على بابا والأربعين شريف/ رأفت محمد السيد

يبدو أن حدوتة على بابا والأربعين حرامى وهى إحدى القصص والشخصيات الشهيرة فى تراثنا المصرى صارت منتشرة وبكثرة فى أماكن كثيره حولنا إلا من رحم ربى ، الغريب أن فى القصة الحقيقية تم القبض على اللصوص الأربعين لتعكس القصة النهاية الطبيعية والحتمية للصوص ، كما تم قتل الجار السئ الذى وشى بعلى بابا وأخبر اللصوص عنه وعن مكانه ؛ إلا ان الحقيقة المؤلمة والواقع المرير يختلف تماما عن القصة ، فالأربعين حرامى مازالوا أحرارا يفسدون فى الارض 
دون رقيب يخشونه ؟! ودون أن يجدوا من يحاسبهم عما اخذوه وعمن ظلموه وقتلوه وهو مازال حيا ؟!

الامر المستغرب أن الاربعين حرامى فى القصة صاروا الأربعين شريف فى حياتنا اليومية وبالقانون والدستور ولاتتعجب عزيزى القارئ فقد إستطاعوا أن يطوروا من انفسهم بوسائل وحيل تثير الدهشة ، فيأخذون ماليس لهم بحرفية متقنة تكاد تصور لمن يراها أنها مشروعة وباستخدام مسميات تبعد الشبهات عنهم ، فيأخذون ماليس حقهم ويمنعون عن أصحاب الحقوق حقوقهم ؛ الغريب أنهم لم يكتفوا بما أخذوه ومازالوا ياخذوه ، ولكنهم أيضا مازالوا يتفننون فى منع الحقوق عن اصحابها وكأنهم يريدون قتل كل (على بابا ) الذى مازال يؤرقهم لأنه الوحيد الذى يعرف كلمة السر ( إفتح ياسمسم ) و ليضمنوا أن تبقى  الوسية لهم وحدهم دون شريك .

أنا لاالوم على الاربعين شريف ! وسامحونى إن كنت استخدمت لفظة شريف ، فأنت لاتستطيع أن تمسك عليهم شيئا يدينهم ، وحتى لو استطعت أن تمسك عليهم شيئا يدينهم فانت جبان تخاف غضبهم وبطشهم – أليس ذلك كافيا بان نصفهم بانهم الاربعين شريف ، ماداموا حققوا حتى مالم يرد فى احلامهم ، وسيظل الحال على ماهو عليه مادام على بابا فى كل زمان خانع صامت ، لايدافع عن حقه ، فتعسا لعلى بابا هذا الزمان الذى ترك بيته بمنتهى التهاون للمغتصب ينل منه مايشاء ويمنع عنه مايشاء " فإذا كان صاحب البيت جباناً ، واللص جريئاً ؛ فالبيت ضائعا لا محالة"

متى يابلادى أجد العدل فيكِ ؟ متى يابلادى أجد مايكفينى ويسترنى فيكِ ؟ متى يابلادى أجد من يدافع عن الحق فيكِ ؟ متى يابلادى نجد العدل فيكِ ؟ متى ومتى وألف متى يابلادى ؟ ولاحول ولاقوة إلا بالله .

CONVERSATION

0 comments: