إن ما يجري في مصر يحز في قلب كل عربي ومسلم، فمصر التي نظر إليها العرب والمسلمين على أنها عادت إلى الساحة العربية والإسلامية والعالم من باب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لتستعيد دورها القيادي في منطقة الشرق الأوسط، وتعود كلاعب أساسي يؤثر على موازين السلم والحرب في المنطقة، وقد استشرف من خلالها المقهورين والمظلمين والمهمشين العون والسند، وإذ بالثورة التي قادت التغيير في هذا البلد العظيم تنكفئ على ذاتها لتقع فريسة لمناكفات السياسيين ومصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة، بعيداً عن مصلحة مصر وشعب مصر، الذي رزح تحت نير الديكتاتورية والشمولية والتفرد في السلطة لأكثر من نصف قرن، ذاق خلالها التخلف والهزائم والانكسارات والجوع والحرمان والعذابات والمرارات التي لم ينج منها أحد.
مصر التي حكمها لون واحد وفصيل واحد لا يمكن أن تتكرر فيها نفس التجربة مرة أخرى وقد شب المصريون على طوق الخنوع والعبودية وإلى الأبد بعد ثورتهم العظيمة، ومن هنا كان لابد للنخبة السياسية في مصر أن تفهم هذه المعادلة ويستوعب الجميع الدرس، وأن يكونوا يداً واحدة لإعادة بناء مصر على أسس سليمة يتكافأ فيها الجميع بغض النظر عن الأقلية أو الأكثرية، كما كان الحال الذي كانت عليه في ميادين القاهرة عند انطلاق الثورة في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2011، فمصر تحتاج إلى عقد من الزمان حتى تستطيع هضم الديمقراطية التي افتقدتها لعقود طويلة وتستوعب الرأي والرأي الآخر، وتتقن فن التحاور دون أن يكون للخلاف بين نخبها ما يفسد للود قضية، وأن يحترم الجميع رأي الجميع ويغلبوا مصلحة مصر على ما دونها.
مصر التي تمر اليوم في محنة كبيرة تطلب من أبنائها سواء من هم في الحكم ومن هم خارجه أن يتقوا الله في شعب مصر، الذين خرجوا إلى الميادين بالملايين وواجهوا رصاص السلطة الباغية بصدورهم العارية حتى تحقق لهم إسقاط النظام الفاشي الفاسد في ثورة رائعة فريدة، خرج هذا الشعب من ركام العبودية وله ثلاثة مطالب: (رغيف العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية)، وإذا ما انتخب الشعب المصري جماعة الإخوان المسلمين من خلال فوزهم بأكثرية المقاعد النيابية ومنصب الرئاسة، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا الفوز هو بيعة؛ إنما هو اختبار لهذه الجماعة ومعرفة مدى تمسكها بالمبادئ والقيم التي نادت بها على مدى ثمانين عاماً، وكانت خلال معظم فتراتها ضحية لظلم الحكومات المتعاقبة مقصية وملاحقة، وأن عليها أن لا تفعل الشيء نفسه مع النخب السياسية والثورية والاجتماعية والفكرية التي لها قواعد ومؤيدين بغض النظر عن حجمها، وأن على الجماعة أن تفهم أن مصر ما قبل الثورة هي ليست مصر ما بعد الثورة، وأن على الجماعة وهي تتصدى للمسؤولية الجسيمة أن تحتضن الجميع وتستوعب كل الطاقات، وتغلّب مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى كبرت أم صغرت، وعليها أن تشارك الجميع في قيادة دفة الحكم في هذه الظروف العصيبة وأن لا تصاب بالغرور، وأن تستفيد من تجارب الجميع وما يطرحونه من مبادرات وأفكار، وعليها أن تتمثل الآية الكريمة: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، فلا يعيب الجماعة وهي الأكثرية الغالبة أن تمد يدها لشركائها في الوطن ليكونوا معها وليسو عليها، وحتى وإن كانوا أقلية فدوام الحال من المحال، فكم من أكثرية باتت أقلية وكم من أقلية باتت أكثرية، وهذه هي اللعبة الديمقراطية التي ارتضتها الجماعة وكل الأحزاب السياسية والنخب الفاعلة في مصر.
وفي المقابل على كل الأطياف السياسية والفكرية التي تموج في الساحة السياسية المصرية ومن كل الألوان والتوجهات أن تترفع عن الكيد واقتناص الهفوات وأن تحكّم العقل والمنطق في كل أحوالها، حتى لا ينفذ من خلالها المتصيدون بالماء العكر وما أكثرهم في مصر في هذه الأيام، فقد احتضن الحزب الحاكم السابق في صفوفه مئات الألوف من المرتزقة وضعاف النفوس والفاسدين والحاقدين والموتورين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم وجيوبهم وارتزاقهم ولو كان ذلك على حساب مصر وتقدمها واستقرارها وأمنها وسلامتها.
نتمنى أن تشهد الساحة السياسية المصرية في الأيام القابلة انفراجاً وتعود كل الأطياف السياسية إلى التلاحم والتآزر، مغلبين مصلحة مصر وما يصبو إليه شعب مصر، تاركين خلفهم وإلى الأبد كل ما أصاب مصر من إحن في الأيام السابقة، متطلعين بعيون متفائلة إلى مستقبل مصر والنهوض بها لتلحق الركب الذي فاتها اللحاق به لسنوات طويلة، وعلى أشقائها العرب أن يسارعوا إلى مد العون لها لتقف على قدميها، فسلامة مصر سلامة لكل العرب وقوة مصر قوة لكل العرب.
مصر التي حكمها لون واحد وفصيل واحد لا يمكن أن تتكرر فيها نفس التجربة مرة أخرى وقد شب المصريون على طوق الخنوع والعبودية وإلى الأبد بعد ثورتهم العظيمة، ومن هنا كان لابد للنخبة السياسية في مصر أن تفهم هذه المعادلة ويستوعب الجميع الدرس، وأن يكونوا يداً واحدة لإعادة بناء مصر على أسس سليمة يتكافأ فيها الجميع بغض النظر عن الأقلية أو الأكثرية، كما كان الحال الذي كانت عليه في ميادين القاهرة عند انطلاق الثورة في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2011، فمصر تحتاج إلى عقد من الزمان حتى تستطيع هضم الديمقراطية التي افتقدتها لعقود طويلة وتستوعب الرأي والرأي الآخر، وتتقن فن التحاور دون أن يكون للخلاف بين نخبها ما يفسد للود قضية، وأن يحترم الجميع رأي الجميع ويغلبوا مصلحة مصر على ما دونها.
مصر التي تمر اليوم في محنة كبيرة تطلب من أبنائها سواء من هم في الحكم ومن هم خارجه أن يتقوا الله في شعب مصر، الذين خرجوا إلى الميادين بالملايين وواجهوا رصاص السلطة الباغية بصدورهم العارية حتى تحقق لهم إسقاط النظام الفاشي الفاسد في ثورة رائعة فريدة، خرج هذا الشعب من ركام العبودية وله ثلاثة مطالب: (رغيف العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية)، وإذا ما انتخب الشعب المصري جماعة الإخوان المسلمين من خلال فوزهم بأكثرية المقاعد النيابية ومنصب الرئاسة، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا الفوز هو بيعة؛ إنما هو اختبار لهذه الجماعة ومعرفة مدى تمسكها بالمبادئ والقيم التي نادت بها على مدى ثمانين عاماً، وكانت خلال معظم فتراتها ضحية لظلم الحكومات المتعاقبة مقصية وملاحقة، وأن عليها أن لا تفعل الشيء نفسه مع النخب السياسية والثورية والاجتماعية والفكرية التي لها قواعد ومؤيدين بغض النظر عن حجمها، وأن على الجماعة أن تفهم أن مصر ما قبل الثورة هي ليست مصر ما بعد الثورة، وأن على الجماعة وهي تتصدى للمسؤولية الجسيمة أن تحتضن الجميع وتستوعب كل الطاقات، وتغلّب مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى كبرت أم صغرت، وعليها أن تشارك الجميع في قيادة دفة الحكم في هذه الظروف العصيبة وأن لا تصاب بالغرور، وأن تستفيد من تجارب الجميع وما يطرحونه من مبادرات وأفكار، وعليها أن تتمثل الآية الكريمة: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، فلا يعيب الجماعة وهي الأكثرية الغالبة أن تمد يدها لشركائها في الوطن ليكونوا معها وليسو عليها، وحتى وإن كانوا أقلية فدوام الحال من المحال، فكم من أكثرية باتت أقلية وكم من أقلية باتت أكثرية، وهذه هي اللعبة الديمقراطية التي ارتضتها الجماعة وكل الأحزاب السياسية والنخب الفاعلة في مصر.
وفي المقابل على كل الأطياف السياسية والفكرية التي تموج في الساحة السياسية المصرية ومن كل الألوان والتوجهات أن تترفع عن الكيد واقتناص الهفوات وأن تحكّم العقل والمنطق في كل أحوالها، حتى لا ينفذ من خلالها المتصيدون بالماء العكر وما أكثرهم في مصر في هذه الأيام، فقد احتضن الحزب الحاكم السابق في صفوفه مئات الألوف من المرتزقة وضعاف النفوس والفاسدين والحاقدين والموتورين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم وجيوبهم وارتزاقهم ولو كان ذلك على حساب مصر وتقدمها واستقرارها وأمنها وسلامتها.
نتمنى أن تشهد الساحة السياسية المصرية في الأيام القابلة انفراجاً وتعود كل الأطياف السياسية إلى التلاحم والتآزر، مغلبين مصلحة مصر وما يصبو إليه شعب مصر، تاركين خلفهم وإلى الأبد كل ما أصاب مصر من إحن في الأيام السابقة، متطلعين بعيون متفائلة إلى مستقبل مصر والنهوض بها لتلحق الركب الذي فاتها اللحاق به لسنوات طويلة، وعلى أشقائها العرب أن يسارعوا إلى مد العون لها لتقف على قدميها، فسلامة مصر سلامة لكل العرب وقوة مصر قوة لكل العرب.
0 comments:
إرسال تعليق