أنا سمعت عن رجل اسمه: "السبع"، وآخر اسمه: "الضبع"، وآخر اسمه: "الديب"، وآخر اسمه: "الجمل"، وآخر اسمه: "القط"، وآخر اسمه: "الفار"، وسمعت عن سيدة اسمها: "دبانة".. أما اسم حصان، فغريب علينا!...
على أن الأمر في الصين غير ذلك؛ فإن كثيرين جداً من الصينيين، اسمهم: "حصان".
قابلت أحدهم في مصر، وكنت أناديه: بـ "السيد حصان"، أو: "الخواجة حصان"!
وعندما كنت أعرّفه إلى الحاضرين، كان البعض لا يتمالك نفسه من الضحك، أو: الابتسام الخبيث!
فلا يملك "الخواجة حصان"، إلا التعجب من المتعجبين من إسمه، ويقول لهم:
"أليس الفرسان الذين تعتزون بهم، مرتبطين تاريخياً بالحصان، وألستم في سباق الخيل، تراهنون على جوادكم الأصيل؛ فلماذا اذن تتعجبون من انسان يتسمى بهذا الاسم؟!"...
وأصبحت هذه الكلمات، على اسطوانة لسانه المدمجة، كمرافعة شبه يومية، كلما أحس بالهمز واللمز والهمس؛ حتى كاد الرجل أن لا يعترف بإسمه!
بالنسبة لي، كانت هذه هي: "عقدة الخواجة" بحق وحقيقي، وليس اصطلاح: "عقدة الخواجة"، الذي ارى أن نسميه: "عقدة العربي"، والذي أطلقناه على أنفسنا بأنفسنا؛ لنسخر من إعجابنا، واعتقادنا، وقناعتنا، وتصديقنا، واعتماد كل ما هو غربي من حيث مأكولاته، وملابسه، بل وحتى أكثر الأشياء خصوصية بالفرد، كطريقة الكلام والمشي .. مع التقليل من قيمة ما هو عربي، حتى ولو كان حاملاً قلادة: "الآيزو"!
المحُيّر، بالنسبة لي، كيف نجحنا، نحن الذين في اسماء عائلاتنا، مثل هذه الألقاب: "البغل، العجل، التعلب"، في أن نصيب هذا الرجل، المسكين، بمرض: "عقدة الخواجة"؟!...
0 comments:
إرسال تعليق