تواجه المرأة المصرية هذه الأيام حربا ضروس لإبعادها عن ساحات التظاهرجنبا إلى جنب الرجل . وقد ظهر ذلك واضحا من التخطيط الممنهج الذي حدث للعديد من السيدات المشاركات في التظاهرات والمسيرات المتضامنة مع مطالب الشعب المصري بإقصاء حكم الأخوان والتيارات الإسلامية المتطرفة . ولأول مرة تخطط هذه التيارات وجماعة الأخوان وتقوم بتدريب مجموعة من الشباب للقيام بهذه المهمة التي تبدأ بالإلتحام بالمتظاهرات وإيهامهن بأنهم سيقمون بحمايتهن من المتحرشين ويساعدهن في الوصول بأمان إلى أماكن التجمع فتأمن لهم السيدات . لكن هذه المجموعة من الشباب المحيطة بالمتظاهرات تبدأ بالإنحراف بعيدا عن الإتجاه المقصود وتفاجأ السيدات بأنهن محاطات بدائرة محكمة من الشباب وتأخذهن إلى أماكن بعيدة عن الحركة المرورية حيث يتم تهديدهن والأعتداء عليهن بتمزيق ملابسهن ودربهن بالأسلحة البيضاء في أماكن حساسة من أجسادهن . يعقب ذلك بعد أن تكون المعتدى عليه قد خارت قواه ولا تستطيع المقاومة فتغتصب ويتركونها بين الحياة والموت . وهذا يحدث على شكل فردي أو جماعي . أي الضحية تكون واحدة بعد إبعادها عن مجموع المحاصرات دون لفت نظر الباقيات . أو بإخضاع عدد منهن ومعاملتهن بنفس الطريقة الإجرامية اللاإنسانية والتي تحمل إهذارا صارخا لكرامة المرأة المصرية التي بدأ دورها الإيجابي في العمل السياسي جنبا إلى جنب مع الرجل .
نسمع ونشاهد أبو إسلام" الذي لا أعرف هويته " وهو يقول :
تسع أعشارهم " عن النساء المغتصبات " العاريات الكافرات صليبيات ، والعشر يُتّمْ وأرامل ملهمش حد يهدهم . المرأة تتكلم زي الغول ..رايحين علشان يُغتصبوا .
حكم أبو إسلام على تسع أعشار السيدات المشاركات في التظاهرات أنهن عاريات كافرات وصليبيات .
لا أعرف ولا أظن أن هناك من يعرف من أين جاء أبو إسلام بهذا الحكم على نساء وفتيات مصربهذا الحكم القاسي الذي يتهم فيه شرفهن . يتهم تسع أعشار السيدات المشاركات في التظاهرات أنهن عاريات كافرات وصليبيات هكذا وبدون إثبات .الا يقع هذا تحت قانون التشهير بالناس ويوجب القبض عليه ومحاكمته ؟
بل ويقول عنهن عاريات كافرات وصليبيات هكذا وفي منتهى البساطة . وأسأل أيضا ألا يعد هذا إزدراء بالأقليات وأديانهن ويستحق أيضا القبض عليه ومحاكمته ؟
آه لقد نسيت أنه مسلم وداعية ويعرف نساء الصليبيات فهو من سلالة المغتصبين الأوائل للصليبيات ، ويعرف أكيدا أنه لا حق للسبايا أن يعترضن أو يعترض أي إنسان على سبهم ونعتهم بعدم الشرف . بل الأكثر من هذا هو واثق تمام الثقة أن النظام الحاكم يوافقه ويسانده في كل ما يفعل ويتكلم .
أيضا هو واثق تمام الثقة أن الصلبيين لا حول ولا قوة لهم ولا ولن يستطيعوا فعل شيء لأنهم جبناء يتبعون مسيح يطلب منهم حب الأعداء ومباركة لاعنيهم ، وقد سبق وردد هذا القول وأخذ يقول من أجل هذا سألعنهم وأسبهم حتى أنال بركتهم . وياليته عرف المعنى السامي لمثل هذه التعاليم التي تنادي بالمحبة التي انتزعت من قلوب أمثال هذا الرجل .
أبو إسلام هل سمعت عن شعرة معاوية ؟ من المؤكد أنك سمعت . لكن هل فهمت المغزى والمعنى لها ؟ هنا أشك أنك فهمت فمثلك لا يفهم إلا القوة التي تقف في وجهه . أما ما يفعله المسيحيون شعبا وكهنة وقساوسة ورهبانا بإستخدام شعرة معاوية في علاقاتهم مع أمثالكم هي إذا شددت أرخوها ، وإذا أرخيتها شدوها ليتم تطبيق تعاليم المسيح تطبيقا عمليا في علاقاتهم مع إخوة وأخوات لهم في الوطن مصر . وبحكمتهم وحكمة إخوتهم في الوطن من المسلمين تفادت مصر الفتنة الطائفية التي حاول البعض إشعالها . أما إذا إستمر الحال على ماهو عليه وعدم ردع أمثالك لرعاية الحكم الحالي لكم ولأمثالكم . مع الأسف الحرب الأهلية قادمة و التي سيشترك فيها كل شريف ومخلص لمصر ضد كل كاره لمصرمن أمثالك وأمثال الحكم الحالي في مصر .
شيء أخر في كلامك الذي تفوهت به عن السيدات " العشر يُتّمْ وأرامل ملهمش حد يهدهم . المرأة تتكلم زي الغول ..رايحين علشان يًغتصبوا ".
وتفسير كلامك أن اليتيمة تمشي على حل شعرها ، وكذلك الأرمله علشان مافيش حد يهدهم . ووصفتهم " المرأ تتكلم زي الغول " .. يا سلام يا أبو إسلام على التشبيه . أكيد أنت تعرف هذا النوع من النساء خير المعرفة .
ومصيبة المصائب أنك إتهمت السيدات المشاركات في التظاهرات إنهن
" رايحين علشان يُغتصبوا " . يعني اللي عايزه حد يغتصبها لازم تروح وتشارك في المظاهرات الوطنية !. يا رجل إتقي الله آلا توجد في عائلتك يتيمة أو أرمله ؟ أتمنى أن تعود إلى رشدك وتحترم المرأة المصرية التي هي أمك ، وأختك ، وزوجتك ، وإبنتك . كما أتمنى على الحكومة الأخوانية الغير رشيدة أن تتصرف مع أمثال هذا الرجل وهم كُثر بقوة وحزم . حذاري .. حذاري من ثورة الشعب المصري التي بدأت تتفاعل وتتجمع غيومها لتمطر عليكم وعلى حكمكم مطرا من لهب ونار يقضي على الأخضر واليابس . وأعتقد أنكم سمعتم وشاهدتم غضبة الشعب بجميع فئاته وخاصة شبابه وشاباته كما حدث مع أحمد دومة ومواجهته مع أبو إسلام الذي أظهر حقا أن مصر بشبابها قادرة على المواجهة ودفع ثمن تحرير مصر .
أحب أن أشير هنا إلى مشاهدة تلفزيونية لـ " قناة أون تي في " في كل من برنامج " بلدنا بالبلدي " الذي تقدمه الأعلامية المتميزة الأستاذة ريم ماجد وإستضافتها لمجموعة من سيدات مصر الأفاضل والحوار الجميل من الجميع . هذه هي المرأة المصرية يا أبا جهل وليس أبو إسلام وأمثالك . كم أتمنى عليكم تكرار مثل هذا اللقاء مع إضافة شخصيات نسائية أخرى من جميع طوائف مصر . بمعنى المشاركة تكون من السيدات المسلمات والنوبيات والبدويات والمسيحيات ، لتكتمل الدائرة . مع خالص تحياتي لكم وسامحوني أخص الأخت أم الراوي بتحية خاصة لشجاعتها ، وهذا لا يعني التفضيل فأيضا الأخت الأعلامية بثينة كامل والأستاذة الأعلامية أمينة والدكتورة نرمين ، سماع ومشاهدة حواراتكم أكثر من ممتع.
لأن مصر تمر بحالة فوضوية تبعث على الخوف . وهنا تكمن :
أهمية دور المرأة المصرية في الحياة السياسية .
وأيضا برنامج " آخر كلام " الذي يقدمه الأعلامي المتميز الأستاذ يسري فودة والحلقة التي إستضاف فيها البراعم المصرية الشابة فإن دل هذا على شيء نخرج به من المشاهدة هو أن مصر بخير بشبابها ورجالها ونساءها .
ولا خوف عليها . شيء أحب أن أقوله هو تشجيع الشباب على المشاركة ومن الجنسين ومن جميع أطياف مصر .. نوبيون وبدو وبالطبع مسلمون ومسيحيون لتكتمل الحلقة ويتم الترابط بصورة عملية لخير مصر . لأن ما شاهدناه من حوارات مع هذه النخبة تبشر بالخير وأهمية دور الشباب المصري من الجنسين في الحياة السياسية .
في الختام أنقل لكم بعضا من قصيدة :
عايزاني أمشي يا مصر .. ؟1..
** أنا اللي مصر ... مهما كانت حبيبتي
** مهما قَلّتْ ولا زادت ... حبيبتي
** مهما قالوا عنها شاخت ...
** ولا حتى قالوا ماتت ... عروستي
***
** عايزاني أمشي يا مصر ... هامشي
** بس حلمك عليّ شوية يامّا
** خليني اضمك كمان ضمه
** خليني اضمك ولو لمرة
***
** مش فاكرة يا مّا ...
** هافكرك .. قبل اما أمشي
** مش فاكرة يا مّا ...
** هافكرك ... وساعتها هامشي
** هافكرك بدموع بتجري على خدي يامّا ولا تنشفشي
** طرفتلي عيني م الحرقة يا مّا ...
** وحرقتلي رمشي .
هذه ليست كل القصيدة .. لكن مقتطفات منها .
كلمات وأداء : وفاء الصالح .
موسيقى : هاني ثابت .
مهندس صوت : هنري ثابت .
عود : صموئيل اسحق .
إخراج : رفيق زكي .
0 comments:
إرسال تعليق