الثعلب.. والذئب/ أنطوني ولسن

خرج الثعلب والذئب ليصطادا ويأكلا .. فرأيا ثورا . قال الثعلب للذئب :

**اهجم عليه وأقتله لنأكله فهو ثور كبير ولا بد من أن لحمه لذيذ .

سمعهما الثور ونظر إليهما وقال لهما :

** حرام عليكما أن تأكلا لحمي وتقتلاني . آلا تعرفان أنني أحمل هذا العالم على قرني . فأذا مت     وقعت الكرة الأرضية وتكون نهاية العالم .  

نظر الثعلب الى الذئب وقال :

** قد يكون كلامه صحيحا فلا داعي للمغامرة .. وتركاه وشأنه .

في مسيرتهما رأيا جملا . قال الثعلب أيضا للذئب :

** أقتله فهو جمل كبير ولحمه يكفينا لأيام كثيرة قادمة .

فذهب الذئب ليقتل الجمل . فنظر الجمل اليه وقال له :

** ألا تعلم أني سفينة الصحراء ، وألا تعلم ان السفينة تحمل في باطنها ما تسير عليه . بمعنى         أخر أن لحمي لا يؤكل لأنه مليء بالرمال .

نظر الذئب إلى الثعلب نظرة إستفسار وإنتظار لتلقي الأوامر من الثعلب . فكر الثعلب مليا ، ووجدانه فعلا لو قتل الذئب الجمل ووجد لحمه مليئا بالرمال ، فلن يستطيعا أكله . فلماذا القتل واراقة الدماء . فأومأ اليه برأسه أن يتركه ويتبعه .

سارا أياما وأياما ، ازداد الجوع وتملك منهما ، واحتارا ولم يجدا شيئا يأكلانه . فجأة ظهر لهما حمار قادم من الطريق المضاد .

فكرا في الإختباء والهجوم عليه من الخلف . لم يأخذا قراراحاسما في نفس اللحظة التي رأيا فيها الحمار . مما جعل الوقت متأخرا لتنفيذ خطتهما . وأصبحت المواجهة . سأل الذئب الثعلب أن يهجم على الحمار . فرد عليه الثعلب وأفهمه أنه الأقوى ونابه حاد ويستطيع أن يمزقه . وعلى هذا تقدم الذئب للهجوم على الحمار قائلا :

فعلا سأهجم عليه ونضمن الغداء بعد طول جوع وانتظار ، انه حمار ولا شك لأنه حمار لا يحمل الدنيا على قرنيه مثل الثور ، ولا هو سفينة الصحراء ولحمه مليء بالرمال ..

سمع الحمار هذا الحوار ، فنهق نهقة عالية ، مما أوقف الذئب وبهر الثعلب . بعد ان انتهى من نهيقه تقدم اليهما في خطوات ثابتة واثقة وسألهما قائلا :

** من قال لكما اني حمار ؟ قد يكون شكلي حمار ، ولكنني لست حمارا .

لم يصدق الثعلب الكلام واصر على انه حمار . وافق الذئب على كلام الثعلب وأكد له ذلك .

ضحك الحمار وأخذ يرقص يمنة ويسرة ، ومع الضحك والنهيق والرقص ، تعجب الذئب والثعلب من تصرفات الحمار . هدأ الحمار ونظر إليهما وقال أنه ليس حمارا ، وسأل :

من منكما يعرف القراءة ؟

نظر الثعلب الى الذئب وسأله ان كان يعرف القراءة ؟ رفع الذئب رأسه في زهو واعتزازوقال :

نعم واحمل شهادات علمية .. فرد عليه الثعلب قائلا :

** إذن اذهب اليه واقرأ ما يريد أن نقرأه .

توجه الذئب الى الحمار متغطرسا متباهيا انه المتعلم الذي يستطيع القراءة . وعندما اقترب من الحمار سأله :

** ما الذي تريدني أن أقرأه ؟

قال الحمار له ، ان ما يثبت انه ليس حمارا مكتوب فوق " حافره " . رفع الحمار رجله .اقترب الذئب منه ليقرأ ما هو مكتوب .

كانت المفاجأة . رفس الحمار الذئب رفسة أطاحت به في الفضاء وجعلته يسقط والدماء تسيل من فمه وقد تساقطت اسنانه وأنيابه وصار يتأوه من الألم ويبكي حظه . اما الثعلب فقد جرى هاربا وقال لنفسه احمد الله على جهلي وإلا كان أصابني ما أصاب الذئب .

من له دماغ للفهم .. يا ليته يفهم ...

*****

من بنات ... أفكاري

** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها

    وأجمل ما في الذكريات .. يوم أن سامحت من أساء إليك ..

** تمقت المرأة الرجل الغيور الذي لا تحبه ..

    ويغضبها الحبيب الذي لا يغار .. وعجبي

** الهواء يطفيء الشمعة الخافتة ..

    لكنه يوقد النار المشتعلة ..

    وكذلك الهجر يقضي على الحب الضعيف الطاريء ..

    لكنه يذكي الحب الصادق العميق .

CONVERSATION

0 comments: