بانيلوب: قصيدة جديدة لفاطمة ناعوت


أنا "بانيلوب"
وحيدةٌ
منذ دهور
أنتظرْ.
...
أسامرُ الليلَ
ساهرةً على نول النسيج
أغزلُ ثوبَ العرسِ
خيطًا
فخيطًا
في انتظار الذي
لا يأتي
...
وعند النهار
أقُضُّ ما نسجتُ في ليلي.
...
تمزّقتْ خيوطٌ
وتصدّعتْ أظافرُ
وذَبُلت عينان
...
وهذا عوليسُ البعيدُ
لا
يأتي.
...
في النهارْ
أُوزِّعُ ابتساماتي على الخُطّاب
الواقفين من النهر إلى النحْر
وصدري مُغلَقٌ
على الحُلمِ البعيد
...
وحين يهبطُ المساء
حزينًا على قلبي
أنكفئُ على نَولي من جديد
لأبدأ غزلي.
...
الليلةَ
نَحُلَت خيوطي كلُّها
والدكاكيُن موصدة
والباعةُ والجاراتُ والناسُ نيامٌ
فلا أحد منهم
ينتظرُ عوليس.
...
عند الفجر
أذهبُ إلى تاجر الخيوط عند الناصية
أقايضُه
شيئًا من قناطير الصبر في بيتي
مقابل ثلاث بكراتٍ
حمراء وبيضاء وسوداء
على رفوف دكّانه.
...
منذ عشر سنوات لم أنم
فتمنّوا لي الآن
أحلاما
تحملُها ملائكةٌ
وعصافيرُ
وتحملُ
أنفاسَ عوليس.

القاهرة/ ٣١ نوفمبر 2013

CONVERSATION

0 comments: