في الثاني من ابريل / نيسان الجاري أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي
على اعتقال النائب خالدة جرار ، القيادية والناشطة النسوية الفلسطينية ، وعضو
المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن
الجبهة ، والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ، خاصة الأسرى والمعتقلين
الفلسطينيين ، بعد اقتحام منزلها في حي الإرسال بمدينة البيرة .
وبعد مضي ثلاثة أيام من اعتقالها أصدر القائد العسكري في الضفة
العربية أمر اعتقال إداري بحقها لمدة ستة شهور ، وذلك رداً على كسرها لقرار جيش
الاحتلال القاضي بإبعادها إلى أريحا قبل فترة زمنية قصيرة . وبذلك تنضم جرار إلى
أكثر من 450 معتقلاً فلسطينياً إدارياً محتجزاً في غياهب السجون والزنازين
الاحتلالية .
وقد لقي هذا الاعتقال وما زال يلقى موجة من الإدانة الواسعة
والاستنكار الشديد والغضب الكبير بين الأوساط الشعبية والفصائل الفلسطينية
المختلفة ، والمحافل السياسية الدولية ، والقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية
والتحررية العربية والعالمية .
وفي الحقيقة أن اعتقال النائب خالدة جرار هو اعتقال سياسي انتقامي من
الدرجة الأولى ، وبلطجة سياسية بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، ويشكل خرقاُ لكل
المواثيق والمعايير الديمقراطية الإنسانية ، ويأتي في سياق الممارسات الاحتلالية
القمعية والتنكيلية الإرهابية بحق الكوادر والنشطاء السياسيين الفلسطينيين من شتى
القوى الفصائلية الفلسطينية ، بهدف النيل من عزيمتهم وإرادتهم وصمودهم ودورهم
النضالي والكفاحي في مقاومة المحتل ، وكذلك جزء لما تتعرض له الحركة النسوية
الفلسطينية من أعمال تعسفية وإرهابية من قبل سلطات الاحتلال .
ومن الواضح أن الاعتقال يستهدف ويرمي إلى تقييد حرية وحركة النائب
جرار والتضييق عليها وشل نشاطها السياسي والكفاحي وقمع وكبت صوتها الفلسطيني
الديمقراطي المطالب بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، علاوة على النيل
من مواقفها الوطنية الجذرية الصلبة والشجاعة ، ومصادرة ممارسة حقها السياسي
الإنساني .
إن الاحتلال واهم إذا اعتقد أن اعتقاله خالدة جرار ورفاقها المناضلين
الأشاوس ، واللجوء إلى السلاح الكريه "الاعتقال الإداري" المستند على
أنظمة الطوارئ الانتدابية السوداء ، يستطيع أن يخمد جذوة النضال التحرري الاستقلالي
الفلسطيني ويجهض المشروع الوطني الفلسطيني .
ويحضرني في هذا الصدد مقولة لأحد أبطال جاك لندن حين قال رداً على
سؤال العقب الحديدية : ما هو سبيلكم إلى الخلاص ، فقال : إننا لم نكن في السابق من
المستسلمين ولسنا الآن من الحالمين ..!
وهذا الأمر ينسحب وينطبق على شعبنا الفلسطيني وأبنائه الأبطال
المنافحين وحاملي علم الحرية ، فلم يستسلم ولا يحلم .
إن خالدة ورفاقها خلف القضبان الحديدية أٌقوى من القمع والاعتقال وقهر
السجان ، وأقوى من الاحتلال وجبروته وغطرسته . وإذ نحتج ونستنكر الاعتقال التعسفي
الظالم بحق المناضلة والناشطة النسوية الفلسطينية النائب خالدة جرار ، ندعو كل
أصحاب الضمير الإنساني أن يرفعوا عقيرتهم بالنداء والصوت : أن أطلقوا سراح جرار ورفاقها
، الحرية لخالدة .
و أخيراً ، وفي يوم الأسير الفلسطيني ، الذي يصادف في هذه الأيام ، نهتف
ونقول مع أبي القاسم الشابي : "لا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر
" رغم أنف السجان وغطرسة المحتل .
0 comments:
إرسال تعليق