الخلط بين السياسة والدين، أمرٌ غاية التعقيد، وهو الذي من أجله نشأ الفكر العلماني والليبرالي واليساري أيضا، تكمن المشكلة عندما يستخدم الدين في تحقيق مصالح سياسية لا تتفق مع مبادئه وقيمه أو عندما يعكس بعض أعضاء تيار الإسلام السياسي سلوكا يصطدم بأخلاقيات الدين!، فتكون المحصلة رفض الرأي العام فكرة إنزال الدين بقداسته، لساحات من صراع المصالح التي لا تقف كثيرا عند ما هو شرعي وغير شرعي، والتاريخ يحفظ لنا مشاهد متكررة لهذا الصراع في أزمنة متعاقبة، وأرى أن أفضل الحلول لإحداث شيئا من التوافق وإيجاد بعدا آخر يمكن أن يقلص من تكرار مشاهد الاشتباك والارتباك.. هو فكرة أن يتقبل أصحاب فكرة ( الإسلام السياسي ).. العمل في هذا المناخ وفق مرجعية المبادئ الإسلامية التي لا يختلف عليها أحد، أما وإدخال الدين في تفاصيل التفاصيل!، فأعتقد أن الإسلاميين أنفسهم سيختلفون فيما بينهم على ذلك، ويرجع السبب في ( المعتقد ) حسبما يراه كل منهم وينحاز له دون قبول حقيقي للفكر المقابل، هذا واقعٌ نشهد به ونقرأ عنه في التاريخ.. على الرغم أن الدين الإسلامي ذاته يتسع في كل ما هو متصل بالدنيا إقتصاديا وسياسيا وعسكريا وخلاف ذلك ليتقبل الرأي والرأي الآخر، وله في فقه المقاصد باعٌ كبير - الأهم دائما - في هذا الدين العظيم أنه يرفض بشكل قطعي تلك المصالح التي تقطف ثمارها بإضرار الآخرين أو التي تصطدم مع تحقيق مبادئه.
إقرأ أيضاً
-
البطل نواف غزالة يتحدث الى الزميل أكرم المغوّش عام 1954نصب الديكتاتور اديب الشيشكلي نفسه حاكماً على الجمهورية العربية السورية وحلّ مج...
-
هَذِهِ الخواطر كَتَبْتُها في صَيْف عام الفين و اثني عَشَر لِلْقِرَاءه التَرْفيهية و أيضاً كنقد فني اثناء لَحَظَات صَفَاء ذِهْني حينَما ...
-
العمل الدبلوماسي حقل شاسع من ألغام الكلمات والابتسامات والمصافحات لا يمكن لأحد أن يضمن بعض صدقها أو تمام زيفها ، وينصرف الأمر نفسه إلى الصور...
-
سوسن السوداني ، مقيمة في أستراليا . شاعرة عراقية مهمة جدا مواليد ١٩٧٤م . شعرها يمتلك إحساسا عاليا ، وهذا شعر نادر جدا . لكن هي مشاكسة ، ...
-
(( دراسة ٌ نقديَّة ٌ لكتب : ديوان " قطر الندى " ، و" ذكرياتي معه " ، و " الجنين " للكاتبةِ والشَّاعرة...
-
الشهيد كمال برجس المغوّش في مثل هذه الايام وقبل نهاية العام استشهد اخي البطل كمال برجس المغوّش وزوجته تاركاً اثراً كبيراً قي اقبية وز...
-
أتابع ما يكتب الأخ الدكتور ضياء نافع في موقع المثقف وأجد فيما يكتب جهداً كبيراً مشكوراً خاصة ما يتعلق منه ببعض الزملاء الذين عاصرنا معاً...
-
يلعب الأعلام في أي بلد في العالم دورا كبيرا وهاما في إستقرار الأمور وتنوير الشعوب بكل ما يحدث في العالم الذي حوله ليكون على بينة لكبائر ...
-
كثيرون هم الذين كتبوا تاريخ بلادهم بالشهادة ورسموا خريطة وطنهم بأرواحهم ولونوها بدمائهم وظلوا على حقيقتهم وعهدهم وكلمتهم مناضلين شرفاء ...
-
" ومن المعوقات ما تطالب به الفلسفة نفسها في خطابها وما يحمل من مفارقات في "تعليم ما لا يمكن تعليمه""1 [1] أصدر م...
0 comments:
إرسال تعليق