في غياب قيادة عربية مسؤولة .وذات وزن اعتباري .فان النظام في دمشق يفعل ما يريد.وهو مدعوم من روسيا والصين .وقد نجحت الجامعة العربية في التوصل الى اتفاق مع حزب البعث الذي اسرع من جهته في اطلاق العنان لاعلامه المسخر الذي حقق الاهم .في عملية كادت ان تعصف مخططات النظام عندما شعر انه لا مفر من الرضوخ لقرارات الجامعة العربية .ومن اي تدخل عسكري محتمل .وبذلك نجحت دمشق في تعطيل هذا التدخل واعطاء مزيد من الوقت في قتل المدنيين واعتقال المتظاهرين .واسترجاع الانفاس لعمليات جديدة في حق الشعب السوري الاعزل الذي يتعرض يوميا لاشكال همجية لا يمكن تصور حجم الجرائم البشعة في حق الثورة السلمية وفي حق احرار الجيش المنشق الذي تمارس ضده كافة الاسلحة الثقيلة حتى لا يظهر له اثر في الساحة السورية .انها حملة شرسة يقودها النظام لارغام الشعب على الخنوع والاستسلام من هذه الثورة التي لا يريد ان يعترف بها .لانها ستكون المفصل الحقيقي في اسقاط النظام حيث ارادة الشعب فوق اي نظام فقد الشرعية .ولا يمكن الحديث عن حوار او مصالحة مع النظام الا بتنحي رموز النظام ومؤسساته القمعية ..
ومرة اخرى تعجز الجامعة العربية في اتخاذ مواقف حازمة لحماية المدنيين .بشتى الطرق الممكنة واليات القانونية التي يخولها نظام الجامعة في توفير غطاء يحمي المدنيين من حمام الدم الذي يتعرض له المواطن في كل مناطق سوريا.و التاريخ العربي سيؤرخ بمرارة ما لم تستطع الجامعة تحقيقه في لعب دور حاسم .واجبار النظام للانصياع لقرارات الجامعة .وتطبيقها حرفيا .ومراقبة امكانيات حدوثها على ارض الواقع .ورغم هذا التهليل السياسي في التوافق بين الطرفين .وقف العمليات المسلحة وعودة الجيش الى الثكنات .والافراج عن المعتقلين .وفتح حوار مع المعارضة في القاهرة .وعقد مؤتمر المصالحة يتضمن جميع اطياف المعارضة بالداخل والخارج
لقد اتفق العرب على ان لا يتفقوا .هذ قاعدة عامة تظهر مدى ذكاء النظام السوري في طرق المراوغة والتحايل على مقررات الجامعة .والاستخفاف بها .وعدم احترام ما جاء في الورقة التي تظل حبرا على الورق دون حدوث تقدم في مسلسل تحقيقها .لانها في الاصل تتعارض مع نوايا النظام ومخططاته الرامية للقضاء على المسيرات التي لا ترى في هذه الاتفاقيات سوى مزيدا من القتل والدمار في صفوف الثوار .ويعتقد النظام انه بامكانه السير في هذاالمخطط الاجرامي في اسكات صوت الشعب بالسلاح والقتل .وتسليط اعلام يستعمل كافة الوسائل الايديولوجية في تخذير الراي العام المحلي بسيناريوهات جاهزة عن نجاح الدولة السورية في تطبيق ما جاء على لسان الجامعة العربية .والبدء باصلاحات عاجلة لصالح المجتمع السوري .والتلفزيون يكثف من لقاءاته بالسياسيين والمهتمين بالحقل السياسي الذين لايحق لهم التشكيك في نوايا النظام .وليس لهم القدرة على تحمل مسؤولية ما يجري في القرى والمدن السورية .ويعرفون جيدا ان الامر خارج عن قدرتهم الموقوفة بيد حزب البعث الذي يجيش اعلام متكامل لمحاربة اي انفلات كلامي خارج منظومة النظام
وهذا العجز الذي يشوب المواقف العربية داخل الجامعة .يظهر بوضوح مدى التشرذم الحاصل في تشدد بعض الدول العربية التي ما تزال ترى في الخيار الامني احدى الوسائل الضرورية لقمع المتظاهرين .وهي ترى انها نجحت في هذا المنحى مرحليا .لكن الشيء الاكيد هو ارادة الشعوب في التغيير لا بد ان تتحقق .رغم الامكانيات العسكرية التي تتوفر عليها هذه البلدان التي لم ترق الى مستوى النضج السياسي في الاعتراف بالاخر .وهي معظلة الانظمة العربية .وتعتبر الان احد النقط السوداء التي ستكون السبب الرئيسي في سقوطها .وهذا ما دشنه ربيع الثورة العربية بداية هذا العام .ونحن مقبلون على نهاية عام من الثورة الشبابية ضد حكامها وانظمتها التي ما تزال تعيش بعقلية الاستعمار
ان خطة العمل العربية حاولت انقاذ ما يمكن انقاذه في هذه المرحلة الحساسة .المهم هو وجود اتفاق مبدئي .ولا يمكن الحديث عن نجاحه او فشله .المهم قامت الجامعة _وهذا في اعتقادها انها قامت بواجبها على احسن وجه _بدورها التاريخي والبقية على النظام السورية في تطبيق بنود الاتفاق .وهذا الاخير اختار التوقيت المناسب لمنع اي تدخل مرتقب .لكن الايام القليلة القادمة ستكشف بحق حقيقية النظام الذي لا يعترف باحد .فكيف ننتظر منه المستحيل..
وتهديدات النظام الاخيرة استغلها لصالحه مرحليا .وهي رسائل موجهة للجامعة العربية .وخاصة الى مجلس الامن .واي تدخل عسكري ستكون له نتائجه الكارثية .وهو اسلوب سياسي يستبق الاحداث ويوجهها حتى لا تصدر قرارات لا تخدم توجهاته .وتظهر مدى تماسك السلطة الحاكمة .وقدرتها في مواجهة كل التداعيات الممكنة .وفي نفس الوقتت مارس القتل اليومي بعد كل هذه الاتفاقيات التي لا تعنيها في شيء ..
. النظام السوري لا يعترف باحد .وهذه مسلمة بدت واضحة خلال الاسابيع الاخيرة .ويعول على الدعم الروسي والصيني في تكريس نهجه المستمر في الاصلاحات العميقة في الجرح الشعبي الذي لم يسلم منه لا الكبير ولا الصغير .ويقوم باصلاحات صورية امام وسائل الاعلام الرسمي الذي تجند لهذا الغرض الوطني في تزوير الحقائق على ابناء الشعب الذين سيثورون في القريب العاجل .وخاصة الفئات الصامتة في سوريا .وهو مقتنع تماما ان الاطراف الخارجية لا يمكن لها ان تقوم بتدخل عسكري .لاعتبارات كثيرة .ومنها على الخصوص تواجد اسرائيل في المنطقة المستهدفة .وهذه حساسية سياسية يتردد الغرب في هذه العملية التي لا تهمها الشعوب العربية .بقدر ما تهمها المصالح الاستراتيجية .ودون ان تحرك لا مجلس الامن ولا الامم المتحدة ولا الجامعة العربية التي احرجت بما فيه الكفاية .وعبرت عن موقفها في صمت وتواطؤ احيانا .والتكتيم الاعلامي حول مضامين الورقة التي اتفق الطرفين على احترامها .وهاهي الساعات الاولى من تطبيق نقط الاتفاق الذي ضاع مع استمرار قصف القرى والمدن مساء اعلان التوصل الى تحقيق بنود الاتفاق الذي فشل قبل صدوره
وفي ظل هذه الاوضاع الخطيرة .تظل الثورة السورية في امتحان صعب .تستطيع من خلاله اثبات قدرتها على تحقبق التغيير.وفق المعطيات الواردة من الداخل .وبداية التحركات المسؤولة بجد للانتقال السلمي للسلطة .وهذا مطلب جماهيري ويسانده المجلس الوطني السوري .والقوى الحية في العالم في استخدام كافة الوسائل الضرورية لحماية المدنيين بالدرجة الاولى .والانتقال الى المراحل التمهيدية لانتقال السلطة سلميا .وهذا سابع المستحيلات ان تقبله دمشق التي تتطلع للمكوث في الحكم فترة اطول
والنظام يكشف عن اوراقه كاملة ولابد من اتخاذ اجراءات صارمة .مازال الوقت في يد جامعة الدول العربية في بلورته .وتصحيح اخطاء الامس حتى لا يسجل التاريخ العربي ان الجامعة فشلت فشلا ذريعا في حل الازمات العربية .وصياغة مواقف جديدة تتماشى والحراك الشعبي الذي تمخض عن ميلاد ثورة الربيع العربي الذي يدشن كل يوما خطوات جبارة نحو التغيير..
0 comments:
إرسال تعليق