كيف تطلبون الثمرة.. وهناك لصوص فى الوطن؟/ مجدى نجيب وهبة

** ربما فكرت كثيرا لإختيار هذا العنوان .. فالشئ الصعب أن تطلب نتاج الثمرة ، بينما اللصوص لم يتركوا الأرض ، بل أنهم أتلفوا الزرع ودمروه ، ولم يعد أمامنا لا الأخضر ولا اليابس .. فبماذا تطالبون إذن ؟ .. ونحن أمامنا مهمة القبض على هؤلاء اللصوص ؟ ..
** كيف تطلبون الثمرة ، بينما العاهرات والقوادين يتراقصون بلا هوادة أمام أعين الجميع فى تحد صارخ لكل القوانين والأعراف والقيم والمبادئ ..
** الثمرة التى أتحدث عنها والتى يطالب البعض بسرعة الإستفتاء عليها هى الدستور المصرى .. وكأن مشاكلنا سوف تحل فى لحظة عندما يطرح الدستور للإستفتاء "بنعم" ، بينما الحقيقة أن هناك لا يأبهون لا بالدولة ولا بالدستور .. فهل الدستور الذى سوف يطرح على الشعب سوف يحل مشكلة الفوضى التى تعيشها مصر ؟ ..
** أعتقد أن القادر على أن يحمى مصر سواء تم وضع الدستور أم لم يتم .. هو الشعب المصرى نفسه ، وحرية الوطن هى أهم الركائز التى يتطلع إليها الشعب المصرى .. الوطن ولا شئ أخر .. حرية المواطن المصرى ولا شئ أخر ..
** الجميع يدعون إلى التصويت بنعم للدستور .. ونحن نتفق على ذلك .. كما نحن نعلم كيف تدار أى عملية إستفتاء أو إنتخابات فى جمهورية مصر العربية .. وكيف تتحول إرادة الشعب داخل الصناديق ، بل وكيف تزور هذه الإرادة فلا قانون يحاكم المزورون ولا أمن يردع البلطجية الذين تخصصوا فى ترويع المواطنين ، ولا ضمير يضمن نظافة اليد التى تراقب عملية الإستفتاء .. فالأموال هى التى تحرك أى عملية إستفتاء مهما حاول البعض أن يدعى غير ذلك ، ولنا العديد من التجارب السابقة فى فنون تزوير الإستفتاءات أو الإنتخابات ، مهما حاول الشعب أن يكون رقيبا على هذه اللجان ..
** كيف تطلبون الثمرة ، بينما الفوضى لم تحسم ، وكلاب جهنم إنتشروا فى كل الشوارع والميادين ، يعملون بكل عزيمة على إسقاط الدولة المصرية ، والجروح مازالت تنزف ، والسفالة والإنحطاط والموالسة هى سيد الموقف ..
** نعم .. الفوضى تضرب كل حياتنا لتصيب الجامعة والقضاء والمؤسسات العسكرية ووزارة الخارجية ، بينما الفوضويين يطعنون فى شرف الجميع ، بينما العالم فى الخارج يصفق ويمول ويدعم هؤلاء القوادين علانية ، لأنه لا يوجد أى محاسبة أو محاكمة لهؤلاء ، بل يتم محاصرة منازل القضاة وترويعهم لإسقاط الأحكام التى أصدروها .. فهل تنتهى كل هذه المشاكل عقب التصويت على الدستور .. أعتقد أننا فى حاجة إلى ضبط إيقاع الشارع وهذا أهم من الدستور ..
** حكومة الببلاوى .. هى حكومة أتت بعد ثورة 30 يونيو 2013 ، لتنفيذ خارطة الطريق ، ومع ذلك هى لا تعترف بثورة 30 يونيو ، فكيف تطلبون منها تنفيذ خارطة الطريق ، ومعظم وزراءها يناصبون العداء لثورة 30 يونيو .. ولا يذكرون إلا ثورة 25 يناير التى هى كارثة الكوارث ، ونكسة المصائب .. ويدعون أن 30 يونيو هى الإمتداد الشرعى لثورة 25 يناير .. ألم تكن هذه مصيبة كبرى نعيشها منذ تولى حكومة الببلاوى المسئولية فى الوطن ، ولم نجد أى حسم للأمور .. بل نحن نعيش فى فوضى عارمة ، لم يسبق لها مثيل .. فالشرطة تحاكم عندما تتولى مهمة الدفاع عن الوطن ، ونطالب بإعدام رجل الشرطة لأنه تجرأ وعارض إرهابى وتصدى له .. ونلوم الشرطة إذا تقاعست وتركت الفوضى فى الشوارع والميادين ..
** لا نبكى على رجال القوات المسلحة الذين يستشهدون بفضل الندالة والخساسة التى يتمتع بها عصابة المعزول والمعتوه محمد مرسى العياط .. وحتى الأن لم نرى أى محاكمات عسكرية ناجزة لبعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم ومعهم أسلحة وصواريخ ومدافع آلية .. ونتساءل ، لماذا لم يحال كل هؤلاء المجرمين إلى المحاكم العسكرية للقصاص منهم فورا .. ليكونوا عبرة للأخرين !!؟؟
** يقولون لنا إن المجتمع المدنى وحقوق الإنسان وأمريكا والغرب والإتحاد الأوربى يتربصون بنا ، وعلينا أن نقدمهم للقاضى الطبيعى ، والقاضى الطبيعى سوف تطول مدة أحكامه ، وربما يفلت هؤلاء من العقاب نتيجة لهذه الأحكام الغير ناجزة ، والتى يجيد فيها بعض محامين الإخوان إستخدام الأساليب الملتوية لكى يفلت الجناة والإرهابيين من العقاب ..
** كيف تطلبون ياشعب مصر بثمار الثورة ، ونحن نرى أن أحد واضعى دستور مصر هو الدكتور "جابر نصار" ، رئيس جامعة القاهرة الذى قاد الفوضى والمظاهرات والحشد داخل جامعة القاهرة دون الإلتفاف لمصلحة الوطن ، بل أنه أعلن علانية أن من قتل الطالب الجامعى بكلية الهندسة هى وزارة الداخلية .. وللأسف لم يكن د.جابر نصار بمفرده هو من يحرك الطلبة ويحشدهم ، بل كل الأساتذة داخل الجامعة .. وهم جماعة إخوان مسلمين إرهابيين ، يشحنون الطلبة بالتظاهر لإفساد العملية التعليمية وإفشال الدولة ..
** كيف تطلبون ياشعب مصر بثمار الثورة ، وكنا ننتظر من رئيس الدولة أو ما ينوب عنه أو من وزير التعليم العالى أو من رئيس الوزراء إتخاذ قرار حاسم وفورى بإقالة رئيس جامعة القاهرة د."جابر نصار" .. وللأسف لم يحدث شئ من ذلك ، فلا توجد دولة ولا نظام حاكم ولا حتى رئيس دولة مؤقت ولا حكومة مؤقتة .. وإنما العملية أخر مهلبية ..
** أما الشئ المضحك الذى يضعنا أمام مليون علامة إستفهام أن يتهم الرئيس عدلى منصور بأنه لا يرى ولا يتكلم ولا يسمع .. فى الوقت الذى تفعل حكومة الببلاوى كل ما يحلو لها لإسقاط الدولة والشواهد لا تحتاج لإثباتات .. بل يمكن أن نقرأ تصريحات رئيس الوزراء د."حازم الببلاوى" ، ونائب رئيس الوزراء د."زياد بهاء الدين" ، وتصريحات د."حسام عيسى" ، ود."أحمد البرعى" ، وتصريحات مستشارى رئيس الدولة سوف تكتشف شئ واحد محدد ، وهو عدم الإعتراف بثورة 30 يونيو وإجهاض دور الجيش العظيم فى إنقاذ مصر ، ومحاولة جرجرة الوطن للتصالح مع الإرهابيين بتصدير د.كمال أبو المجد تارة ، وتصدير د.سعد الدين إبراهيم رئيس مركز إبن خلدون تارة أخرى ، وأحيانا طرح مبادرات ، ثم إنتظار رد فعل الشارع المصرى ، ثم إنكار هذه التصريحات .. هذه الفوضى ليست عشوائية بل هى مدبرة ومنظمة ومدعمة وممولة من الخارج ..
** فهل يمكن أن نهلل لدستور مصر وهو تعديل لدستور 2012 ، وكل هذه الأمراض والأفاعى والصراصير والقوارض تلتف حول هذا الدستور لتدعو الشعب للتصويت له بنعم ، بل نجد كل السياسيين والمفكرين الوطنيين يدعون لذلك أيضا ، بزعم أن تسير عجلة خارطة الطريق ..
** نعم .. كيف تطلبون الثمرة ، بينما الشارع المصرى إمتلأ بالعاهرات والفاجرين والقوادين والقوادات .. هؤلاء العاهرين الجدد بدأوا يغزون الشارع المصرى من بعض صغار السن الإخوانيات فى الشوارع والميادين .. هل يعقل أن تستعرض هؤلاء الساقطات كل صنوف السفالة والإنحطاط والبلطجة ، بإستخدام كل ما هو مباح إستخدامه للعاهرات حتى الأسلحة البيضاء وأطلقوا على أنفسهم "7 الصبح" ، وهى جماعة إخوان كذابين إرهابيين تطالب بعودة المعتوه المعزول محمد مرسى العياط .. قاموا هؤلاء العاهرات بقطع الطريق وترويع الآمنين والتفوه بكلمات فى منتهى البذاءة والسفالة ، وعندما قبض على 22 فتاة وتقديمهم للمحاكمة .. وبعد ثبوت التهم على هؤلاء العاهرات وأقروا بجرائمهم أمام النيابة تنفيذا لتعليمات التنظيم الدولى للإرهاب ، حكمت المحكمة على هؤلاء بـ 11 سنة سجن مع الشغل والنفاذ ، وبررت المحكمة حكمها فى العديد من الإتهامات الموجهة لهؤلاء الفتيات .. وبعد صدور الحكم قامت الدنيا ولم تقعد .. وجرت إتصالات على أعلى المستويات للإفراج عن هؤلاء الطالبات ومناشدة المستشار عدلى منصور ، بإصدار قرار بالعفو عنهم فى التو واللحظة ، بل أن بعض المواقع تداولت صور لهؤلاء الفتيات داخل قفص المحكمة أثناء نظر الجنحة ، وعلى رأس كل منهن هالة من النور ، وكأنهم أنبياء أو أولياء .. فجأة ظهرت البركة والنعمة عليهم أثناء محاكمتهم .. هل رأيتم فجور أكثر من ذلك ؟ ..
** وتعليقا على هذا الحكم فقد إندلعت كل الصحف الغربية .. تحذر من عودة الدولة البوليسية فى مصر بسبب قمع الشرطة .. فقد ذكرت جريدة الإندبندنت "ممارسات الداخلية تهدد شرعية الحكومة" .. "الصحف البريطانية تحذر من عواقب السخط العام من قانون التظاهر" .. وتوقعت أن يتحد المعارضون للقانون مع الإسلاميين وجماعة الإخوان المسلمين ضد الحكومة والشرطة ، وهو ما ينذر ببدء موجة جديدة من الإضطرابات ..
** كما ذكرت واشنطن بوست الأمريكية "أن الجامعات المصرية باتت مساحات جديدة لمعارك الإخوان المسلمين مع النظام فى مصر ، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى فى يوليو الماضى" ..
** وحتى يكون التصعيد أكثر فاعلية .. فقد رفض محامى الفتيات الدفاع عنهم ، كما أن الفتيات رفضن الدفاع عن أنفسهن ، بل رفضن العفو .. وزادت الفوضى بمحاصرة منزل القاضى وإرسال رسائل لتهديده ..
** ولأن هؤلاء العاهرات الإخوانيات .. رفعوا شعار "عاهرات تحت الطلب" ، فقد كشفت تحقيقات نيابة جنوب الجيزة عن مفاجأة فى أحداث جامعة القاهرة التى راح ضحيتها الطالب محمد رضا ، وتبين أن الطالبات الإخوانيات ساعدن "طلاب ضد الإنقلاب" ، وأمدوهم بالسلاح والخرطوش ، وضعوه فى أكياس بلاستيكية أخفوها بين طيات ملابسهن .. كل هؤلاء المأجورين والمأجورات الذين يعملون لصالح الإرهاب لم يكونوا بمفردهم بل تم ضبط مخطط يحرض كل هؤلاء ، وهى "الخلية الإخوانية" التى خططت لعمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة ، تضم 13 إرهابيا بالأسكندرية بحوزتهم مجموعة من الأوراق تشمل الخطط المزمع تنفيذها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ، والمخطط إستهدف تنظيم تحركات للعناصر المثيرة فى المواصلات العامة فى أوقات الذروة فى توقيتات متزامنة لعرقلة المرور ، وإعاقة تنفيذ خارطة الطريق ، خاصة الإستفتاء على الدستور ، وإعداد حملة جماهيرية وإعلامية مضادة ، وشن حملة دعائية ضد أعضاء لجنة الخمسين ، والإعلاميين المؤيدين لثورة 30 يونيو ، للنيل من سمعتهم ، وتفعيل دور ما يسمى بحركة قضاة ضد الإنقلاب ، وإتخاذها منبرا للنيل من سمعة قضاة مصر ..
** كل ذلك يتم بدعم كامل من أمريكا وقطر وتركيا والإتحاد الأوربى .. بينما نحن نهلل للدستور ، وكأنه الحل السحرى الذى سقط على الشارع المصرى لوضع حد للفوضى والإرهاب والإخوان علما بأن الدستور لا يوجد به مادة تجرم الإرهاب وتحرم وتجرم جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية محظورة ..
** فى النهاية .. نتمنى وضع حد للفوضى السائدة فى البلاد .. وتظاهرات الطلبة فى الجامعات .. وداخل حرم جامعة الأزهر !!!

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: