لماذا تبكون على "مصر" الأن .. أيها الأفاعى؟!/ مجدى نجيب وهبة


** فجأة وبدون مقدمات ..إنطلق النواح والبكاء من الشارع المصرى ، ومن القنوات الفضائية ، ومن بعض الصحف .. بعد قرار رفع حظر السفر عن الأمريكيين .. ومغادرة 17 أجنبيا القاهرة .. من المتهمين فى قضية "التمويل الأجنبى" ، على متن طائرة عسكرية أمريكية قادمة من "قبرص" ، متجهة إلى "أمريكا" .. كما أثار قرار تنحى هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة عن نظر قضية التمويل الأجنبى ، إستياء الجميع .. مطالبين بالتدخل الفورى ضد قرار تدخل المستشار "عبد المعز إبراهيم" بطلب رئيس المحكمة بالتنحى الأن .. لأن إبنه على حد زعمه يعمل فى جهة مرتبطة بالسفارة الأمريكية .. وهو ما كذبه المستشار "محمد محمود شكرى" ...
** وتساءل "الإبراشى" وهو غاضبا فى برنامجه "الحقيقة" .. هل يمكن أن تفرض أمريكا توجهاتها على السيادة المصرية ؟!! .. لماذا ركع المسئولين للتهديدات الأمريكية ، وأطلقوا سراح المتهمين دون الإنتظار للحكم القضائى الجنائى ؟!! .. وكيف سمح المجلس العسكرى بتقديم كل هذه التنازلات ؟!! .. وأعلن عن ثورة الغضب الشعبى ضد ما وصفه بسقوط مصر ، وطالب القضاء المصرى بالتدخل لإعادة الهيبة للدولة المصرية ..
** ولم تختلف معظم القنوات الفضائية أو المصرية أو الخاصة .. عن نفس التوجهات ، وهى إعلان الغضب الجماهيرى ، لسفر هؤلاء المتهمين الأمريكان ..
** وهنا السؤال لكل هؤلاء المتنطعين الحنجوريين الذين فجأة تذكروا أن هناك دولة تسقط وتركع ، وتفقد هيبتها وسيادتها منذ 25 يناير .. دون أن تجد إعلام أو برنامج واحد فقط ، أو صحيفة واحدة تدافع عن كيان الدولة ، وعن تراب هذا الوطن .. وذلك رغم فداحة الأحداث التى يمر بها الوطن .. يتحدثون عن سقوط مصر .. رغم أن مصر سقطت منذ فترة .. بل أنها فقدت هيبتها ...
** سقطت مصر .. عندما أهينت الشرطة ، وحرقت الأقسام ، وإقتحمت السجون ، وتم تهريب ألاف السجناء ، وألاف قطع السلاح .. ومع ذلك رأينا شمتوا فى التنكيل بأفراد الشرطة ..هم أنفسهم الذين بكوا على مصر بالأمس أمام كاميرات الإعلام ، ولم يدرى هؤلاء الأغبياء أن سعادتهم السابقة بسقوط الشرطة كانت بداية سقوط مصر ..
** سقطت مصر .. عندما إقتُحمت مبانى وأقسام "أمن الدولة" ، من قبل بعض الغوغاء والبلطجية ، وعناصر من حماس وفتح ، وحُرقت ملفات الجماعات التكفيرية .. ووجدنا الإعلام يصفق لسقوط "أمن مصر" ..
** سقطت مصر .. عندما وقف الإعلام المنبطح ضد كل الأصوات التى ظلت تصرخ وتدافع عن أرض مصر ، وتحذر من المؤامرات والدسائس .. ومع ذلك خرجت أصوات الإستهزاء بكلمة المؤامرة .. بل تم إستبعاد بعض الإعلاميين الذين كانوا يتلقون إستغاثات من الشرفاء المصريين ، وبلاغات من إقتحام البلطجية لمنازلهم .. بل أن هؤلاء الإعلاميين قاموا بوصف الفوضى والبلطجة التى إنتشرت فى كل ربوع مصر بأنها تمثيلية سخيفة يدبرها النظام السابق !! ..
** سقطت مصر .. عندما هدمت إحدى كنائس مصر فى قرية "صول" بمركز "أطفيح" .. وتناولت وسائل الإعلام الواقعة من باب "أخبار الحوادث" رغم خطورتها ..
** سقطت مصر .. عندما عجزت الدولة عن فرض كلمتها بتعيين محافظ قبطى بمحافظة "قنا" لأداء عمله ، وقام الأهالى بقطع الطريق البرى ، وقطع السكك الحديدية ..
** سقطت مصر .. عندما تسببت فتاة ساقطة مسيحية .. أقامت علاقة زنى بشاب ساقط مسلم ، فى إشعال منطقة إمبابة ، وإحتراق ثلاثة كنائس .. وتدخلت الجهات المسئولة بعد إتمام الجريمة من حرق إلى قتل إلى سلب ونهب .. وتم القبض على الأقباط المعتدى عليهم .. وتاهت الحقيقة بفعل فاعل ..
** سقطت مصر .. عندما دهست مدرعات الجيش الأقباط ، أمام مبنى ماسبيرو مكافأة لهم على تجرأهم وخروجهم للتظاهر ، ضد مسلسل هدم وحرق الكنائس ، وسقوط عشرات الشهداء تحت عجلات المدرعات .. والمدهش والفكاهة التى تصل إلى حد البكاء .. أن يتم القبض على بعض الشخصيات المسيحية ، والأباء الكهنة ، والنشطاء السياسيين .. وهم المجنى عليهم وتوجيه تهم الإعتداء على مبنى الإذاعة والتليفزيون ، وتهديد الأمن العام ، وقتل جنود من الشرطة العسكرية ، والتحريض على الفوضى ، وسرقة سلاح ميرى .. ووقفت كل وسائل الإعلام صامتة .. وربما كانت سعيدة .. بل خرجت بعض الأقلام فى خجل وهى تدافع عن الأقباط .. فى الوقت الذى لم يتوقف الإبراشى فى الدفاع عن الناشط "علاء عبد الفتاح" ، و"أسماء محفوظ" .. حتى أفرج عن الأول ، وأسقطت محاكمة الثانية ...
** سقطت مصر .. عندما خرجت إحدى الناشطات السياسيات لتوجه بذاءاتها وسبابها للمجلس العسكرى .. الذى هو منوط بحماية أمن وسلامة الوطن .. بل وتحدت كل المجلس عبر وسائل الإعلام التى روجت لها ، وعبر بعض الصحف .. ووقف المجلس عاجزا عن إتخاذ أى قرار ضدها .. مما شجع أحد نواب مجلس الشعب بوصف رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بـ ".........." ..
** سقطت مصر .. عندما أجرى الإستفتاء الدينى على الإسلام .. وضحكوا على الجهلاء .. وقالوا إنه إستفتاء على الدستور ..
** سقطت مصر .. عندما أصر الإخوان المسلمين على إجراء الإنتخابات البرلمانية قبل الدستور .. وذلك حتى يتمكنوا من وضع دستور يحقق مطالب جماعة الإخوان التى سعوا إليها منذ 85 عاما ..
** سقطت مصر .. عندما وجد بها برلمانان .. برلمان "قندهار" .. وبرلمان "طالبان" ..
** سقطت مصر .. عندما خرج علينا المرشد العام للإخوان "محمد بديع" .. وهو يعلن أن سلطة المرشد العام هى أكبر من سلطة رئيس الدولة ..
** سقطت مصر .. عندما هجم بعض الغوغاء على السفارة الإسرائيلية .. وحمل أحد المتسلقين العلم .. وأنزله لتتلقفه كل وسائل الإعلام .. ويقوم السيد المحافظ بمنحه شقة تمليك مكافأة ومبلغ مالى .. وإنهالت العروض على متسلق السفارة من كل وسائل الإعلام للإحتفال به .. وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع الحكومة الإسرائيلية .. فإن كيان سفارتهم وحمايتها هو مسئولية الدولة المستضيفة ، وإحترام لسيادة الدولة المصرية .. ولكننا فى مصر بعد 25 يناير .. هللنا للفوضى والبلطجة والإهانة للأخرين .. وأغدقنا عليهم النياشين والأوسمة التى لم ينالها شهداء حرب نكسة 1967 ، أو شهداء تحرير سيناء فى حرب 1973 ..
** سقطت مصر .. عندما ترك المسئولين عن الأمن حماية المؤسسات الأمنية ، فوجدنا البلطجية .. وأطفال الشوارع يحاصرون مبنى وزارة الداخلية ، ويتسلقون الأسوار ، ويسقطون شعار الشرطة ، ويتبولون على أسوار المبنى ، ونقلت كل كاميرات الإعلام هذه الواقعة .. بل لقد روج الإعلام لوصف هؤلاء البلطجية بأنهم من الثوار .. وأن لهم مطالب ثورية .. ولم يجد الشعب المصرى الصامت ما يفعله ، وهو يرى جهاز الأمن يهان بهذه الصورة المقززة .. وصمت الجميع ، بينما أعلن ال‘لام عبر قنواته ، وعبر صحفه بوصف هؤلاء أنهم "ثوار" .. ومازالت لهم مطالب لم تتحقق .. والثورة مستمرة ..
** سقطت مصر .. عندما حاصروا مبنى "المجمع العلمى" .. نفس المجموعة من البلطجية ، وأطفال الشوارع تحركهم بعض رؤوس التنظيمات التخريبية ، وقاموا بحرق "المجمع العلمى" .. وظلت كاميرات الإعلام تنقل الحدث .. وإختفت كل مؤسسات الدولة الأمنية ، وظل الغوغاء يتراقصون وهم يرفعون علامات النصر .. وتاريخ مصر يحترق .. ولم يتحرك أحد ..
** سقطت مصر .. عندما إستضاف "الإبراشى" طبيب الأسنان "ياسر البرهامى" .. وقام بتكفير الأقباط على الهواء مباشرة .. وقال ليس هذا هو كلامى ، بل هو كلام القرأن .. لا يجوز المجاملة فيه أو مناقشته ..
** سقطت مصر .. عندما تركت أكبر الميادين ، وهو ميدان التحرير .. فى قبضة بعض البلطجية ، وأقاموا الخيام ومارسوا الدعارة وتناولوا المخدرات .. ووقف الأمن عاجزا عن تنظيف هذا الميدان خشية مهاجمة بعض الإعلاميين ، بل ومهاجمة بعض النواب من داخل البرلمان .. وهم يصفون هؤلاء البلطجية بالثوار .. وتساءل الشعب الصامت إذا كان الأمن عاجزا عن القبض على مجموعة بلطجية .. رغم ألاف الشكاوى التى تبلغ عن هذه الفوضى .. فكيف يستطيع هذا الأمن حماية وطن بأكمله وحماية حدود مصر ...
** سقطت مصر .. عندما عجزنا عن حماية السائحين ، وتركناهم بلا حماية ، ولا قانون .. وأصبحنا نسمع عن خطف بعض السائحين أو العاملين الأجانب ومساومتهم بمطالب فئوية .. أو الإفراج عن معتقلين جنائيين ..
*** ومع كل هذه الأحداث .. ومع تسليم المجلس العسكرى مصر للإخوان قطعة .. قطعة .. بل حتى أكون صريحا .. فقد سلمها لمجموعات متشددة ، هى جزء من عناصر تنظيم القاعدة ، ليحولوا دولة مصر ، حضارة ألاف السنين ، إلى دولة الخلفاء الراشدين ، التى تكون عاصمتها مصر .. ويتم تصدير الخلافة إلى جميع الدول المحيطة .. مما أصبحنا مهددين بإسقاط الدولة المدنية ، والمواطنة ، والديمقراطية ، ومصر .. ومع ذلك لم نسمع صراخ هؤلاء المغيبين .. بل لقد شاهدنا سعادتهم ، ودفاعهم عن الفوضى ..
** فلماذا تدّعون سقوط مصر إلا بعد قرار إلغاء حظر السفر عن المتهمين الـ 17 فى قضية التمويل الأجنبى ، وسفرهم إلى أمريكا .. لأنهم على حد زعم التهم الموجهة إليهم ، يعملون فى منظمات المجتمع المدنى دون الحصول على رخصة ، ويتلقون تمويلات خارجية من أمريكا .. فهل هم فقط الذين تلقوا تمويلات .. أم هناك الكثير من الخونة الذين باعوا ضمائرهم للشيطان .. لإسقاط مصر؟!!!!!!!........
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: