المصيبة الكبرى : نهاية الملك فيصل الثاني ملك العراق رحمه الله عام 1958/ حسين محمد العراقي

روت الأميرة بديعة خالت الملك فيصل الثاني الناجية الوحيدة من مجزرة  قصر الرحاب  الذي قتل به الملك فيصل الثاني وكان عمره 23 سنة وقد كان حكمه دستورياً بلغ من الرخاء والأستقرار والأزدهار حداً بعيداً وحين أستمعت إلى القصة  وشاهدتها  عبر الأعلام فوجدتها السواد الأعظم وما حمل من معنى ومهما كتبت للملك أعلاه  وقلت فيه من وطنية وحب وأعتزاز لوطنه  فلن أستطيع أن أوفيه حقه للعراق وشعبه لكن للأسف الشديد غدروه  الدنيويون وظلام البخت  بدليل ما عرضته قناة الشرقية وما أدلت به الأميرة أعلاه  ......
(ما مر عام والعراق ليس فيه دم ...شنقوا وسحلوا ومُثل بأجسادهم ...وعلقوا على المشانق  لكن حبل الذاكرة  متين لا ينقطع ... مادام في الدنيا قمر مادام في العين بصر) وأنتهاءً بما قالت  الأميرة أعلاه لا  أعرف قبر  أمي لا أعرف قبر أختي  وقالت عشنا الذل  والتشرد والخوف والغمامة  ومنعت منا زيارة أقاربنا لنا وأصبحنا نعيش المآسي ؛؛؛
أنتهى الحكم الملكي بالعراق  بعد ما أطيح به عام  1958 عن طريق الأنقلاب الجمهوري الذي قام  به عبد السلام محمد عارف وعبد الكريم قاسم ورفاق دربه من الضباط  على الملك فيصل الثاني وأسرته  الهاشمية قتل الملك فيصل الثاني صبيحة أندلاع ثورة 14 تموز يوليو 1958 التي أسقطت النظام الملكي بالعراق وأسست الجمهورية العراقية وياريتها لم تأسس لأن الشعوب  تبحث وتريد الأمان و الأستقرار  الآن لأنه  غائب اليوم  بدليل ها هي الأنظمة الجمهورية وكيف تعيش شعوبها  اليوم بالمآسي بدءً من اليمن في ظل المخلوع علي عبد الله صالح وما حصل لشعبه المحتاج  والمحروم من كل أساسيات الحياة  وأوصله إلى مستوى الحضيض (((حمى الضنك )))  وأنتهاءَ بسوريا  التي شُردت أكثر من نص شعبها بالدول العربية  والأجنبية عبر العبارات بالبحار  وصولاً  لأوربا  لغرض اللجوء الإنساني ذل  وفقر وحرمان والوضع الحالي الذي يجري بتونس ومقتل السياح الأجانب  ومصر أغتيال نائب المدعي العام هشام بركات  في 29 /6/ 2015 ومأساة الأخونة والأسلمة التي تحوم ومرسيها على الشعب والحكومة الحالية بمصر اليوم  والعراق  داعش بأوجاعها على الشعب وحتى ليبيا بحفترها  العقيد  العسكري والأحزاب الأخرى ومنها الأسلاميين معارك وحروب لا تنتهي  بينما الأنظمة  الملكية  فهي معروفة ولا تُعرف والغنية عن التعريف أيجابياً لشعوبها  وأولها تقديم الأمن علماً  لم أرى سعودي أو أردني أو مغربي  أو بحراني نازح ومشرد  ولو كان  ملوك  العراق عايشين ماكان هذاحالنا الذي وصل إلى مستوى  الحضيض للأسف ؛؛؛
عندما أكمل الملك فيصل  الثاني الثامنة عشرة من عمره فانتهت وصاية خاله عبدالإله على عرش العراق بتتويجه ملكاً دستورياً على العراق وأعلن ذلك اليوم عيدًا رسميًا لتولى الملك سلطاته الدستورية وقد تزامن تتويجه مع تتويج أبن عمه الملك الحسين بن طلال ملكاً على الأردن في عمان ولما دعا الملك الحسين بن طلال ملك الأردن في فبراير 1958 إلى إقامة أتحاد عربى هاشمى بين المملكتين الهاشميتين في العراق والأردن في أعقاب الوحدة بين مصر وسوريا وأطلقوا عليه اسم دولة الاتحاد الهاشمى العربى؛؛؛
في 14 يوليو 1958 أستيقظ فيه الملك الراحل على أصوات طلقات نارية باتجاه قصر  الرحاب وسرعان ما سمعوا صوت  الضابط العسكري عبدالسلام عارف صادرا من المذياع يعلن عن قيام الثورة وإعلان الجمهورية  وفي هذه  اللحظات طلب الانقلابيون من العائلة الملكية تسليم أنفسهم فخرج الملك  أعلاه مع الأمير عبدالإله وأمه الملكة نفيسة (جدة الملك) والأميرة عابدية زوجة عبدالإله ثم الأميرة هيام أخت عبدالإله والوصيفة وطباخ تركى واثنين من الحرس الملكي وبعد تجمع الأسرة في باحة صغيرة في الحديقة فتح عبدالستار سبع العبوسى النيران عليهم فصرع الملك والأمير عبدالإله والملكة نفيسة والأميرة عابدية وجرحت الأميرة هيام؛؛؛
                                                           مقابر بغداد.......
                                    شاهد يروي انتحار قاتل العائلة الملكية في العراق
                                                 حارس للمقبرة الملكية
أحد الحراس السابقين في المقبرة الملكية من أهالي الأعظمية رفض الافصاح عن اسمه أو عرض صورته ويبدو عليه أن عمره تجاوز الـستون  عاما كان شاهدا على أحد المواقف التي تتعلق بقضية النقيب عبد الستار سبع العبوسي، الذي نفذ عملية قتل العائلة المالكة وراح يروي موضحا:كانت المقبرة الملكية مشرعة أبوابها في السنتين الأولى والثانية مابعد التغيير في العراق صيف عام2003   م  وخصوصا خلال فترة الزيارات المستمرة التي كان يقوم بها الشريف علي بن الحسين الأمين العام للملكية الدستورية  وفي تلك الأيام جاء رجل مسن الى المقبرة  وكان عمره يقدر بنحو 75 عاما ويسكن في منطقة الدورة جنوب بغداد وقد أبدى رغبته الملحة في زيارة المقبرة فسمح له بالدخول وبقي في الداخل لفترة طويلة كان جالسا أمام قبر الملك فيصل الثاني  يبكي رافعا يديه ويتضرع بالدعاء والرحمة المتضرع بالدعاء  أعلاه لاتربطه أية صلة بالملك ولكن أعتزازه للملك الراحل المظلوم  فيصل الثاني كونه يعتز  بعراقيته  ويعتز بوطنيته الرجل له صلة وقرابة بقاتل الملك فيصل الثاني والجاني على عائلته وهو أبن عمه النقيب عبد الستار سبع العبوسي وقد قال عنهُ بعد الحادثة كلما كنت أحاول أن أشاهد عبد الستار والتقي به في اجازته العسكرية التي يقضيها منزويا في بيته  ممتنعا عن جلسات الأقارب التي أعتدنا عليها في الماضي وذات مرة في حياة والدي  دخلنا عليه فجأة  وقد تغيرت طباعه تماما وكان يبدو عليه الارهاق  ولايرغب بالكلام ووجهه مصفر وكأنه مصاب بمرض مزمن اعترف لعمه أن ضميره مازال يؤنبه وصورة الحادثة المفجعة بكل تفاصيلها من لحظة موت الملك فيصل الثاني وعبد الاله وعائلتيهما والأطفال كانت تلازمه في خلوته وحتى في ساعات نومه القلقة وذكر انه حتى أذنيه مازالت تئن من سماع صوت صراخ السيدة نفيسة والدة عبد الاله وتوسلاتها التي لم تجد نفعا مع عبد الستار وبلغت الى حد رفعها للمصحف الشريف لتضعه فوق رأس الملك فيصل الثاني وتستحلفه به  على أن لا يقتله  ولكنه أطلق الرصاص وأسدل الستار على حكم العائلة المالكة في العراق وتوبيخها ودعواتها بالأنتقام ثم يواصل الرجل الحارس بحديثه  عن تفاصيل رواية الشيخ المسن له موضحا لم يتمكن عبد الستار ان ينتصر على ضميره وتعرض الى كآبة مزمنة ولم يعد يطيق نفسه وشعر أخيرا بان لاتستحق نفسه أن تعيش حياتها فأنتحر ليقتلها بعد أن أطلق من مسدسه رصاصة الرحمة على دماغه حيث كان بداخل بيته الواقع في محافظة البصرة وفي يوم انتحاره وقبله بلحظات طلب من زوجته أحضار فنجان قهوة ولدى وصولها الى المطبخ سمعت صوت اطلاق عيار ناري فهرعت وركضت عليه فوجدته منبطحا على الأرض مضرجا بدمائه بحسب ما أخبرتنا به ؛؛؛
الملك فيصل الثاني ثالث وآخر ملوك العراق من الأسرة الهاشمية  بوفاته انتهت سبعة وثلاتين عاما من الحكم الملكي الهاشمي بالعراق ليبدأ بعدها العهد الجمهوري الذي أوصلنا إلى هذا الحال  .................  
                               (((بعيد يملك رأس الحكمة أفضل من قريب ظالم)))

h.s332@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: