أول مذيع تلفزيوني خليجي .. كان سعوديا/ د. عبدالله المدني

في شهر فبراير القادم ستحل الذكري الثانية لرحيل أول مذيع تلفزيوني خليجي. ففي ذلك الشهر من عام 2012 انتقل إلى رحمة الله تعالي في مدينة الخبر بشرق السعودية عن عمر ناهز التسعين عاما رجل كانت له تجربة فريدة ومتميزة في التعليم والمغامرة والكفاح من أجل الصعود الوظيفي والاجتماعي والثقافي. فقد كان كبير موظفي شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وكبير مذيعي محطتها التلفزيونية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وواحدا من أوائل معليمها ومدربي موظفيها، ورؤساء قسم العلاقات العامة فيها. إلى ذلك عـُرف عنه أنه مصور محترف، وصاحب تجربة في الأعمال الخاصة كالمقاولات وتأجير العقارات والسيارات، وفي سيرته أيضا مساهمته في الصحافة المحلية من خلال مشاركته لآخرين في تأسيس أول صحيفة يومية تصدر في المنطقة الشرقية بصورة منتظمة وحديثة. إنه المرحوم فهمي بصراوي الذي لا يمكن لأي مؤرخ إعلامي أن يتجاوزه أو يقلل من شأنه ودوره في بدايات الإعلام المرئي في المنطقة العربية عموما.
لم يُكتب الكثير عن بصراوي على الرغم من الدور الهام الذي لعبه في حقلين من الحقول التي أولتهما شركة أرامكو عنايتها الخاصة وهما: حقل تعليم موظفيها العرب اللغة الانجليزية، وتعليم موظفيها الأجانب مباديء اللغة العربية، وحقل انتاج برامج تلفزيونية محلية تلبي أهداف التثقيف والتوعية والترفيه بأسلوب متميز وسلس. ولإلقاء الضوء على شخصية الرجل، ومسيرته العملية والعلمية مع أرامكو منذ إلتحاقه بها، والأعمال التي أنجزها للأخيرة حتى تاريخ تقاعده وانصرافه إلى العمل الخاص سنعتمد فيما يلي على مقابلة مطولة أجراها الصحفيان صالح المهنا و أحمد المحبوب لصالح جريدة "اليوم" الصادرة من الدمام، والتي قامت بنشر اللقاء على حلقتين في الرابع عشر و الحادي والعشرين من نوفمبر 2002 أي قبل عشر سنوات من وفاة الرجل.
ولد فهمي يوسف أحمد بصراوي في المدينة المنورة في عام 1922 ، لأب كان يعمل كاتبا في شرطة المدينة المنورة، وأم من أصول سورية كان جل إهتمامها منصبا على مطبخها وتربية إبنتها وأبنائها الأربع (أنور وفريد وفهمي وبهجت) تربية صالحة. تلقى بصراوي دراسته الإبتدائية في المدرسة الأميرية (الحكومية) بالمدينة التي تخرج منها محققا المركز الثالث على مستوى السعودية.
أراده والده أن يعمل في التجارة خلافا لإخوانه الذين التحقوا بالعمل الحكومي كعسكريين ودبلوماسيين، ففتح له في المدينة دكانا لبيع الأقمشة. لم يستهوه هذا العمل، لكنه استمر فيه لمدة عام ونصف إرضاء لوالده. وتشاء الأقدار أن تنتقل الأسرة من المدينة إلى جدة بسبب تعيين ربها موظفا في القسم العدلي هناك، فيتوقف عمل فهمي بصراوي بالتجارة تلقائيا، ويستبدلها بالعمل موظفا لدي شرطة جدة. في هذه الوظيفة عمل الرجل لمدة عام واحد فقط براتب شهري قدره ستون ريالا، استقال بعدها بحثا عن وظيفة تدر دخلا أفضل ، خصوصا وأن والده كان قد تقاعد من العمل بالشرطة، وقرر السفر إلى القاهرة لملازمة إبنه الأكبر (أنور) الذي كان يدرس هناك، حيث طاب له المقام في مصر وقرر العيش فيها على مدى 38 سنة حتى تاريخ وفاته.
حينما كان في العشرين من عمره بدأ بصراوي أولى خطواته نحو المجد متكلا على الله وثقته بنفسه وقوة عزيمته، حيث لفت نظره إعلانا منشورا في جريدة "أم القرى" التي اشتراها بقرش واحد بدافع ابعاد بائع الجرائد وصخبه عن مكان جلوسه مع صديق له من مصر في أحد مقاهي مدينة جدة. كان الإعلان عن طلب شركة أرامكو (كان إسمها وقتذاك "كاليفورنيا أرابيان كومباني") موظفين ومعلمين من الجنسية السعودية للعمل لديها. وفي هذا السياق يخبرنا بصراوي قائلا: "قرأت الإعلان أكثر من مرة، وأعطيته لزميلي. بعدها إتفقنا معا أنْ نتقدم بطلب لمكتب الشركة بجدة، وذهبنا في الحال، واجتمعنا بمندوب الشركة وكان امريكيا لا يعرف اللغة العربية وأنا لا أعرف اللغة الإنجليزية فأنقذني زميلي المصري الذي كان يجيد الانجليزية". وهكذا تمت المقابلة والموافقة على تعييني في الشركة.
خطوته التالية كانت التصرف بيعا في أغراض والده المهاجر من أجل تدبير نفقات سفره من جدة إلى الظهران، حيث كانت الرحلة في تلك الأيام مكلفة ومحفوفة بالمخاطر وتتطلب الشجاعة والاقدام. وآية ذلك أن الرجل انتقل أولا من جدة إلى الرياض على ظهر شاحنة محملة بأكياس الحبوب، ومن الأخيرة إنتقل إلى الظهران على متن شاحنة أخرى في رحلة استغرقت نحو 13 يوما بالتمام والكمال، فكانت تلك الأيام من أصعب الأيام في حياته على حد وصفه، لأن الطريق كان رمليا وعرا، فكانت السيارة ما أن تتخلص من عائق رملي حتى تقع في آخر أشد وطأة.
وعن مشاعره الأولية حول المدينة التي سيسطع نجمه فيها، ويقيم ويعمل ويتعلم بها سنوات عمره التالية، ألا وهي الظهران، المركز الرئيسي لأعمال شركة أرامكو، قال: "الظهران كانت بالنسبة لي تمثل العالم المجهول. وقفت مشدوها أمام ذاك اللهيب المتأجج المستمر من المنشآت، وذلك الضجيج المنبعث من الماكينات الضخمة، وتلك السيارات الضخمة التي تبعث في النفس الرعب. اخذت اتساءل ما سر هذا كله؟ هل كل هذا من أجل الزيت، وماهو الزيت؟. اسئلة كثيرة كانت تمر بخاطري ولا اجد لها جوابا، لكنني قلت لنفسي العجلة من الشيطان فأنا لابد انْ أعرف كل شيء مع مرور الزمن والايام".
وبالفعل بدأ بصراوي رحلة الألف ميل في تعلم الأشياء وفك شفراتها منذ اليوم الأول لعمله بادئا بدارسة اللغة الانجليزية التي لم يكن يعرفها، وذلك من خلال دروس مكثفة ليلا ونهارا، وتمارين ذاتية في ترديد المفردات وحفظها إلى الدرجة التي كان معها يكتب تلك المفردات على حيطان غرفة نومه المجاورة لسريره كي تكون آخر شيء يراها قبل نومه وأول شيء يصحو عليها.
أما عن عمله فقد تمّ تعيينه مدرسا تحت التدريب لمدة ثلاثة أشهر، تلاه ترقيته إلى وظيفة مساعد أستاذ لمدة سنة كان خلالها يدرّس اللغة الإنجليزية كمصطلحات للعمال السعوديين من كبار السن ويعلمهم أيضا اللغة العربية والحساب. بعد ذلك تمت ترقيته إلى وظيفة أستاذ التي استلزمت منه مهام عديدة في آن واحد مثل تدريس السعوديين صباحا، وتدريس العربية لأبناء الموظفين الأمريكيين بعد الظهر، وتدريس كيفية التخاطب بالعربية لموظفي الشركة الأمريكيين ليلا. ويفتخر فهمي بصراوي بأن وزير النفط السعودي المهندس علي إبراهيم النعيمي كان ضمن من درسهم يوم كان الأخير صبيا عاملا لدى أرامكو.
أما أول راتب شهري تقاضاه من أرامكو فقد بلغ 135 ريالا مع سكن مجاني في مجمع الموظفين السعوديين العزاب "سعودي كامب"، ثم إرتفع الراتب تدريجيا حتى وصل إلى 500 ريال وقت تقديم استقالته الأولى من الشركة في عام 1369 للهجرة (1950ميلادي). 
لكن بصراوي، رغم ذلك الراتب المتواضع، استطاع أن يكوّن مبلغا كبيرا من المال بمقاييس ذلك الزمن من خلال ممارسة هوايته المحببة في التصوير الفوتوغرافي. وملخص القصة، كما رواها بنفسه هو: "عندما جمعتُ بعض المال اشتريتُ آلة تصوير فوتوغرافية وبدأتُ في التقاط بعض الصور، ولم يكن يوجد حينها استديوهات تصوير فاحترتُ كيف اقوم بتحميض هذه الافلام فسألتُ احد الزملاء الامريكان ليرشدني الى الحل فاعطاني (كتالوج) فاعجبت بالعملية واشتريتُ ادوات التحميض من البحرين ونجحتُ في محاولتي الاولى وعندما شاهد بعض اصدقائي الصور اعجبوا بها كثيرا وطلبوا مني انْ أقوم بتحميض الصور الخاصة بهم مقابل مبلغ من المال فوافقتُ وبدأتْ تنهال عليّ افلام التصوير مما اضطرني الى انْ اشتري ماكينة تكبير الصور وبناء غرفة خاصة بالتحميض واستمر العمل معي لمدة ثلاث سنوات حتى اصبحتُ أقوم بتصوير الاشخاص الذين يرغبون في استخراج حفائظ النفوس أو بطاقات عمل وغيرها وكانوا يسمونها (عكوس) فجمعتُ من هذه الهواية مبلغا كبيرا من المال".
في عام 1950 قدم بصراوي استقالته من أرامكو، في وقت كان فيه الأخيرة قد رشحته ضمن تسعة موظفين للسفر إلى الولايات المتحدة من أجل التخصص في اللغة الانجليزية، وفي الوقت نفسه تدريس اللغة العربية لموظفي الشركة الأمريكيين هناك. أما أسباب الإستقالة فقد كانت مرتبطة باستعداداته للزواج من فتاة سورية تمت لصلة قرابة بوالدته، ورفض شركة أرامكو الاستجابة لطلب تقدم به حول منحه سكنا جديدا ضمن مجمع سكن العائلات المعروف بـ "سنيور ستاف". وكانت حجة الرفض أنّ الحصول على ذلك النوع من السكن مشروط بوصول صاحبه إلى درجة كبار الموظفين. ولعل مما زاد من إصرار بصراوي على ترك الشركة هو أنه حينما هددها بالإستقالة، أجابه رؤساؤه "هذا شأن يخصك".
إستقال بصراوي من أرامكو وحزم أمتعته عائدا إلى جدة، لكن لسوء حظه لم يعثر فيها على عمل، رغم محاولاته المتكررة، الأمر الذي دفعه إلى الإتصال بمكتب شركة أرامكو في جدة على أمل الحصول فيه على فرصة وظيفية ما. وبالفعل تم توظيفه من قبل مكتب الشركة في دائرة العلاقات الحكومية براتب شهري أعلى من راتبه في الظهران بمائة ريال فقط. غير أن بصراوي لم يمكث في هذه الوظيفة سوى عام واحد لأن رؤساءه قرروا ابتعاثه إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية.
في بيروت واجهت بصراوي العديد من المشاكل، خصوصا لجهة القبول بالجامعة لأنه لم يكن يحمل سوى الشهادة الابتدائية، فيما القبول كان يتطلب شهادة الدراسة الثانوية (التوجيهية). لذا اضطر أولا أن يلتحق بقسم التحضير لشهادة دخول الجامعة، حيث درس مناهج ثلاث سنوات في سنة واحدة، تحمل خلالها الكثير من المصاعب والتحديات خصوصا وأن زوجته كانت ترافقه مع إبنته الوليدة مما اضطره ليكون طالبا وزوجا وأبا في وقت واحد. وعلى الرغم من تضاعف مسئولياته وواجباته العائلية بميلاد إبنته الثانية، وكثرة أعبائه الدراسية بدخوله الجامعة، فإن البصراوي أثبت لأساتذته وزملائه أنه شخصية طموحة تجيد فنون التحدي والالتزام، بدليل أنه تخرج من جامعة بيروت الأمريكية في عام 1955 بنجاح حاملا درجة البكالوريوس في الإدارة العامة، فيما لم يكمل بعض رفاقه المبتعثين دراستهم وعادوا من حيث أتوا دون شهادة.
ويعتز بصراوي كثيرا بدور زوجته ومؤازرتها له أثناء سنوات دراسته الجامعية. إذ قال عنها: "زوجتي كانت معي خلال فترة الدراسة منذ عام 1951م ولا أنسى مؤازرتها لي اثناء الدراسة في الجامعة حيث كنت اغادر المنزل الساعة الثامنة صباحا واعود للغداء ساعة واحدة ثم اعود للجامعة حتى الثامنة او التاسعة مساء وكانت تقوم بتربية الابناء وادارة شؤون المنزل وتأمين الحاجيات الضرورية لتترك لي الوقت الكافي لمواصلة الدراسة والتحصيل".
بعد عودته من بيروت حاملا الشهادة الجامعية بتفوق تمت ترقيته إلى مرتبة كبار الموظفين، وعين في وظيفة ممثل العلاقات الحكومية مختصا بإدارة علاقات شركة أرامكو مع الدوائر الرسمية السعودية في المنطقة الشرقية. وهي الوظيفة التي لم يستمر فيها بصراوي سوى سنة واحدة بسبب اقدامه على دخول مغامرة وظيفية جديدة مليئة بالتشويق والإثارة والشهرة. 
لم تكن هذه الوظيفة سوى العمل كبيرا للمذيعين في محطة تلفزيون أرامكو التي كانت وقتها (عام 1957) قد أطلقت بثها كثاني محطة تلفزيونية في منطقة الخليج من بعد محطة بعثة التدريب العسكرية الامريكية في قاعدة الظهران الجوية التي بدأت الإرسال في عام 1954 . وثالث محطة على مستوى الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط من بعد محطة تلفزيون بغداد. حيث اختارته أرامكو لهذا العمل بسبب جملة من العوامل مثل تبحره الثقافي واللغوي، ومخارج ألفاظه السليمة، ناهيك عن طلته الجميلة الصالحة للشاشة الفضية. وبعد أنْ قضى الرجل خمس سنوات من عمره في هذا الجهاز (من 1957 إلى 1962) كموظف دائم في إدارته، حقق خلالها شهرة مدوية وجماهيرية واسعة بسبب تقديمه للعديد من البرامج التعليمية والتثقيفية والتوعوية ــ لا سيما برامج "تعلموا اللغة العربية" و"تعلموا اللغة الإنجليزية" و "تعلموا الحساب" ــ التي ساهمت في محو أمية عشرات الآلاف من سكان المنطقة الشرقية والخليج، تم نقله إلى دائرة العلاقات العامة لرئاسة قسم الشؤون العامة والخدمات، لكن دون أن تنقطع علاقته بالتلفزيون نهائيا.
ولعل من أهم البرامج التي قام بصراوي بإعدادها وتقديمها وتجهيزها من الألف إلى الياء برنامج المسابقات الشهير "المباراة الثقافية بين المناطق الثلاث". وهو برنامج كان يــُختار له ثلاثة أشخاص بالقرعة ليمثلوا مدن النفط الرئيسية الثلاث: الظهران وبقيق ورأس تنورة، ثم ليجيبوا على أسئلة متفاوتة الصعوبة بحسب جوائزها النقدية التي كانت قيمة أدناها 50 ريالا وقيمة أعلاها 200 ريال، علما بأن هذه المسابقة كانت جادة وبعيدة عن الاسفاف والأخطاء وتمرير الأجوبة للمتسابق أو منحه عدة خيارات للإجابة أو إعطائه وقتا إضافية فوق الوقت المقرر، وغير ذلك مما نشاهده اليوم في برامج المسابقات من مساخر ترفع ضغط المشاهد. 
لم يعمل بصراوي كمقدم ومعد للبرامج فقط، بل عمل أيضا في دبلجة الأفلام والمسلسلات الأمريكية التي دأب تلفزيون أرامكو على تقديمها كل مساء، وحرص أن تصل إلى مشاهديه العرب بلغتهم الأم. وفي هذا السياق يتذكر بصراوي أنه وزملاءه كانوا يضطرون لتقليد أصوات النساء أثناء عملية الدبلجة لعدم وجود كادر نسائي في صفوفهم للقيام بالمهمة المطلوبة. غير أن هذا الكلام غير دقيق تماما لأن تلفزيون أرامكو ــ كما أتذكر ــ عمد إلى توظيف  المصرية "أمينة عفيفي" واللبنانية "ميري لدغة" لأجل هذا الغرض تحديدا منذ بدايات بثها، وفي وقت لاحق تم توظيف أخريات مثل الفلسطينية "حنان بسيسو"  والمصريتين "فاطمة الباز" و"فوزية تادرس" كمذيعات ومدبلجات ومقدمات برامج.
في نهاية عام 1976م قرر بصراوي الاستقالة من عمله مع أرامكو على إثر خلاف مع أحد المسئولين الأمريكيين، فطوى بذلك سنوات جميلة من عمره قضاها معلما ومدربا وطالبا ومذيعا وإداريا ومدبلجا ناجحا، بل أنه أثناء عمله في أرامكو عمل بالتزامن لمدة أربع سنوات في وزارة الإعلام السعودية ضمن لجنة الرقابة على الصحف والمجلات والكتب الواردة إلى المملكة. وكانت تلك اللجنة مشكلة منه ومن قاضي المحكمة الشرعية ومندوب من إمارة المنطقة الشرقية، وينحصر عملها في التدقيق في محتويات المجلات المصرية واللبنانية والامريكية لحذف ما يخالف سياسات البلاد وتقاليدها. وكان دور بصراوي في اللجنة مهما بسبب إجادته للغة الانجليزية وثقافته العامة الواسعة.
وإذا كان بصراوي يدين لشركة أرامكو بشهادته الجامعية وبروزه الوظيفي وشهرته ومجمل خبرته العملية، فإنه يدين لها أيضا بالعديد من الدورات الإدارية في الولايات المتحدة الأمريكيةالتي صقلت مواهبه في إدارة الأفراد وتحديث أساليب العمل وتطوير الأقسام الإدارية.
بخروجه من أرامكو إتجه بصراوي إلى الأعمال الحرة في وقت كانت فيها بلاده وكل الدول المجاورة تعيش مرحلة الطفرة النفطية. فبدأ العمل أولا في قطاع المقاولات والانشاءات، ثم عمل في مجال تأجير العقارات فمجال تأجير السيارات، ثم قام بالمساهمة في تأسيس شركة لصناعة الحقن الصناعية في الدمام.
وما بين عمله في أرامكو واستقالته منها، قام بصراوي بدور هام في تأسيس أول صحيفة يومية صادرة بانتظام من المنطقة الشرقية ألا وهي صحيفة "اليوم". وعن هذه التجربة يخبرنا قائلا (بتصرف): "أصحاب الفكرة الاولى لم يكونوا اعلاميين بل كانوا رجال أعمال .. ومن اوائل المؤسسين الشيخ حمد المبارك والدكتور عمر الـزواوي وزميل لي اسمه عبدالفتاح كابلي. كانت الفكرة الأولى ضرورة ان تكون في المنطقة الشرقية جريدة ناطقة باسمها كالصحف الصادرة في مناطق المملكة الاخرى. وكانت البداية اصدار أربع صفحات اسبوعية، وكنا نستأجر مطبعة مرة واحدة في الاسبوع وكانت نسبة رجيع الصحف كبيرة لقلة القراء في المنطقة الشرقية وقتذاك وكانت الطباعة مكلفة. واتذكر انه في بداية مساهمتنا دفع كل منا ما بين 5 ـ 10 آلاف ريال للتأسيس، وكان من ضمن المؤسسين الشيخ عبدالعزيز التركي مدير التعليم الأسبق الذي شغل منصب مدير عام دار اليوم وانا والاستاذ عبدالله ابونهية والاستاذ خليل الفزيع الذي ترأس التحرير وكان قبل ذلك محررا في الجريدة، ثم انضم شركاء جدد كثر من رجالات المنطقة المعروفين الامر الذي رفع من مستوى الجريدة عاما بعد عام".
بقي أن نعرف أن بصراوي أب لإبنتين وولدين هم: فادية، وهي متزوجة ومتخرجة من جامعة بيروت الأمريكية، وفاتن التي تعمل طبيبة أطفال، وغسان المصاب بالشلل، ومروان وهو مهندس مدني حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة البترول والمعادن وماجستير من جامعة جورج واشنطون ويعمل في شركة أرامكو. 

عبارات الهامش:
كان كبير موظفي شركة أرامكو، وكبير مذيعي محطتها التلفزيونية في الخمسينات والستينات، وواحدا من أوائل معليمها ومدربي موظفيها، ورؤساء قسم العلاقات العامة فيها.
شارك مع آخرين في تأسيس أول صحيفة يومية تصدر في المنطقة الشرقية بصورة منتظمة وحديثة.
لعب دورا هاما في حقلين من الحقول التي أولتهما أرامكو عنايتها الخاصة وهما: حقل تعليم العرب اللغة الانجليزية، وتعليم الأجانب مباديء اللغة العربية، وحقل انتاج برامج تلفزيونية محلية تلبي أهداف التثقيف والتوعية والترفيه.
كان يكتب مفردات اللغة الانجليزية على حيطان غرفة نومه المجاورة لسريره كي تكون آخر شيء يراها قبل نومه وأول شيء يصحو عليها.
إنتقل من جدة إلى الظهران على متن شاحنتين في رحلة استغرقت نحو 13 يوما بالتمام والكمال، فكانت تلك الأيام من أصعب الأيام في حياته.
أول راتب شهري تقاضاه من أرامكو كان 135 ريالا مع سكن مجاني في مجمع الموظفين العزاب، ثم إرتفع الراتب تدريجيا حتى وصل إلى 500 ريال وقت تقديم استقالته الأولى من الشركة في عام 1950 .
استطاع أن يكوّن مبلغا كبيرا من المال في الخمسينات من خلال ممارسة هوايته المحببة في التصوير الفوتوغرافي، بعد شرائه للأدوات اللازمة من البحرين.
أهم برنامج تلفزيوني قدمه هو "المباراة الثقافية بين المناطق الثلاث". حيث كان يتم إختيار ثلاثة متبارين بالقرعة ليمثلوا مدن النفط الرئيسية الثلاث: الظهران وبقيق ورأس تنورة، في مسابقة ثقافية.

CONVERSATION

0 comments: