المرأة والرجل محبة أم عداوة.. شيزوفرينيا/ إيمان حجازى

غريب أمر المرأة في مجتمعنا ، فهى تتعامل مع الرجل من منطق لا أحبكم ولا أقدر علي بعدكم .
ففي مجال العمل تفضل المرأة أن يكون رئيسها رجل وليس سيدة مثلها .
وفي البيت على الرغم من كثرة شكوى المرأة من زوجها وإنتقادها له ورفضها لكثير من تصرفاته إلا أنها تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا أحست مجرد إحساس بأن الطير سوف يلوف على الغير .
وحتى فيما يعن لنا أو يصادفنا ويؤرقنا من أفعال قد يندى لها الجبين خجلا مثل حوادث التحرش أو المعاكسات الجنسية البذيئة والتى تفشت في مجتمعنا في العقود الأخيرة فإننا نجد أن المرأة تقف إلى جوار الرجل وتناصره ضد مثيلتها المرأة الأخرى ...
ففي مثل هذه الحوادث كثيرا ما نجد المرأة تتبارى لتتهم المرأة لردائها المستفز أو مكياجها المبالغ فيه أو تحركاتها أو طريقتها في الكلام ، بل وتتبارى لتظهر الرجل الذى هو في الواقع الجانى وكأنه مجني عليه وتلبسه زى الحملان بديلا عن وجه الذئب وتجعل المرأة دائما وكأنها زليخة العزيز تكيد ليوسف وتغلق عليه أبواب الفتنة لتصيب عفته في مقتل .
والسؤال الذى وجهه لى صديق في حديث سابق بخصوص تأثرى كأنثي بعالم الذكور المحيط والمحتل لحياتنا ....
والذى بالفعل أرى فيه تأثر المرأة أو ربما فعلا عشقها الدفين للرجل والذى يكاد يناصب الايمان بداخلها بأهمية وجوده في حياتها .
وربما يرجع ذلك _ولا أدرى من سيوافقني ومن سيقف ضدى في هذا الرأى _ إلى أن المرأة منذ صغرها يشتد تعلقها بأبيها ، تعشق وجوده وحمايته لها وحبه وحنان .
وربما ﻷن المرأة طوال حياتها وخاصة في مجتمعنا المصرى العربي تتعامل بداخل البيت على أن الأخ الرجل مهاب.
هذه الأشياء تغرس في عقل ونفس المرأة حتى بدون قصد ، حتى وإن بدت أنها رافضة لها شكلا وموضوعا ، ولكن عند أول محك وبعد صراخ طويل عريض برفضها لسيطرة الرجل تجدها فجأة وقد طفى على السطح ما غرس فيها وقت أن كانت صغيرة ، فتحكم وتفضل الذكر على الأنثى .
وقد يكون ﻷن المرأة بطبعها مخلوق ضعيف ولكنه يحن ويتمني أن لو كان يتمتع بقوة الرجل وجرأته ، فربما تناصر في الرجل ما كانت تتمناه في حالها أو ربما تحارب الضعف الذى تعتقده في ذاتها . 
وبالأخير هو حديث حرى أن يختلف فيه المستقبل .
ولكنى شخصيا لا أحكم على الأمور بشكل عام أو إجمالى ولكن تأخذ لدى المواقف شكل التفرد والإنفراد ويناقش عقلي على حدى كل حالة ويبحث فيها عن الجانى والمجنى عليه أن كان رجل أم سيدة ، ولا أنحاز للمرأة مجرد إنحيازى للنوع ، ولا أخشي من قوة الرجل ولا أشتكيه ولا أهابه ، وأواجهه فى كل مراحل الحياة رافعة مبدأ الاحترام والندية في الحوار .
هذا ومع إحتفاظى بكامل الإجلال والعرفان للرجل الذى تلقيت تربيتي على يده ، ومع الإعتراف بالوقوع في أسر المعنى الجميل للرجولة الحقة والذى ربيت عليها وغرست بداخلى منذ نعومة أظفارى والتى تمتلكنى وتغلف تصرفاتى . 
ألا هل بلغت اللهم فإشهد......

CONVERSATION

0 comments: