ، وتخرج علينا بعض الصحف لتقول أن "الجيش لن يتحرك إلا إذا طلب الشعب منه" .. والشعب يطلب والسيسى يصرح ويقول "يقظة القوات المسلحة لردع من يمس أمن مصر وشعبها" .. فالمسألة لا تعدو وجاهة وتصريحات مفبركة ، والدولة تنزلق إلى نهاية الفوضى ..
** والجميع يطالبون بنزول الجيش .. والكثير يؤكد أن الجيش لن ينزل ولن يتحمل أى إنقلاب عسكرى على السلطة ، رغم أن الجميع يعلمون أنه لا توجد سلطة ولا رئيس للدولة ، ولا قانون ، ولا قضاء ، ولا أمن .. ولا يوجد فى الدولة إلا "محمد مرسى العياط" الذى يحركه مكتب الإرشاد ، والمضلل العام للإخوان الكذابون "محمد بديع" كالدمية ..
** الفزورة لم تعد فزورة .. فالجميع متواطئون فى تخريب وإسقاط مصر .. وكما يحدث الأن مع الشرطة .. فغدا يحدث مع الجيش ، ومازال محمد مرسى العياط يقود الفوضى والتخريب من قصر الإتحادية .. ولا يستطيع أحد الإقتراب منه رغم ألاف الضحايا الذين سقطوا بأوامر مباشرة منه .. إلا أن الجميع إنقسم .. فجزء منه ينتظر ثمن بيع الوطن من الدولارات الأمريكية ، وجزء أخر ينتمى للإخوان الكذابون ، وجزء كبير يؤمن بأنه لا شئ يهم ..
** والكارثة التى تؤكد صحة كلامنا .. فالشارع المصرى يطالب الجيش بالتحرك .. فى حين أن الجيش يؤدى التحية لمرسى ، ومرسى يصدر أوامره بإجراء الإنتخابات البرلمانية ، والجيش يؤمن هذه الإنتخابات .. وزغردي ياللى مانتش غرمانة ... فلا عزاء لوطن بلا شعب .. وشعب بلا جيش .. وجيش بلا مبادئ .. فهل أخطأت عندما قلت أن الجيش هو الحل ؟!!!!!!!!.......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
** ورغم أن الرؤية لم تكن واضحة أمام الجميع .. إلا أننى قرأت الأحداث بكل وضوح ، وهذا أعتبره وساما أضعه على قلمى وفى موقعى .. لأننى دائما أحذر من الأحداث ليس بعد حدوثها ، ولكن قبل حدوثها ..
** نعود بالماضى قليلا فى بداية أحداث 25 يناير .. حيث كانت ترتفع بعض اللافتات بالتحرير والهتافات الحنجورية تردد "الجيش والشعب إيد واحدة" .. وكان التفاؤل يسود الشارع المصرى بعد تنحى مبارك عن الحكم ، وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد ..
** ظل الإخوان المسلمين يحشدون جموع الشعب البلهاء ، وهم يهتفون للجيش المصرى الذى كانت له اليد العليا فى إسقاط نظام مبارك ، ووضعه تحت حراسة مشددة فى منتجع شرم الشيخ السياحى ، وهو ما لم يكن يعلمه مبارك .. بل أن المشير طنطاوى نفسه أقنع الرئيس وأسرته بعدم مغادرة البلاد .. ووعده بأن كرامته لن تمس ..
** لم يكن هذا المشهد يحتاج إلى محللين سياسيين ، أو جهابذة فى الفكر .. ولكن المشهد يتلخص فى تيارين ظهروا فجأة .. الأول هو تيار جماعة الإخوان المسلمين ، وقد إعتلوا منصة التحرير ، فلم يتوقف الشيخ "صفوت حجازى" عن شحن جماعته وخداع مستمعيه .. بل ظهر فى كل القنوات الإعلامية .. كما ظهر معه الإخوانى "عصام العريان" ، و"سعد الكتاتنى" ، و"محمد البلتاجى" ، وهل علينا الشيخ "يوسف القرضاوى" بعد ثلاثون عاما خارج مصر مطرودا .. ثم بدأت تظهر وجوه ممن ينتمون إلى تنظيم القاعدة ، وبعض وجوه المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين .. وفتحت الفضائيات أبوابها لإستقبال كل هؤلاء الفاتحين .. وبدأت مرحلة التناغم والتقارب بين المجلس العسكرى والإخوان ، وقد ساهم فى ذلك أحد قادة المجلس العسكرى ، اللواء "ممدوح شاهين" بصورة كبيرة جدا ..
** وإنتشر الشاى بالياسمين ، وموائد الرحمن ، وإنفتحت الأبواب المغلقة بين الجماعات الإرهابية متمثلة فى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين ، وبين المجلس العسكرى الذى كان لا يستطيع أن يتخذ قرارا إلا بعد إستشارة الشيخ السلفى "محمد حسان" ، أو الشيخ "صفوت حجازى" .. حتى عندما قامت الجماعات المتطرفة بهدف كنيسة صول بمركز أطفيح .. لم يستطع الجيش إعادة بناء الكنيسة إلا بعد إستشارة شيوخ الإسلام ، وموافقة الشيخ " محمد حسان" .. وتكرر نفس المشهد فى محافظة قنا ، عندما قام السلفيين بقطع الطريق البرى وخطوط السكك الحديدية ، إعتراضا على تعيين أحد الأقباط محافظا لقنا ..
** المشهد واضحا .. فالمجلس العسكرى الذى يكن له الشعب كل إعتزاز وحب وتقدير ، يكتشف فجأة أن جماعة الإخوان هم فصيل وطنى ، وأن الشيخ "سيد قطب" هو أحد أعضاء قيادة الثورة ، وأن الشيخ "حسن البنا" هو قائد حركة الضباط الأحرار التى أطاحت بالملك والإنجليز ، وأن التاريخ كان كاذبا ، وجمال عبد الناصر كان مضللا ، والسادات كان أفاقا ، ومبارك كان نصابا ، وأن ثورة 25 يناير هى أول الثورات العربية ، وأول ثورة مجيدة فى مصر تحرر شعبها من كابوس إسمه ثورة 23 يوليو 1952 ، حتى الذين كانوا يختلفون مع فكر عبد الناصر ، وكانوا يحملون كل كراهية لهذه الثورة كانوا يهاجمون مقالاتنا ، ويهللون لما أطلق عليه البعض ثورة 25 يناير المجيدة ..
** ليس هذا إننى أعنى تأييدى لدولة "حسنى مبارك" ، بل كنت أكثر المهاجمين لنظام مبارك ، وكنت فى قرارة نفسى أتمنى أن تحدث معجزة ، أو إنقلاب عسكرى للإطاحة بمبارك ونظامه الديكتاتورى ..
** لقد شعرت بالخوف عندما بدأت تنتشر الدقون فى الفضائيات وكل وسائل الإعلام .. شعرت بالخوف عندما بدأ يظهر شيوخ الفتاوى والمكفراتية ودعاة الحسبة ، وهم يتلونون كالحرباء ، ويتجملون ببعض الكلمات المعسولة ليخفون أفكارهم الهدامة خلف لحاهم ، وتعطشهم للدم خلف أسنان حادة كمصاصى الدماء ..
** لم يستغرق الوقت طويلا ، ليلتقط الشعب أنفاسه .. ليعيد حساباته فى إختيار رئيس مدنى لمصر الجديدة ، ومجالس برلمانية تمثل الشعب ، إلا أن الإخوان كانوا يسابقون الزمن ويفتعلون المشاكل لإلهاء الشعب فى مشاكل عديدة ، دون تركه لإلتقاط الأنفاس أو مجرد التفكير ...
** لذلك .. كان من الطبيعى أن يقسم الإخوان أنفسهم .. جزء كان يراقب كل البرامج ووسائل الإعلام ، ليفاجئ المشاهد بشخصيات معينة تتكرر فى كل البرامج مثل "عصام العريان" ، والمحامى "عصام سلطان" ، والشيخ "صفوت حجازى" ، و"سعد الحسينى" ، و"محمود غزلان" ، و"محمد البلتاجى" .. فالأدوار مقسمة على كل البرامج !!!!! ...
** وهناك جزء أخر يقود المظاهرات والوقفات ، لمناشدة الجيش بسرعة إنهاء المرحلة الإنتقالية .. فالدولة فى فوضى ، وزعم الإخوان إنه لا بد من وجود مجلس نيابى لتشريع القوانين ، ولا بد من إعادة هيكلة الشرطة ، ولا بد من تطهير القضاء ، وبدأ صوتهم يعلو تدريجيا .. بينما المجلس العسكرى فى غيبوبة تامة ..
** أصر الإخوان على إستمرار المظاهرات والإعتصامات فى التحرير ، لحين تحقيق مطالب الثوار والقصاص لدم الشهداء .. وهى السبوبة التى إستغلها الإخوان لتحريك الجهلاء من الشعب المصرى .. وبدأت أول مراحل الفوضى بمجلس قندهار ، وبدأت تتغير المطالب وتظهر لافتات تدعو لسقوط حكم العسكر ، وخرجت المسيرات وظهرت قضية سحل فتاة التحرير .. رغم أن الشرطة إرتكبت خطأ جسيما .. ولكن فى المقابل تم توظيف الحدث لإهانة الجيش المصرى ، والمطالبة برحيله وعودته لثكناته ، وتفويض برلمان الشعب "مجلس قندهار" لإدارة شئون البلاد ..
** لم تكن أحداث بورسعيد هى وليدة صدفة أو شحن جماهيرى ، وإنما هى أحداث مدبرة .. الهدف منها هو إسقاط الشرطة وإضعاف الجيش ، ودق الأسافين بين شعب بورسعيد وشعب القاهرة .. لأن الإخوان يؤمنون بالحكمة التى تقول "فرق تسد" !!..
** لم تكن أحداث "محمد محمود" ، والهجوم على وزارة الداخلية التى وصلت إلى حد التبول على أسوار المبنى ، ولم نسمع يومها عن القنابل المسيلة للدموع أو الخرطوش أو الرصاص الحى .. بل أن كل قيادات الداخلية هربت من المواجهة ، وإختفت كالفئران المذعورة ، وكانت جماعة الإخوان المسلمين يطلقون على هؤلاء "ثوار" ، ولم نسمع لفظ "بلطجية" على هؤلاء إلا بعد أن ركب الإخوان الكراسى ..
** لم تكن أحداث شارع مجلس الوزراء ، وحرق المجمع العلمى وليدة صدفة ، بل كل هذه الأحداث كان يقصد بها حرق تاريخ مصر من تصوير رفض الشعب لوجود العسكر فى الحكم .. وسقف المطالب كانت يرتفع .. بينما الضحايا تسقط ولا يعرف أحد من أين كان يأتى الرصاص .. ولكن شهود عيان قالوا أنها من بعض عناصر المتظاهرين المندسين داخل المظاهرات ، وهى طلقات أطلقت من مسدسات كاتمة للصوت ومن مسافة قريبة جدا من الضحية ..
** وإنتهت كل هذه المهازل التى شهدتها مصر ، والتى قام بتدبيرها فصيل الإخوان .. برحيل المجلس العسكرى وتسليم مصر لرئيس هذا التنظيم "محمد مرسى العياط" .. فلا يهم أن نفتح ملفات تزوير الإنتخابات .. ولا يهم أن نفتح ملفات موقف المجلس العسكرى المتخاذل ، الذى إنتهى بإقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان .. فالإخوان بدأوا يلعبون على المكشوف ، وبدأت سلطة مكتب الإرشاد تصدر أوامرها بتحريك ميليشيات الإخوان لقمع المتظاهرين ، وبدأت الفوضى الممنهجة تنتشر فى شوارع مصر وسط صمت رهيب من الجيش المصرى ، وبدأت مصر مرحلة البلطجة ..
** البلطجة فى كل شئ ، وعلى عينك ياتاجر .. وبدأ مرسى يتحدى مصر بالكامل ، فيصدر إعلان دستورى مكبل ويحاصر المحاكم ويرهب القضاة ، ويقيل النائب العام ، ويبدل فى قيادات الشرطة كما يشاء ، ويلفق القضايا ، ويصدر أوامره بقتل وسحل المتظاهرين ، ويدمر إقتصاد الوطن ، ويدعم إنهيار السياحة ، ويصدر أوامره ثم يدعى أنه لا يعلم عنها شئ ، ويعين جيش من المستشارين حوله للديكور والتصوير .. ويضطر الكثيرين من تقديم إستقالاتهم ، والفرار من التعامل مع هذا المعتوه ، وأمريكا تهلل فقد حققت أكثر مما كانت تحلم بتحقيقه ، فالخونة كثيرون ، والمتلونين يهرولون إلى موائد الإخوان لعقد الصفقات معهم .. والكذب والضلال هم سمة الدستور الجديد للإخوان ، ومصر تسقط فى الجحيم .. والجميع صامت صمت القبور ..
** فهل هذا الصمت هو غباء أصاب كل هذا الشعب .. هل الغباء وصل بالجميع إلى هذه الدرجة ، ونحن نرى وطن بأكمله ينهار أمام أعيننا ، ولا نفعل سوى النظر بغباء وبلاهة وعيون مفتوحة وقحة ميتة ، تشبه عيون الأفاعى والحيات ..
** ولو إفترضنا صحة كل ذلك .. ومصر تنزلق إلى هذه المسخرة ، وهذه الفوضى .. ألا يوجد جيش وطنى شرب من نيل هذا الوطن وأكل من أرضه وآمن بشعبه .. ليحافظ على شرفه وعرضه .. هل أصبنا جميعا بحالة الغيبوبة وأصبحنا كالبلهاء والأغبياء لا نفكر إلا فى أكلنا وشربنا .. ولتذهب مصر إلى الجحيم ..
** للأسف هذه هى الحقيقة .. فالكل مدانون ، فلا أحد يفهم ، ولا حتى يريد أن يفهم ، والكل يقول "وأنا مالى" .. ومصر تضيع والإخوان يسقطون كل شئ ، ويدمرون الوطن بالكامل .. ولم يتبقى إلا الجيش المصرى ، وتخرج علينا بعض الصحف لتقول أن "الجيش لن يتحرك إلا إذا طلب الشعب منه" .. والشعب يطلب والسيسى يصرح ويقول "يقظة القوات المسلحة لردع من يمس أمن مصر وشعبها" .. فالمسألة لا تعدو وجاهة وتصريحات مفبركة ، والدولة تنزلق إلى نهاية الفوضى ..
** والجميع يطالبون بنزول الجيش .. والكثير يؤكد أن الجيش لن ينزل ولن يتحمل أى إنقلاب عسكرى على السلطة ، رغم أن الجميع يعلمون أنه لا توجد سلطة ولا رئيس للدولة ، ولا قانون ، ولا قضاء ، ولا أمن .. ولا يوجد فى الدولة إلا "محمد مرسى العياط" الذى يحركه مكتب الإرشاد ، والمضلل العام للإخوان الكذابون "محمد بديع" كالدمية ..
** الفزورة لم تعد فزورة .. فالجميع متواطئون فى تخريب وإسقاط مصر .. وكما يحدث الأن مع الشرطة .. فغدا يحدث مع الجيش ، ومازال محمد مرسى العياط يقود الفوضى والتخريب من قصر الإتحادية .. ولا يستطيع أحد الإقتراب منه رغم ألاف الضحايا الذين سقطوا بأوامر مباشرة منه .. إلا أن الجميع إنقسم .. فجزء منه ينتظر ثمن بيع الوطن من الدولارات الأمريكية ، وجزء أخر ينتمى للإخوان الكذابون ، وجزء كبير يؤمن بأنه لا شئ يهم ..
** والكارثة التى تؤكد صحة كلامنا .. فالشارع المصرى يطالب الجيش بالتحرك .. فى حين أن الجيش يؤدى التحية لمرسى ، ومرسى يصدر أوامره بإجراء الإنتخابات البرلمانية ، والجيش يؤمن هذه الإنتخابات .. وزغردي ياللى مانتش غرمانة ... فلا عزاء لوطن بلا شعب .. وشعب بلا جيش .. وجيش بلا مبادئ .. فهل أخطأت عندما قلت أن الجيش هو الحل ؟!!!!!!!!.......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق