تحت عنوان "الحريري: نعم لحكومة مع حزب الله"، نشر موقع تلفزيون المر الخبر التالي حرفياً: "فيما الأنظار مشدودة إلى لاهاي، في لحظة الحقيقة التي انتظرها اللبنانيون سنوات طوال، فجر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قنبلة سياسية، في وجه الحلفاء لا الخصوم، عندما أعرب عن استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع "حزب الله" باعتباره حزبا سياسيا وقال انه "متفائل جدا" بتشكيل هذه الحكومة. الحريري وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، أكد انه "لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة مع حزب الله وحلفائه"، مضيفا "مبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم".وقال "نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خصوصا بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعاً في القضية في سوريا"، وبشأن ما إذا كانت هناك خطوطا حمراء، أشار إلى أن "الخطوط الحمراء تمليها حاجات البلاد ونحن نريد أن تستقر البلاد"." انتهى الخبر!!
التناقضات في مواقف الرئيس الحريري
*الرئيس سعد الحريري إلى إذاعة "أوروبا 1" في20 كانون الثاني/14: "للمرة الأولى منذ خمسين عاما تقوم محكمة بوضع حد لمسألة الإفلات من العقاب وان "هذا يعني الدفاع الحقيقي عن الديموقراطية في لبنان". "المتهمين الخمسة في قضية اغتيال والدي عام 2005 في بيروت هم أعضاء في حزب الله، وأن "من أعطى أوامر الاغتيال هو نظام بشار الأسد"، "أن هؤلاء سيدفعون ثمن ما فعلوا يوما ما". "إن الوزير السابق الشهيد محمد شطح كان أيضا ضحية من ضحايا النظام السوري"،)
*الرئيس سعد الحريري لصحيفة "الشرق الأوسط" في أيلول 2010: "نحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء. في مرحلة ما، اتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا كان اتهاما سياسيا، وهذا الاتهام السياسي انتهى".
للأسف هذه مواقف متناقضة ومخيبة للآمال وتبين عملياً أن الرئيس الحريري الذي نتعاطف معه شخصياً ونقدر جداً اعتداله وانفتاحه ودماثة أخلاقه هو ليس حراً في قراراته ومواقفه ومصلحة لبنان لا تأتي عنده أولاً. انطلاقاً من هذه المواقف الجديد والقديمة الخطيرة فإننا نرى أن هذا السياسي ودون أية مواربة أو مسايرة إما هو غير جدير بموقعه وهذا ما نستبعده، أو انه ليس حراً ولا مستقلاً في تعاطيه الشؤون السياسية وأنه ينفذ ولا يقرر.
في حال كان الحريري ليس طليق اليدين، وليس حراً في اتخاذ قراراته وتحديد مواقفه يكون حاله تماماً كحال حزب الله الذي هو جيش إيراني بأمرة إيران ينفذ ولا يقرر ولا هامش من الحرية لديه. مما يرجح عدم حرية الحريري في اتخاذ قراراته بنفسه هي رزمة من الانقلابات المفاجئة في مواقفه 180 درجة والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً. من المحزن أن يكون الحريري الذي نحب ونقدر غير حر وقراراته وتملي عليه وهذا أمر كارثي أن كان صحيحاً ويرقى إلى خطورة سلاح حزب الله واحتلاله للبنان.
إن موقف الحريري الجديد الراضي تغطية حزب الله والدخول معه في حكومة واحدة كما جاء في كلامه الصادم هو استنساخ لموقفه الشاذ بعد الانتخابات النيابية الأخيرة الذي قال فيه، "فليكتب حزب الله ما يشاء في البيان الوزاري"، بعد أن كان قبل الانتخابات تعهد ووعد واقسم أن لا يشارك حزب الله في الحكم بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهنا لا ننسى زيارته المستغربة لسوريا وما تبعها من مواقف وتنازلات على خلفية ال "س س"، تلك المعادلة الغامضة والتي لم تتوضح بعد ولا عُرّف كلياً مضمونها.
نحن نرى أن الحريري ينتحر سياسياً ويعطي للمتطرفين والأصوليين والتكفيريين كل الفرص والحجج للسيطرة على الشارع السني. وهنا تكون مشكلة حزب الله أي تبعيته الكاملة لإيران، تكون هي أيضاً مشكلة الحريري في حال كان هناك من يملي عليه قراراته ومواقفه.
حقيقة لا ندري لماذا يريد الرئيس الحريري، هذا الإنسان الطيب والمحب للقانون والعدل وابن الشهيد رفيق الحريري تغطية المجرمين ومشاركتهم في حكومة واحدة فيما العالم بأسره يحاول كشفهم وتعريتهم وإنزال القصاص العادل بهم عبر المحكمة الدولية؟
ألا يعلم الحريري أن حزب الله يحتل لبنان، ومتهم بقتل والده وباغتيال كوكبة من قادة ثورة الأرز، وأنه يعطل قيام الدولة ويشل مؤسساتها، ويحمي المجرمين، ويقتل الشعب السوري، وأنه جيش إيراني لا أكثر ولا أقل؟
هذا واقع الحزب المعاش والملموس وليس اتهاماً أو تحليلاً، بل حقيقة بشعة نعشيها في لبنان قتلاً واغتيالات وتهديدات وإرهاب وغزوات وسرقات وتهريب وتعديات، ويعيشها الشعب السوري منذ 3 سنوات قهراً وذلاً وفرماً وتقطيعاً وغازات سامة وجوعاً وبراميل متفجرة وتشريد!!؟.
في حال كانت السعودية الدولة الصديقة للبنان وللبنانيين هي من يفرض قرار مشاركة الحريري في الحكومة لأي سبب من الأسباب عليه وهو القائد اللبناني المميز والرافع شعار "لبنان أولا"، أن ينقل لحكامها الكرام بكل محبة وبصراحة نبض وأحاسيس وواقع ومعانات الشعب اللبناني وأخطار المشاركة وعواقبها الكارثية، ومن ثم يعتذر عن اقتراف هذه الخطيئة المميتة، خطيئة دخول الحكومة مع حزب الله، والتي هي برأينا انتحار سياسي له ولتيار المستقبل ول 14 آذار ولثورة الأرز، ولا يستفيد منها سوى حزب الله ومحور الشر السوري-الإيراني وأقران حزب الله من التكفيريين في البيئة السنية اللبنانية.
بصوت عال نقول للحريري، حرام ارتكاب خطيئة دخول تيار المستقبل وبعض 14 آذار مع حزب الله في حكومة واحدة، والله حرام، أقله رحمة بدماء الشهداء والدكتور محمد شطح كان أخرهم!!
المطلوب من الرئيس الحريري اتخاذ موقف شجاع والعودة عن قرار مشاركة حزب الله في حكومة واحدة قبل عودة حزب الله إلى الدولة اللبنانية طبقاً لشروطها بالكامل.
0 comments:
إرسال تعليق