المراقب لجيل الشباب، يلاحظ أنهم لا يقدرون النعم التي هم فيها حق قدرها. نعم الكفاية، ونعم ثراء الوجود الذي يحبونه ويرونه كل يوم. كما أنهم في غالب الأحيان في كرب وكآبة، ولا يتصرفون على نحو يستمتعون فيه بالحرية. وربما من أجل ذلك لا يملكون الشجاعة الكافية للمستقبل! مع أننا نرى بأم أعيننا تحسن نوعية الحياة في البلاد، واستتباب السلام، وتضاءل النزاعات، وتصحيح الأخطاء.
إن حظوظ الوطن المستقبلية ستكون كبيرة، إذا استطعنا أن تتجاوز انشقاقاتنا وعداواتنا، وإذا استطعنا أن تتجه نحو عالم الغد بمبادئ جديدة. وبدلاً من العداوات وانعدام الثقة، على المواطن أن يسعى نحو مجتمع متسامح يثق فيه المواطنين ورجالات الدولة بعضهم ببعض،. وعندما يصبح الوطن مهدا للتعددية الليبرالية المتسامحة يستطيع أيضاً أن يتحول تلقائيا إلى وطن ديمقراطي وحر، وأنا أقصد بذلك، سلام بدون تبعية، تقدم بدون استغلال، توحد بغير اندماج، ومساواة بدون إقليمية ضيقة. هذه الشعارات يمكن أن تتحول إلى مبادئ مفيدة لكل الأجيال عند اتجاهها لتحديد هويتها. فالهوية الوطنية، لا يمكن أن تعني رفضاً للتنوع، بل على العكس من ذلك فإن التعددية الفكرية، هي في الحقيقة فرصة ضخمة للتقدم نحو التطور.
ولكن يبدو لنا أن التقدم على الطريق اليوم صعبا، وقد بدأنا نحس بالخسارة الكبيرة المتمثلة في ضياع ملايين المواهب أو تدميرها في الفوضى، وبدأنا نشعر الآن بالذات، بالآثار المتأخرة لليأس، والتراجع، والكآبة التي تجمعت في أعماق وعينا وأرواحنا، منذ عشرات السنين. وربما كنا نقدم الآن ضريبة العيش على حساب الغير، وفوق ما كانت تحتمله ظروفنا في العقود الماضية.
وفي تقديري، فإن ما يحلم به الشباب المراهق ، وما يتمناه وما يصوره اليوم، ولكنه يتفادى السخرية من ذكره علنا، سوف يكون قريبا مما تصمم عليه الهيئات العامة، ثم يصبح حقوقا يطالب بها عن طريق الحوار والحراك والنزاع، ويمسي بعدئذ قانونا ظافرا، ومؤسسة تبقى مائة عام، حتى تتخلى بدورها لأمان جديدة وصور جديدة.
ولكن ما الذي جعلنا نصل إلى هذا المأزق الحرج؟ وكيف يبدو الخلاص ممكنا في ديمومة التراخي والتردد في المواجهة؟ يمكن القول أن الأدوات والوسائل الإعلامية، وهي التي تشارك بطريقتها في صنع القرار السياسي، وتسير الحياة اليومية .هذه الوسائل هي مشكلة كبرى في البلاد، بسبب السيطرة عليها من قبل فئات لها أجندتها الخاصة، تدير هذا الجهاز الخطير، دون معرفة كافية بآثاره السلبية،وكل ما يهمها البقاء في المواجهة.
في العلم المتحضر، لا توجد مشكلة من هذا النوع،فقد طورت أوروبا عبر قرون طويلة، قناعات أساسية وتأسيسية، وكان من بينها تلك القدرة على الاختلاف والتناقض، وعلى وضع الأمور كلها خارج دائرة الأخلاق، وضمن دائرة التساؤل.
إننا نعيش الآن الظروف نفسها، وعلينا أن نستفيد من تجارب هذه الأمم، فلا نرفض التعددية السياسية والمذهبية، وإنما نرفض أن تكون سببا في تخلفنا وتراجعنا وتدمير حياتنا. فإن لم نخرج من هذه الدائرة الضيقة، وننظر فيما حولنا، فإننا سنقع في ظلامية دامسة.
إن الثقافة الوطنية المحلية، لا تقول الكثير اليوم، فالحقبة حقبة ثقافية عالمية ممتدة وشاسعة، والمهمة الآن تتمثل في تسريع وتعميق عملية الشمول، من أجل المستقبل.
ولكن لماذا هذه السرعة المفاجئة وهذه الصرخات الشاكية؟ والجواب لأن النيران تتصاعد من كل جهات العالم وأركانه، يوقدها ويشعلها غيرنا الآن! وعلينا أن نفهم أن الروح الوطني الدافع للمستقبل، يأتي من الدولة نفسها من داخلها، ويعبر عن إرادة شعبها. فمن الضروري تعميق نظرية: "المستقبل أكثر أهمية من الماضي، والأمن أكثر إثماراً من العدائيات كلها".
إن حظوظ الوطن المستقبلية ستكون كبيرة، إذا استطعنا أن تتجاوز انشقاقاتنا وعداواتنا، وإذا استطعنا أن تتجه نحو عالم الغد بمبادئ جديدة. وبدلاً من العداوات وانعدام الثقة، على المواطن أن يسعى نحو مجتمع متسامح يثق فيه المواطنين ورجالات الدولة بعضهم ببعض،. وعندما يصبح الوطن مهدا للتعددية الليبرالية المتسامحة يستطيع أيضاً أن يتحول تلقائيا إلى وطن ديمقراطي وحر، وأنا أقصد بذلك، سلام بدون تبعية، تقدم بدون استغلال، توحد بغير اندماج، ومساواة بدون إقليمية ضيقة. هذه الشعارات يمكن أن تتحول إلى مبادئ مفيدة لكل الأجيال عند اتجاهها لتحديد هويتها. فالهوية الوطنية، لا يمكن أن تعني رفضاً للتنوع، بل على العكس من ذلك فإن التعددية الفكرية، هي في الحقيقة فرصة ضخمة للتقدم نحو التطور.
ولكن يبدو لنا أن التقدم على الطريق اليوم صعبا، وقد بدأنا نحس بالخسارة الكبيرة المتمثلة في ضياع ملايين المواهب أو تدميرها في الفوضى، وبدأنا نشعر الآن بالذات، بالآثار المتأخرة لليأس، والتراجع، والكآبة التي تجمعت في أعماق وعينا وأرواحنا، منذ عشرات السنين. وربما كنا نقدم الآن ضريبة العيش على حساب الغير، وفوق ما كانت تحتمله ظروفنا في العقود الماضية.
وفي تقديري، فإن ما يحلم به الشباب المراهق ، وما يتمناه وما يصوره اليوم، ولكنه يتفادى السخرية من ذكره علنا، سوف يكون قريبا مما تصمم عليه الهيئات العامة، ثم يصبح حقوقا يطالب بها عن طريق الحوار والحراك والنزاع، ويمسي بعدئذ قانونا ظافرا، ومؤسسة تبقى مائة عام، حتى تتخلى بدورها لأمان جديدة وصور جديدة.
ولكن ما الذي جعلنا نصل إلى هذا المأزق الحرج؟ وكيف يبدو الخلاص ممكنا في ديمومة التراخي والتردد في المواجهة؟ يمكن القول أن الأدوات والوسائل الإعلامية، وهي التي تشارك بطريقتها في صنع القرار السياسي، وتسير الحياة اليومية .هذه الوسائل هي مشكلة كبرى في البلاد، بسبب السيطرة عليها من قبل فئات لها أجندتها الخاصة، تدير هذا الجهاز الخطير، دون معرفة كافية بآثاره السلبية،وكل ما يهمها البقاء في المواجهة.
في العلم المتحضر، لا توجد مشكلة من هذا النوع،فقد طورت أوروبا عبر قرون طويلة، قناعات أساسية وتأسيسية، وكان من بينها تلك القدرة على الاختلاف والتناقض، وعلى وضع الأمور كلها خارج دائرة الأخلاق، وضمن دائرة التساؤل.
إننا نعيش الآن الظروف نفسها، وعلينا أن نستفيد من تجارب هذه الأمم، فلا نرفض التعددية السياسية والمذهبية، وإنما نرفض أن تكون سببا في تخلفنا وتراجعنا وتدمير حياتنا. فإن لم نخرج من هذه الدائرة الضيقة، وننظر فيما حولنا، فإننا سنقع في ظلامية دامسة.
إن الثقافة الوطنية المحلية، لا تقول الكثير اليوم، فالحقبة حقبة ثقافية عالمية ممتدة وشاسعة، والمهمة الآن تتمثل في تسريع وتعميق عملية الشمول، من أجل المستقبل.
ولكن لماذا هذه السرعة المفاجئة وهذه الصرخات الشاكية؟ والجواب لأن النيران تتصاعد من كل جهات العالم وأركانه، يوقدها ويشعلها غيرنا الآن! وعلينا أن نفهم أن الروح الوطني الدافع للمستقبل، يأتي من الدولة نفسها من داخلها، ويعبر عن إرادة شعبها. فمن الضروري تعميق نظرية: "المستقبل أكثر أهمية من الماضي، والأمن أكثر إثماراً من العدائيات كلها".
0 comments:
إرسال تعليق