كان في نيتي أن أعتزل الكتابة وقد أغنتني أخبار الصور الرائعة التي يسطرها الثوار على الأرض في سورية وهم يتنقلون من نصر إلى نصر ومن تقدم إلى تقدم حتى باتوا يفرضون واقعاً، كم أنكره أصحاب النفوس المريضة، ممن ابتليت بهم هذه الأمة على أصالتها وفهمها ورقيها وعظمتها، وأعمتهم هواجسهم المفتونة عن تقبل هذا الواقع الرائع الذي يسطره بواسل الجيش السوري الحر، وقد ضيقوا الخناق على سفيه دمشق وجزارها بعد أن فككوا كل الحلقات من حوله، والتي كان آخرها تدمير وكره في قيادة الأمن القومي، الذي أتى على مجموعة الخلية المنوط بها قتل الشعب السوري وتدمير الدولة السورية، حتى إذا ما أسقط بيده فر صاغراً إلى اللاذقية معتقداً أنه سيكون هناك في منجاة من أن تصله يد العدالة لتقتص منه، ولكن هيهات هيهات فلا مهرب ولا منجاة من القصاص وعدالة السماء!!
ما دفعني للكتابة خطاب حسن نصر اللات المطول الذي أطنب فيه مدحاً بالدولة الصفوية وحاخاماتها في قم، المنغمسون في قتل السوريين وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، والذين يغدقون المساعدات على سفاح دمشق لدفعه للصمود في وجه الشعب الذي هب ثائراً بغية اقتلاع هذا السرطان الذي جسم على صدره لسنين طويلة يشيع الجريمة والفساد والتخلف.
كنت أظن أن حسن نصر اللات سيغير لغة خطابه بعد مقتل نخبة المجرمين في النظام السوري في تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وأن يتسم موقفه بالارتباك في التعامل مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث على الأرض، أو أن يلوذ في مثل هذه الظروف إلى "البراغماتية"، بالحد الأدنى، فيراجع حساباته بعد الزلزال الذي ضرب بنية النظام السوري، ويخفف من دعمه للرئيس بشار الأسد على قاعدة حفظ خط الرجعة تحسباً لاحتمال سقوطه قريبا.
لكن نصر اللات اختار مرة أخرى ان يستنسخ نفسه ويستنسخ قناعاته، بمعزل عن أي تكتيكات أو مناورات سياسية كان من المفترض أن يكون قد اكتسبها من خلال انخراطه في العمل السياسي لسنين طويلة، فقرر، بغباء، في لحظة تلقي النظام إحدى أكثر الضربات إيلاما أن يطل بخطاب يصح القول فيه أنه نيابة عن بشار المأزوم، والذي صدمته حادثة تدمير خلية الإجرام التي أقامها في إحدى أهم قلاعه، والذي جعلته يفر كالجرذ في عتمة الليل قاصداً آخر حصونه في اللاذقية.
أقول لقد اختار حسن نصر اللات الإشادة بدور بهلول قصر المهاجرين ومساندته ودعمه لحزب اللات، ودوره العملاني في تقديم السلاح والعتاد والمال لميليشيا حزبه، مستخدما أدبيات العزاء المفعمة بالحزن الشديد في مخاطبته ضحايا التفجير، واصفاً إياهم بـ"الشهداء القادة" و"رفاق السلاح"، غير متنكراً للأدوار التي أداها ضحايا تفجير دمشق في مؤازرة حزبه، تحت تأثير خدعة الحملة الكونية المتمادية والهادفة الى استئصال النظام السوري، وهو النظام، بحسب قوله، الوحيد الذي يقف إلى جانب المقاومة ويدعمها، مدعياً أن المجرمين الذين قُتلوا هم من ركائز المؤسسة العسكرية السورية ومن بناة عقيدتها القتالية ضد إسرائيل، مغمض عينه عن توجيه دبابات ومدافع وصواريخ ورصاص هذا الجيش الذي يقودونه إلى صدور السوريين العارية ومنازلهم ومؤسسات دولتهم دون الصهاينة ومحتلي الجولان، غير آبه بكل ما ارتكبه هؤلاء من جرائم بحق السوريين لنحو 17 شهراً من الجراحات والدماء والقتل والاعتقال والتهجير والنزوح، مما جعل العالم كله يصاب بالصدمة لما يحدث في سورية، وقلب السيد حسن نصر اللات كالجلمود لم يتأثر بكل ما يفعله بشار الأسد والزمرة المحيطة به والتي يسميها "بالشهداء القادة".
كنت أعرف مسبقاً أن حسن نصر اللات سيقف إلى جانب بشار الأسد في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها هو ونظامه المتهالك، من دون الخوض في حسابات الربح والخسارة، تماما كما وقف هذا النظام الى جانب حزب اللات وميليشياته عند احتلالها لبيروت، فالقتلة والمجرمون لا يأبهون بكل نواميس العقل والمنطق.
ولم يختلف موقف حسن نصر اللات عن موقف موسكو التي ترفض التخلي عن بشار أو المساومة عليه، برغم كل الضغوط والإغراءات، وهي لا تزال تؤمن شبكة حماية في مجلس الأمن وخارجه للنظام السوري، بل كان ملاحظا أنها أصبحت أكثر عنادا في موقفها خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد الحملة العالمية الإنسانية على النظام السوري لوقف شروره ومجازره التي يرتكبها بحق الشعب السوري، ما يؤشر بوضوح الى أن خط الجبهة الفعلية التي تواجه الثورة السورية ليس فقط على الأرض السورية، بل يمتد من موسكو وبكين الى دمشق مرورا بطهران وبغداد المالكي وحتى الضاحية الجنوبية في بيروت، لان محور الشر هذا بات يدرك جيداً أن هزيمة الأسد والإطاحة بنظامه يعني لها بتر أي تواجد لها على تلك الأرض، وتجفيف كل مصالحها الحيوية فيها، وقد أنفقت المليارات من الدولارات لتمكينها من البقاء فيها، إضافة إلى المواقف السلبية التي اتخذتها مع دول العالم الأخرى التي ستؤثر مستقبلاً على علاقاتها معها، وبالتالي انحسار دورها العالمي لدرجة باتت معها العاصمة موسكو، التي كانت تناطح أعظم عواصم العالم جلالة ومهابة، إلى عاصمة قزمة معزولة لا احترام لها ولا وزن!!
وعن طهران حدث ولا حرج.. فهي العاصمة الأشد خسارة وانحساراً وانكساراً بعد هزيمة الأسد وسقوط نظامه، وقد دفعت في الرهان عليه مليارات مبيعات النفط التي حرمت منها شعبها، وكان من الممكن أن تجعله أسعد شعوب الأرض رخاء وغنىً، ولكن الحقد الأسود الذي تعاملت به مع الشعب السوري جعلها في عمى أخلاقي وقيمي سيرتد عليها ثورة شعواء من شعبها الذي مج حكم هؤلاء الظلاميين الذين جعلوا من إيران دولة ملعونة لا يقربها أحد إلا من لهم مصالح معها.
أما الضاحية الجنوبية في بيروت فإنها بسقوط الأسد ستجد نفسها معزولة وقد قُطعت اليد التي كانت تمدها بأكسيد الحياة، وقد عادت كل الناس مراهنة على مجرم أفاك سقط في أول امتحان حقيقي له مع شعبه، لتعود إلى حجمها الحقيقي التي كانت عليه، مجموعة منبوذة من كل ما يحيط بها من طوائف لبنان وأثنيته، فلكل من حولها مشكلة معها لا حل لها، فالقضاء الدولي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة القتل والاغتيال، والقضاء الداخلي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني والارتباط بالموساد الإسرائيلي، فأي نهاية محزنة تنتظر حسن نصر اللات في قابل الأيام؟!
ما دفعني للكتابة خطاب حسن نصر اللات المطول الذي أطنب فيه مدحاً بالدولة الصفوية وحاخاماتها في قم، المنغمسون في قتل السوريين وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، والذين يغدقون المساعدات على سفاح دمشق لدفعه للصمود في وجه الشعب الذي هب ثائراً بغية اقتلاع هذا السرطان الذي جسم على صدره لسنين طويلة يشيع الجريمة والفساد والتخلف.
كنت أظن أن حسن نصر اللات سيغير لغة خطابه بعد مقتل نخبة المجرمين في النظام السوري في تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وأن يتسم موقفه بالارتباك في التعامل مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث على الأرض، أو أن يلوذ في مثل هذه الظروف إلى "البراغماتية"، بالحد الأدنى، فيراجع حساباته بعد الزلزال الذي ضرب بنية النظام السوري، ويخفف من دعمه للرئيس بشار الأسد على قاعدة حفظ خط الرجعة تحسباً لاحتمال سقوطه قريبا.
لكن نصر اللات اختار مرة أخرى ان يستنسخ نفسه ويستنسخ قناعاته، بمعزل عن أي تكتيكات أو مناورات سياسية كان من المفترض أن يكون قد اكتسبها من خلال انخراطه في العمل السياسي لسنين طويلة، فقرر، بغباء، في لحظة تلقي النظام إحدى أكثر الضربات إيلاما أن يطل بخطاب يصح القول فيه أنه نيابة عن بشار المأزوم، والذي صدمته حادثة تدمير خلية الإجرام التي أقامها في إحدى أهم قلاعه، والذي جعلته يفر كالجرذ في عتمة الليل قاصداً آخر حصونه في اللاذقية.
أقول لقد اختار حسن نصر اللات الإشادة بدور بهلول قصر المهاجرين ومساندته ودعمه لحزب اللات، ودوره العملاني في تقديم السلاح والعتاد والمال لميليشيا حزبه، مستخدما أدبيات العزاء المفعمة بالحزن الشديد في مخاطبته ضحايا التفجير، واصفاً إياهم بـ"الشهداء القادة" و"رفاق السلاح"، غير متنكراً للأدوار التي أداها ضحايا تفجير دمشق في مؤازرة حزبه، تحت تأثير خدعة الحملة الكونية المتمادية والهادفة الى استئصال النظام السوري، وهو النظام، بحسب قوله، الوحيد الذي يقف إلى جانب المقاومة ويدعمها، مدعياً أن المجرمين الذين قُتلوا هم من ركائز المؤسسة العسكرية السورية ومن بناة عقيدتها القتالية ضد إسرائيل، مغمض عينه عن توجيه دبابات ومدافع وصواريخ ورصاص هذا الجيش الذي يقودونه إلى صدور السوريين العارية ومنازلهم ومؤسسات دولتهم دون الصهاينة ومحتلي الجولان، غير آبه بكل ما ارتكبه هؤلاء من جرائم بحق السوريين لنحو 17 شهراً من الجراحات والدماء والقتل والاعتقال والتهجير والنزوح، مما جعل العالم كله يصاب بالصدمة لما يحدث في سورية، وقلب السيد حسن نصر اللات كالجلمود لم يتأثر بكل ما يفعله بشار الأسد والزمرة المحيطة به والتي يسميها "بالشهداء القادة".
كنت أعرف مسبقاً أن حسن نصر اللات سيقف إلى جانب بشار الأسد في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها هو ونظامه المتهالك، من دون الخوض في حسابات الربح والخسارة، تماما كما وقف هذا النظام الى جانب حزب اللات وميليشياته عند احتلالها لبيروت، فالقتلة والمجرمون لا يأبهون بكل نواميس العقل والمنطق.
ولم يختلف موقف حسن نصر اللات عن موقف موسكو التي ترفض التخلي عن بشار أو المساومة عليه، برغم كل الضغوط والإغراءات، وهي لا تزال تؤمن شبكة حماية في مجلس الأمن وخارجه للنظام السوري، بل كان ملاحظا أنها أصبحت أكثر عنادا في موقفها خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد الحملة العالمية الإنسانية على النظام السوري لوقف شروره ومجازره التي يرتكبها بحق الشعب السوري، ما يؤشر بوضوح الى أن خط الجبهة الفعلية التي تواجه الثورة السورية ليس فقط على الأرض السورية، بل يمتد من موسكو وبكين الى دمشق مرورا بطهران وبغداد المالكي وحتى الضاحية الجنوبية في بيروت، لان محور الشر هذا بات يدرك جيداً أن هزيمة الأسد والإطاحة بنظامه يعني لها بتر أي تواجد لها على تلك الأرض، وتجفيف كل مصالحها الحيوية فيها، وقد أنفقت المليارات من الدولارات لتمكينها من البقاء فيها، إضافة إلى المواقف السلبية التي اتخذتها مع دول العالم الأخرى التي ستؤثر مستقبلاً على علاقاتها معها، وبالتالي انحسار دورها العالمي لدرجة باتت معها العاصمة موسكو، التي كانت تناطح أعظم عواصم العالم جلالة ومهابة، إلى عاصمة قزمة معزولة لا احترام لها ولا وزن!!
وعن طهران حدث ولا حرج.. فهي العاصمة الأشد خسارة وانحساراً وانكساراً بعد هزيمة الأسد وسقوط نظامه، وقد دفعت في الرهان عليه مليارات مبيعات النفط التي حرمت منها شعبها، وكان من الممكن أن تجعله أسعد شعوب الأرض رخاء وغنىً، ولكن الحقد الأسود الذي تعاملت به مع الشعب السوري جعلها في عمى أخلاقي وقيمي سيرتد عليها ثورة شعواء من شعبها الذي مج حكم هؤلاء الظلاميين الذين جعلوا من إيران دولة ملعونة لا يقربها أحد إلا من لهم مصالح معها.
أما الضاحية الجنوبية في بيروت فإنها بسقوط الأسد ستجد نفسها معزولة وقد قُطعت اليد التي كانت تمدها بأكسيد الحياة، وقد عادت كل الناس مراهنة على مجرم أفاك سقط في أول امتحان حقيقي له مع شعبه، لتعود إلى حجمها الحقيقي التي كانت عليه، مجموعة منبوذة من كل ما يحيط بها من طوائف لبنان وأثنيته، فلكل من حولها مشكلة معها لا حل لها، فالقضاء الدولي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة القتل والاغتيال، والقضاء الداخلي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني والارتباط بالموساد الإسرائيلي، فأي نهاية محزنة تنتظر حسن نصر اللات في قابل الأيام؟!
0 comments:
إرسال تعليق