وداعاً صباح/ حميد عوّاد

الشحرورة صباح 
تبرّجت 
وتغنّجت 
وتألّقت 
وتسرّبت إلى القلوب بطيبتها 
وقهقهات ضحكاتها 
وشنّفت الآذان بمواويلها 
الصدّاحة
والخلّابة
وسجّل غناؤها تراثاً فنّياً رائعاً
يتردّد صداه في أذهان اللبنانيّين
والعرب
وبزّت "حاتم طيّ" بجودها
وحاكت الأم تيريزا برأفتها وإنسانيتها.
لك يا صبّوحة مكانة مميّزة
بين الصدّيقين والبررة 
في الأعالي 
لقد "سرقت" قلوب الناس 
على حدّ قول شحرور الوادي 
لعبد الوهاب "الحرامي".  

حميد عوّاد

الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية اليوم؟/ يوحنا بيداويد

 حينما يتأمل الانسان ما يحدث في الشرق الاوسط والوطن العربي، ويسجل ما يحدث من الجرائم والمواقف غير الانسانية ويعدد المواقف، والصمت المخيف الذي يسود  مجالس السياسيين وممثلين الشرائع السماوية يصيبه الاحباط والتشاؤم. بل يفقد قدرته على التصور حينما يرى ما كان غير قابل للتصور والتخيل يحدث بل حدث بكل سهولة امام عينيه.

اتذكر حينما قرات احدى المذيعات في احدى محطات الراديو المحلي خبر في نهاية عام 2010 توقعات احد المنجمين الكبار عن سقوط نظام عربي كبير ومهم في الشرق الاوسط، قلت في نفسي هل  لا يزال هناك شخص ساذج  يؤمن بهذه ألاقوال؟!!.

 اتذكر ايضا حينها كانت وزيرة امريكا هلاري كلنتون عائدة الى بلادها  من احدى مؤتمرات في دول الخليج في نفس الفترة قالت : " ان المنطقة العربية تعيش على رمال متحركة". فقلت ايضا داخل نفسي هل تعلم ماذا تقول هذه المراة.؟!!

لكن لم تمر اسابيع حتى بدات الثورة ابو العزيزي في تونس بعد ان احرق نفسه احتجاجا على الظروف الاقتصادية، ثم انتشرت  هذه الشرارة التي اعطاها الاعلام الغربي الوصف بــ ( الربيع العربي ) في مصر واليمن ثم انقلبت الى ليبيا. 
لكن شخصيا اعتبرته حينها توقعت انه (خريف عربي)، وتوقعت اللصوص تتربص الفرصة لسرقة ثورة الديمقراطيين مثلا ابوالعزيزة التونسي. وكتبت مقال تحت عنوان: 
"ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267186

 ومنذ ذلك الحين لازالت الحركات الاسلامية من اخوان المسلمين وحركة الشباب والحثويين والنصرة واخيرا الدواعش يعبثون بمقدرات ثلاثمائة مليون نسمة. بل انظمت دول كبيرة وجهات متنفذة لدعمها علنية واحد لا يستطيع اتهامها بسبب تصادم المصالح الدول الكبيرة.

في بلاد ما الرافدين، الذي انجبت الحضارة الانسانية الاولى، اشعلت رغبة  حب المعرفة والقيم الانسانية، وبمرور مئات العقود وعشرات القرون تقلص وجود ابناء تلك الحضارة الى مليون ونيف نسمة. ومنذ 25 سنة والهجرة تتأكل جسد هذه الشريحة الاصيلة النادرة الحاملة لخميرة اولى حضارات البشرية امام عواصف واهتزازات وتقلبات ومخطاطات وجرائم ومذابح التي  تحاك ضدهم من الاصدقاء والاعداء من الجيران والشركاء في الوطن الواحد.

بعد العاشر من حزيران التاريخ الاسود الذي لن تنساه الاجيال القادمة الى الابد حيث اجبر المسيحيين لترك ديارهم بملابسهم فقط، وبعد ان توالت الاحداث الماساوية وخروج القمم من تحت الارض عبر تصدعات السياسة الدولية بهوية الدواعش التي  قلعت امام انظار العالم المتمدن والمنحط ، من اصحاب الضمير ومدعي قوانيين حقوق الانسان وحماية حرية الفكر والعبادة او كرامة الانسان وقيمه، او من اصحاب المقولات الفارغة " لا اكراه في الدين" او " الدين لله والوطن للجميع"  وصلتُ الى القناعة بأن المقولة التي قالها احد شيوخ العرب: " ان الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية".

اذا العالم الذي نعيش فيه اليوم هو بالحق مملؤ من التناقضات والتلفيقات افقر عصر انسانيا من اي وقت مضى، فالجزء الغربي يعيش بحسب القوانيين المدنية التي تحترم حق الفرد والجماعة معا الى درجة الانغماس في الوهم، بينما العالم الشرقي وبالاخص وطننا  وادي الرافدين ومحيطه عاد الى شريعة ما قبل العصور الحجرية، قانون اللاقانون!، سلوك حيواني بلا ضمير انساني، او تصرفات غريزية بحتة في جسد مملؤ من طاقة الحقد والكراهية والانانية.  عصر يشبه العصور التي كان عدد رجال القبيلة  هو العامل الحاسم لقضية بين تجمعات البشرية المتخلفة.

اما نحن الكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين وبقية الاقليات لا زلنا نؤمن بان قوة الخالق تحمينا بل ستنتقم لنا. لم نتعلم اي شيء من مآسات التي مرت علينا خلال قرون الماضية. قبل 99 سنة بالضبط وفي صيف سنة 1915 هرب ابناء شعبنا  المتبقي مذابح اجداد اردغان من حكاريا والويلات الشرقية في الدولة العثمانية الى منطقة ارومية (شمال غربي ايران) وهناك التفت  الذئاب حوله من كل الجهات لحين تمكن  ( سمكو الشكاكي  ان يغدر في مكيدة قذرة  قتل فيها الشهيد مار بنيامين)، قاوم اغا بطرس مع جيشه  بضعة اشهر فيما بعد، الا ان ان نفوذ السلاح اجبرته مع جيشه  في الاخير للانكسار التوجه الى الجيش البريطاني في همدان، لن استمر بسرد احداث (رحلت الموت). لكنني توصلت الى القناعة منذ زمن ليس ببعيد  الى مقولة الاعرابي الذي قال : " الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية  ؟!!"  او تحمي صاحبه او ترجع الحق  الى اهله.

 لكن مع الاسف ابناء شعبنا لم تتربى على هذه  العقلية، تربوا على روح السلام والامن تربوا على  الاستسلام والانخراط تحت عباءة القوميات الاخرى على امل هناك فيما بينهم  اصحاب ضمير لكن هيهات هيهات!!!

سواحلكِ تأسرُ الصخب/ كريم عبدالله


عندما يدنو يومكِ منِي ../ تلبسُ الكلمات سحرَ اناقتها ../ تزحفُ مهوسةً على بساطٍ أحمر
بعضُ النظرات ستلتهمُ أفقاً يحتويكِ .. / ستعلَقُ الشمسُ في براعمكِ الفتيّة ../ يتطايرُ ضجرُ سنينٍ أنهكها الأنتظار
مدهوشاً أقفُ أمرّغُ وجهي ../ منْ بعيدٍ ألمعُ في عينيكِ شراعاً ../ علَّ سواحلكِ تاسرُ الصخب
أحشرُ نفسي بينَ الكلماتِ نورساً ../ تشقُّ مزاميري قواميسَ نصوصٍ بلهاء ../ أرفرفُ بالأمنياتِ فيسقطُ على صدركِ الوَفَرْ
النظراتُ تبدّدُ الضبابَ منْ عينيكِ ../ وشفاهنا حينَ تخطفُ رائحةَ الذهولِ ../ ينقذنا مطراً معتّقاً بــ النشوةِ
أقتنصّ منْ حولكِ هذا الدفءَ ../ أرتدي خمرتكِ يتكاثرُ فيها جنوني ../ وأغرفُ الطَلْعَ منْ ضحكاتكِ
خجلكِ المربكَ لسطوةِ الخطايا ../ يلظمُ ساعاتَ هروبي تحتّ ظلّكِ ../ أشكّلُ ألوانَ كحلتكِ بــ إخضرار قلبي
أدثّرُ هذا اللقاءَ بنبضِ نعاس الفجرِ ../ ألفُّ حولَ معصمِ يومكِ تعاويذي ../ فأرقدي في في نبضاتِ أرضي
أقتربي ومدّي مشيمتكِ تملأُ ثقوباً كثيرةً ../ وأبعثِي حبلكِ السرّي يمسكُ أغصاني ../ لئلا تنهارُ سماواتي وانا بكِ ألهجُ
مرحى لأنوثةٍ تهتفُ على أبوابي ../ تحرثُ خيولها غاباتَ حزني ../ في يديها تتفتّحُ زنابقَ اللقاء
ترفعُ غطاءَ بئر مجاهيلي ../ ترمي محاراتها زارعةَ لؤلؤاً  ../ فتحينُ مواسم الحصادِ بأنوارها
تحشُّ أدغالاً غريبةً تحتَ عباءتي ../ تعطّرُ العيونَ بضوءِ المفاتنِ ../ فيتدلّى على خجلها شمعُ يشعلُ الأمل

ملاحظات فكرية للحوار: لماذا نهتم بمستقبل اليسار؟/ نبيل عودة

ملاحظة تمهيدية
نشهد في وسطنا العربي داخل إسرائيل أحزابا تدعي القومية واليسارية والعلمانية، لكن لا شيء يردها عن ارتكاب حماقات سياسية بالتحالف مع العباءات الطائفية ضد تيار يساري تاريخي بظن انها الطريق لإحراز مكاسب بجوهرها شخصية، المؤسف ان قيادات صلب عودها السياسي داخل اليسار الماركسي، قبل ان تنضوي تحت هيكلية سياسية قومية يسارية بظاهرها، لا تجد غرابة أو ترددا من الانخراط بلعبة سياسية طائفية قذرة تشكل في النهاية تهديدا لكيان تنظيمها القومي أيضا.. واليوم بعد "هجرة" الزعيم المؤسس نشاهد تعمق الانشقاقات، بعد ان تبين ان الزعيم لم يكن أكثر من تاجر يبيع بضاعته لمن يزيد بالثمن.
من هنا رؤيتي ان مستقبل اليسار واستعادته ل "صحته" هو الطريق لإخراج مجتمعاتنا من الضياع الذي نندفع إليه، للأسف نجد أن الحوار بين اليساريين من تنظيماتهم المختلفة يتخذ أشكالا تتجاوز أخلاقيات الحوار وضرورة إيجاد المشترك قبل جعل العداء قاعدة للحوار والتحريض وبالتالي لن يكسب أي طرف من استمرار هذه الحال.. والثمن سيدفعه الشعب.
*****
لم يعرف تاريخ الفكر الحديث نظرية اجتماعية، فلسفية، اقتصادية وسياسية  بمثل قوة واتساع الفكر الماركسي. ولم يعرف عالمنا تيارا فكريا ثوريا عاصفا بمثل التيار الماركسي. لم يؤثر أي فكر سابق، بالقوة الهائلة التي ميزت الفكر الماركسي منذ أواسط القرن التاسع عشر. الماركسية عصفت بكل الفكر الفلسفي السابق، بكل النظريات الاجتماعية التي سبقتها،بكل الفكر الاقتصادي والسياسي الذي سبقها. الماركسية لم ينحصر تأثيرها في بقعة جغرافية محددة، بل شملت عالمنا كله، بكل قاراته، بكل مجتمعاته، بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية.لم تظل بقعة جغرافية ومجتمع إنساني لم يطوله تأثير الفكر الماركسي. إن دور الماركسية الفكري والفلسفي في الانقلاب الذي أحدثته في الحياة الإنسانية الحديثة هو شبيه بالدور الذي لعبه العالمين الشهيرين كوبرنيكس وغاليلو في الأبحاث والاكتشافات في علم الفلك  والفيزياء.
أقول بقناعة، لا يبدو أن قوة جذب الماركسية في تراجع أو ضمور، ما زال الفكر الماركسي يشكل عنصرا مركزيا في حياة عالمنا. لا فرق بين مؤيد أو رافض لهذا الفكر.
طبعا ليس كل ما طرحه ماركس يجب أن يؤخذ بالمفهوم المطلق.. بل بنسبيته للظروف التي نشأت فيها الماركسية وانتشرت.
الماركسية كأيديولوجيا ثورية انتفاضية
الماركسية شملت في أطروحاتها مختلف المواضيع، من الاقتصاد إلى الفلسفة إلى الثقافة إلى علم الاجتماع إلى التاريخ إلى السياسة. الماركسية لم تتوقف على التنظير فقط، بل كانت إيديولوجيا ثورية انتفاضية، وهذا ما عناه ماركس بقوله:" ان الفلاسفة لم يفعلوا غير ان فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة تتقوم في تغييره". إذن الماركسية تطورت كفلسفة للتغيير الثوري في جميع مجالات الحياة.
التجاوزات الخطيرة للقواعد الماركسية ميزت حقبة ستالين، رغم ما جرى من إعادة تقييم ونقد لتلك المرحلة إلا ان الظاهرة الستالينية ظلت سائدة بأشكال مختلفة، عمليا شكل استمرار الظواهر الستالينية عالة على الفكر الماركسي وعلى الحركة الشيوعية ومقياسا سلبيا لهذا التيار. يبدو أن بعض المتحدثين باسم الماركسية يكررون بشكل ببغاوي مقولات تجاوز  التطور التاريخي الكثير من ثوابتها، دون أن يعوا بشكل علمي دقيق اختلاف الواقع اليوم عن منتصف القرن التاسع عشر وما قبله. 
بعض ما كان صحيحا في فترة ماركس، لم يعد يشكل معيارا سليما في تطبيقه (وليس في مفهومه النظري) في وقتنا الراهن بحيث يمكن البناء عليه بنفس الأسلوب..
لا أقول ذلك نفيا لصحة تشخيص ماركس في فترته الزمنية، إنما بعض ما كان صحيحا في وقته، وبنيت عليه نظريات أساسية في فلسفته، بات منذ زمن بعيد، يحتاج إلى إعادة نظر شاملة وتطويرية وطرح بدائل أو تطوير النظرية نفسها. سرعة الضوء مثلا تبين انها غير مطلقة وان هناك جزيئات أسرع من الضوء مما فرض تطويرا للقاعدة العلمية، فهل يجوز ان تبقى قياسات عالمنا مبنية على جوانب خاطئة في فلسفة من الأكثر شمولا في التاريخ البشري؟
ما اكتبه ليس اختلافا حول صحة ما كان في الفترة التي صاغ فيها ماركس رؤيته، إنما لأن التطور التاريخي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات البشرية، قادنا إلى واقع جديد مختلف. ان من يتعامل مع الماركسية كمقولات دينية، يعيش في إشكالية صعبة، تتميز بجمود عقائدي  وانقطاع عن الواقع الاجتماعي والسياسي. هذا مع الأسف يميز بعض العناصر التي لا شك لدي في إخلاصها، لكن الإخلاص يحتاج إلى فكر يقظ ومراجعات دائمة لمجرى التطورات بكل اتساعها، ان لا نرى بأي مقولة ظاهرة مقدسة، بل اجتهاد فكري ينطلق من رؤية إنسانية شاملة وصادقة، ما هو صحيح أمس يجب تطويره اليوم.
في العلوم تجري انقلابات. قوانين فيزيائية كانت حتى وقت قريب تعتبر نهائية، تبين انها نُقضت   وتتطور نظريات جديدة مكانها. ليس نفيا لها إنما تطويرا وتجديدا. إن تطور العلوم يجري عبر نقدها ومحاولة نقضها أيضا. في الفكر يجب ان نفهم ان النقض والنقد هما ميزة للتطور والتطوير  وليس للنفي والإلغاء. 
الماركسية بكل عظمتها الفكرية، لم تطرح نفسها كرؤية إلهية، إنما كفكر إنساني محدد بعوامل اجتماعية، اقتصادية، تاريخية ومعرفية.
نظرية الصراع الطبقي
 تطرح الماركسية مسألة الاستقطاب الاجتماعي المتزايد لدرجة التضاد والتناحر بين الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع البرجوازي (الطبقة العاملة من جهة والبرجوازية من الجهة الأخرى)، وصولا إلى الصدام ألتناحري، أي بقضاء طبقة على أخرى، الماركسية في رؤيتها التاريخية تطرح بان التناحر سيقود إلى استلام الطبقة العاملة السلطة والقضاء على البرجوازية.
إلى جانب ذلك وارتباطا بنفس الموضوع طرح ماركس نظرية الأممية، أي ان الصراع الطبقي يوحد بين عمال العالم، يقوي التضامن ألأممي بينهم، الطبقة العاملة تساعد بعضها البعض وينسقون نضالاتهم ضد برجوازيتهم.أي نقل المفهوم الطبقي من إطاره المحلي إلى إطاره الدولي. بناء على ذلك الطبقة العاملة ( البروليتاريا) لا تناضل ضد برجوازية بلدها فقط، بل ضد برجوازية البلدان الأخرى أيضا.
لم تثبت صحة هاتين النظريتين. في عصرنا لم يحدث أي صراع طبقي يقود إلى نظام اشتراكي. لم نشهد وحدة طبقية عمالية عالمية ضد برجوازية بلدان مختلفة. للأسف الانتماء ألاثني والانتماءات الدينية برزتا بقوة أكبر في جميع أحداث عالمنا. كل النضالات الطبقية لم تتجاوز المطالب المعيشية والاجتماعية والعدالة  والحقوق المدنية المختلفة .
الطرح كان حلما إنسانيا .. بناء على تجربة كومونة باريس، لكن الحلم ظل حلما!!
من الواضح ان ماركس في نظرته الطبقية اعتمد على معرفته الجيدة للتاريخ الفرنسي ومنها الثورة الفرنسية (1789-1799م). التي أحدثت تغييرات كبيرة في المجتمع الغربي بشكلٍ عام وفي نظام الحكم الفرنسي بشكل خاص وكانت لها آثارا بعيدة المدى على بقية أوروبا أيضًا. 
أدخلت الثورة الفرنسية المُثُل الديمقراطية إلى فرنسا لكنها لم تجعل الدولة ديمقراطية. مع ذلك فقد أنهت الحكم المطلق للملوك الفرنسيين وجعلت الطبقة المتوسطة قوية. 
 أدت الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتردية في فرنسا إلى الثورة. بدأت الثورة بأزمة اقتصادية حكومية  ولكنها سرعان ما أصبحت حركة للتغيير العنيف. 
ثم كانت تجربة ثورة 1848 التي قام بها العمال والطلبة وكانت أول ثورة عمالية. 
عندما صاغ ماركس مع زميله انجلز «بيان الحزب الشيوعي» (1848) وضع البيان كما كتب لينين لاحقا "الخطوط العريضة لتصور جديد للعالم، وخاصة طرحهما لنظرية صراع الطبقات  ونظرية الدور الثوري التاريخي العالمي للبروليتاريا – خالقة المجتمع الشيوعي الجديد".
ماركس اعتمد على ظاهرة عايشها، فيما بعد جاءت كومونة باريس (1871) وهي حركة نقابية وعمالية يسارية  قامت بثورة تعتبر أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث ، استولت على السلطة في فرنسا لمدة شهرين. كل هذا عزز مفاهيم ماركس النظرية حول الصراع الطبقي ألتناحري. أي اقتبس حالة تاريخية في فرنسا، اعتبرها مقياسا دوليا لا مناص منه حيث تنشا طبقة عاملة مقابل الطبقة ألبرجوازية، والصراع ألتناحري بينهما هو حتمية تاريخية.
مثلا ثورة اكتوبر (1917) لم تكن انتفاضة عمالية فقط، بل انتفاضة ساهم فيها الجنود والفلاحين، روسيا كانت اضعف حلقة رأسمالية، أي أن تطور الطبقة العاملة فيها كان ضعيفا وللثورة أسباب بعيدة عن الصراع الطبقي ألتناحري. بلا شك يمكن تحليل المجتمع بالمفاهيم الطبقية، لكن ليس بمفاهيم الصراع الطبقي ألتناحري، إنما بمفاهيم العدالة الاجتماعية والنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمطالب الاجتماعية والخدماتية العامة. 
كل الصراعات الطبقية اللاحقة لم تكن تناحرية، بل تميزت بقاعدتها الاجتماعية الواسعة من اجل مطالب اجتماعية عامة لجميع فئات المجتمع ، لم تتخذ طابعا طبقيا أو طابع صراع ضد سلطة البرجوازية ، بل طابعا اجتماعيا مدنيا سلميا عاما.
مفهوم البروليتاريا
البروليتاريا (-proletarius-  حسب الماركسية البروليتاريا هي الطبقة التي لا تملك أي وسائل إنتاج وتعيش من بيع مجهودها العضلي أو الفكري وهو مصطلح ظهر في القرن التاسع عشر ضمن  "البيان الشيوعي" وهي طبقة ستظهر نتيجة تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي إلى اقتصاد احتكاري).  الثابت اليوم ان البروليتاريا لم تظهر خارج القارة الأوروبية. مثلا لم تنشأ البروليتاريا في الولايات المتحدة. بالطبع لم تنشأ بروليتاريا في دول الرمال، من أسباب نشوء هذه الظاهرة (البروليتاريا) إقرار الدول الأوروبية لقوانين حول الأرض جردت الفلاحين من المراعي والحقول لحساب التطور الصناعي، تحولوا إلى عمال ملحقين بالصناعة، لا يملكون إلا بيع قوة عملهم. ظهرت في عدة دول أوروبية: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا وغيرها.. هذه الظاهرة ظلت أوروبية.. نشأت هناك وانتهت هناك.
اعتقد ان الموضوع يحتاج إلى جهود مشتركة ، لتطوير الأطروحات وليس إسقاطها. لا اكتب لأقلل من قيمة الفكر الماركسي وقوته.
لا شك ان الشيوعية هي أنقى فكر للعدالة الاجتماعية والتغيير لما فيه مصلحة الإنسان ورفاهيته وحريته وفتح المجال أمام إبداعه وانطلاقه دون حدود في عالم الإنتاج المادي والفكري لخير المجتمع كله.. ولخير تقدم البشرية.
ضمن الإشكاليات التي بتُّ على ثقة انها تحتاج إلى إعادة تفكير وضبط فلسفي وفكري، موضوع الصراع الطبقي الذي يعتمد عليه الكثيرين في تحليلاتهم، ربما يسهل ذلك فهم الواقع الاجتماعي ولكنه بعيد عن إمكانية التنفيذ الفعلي في المجتمعات الحديثة.
معظم المطالب الطبقية اليوم (أو ما يسمى النضال الطبقي) هي مطالب نقابية غير ثورية. الصراع ينحو نحو المطالب المكسبية وليس الانتفاضية الثورية  ومواقف سياسية تتعلّق بقلب النظام. 
لا أرى بذلك انحرافاً، إنما تحول المجتمعات الرأسمالية إلى مجتمعات رفاه اجتماعي تجاوزت النظم ألاشتراكية السابقة بخطوات هائلة أبقت النموذج الاشتراكي متخلفاً في مستوى الحياة والرفاهية والحريات الاجتماعية، مما غير الكثير من الثوابت الفكرية وبات من الضروري تطوير فكرة جديدة تعتمد على مفهوم التغيير الديمقراطي والرفاهية الاجتماعية وليس الثورة الاشتراكية.
هل كانت نظرية ماركس للمجتمع العادل مثلاً غير قابلة للتطبيق إلا بالأسلوب الذي عرفناه؟
رؤيتي الشخصية ان الماركسية مشكلتها كانت في التطبيق وليس في الفكر.. في الجمود العقائدي الذي أصاب الحركات الماركسية  وجوهر الماركسية كما ساد في فترة ستالين.
الفيلسوف كارل بوبر (كتاب: "أعداء المجتمع المنفتح) يعتقد ان نظرية ماركس لم تقع بعيدا عن فكر أفلاطون في فهمها لهندسة الدولة العتيدة، بالخطوط الرئيسية على الأقل.. وبالتطبيق نفذ الفكر الأفلاطوني بقوة أكثر، حيث تحول الحزب الحاكم إلى الطبقة الحاكمة، العسكر إلى حماة الطبقة (النظام) الحاكمة  وصيانة السلطة المطلقة للحزب، وتحول المنتجين (الشغيلة) إلى مصدر تمويل للدولة – الحزب – الطبقة الحاكمة.
أؤمن بشكل مطلق ان أفلاطون حركته أفكار إنسانية بالأساس، كيف يمكن بناء دولة ذات صفات أخلاقية في وقته. ومن المؤكد اليوم ان كل الدول التي سارت على هندسة أفلاطون لبناء دولة، أسقطت الجانب الجوهري الإنساني الأخلاقي. هنا يجب ان ننتبه ان الفكر الماركسي لم يطرح أي مفهوم للدولة الاشتراكية... عمليا الثورة الاشتراكية السوفييتية وسائر دول المعسكر الاشتراكي والصين اليوم حافظوا على نفس جهاز الدولة البرجوازي. اعتقد ان موضوع الدولة لم يدرس بشكل جاد، ولم تطرح الماركسية أي نظرية جديدة لمفهوم الدولة، الدولة الاشتراكية حافظت على نفس تركيبة الدولة البرجوازية.
هناك أربعة أقانيم مركزية مشتركة بين أيديولوجيات الأنظمة التوتاليتيرية الحديثة، رغم بعض الاختلاف بينها ، وقد طرحت هذه الأقانيم الأربعة في فلسفة أفلاطون، هي: أولا، النظرة التاريخانية – الحتمية التاريخية ( هيغل وماركس آمنوا بوجود حتمية تاريخية ( وهي عقيدة تؤمن أنه يوجد سبب موجه لكل الأحداث في الطبيعة والمجتمع البشري وإرادة ألإنسان ، هيغل رأى ذلك بالفكرة المطلقة .. وماركس فسرها بالمادية التاريخية) ثانيا ، ألإيمان بوجود خواص أبدية ثابتة ، ثالثا ، المجتمع المنغلق ومنع النقد والبحث العلني- المنفتح بهدف الدفاع عن الشيء الجيد، رابعا، حكم طبقة معينة ووجودها أعلى من سائر الطبقات من أجل ان تهتم لكل المجتمع او للدولة بفضل نوعيتها أو حكمتها المتفوقة على الآخرين ..
ما زلت أرى في الحركة الشيوعية، رغم كل الكوارث، الحركة المؤهلة (فكرياً على الأقل) لإنقاذ العالم من العولمة المتوحشة للرأسمالية.غير أن هذا الأمر يحتاج إلى شروط متعددة، لا أرى ان الأحزاب الشيوعية جاهزة لها، خاصة في العالم العربي، حيث نشهد غياب الدور الرائد للأحزاب الشيوعية، نتيجة سيطرة أنظمة الاستبداد السياسي والديني وضعف التطور الصناعي، العلمي والتقني!!
nabiloudeh@gmail.com

هل سننجح بقطع رأس الأفعى الإيرانية – الإخوانية بحملتنا العربية؟/ محمد الياسين

كي نكون منصفين لا بد لنا ان نضع التطرف كله بسلة واحدة ، فالتطرف السُني لا يختلف بشيئ عن التطرف الشيعي ، كلاهما وضعا لنا معادلة واحدة، عنف وتكفير وتطرف وتشويه للدين وإرهاب أعمى ضرب كل من يعارضه ويختلف معه بالرأي والعقيدة ، فهم يسعون الى تغيير مجتمعاتنا بالقوة لتكون متخلفة متحجرة يقودها التطرف والارهاب . نرى ان المنطقة الاقليمية عموما والعربية خصوصا تسيطر عليها قوى ظلامية بشقيها السُني والشيعي ، أما تابعة للنظام الايراني وإما تابعة لداعش وجماعة الأخوان المسلمين .
فوضى وحروب وكوارث إنسانية وإرهاب ضرب المنطقة ، ملايين المهجرين والالاف الشهداء والمغدورين والمعذبين والمعتقلين ، الناس في العراق وسوريا واليمن يقتلون بأسم الدين ، السنة يقتلون بأسم الشيعة والشيعة يقتلون بأسم السُنة والمسيحين والازيدين يقتلون ويهجرون من مدنهم بأسم الاسلام ، والاسلام منهم براء .
نحن في الحملة العراقية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية قطعنا شوطا لا بأس به وأوصلنا صوتنا إلى كثير من المؤسسات الدولية ، لكن الإرهاب لا يطال العراقيين فقط ، بل يهدد المنطقة برمتها ، وعدم استقرار أي دولة عربية او غير عربية مجاورة  يعني عدم استقرار العراق ، بالتالي عدم استقرار العراق يعني عدم استقرار اي دولة مجاورة او قريبة ، كونه يحتوي خليطا كبيرا من الاعراق والاديان والمذاهب والقوميات كلها استهدفها الارهاب دون تفريق ،أذن هي معادلة واحدة ، الارهاب يتغذى من العراق لاستمراره في سوريا ويتغذى من سوريا لاستمراره في العراق ويتغذى من هنا وهناك لتفعيله في لبنان واليمن والخليج العربي ودول المغرب وشمال افريقيا وهكذا . لأن مصادره نفسها .لذا فأن من الحكمة والعدل والمنطق ان نوسع حملتنا لتشمل كل الدول العربية وغير العربية في المنطقة التي تضررت من الارهاب ومستقبلها مهدد بالتفكك والتشرذم والحروب الاهلية .
قريبا سنعلن التخلي عن أسم الحملة العراقية لتكون ( الحملة العربية والاقليمية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية ) لتوسيع رقعة المشاركة في هذه القضية الخطيرة ، فالارهاب بات يهدد كل شيئ ، منطقتنا تتعرض بسببه الى تغيير ديموغرافي مرعب ، ولأننا ننتمي إلى هذا العالم والمجتمع البشري الانساني الكبير الذي نعيش فيه ، فقد توجهنا الى المؤسسات العالمية والمجتمع الدولي وطالبنا بتصنيف ممارسات وجرائم تلك الجماعات والميليشيات المتطرفة على انها فعاليات ارهابية ، وادراجها على لائحة الارهاب الدولي وفرض عقوبات على كل الداعمين والممولين لها.
وقد أعددنا قائمة ضمت مجموعة كبيرة من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ومجموعة اخرى من الميليشيات السُنية التابعة لداعش والقاعدة والمرتبطة فكريا بجماعة الأخوان المسلمين ، يتقدم قائمتنا الحرس الثوري وفيلق القدس الارهابيين وتنظيمي داعش والقاعدة وجماعة الأخوان المسلمين ، سيتم عرض القائمة على الجمهور العربي والاسلامي وغيرهم لغرض التصويت وسنوجه مطالبنا الى المجتمع الدولي مجلس الامن والامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي ، كما اننا لا نستهدف من وراء ذلك المغرر بهم ، اولئك الشباب الذين حملوا السلاح اما للثأر او غررت بهم الفتاوى الدينية المتطرفة أو اولئك الذين يأسوا الحياة تماما. بل نستهدف القادة واصحاب المصالح الكبرى وقادة الفتن وتجار الحروب ورجال الشيطان الذين يختبئون خلف عباءة الدين وتحت عمامتها.
يبقى السؤال الأبرز الذي لابد من طرحه في هذا المقال ، هل سننجح حقا بقطع رأس الافعى الايرانية-الاخوانية الداعشية ، ام ان شعوبنا والمجتمع الدولي سيخذلونا ويستسلمون للارهاب؟!. أما الإجابة فهي ننتظرها من الشعوب التي ذاقت مرارة الحزن والمآسي والارهاب والتطرف ، كما ننتظرها من الانسانية والعالم الذي ينادي ليل نهار بحقوق الانسان ورفض الظلم والارهاب والتطرف.

الفساد فى مصر التعليم، المرور والمحاكم/ مجدى نجيب وهبة

** لا شك أننا أمام ثلاثة منظومات فاسدة فى مصر .. يجب أن نتوقف أمامها قليلا ، لنضع بعض الحقائق الواضحة للعميان .. دعونا نبدأ بالتعليم ..
التعليم :
** قمة الفساد .. وعلينا أن نعترف أنه لا يوجد تعليم فى مصر منذ أكثر من 30 عاما بداية من المرحلة الإبتدائية حتى المرحلة الجامعية .. دعونا نتصور معا كيف تدار العملية التعليمية فى مصر منذ المرحلة الإبتدائية ، فقد يصل عدد الطلبة فى الفصل الواحد أكثر من 60 طالب .. وهذا ينطبق على كل المدارس سواء كانت حكومة أو خاصة ، فهل يستطيع مدرس الحصة أن يعطى المعلومة الصحيحة لكل هؤلاء ..
** أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفى .. وفى النهاية سيصمت المدرس أمام هذا الحشد من التلاميذ ، وسيضطر كل هؤلاء إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية .. والتى حولت بعض الأماكن السكنية والوحدات إلى مدارس خاصة تحت مسمى المراكز التعليمية .. وما ينطبق على المرحلة الإبتدائية هو نفسه الفساد الذى يعانى منه طلبة المرحلة الإعدادية ، ثم ننتقل إلى المرحلة الثانوية حيث التسيب والبلطجة دون رقيب أو حسيب أو حتى تفتيش على المدارس .. وبالذات المدارس الفنية الصناعية أو التجارية أو المهنية .. هذا ناهيك عن المدارس الثانوية التى تتحول إلى بوتيكات للدروس الخصوصية ...
** ثم ننتقل إلى الجامعات المصرية .. وهى قمة المهزلة التعليمية .. فالمدرج يضم أكثر من 300 طالب وطالبة .. ويتم دفع ثمن الكتب للأستاذ الجامعى بعد تسجيل إسم الطالب بكشف توضع به أسماء الطلبة والطالبات الجامعيين .. أما عن الكتاب فلا يتم تسليمه توزيعه .. المهم هو تحصيل ثمن الكتاب .. ثم توزع ملازم على الطلبة لكل محاضرة للأستاذ ، وهذه الملازم يتم تحصيل ثمنها وربما يحصل عليها الطالب أو لا يحصل عليها .. ولكنه عليه أن يدفع ثمن الملزمة ..
** وفى النهاية .. يتم إعطاء الطالب والطالبة التقديرات والدرجات طبقا لعلاقة الدكتور أو العميد بتلميذه .. دون رقيب أو متابع للمرحلة التعليمية فى الجامعات .. بل أن الدكتور والأستاذ هو الإله الذى يجب أن يركع له الجميع فهو فقط الذى يملك صكوك النجاح والرسوب ..
** وبعد هذا العرض المختصر .. هل تأملون أن ينجح هذا المجتمع لتخريج أجيال تنتمى لهذا الوطن ..
المرور :
** أسوأ ما تعانيه القاهرة .. والذى وصلت فيه حد الفوضى إلى مداها .. زحمة بصورة لم يسبق لها مثيل ، والفضل يرجع لكل الحكومات السابقة التى ظلت تبيح إستيراد كل أنواع السيارات الفاسدة المصنعة من أسوأ الخامات والتى ترفضها كل دول العالم إلا مصر .. فمعظم السيارات التى يتم إستيرادها هى سيارات ورقية لا تصلح إلا اللعب بها فى الملاهى والديزنى لاند .. ولكن ظلت الحكومات تسمح بإستيرادها قد يكون لهدف ما فى نفس يعقوب ، فالسيارة عمرها الإفتراضى لا يتعدى ثلاثة أعوام ، ويظل مالكها يسدد فى أقساط لمدة عشرة سنوات .. فهل هذا يعقل ؟ ..
** هذه السيارات لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم إلا فى مصر .. هذا بجانب سيارات النقل التى زادت بصورة عشوائية لا مثيل لها ، والموتوسيكلات التى تحولت إلى تكاتك وسيارات لنقل البضائع ..
** إنها منظومة قمة فى الفساد والفوضى والخراب ، لا يوجد لها مثيل .. هذا بجانب سيطرة معظم البلطجية على الشوارع ، ووضع الجنازير والحجارة وظهور جماعة جديدة من البلطجية إسمهم "المنادى" وهم فى كل شبر من شوارع مصر .. فما تلبث أن تركن سيارتك إلا ويظهر هذا الشخص ليطالبك بتسديد ثمن الإنتظار وإلا سيتم تفريغ عجلات السيارة من الهواء .. فماذا يفعل المرور .. مهما قدموا من قوانين ..
** وإذا كانت شوارع القاهرة مزدحمة جدا بالسيارات ولا مكان للمزيد .. وهناك أضعاف هذا الرقم .. سيارات داخل الجراجات وفى جميع الشوارع والميادين لا تتحرك .. تخيلوا معى أن تتحرك كل هذه السيارات فى آن واحد .. ماذا يمكن أن يحدث ؟!!..
المحاكم :
** أسوأ ما فى العالم هى المحاكم المصرية .. لا تختلف فوضى المحاكم والدوائر عن فوضى التعليم أو فوضى المرور .. فالقاضى ينظر فى الدائرة أكثر من 300 قضية فى الجلسة الواحدة .. فإذا قادك حظك التعس أن تذهب إلى إحدى المحاكم ستفاجئ بكم رهيب جدا من البشر داخل أروقة المحاكم ، بين مدعى ومدعى عليه حتى تتخيل أن جميع من يقيمون فى مصر فى خلافات ومشاكل قضائية ..
** والمطلوب أن سيادة المستشار رئيس المحكمة يحكم فى كل القضايا المعروضة أمامه ، والتى تصل فيها بعض الدوائر إلى 500 قضية فى الرول الواحد ..
** فهل يعتقد أن القاضى يمكن أن يصدر حكمه بعد قراءة كل هذا الكم من القضايا ليكون حكما عادلا .. وحتى لو كان الحكم فاسدا ، فالمنظومة القضائية تعطى لك المرحلة الثانية وهى الإستئناف .. فإذا كان الحكم المستأنف حكم فاسد ، وحكم كاشف وواضح للكافة ، فهل يستطيع المتقاضى أن يحصل على حقه .. الإجابة بالنفى .. لأن عليه أن يلجأ للنقض ، والنقض لا ينظر الدعاوى إلا بعد سنين طويلة ، وقد يكون بطء القاضى يضر بأحد الطرفين ..
** وفى نفس الوقت يقولون أن النقض لا يوقف الحكم المستأنف ، ثم يدعون أن هناك درجة أخرى لوقف تنفيذ الحكم وهى الإشكال ... وأيضا الإشكال لا يوقف التنفيذ .. والسؤال إذا كان الإشكال أساسا لا يقرأه القاضى ولا يعلم هل من حق المستشكل أن يوقف الحكم من عدمه .. فلماذا إذن يوضع فى درجات التقاضى .. يقولون أن هذه المنظومة هى للسخرية من المتقاضيين .. بل أن عدم تنفيذ أى حكم قضائى لا يتم إلا بالبلطجة .. وهنا يقف القانون عاجزا بل مشلولا ..
** نعم .. هذه هى المنظومة الفاسدة التى لن تتغير مهما حاولنا .. إلا إذا تغيرنا نحن .. وهذه قضية أخرى يصعب حلها !!! ..

صوت الأقباط المصريين

سلسلة حوارات دافئة وحميمة...خمسون حواراً/ محمود كعوش

(من 1 إلى 5)


(1)
قالَ لها بحرارةْ:
يا بَسْمَةَ الأمَلِ المُعَطَرِ في فَمِي
ذِكْراكِ تَسْري والهَواجِسُ حائِرَهْ
أوَما رَعَيْتِ مَوَدَتِي يا وَرْدَةً
بِوِشاحِها الشَفَافِ تبدو ساحِرَه؟ 
مِنَ القلبِ للقلبِ...شوقٌ كبيرٌ لا يُوصَفْ...وحبٌ أكبرُ لا يُحَدُ ولا ينتهي...كيفَ مهجةَ الروحْ؟
أرجو أن تكوني بخيرٍ وفي أحسنِ حالْ...يا لِلَظَى القلبِ في بُعْدكْ...ياااااااهْ !! 
صباحك ومساؤك ورد وعطر...وأكثر !!
أجابته بحرارةٍ أكبرْ:
صباحُكَ ومساؤكَ رذاذٌ مِنْ صُهَبِ المُهَجِ يمورُ على نسائمِ عينيكْ
خيرُكَ يرفُّ على أجنحةِ قلبي بالسعادةْ !!
أشتاقُكَ كثيرًا جدًّا جداً...وأكثرْ !!

(2)
قالَ لها بشوقٍ زائدْ:
صباحُكِ ومساؤكِ دفءُ مشاعر يجنبُكِ صقيعَ ورُعْبَ العواصفِ الثلجيةِ ويثيرُ عندكِ عواصفَ القلبِ....ولظىّ الحُبِ والشوقْ !!
أشتاااااااقُكِ....كَمْ أشتاااااقِكْ !! كيفَ مُهْجَةُ الروحْ ؟
باقاتٌ مِنَ الوردِ الجوري...وأكثرْ !!
أجابتهُ بشوقٍ زائِدٍ...وأكثرْ:
صباحُكَ ومساؤكَ حُبٌ وابتساماتٌ طاهرةْ !!
صباحُكَ ومساؤكَ قارّاتُ شوقٍ ضيّعتني إلى ما وراءِ الزّمانْ !! 
يسلّم لي قلبُكَ وذوقُكَ باختيارِ الوردِ والكلامِ الجميلْ...وأكثرْ !! 

(3)
قالَ لها بشوقٍ ولَهْفَةْ:
صباحُ الرقةِ والرقي...صباحُكِ وردٌ وعِطْرٌ ومحبةْ !!
صباحُكِ شوقٌ وانتظارْ !!
أُصْبِحُ في حالٍ أفضلَ عندما أطمئنُ على حبيبتي
صباحُكِ كل الدفءِ والحنانِ...والجمالِ والسعادةْ
تُسعدني طلتُكِ...وكمْ أسعدُ بقراءةِ دُرركِ وداناتَكِ وكل كلماتك...وأكثرْ !!
أجابته:
صباحُكَ ومَساؤكَ كُلّ الجمالِ والحبِ والسعادةِ والطمأنينةْ
إنْ شاءَ اللهُ سأكونُ بخيرٍ طالما أنتَ بخيرْ
محبّتي وورودي...وأكثر
كيفَ أَنتَ وكيفَ عائلتكَ ؟ أَخبِرني ليطمئن قلبي ويرتاح !!
أسأل الله تعالى الّذي خلق فسوّى والّذي قدّر فهدّى والّذي أخرج المرعى، ويا من يكشف البلوى، ويا من يسمع الدُعاء أن يحرسك بعينه الَّتي لا تنام ويحفظك ويرحمك ويرزقك في هذا اليوم المبارك، إنه سميع قريب الدُّعاء
كُنْ قريباً ولا تبتعدْ !!كُنْ قريباً جداً!!

(4)
بدأ بمخاطبتها شعراً بأبيات تخُصُها فقال:
"بَدَتْ في مَدارِ الحُسْنِ تزهو وتَرْفُلُ
ولِلْحُبِ مِنْ بعدِ الضَياعِ تَأمُلُ
يُصارحْني قلبي الهوى فأُحِيلَهُ
شَكْوى لِذاتي والخَواطِرُ تعْذُلُ
صدىً في مَهَبِ اليأسِ حَلّقَ مَعْزفي
وباتَ قصيدي بالشَجَى يَتَمَلْمَلُ"
ثم أكملَ نثراً وقال:
ودي وأطيب تحياتي لك وحدك
لا لا لا ليس هذا فحسب بل حبي لك وحدك...وحدك أنتِ !!
صباحك محبة وورود وعطور وسعد وسعادة...وأكثر !!
أحبك...كم أحبك !!
هل أطلت الغياب عليك ؟
أجابته بلهفة المحبة المشتاقة:
لِمَ الشكوى واليأسُ .. لِمَ لِمَ!!
ألَستُ يا حياتي مَنْ ناداني على منبرِ العُشاق خاطِرُكَ "حبيبي حبيبي والعَواذِلُ غُفَّلُ"؟
وألَسْتُ مَنْ قُلْتَ فيها " إذا ابتَسَمَتْ فهيَ المَلاكُ لِوحدها .. وإنْ نَظَرَتْني باللَواحِظِ أُقْتَلُ؟ 
سَلِمْتَ وسَلمَ قلبك!! 
سَلِمْتَ لي بعمق وأكثر !!
لا بأس، أنا أفهمُكَ وأعذُرَكَ وأُقدرُ ظروفكَ ثم إنني سعيدةٌ بكلِ رسالةٍ مِنكْ
انتبه لروحك جيًّدا وافرح بقرب عائلتك قدر استطاعتك...لأفرحَ بكَ وبها !!
محبّتي وورودي الكثيرة...خاصة الجوري منها !!
أشتاقُكَ كَمْ أشتاقُكْ .. وسأشتاقُكَ أكثرَ وأكثرْ.

(5)
قال لها:
صباحك ومساؤك مثلك جمالٌ وفألُ خيرٍ ومبعثُ سعادةٍ وأملٍ وهناءِ...وأكثرْ !!
كلُ الورودِ والزهورِ الجميلةِ والعطورِ النادرةِ وباهضةِ الثمنِ هِيَ أنتِ !!
صباحُك محمودٌ محمودٌ محمودْ...هلْ هذا يكفي ؟
صحيحٌ أنكِ ودعتيني بحرارةٍ على أمَلِ اللقاءِ قريباً، لكنكِ أطلتي الغيابَ كثيراً على غيرِ ما اعتدتي عليهِ في رحلاتكِ السابقةْ...أليسَ كذلكْ؟
"أطوفُ مَعَ الآلامِ ليلي وأنتهي
كَئيباً على أيدي الجَفاءِ أُحْمَلُ 
وأطرُقُ أحْضانَ الفراغِ وأحْتَسِي
ثَمالَةَ نَفْسِي بِالشَقاءِ وأنْهَلُ
فيا ويحَ قلبي والحبيبُ مُوَدِعٌ
بَقايا مِنَ الآمالِ لا شَكَ تَرْحَلُ
أُناجِي مَعَ الليلِ الطويلِ قصائدي
وأكْشِفُ سِرِّي ضارِعاً "أتَوَسَلُ" 
أجابته:
يكفي ويكفي ويكفي...يكفي ويزيدُ فكلُ شكري وامتناني لكِ...لكِ وحدكْ !!
صباحُكِ مسكٌ وعنبرٌ وخزامى...وأكثرُ بكثيرْ !!
سامحني إن جاءَ ردّي متأخّرًا...!! هل تسامحني ؟ 
مساؤكَ كلُ الحبْ... لكَ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻞُ ﺍﻟﺤُﺠُﺮﺍﺕِ ﺍﻷﺭْﺑَعْ...ﻭكلُ ﺍﻟﺸﻮﻕِ ﻭﺃﻛﺒﺮُ...وأكثرْ !!
نعمْ أطلْتُه كثيراً لكنني سأعودُ بعدَ بضعةِ أيامٍ إنْ كتبَ اللهُ لِيَ السلامَةْ
عِشْ سالمًا غانمًا أنتَ وأسرتك !!
لَنْ أُطِلْهُ ثانيةً إن شاء الله !!
أعِدَكْ !!

البقية تأتي تباعاً......
مع تحيات
محمود كعوش  - الدانمارك
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

لا دين في الحكم ولا حكم بالدين/ أنطوني ولسن

قد يكون عنوان هذا المقال صادم لبعض الناس ظانين أنني لا أؤمن بالأديان وبالتالي لا أؤمن بإلله الأديان .

الحقيقة غير ذلك تماما . لأن الأديان هدى للناس ونور طريق للبعيدين عن الله وتقرب عميق الى الله ومعرفته .

من هنا إذن نكون قد إتفقنا على أهمية الدين للأنسان .

لكن البشرية مرت بعصور وعهود عديدة مختلفة محاولة التعرف على الله عن طريق رسله وأنبياءه وقديسيه وأصبح رجل الدين هو الوسيط بينهم وبين الله الذي في السموات . لم يره أحد ، لكن الناس صدقت ما سمعوه عنه . بعض الوسطاء بين الله والناس استغل هذا الأمر ليحرف ما أُمر به الله من قول لصالحه أو " لصالحهم " مسيطرا على عقولهم مقنعا لهم أنه أو " أنهم " الطريق الوحيد للأنسان ليصل إلى معرفة الذات الألهية دون أن يراها .

وصل الحال بالإنسان إلى أنه خضع خضوعا كاملا لكل ما ينطق به رجل الدين . بل يستجيب له ولو على حساب نفسه وبيته لأن رضاه من رضى الرب . ومن هو هذا الذي يريد أن يغضب الرب !. من الطبيعي لا أحد .

إزدادت هيمنة رجل الدين على البشر الى الحد الذي أصبح له سلطة التكفير وسلطة العفو حيثما يتراءَ له . يحكم على هذا بالجلد أو بالقتل والسحل أو بالبراءة . من الطبيعي يكون رجل الله في عمله مستندا الى آيات أو أحاديث دينية موروثة يتناقلها البشر " عن طريق رجل الدين " الى الحد الذي تدخل فيه رجل الدين الى سلطة بيع " الغفران " أو " العفو " نظير مال يدفع . بل أيضا يمكن للأنسان المؤمن أن يشتري من رجل الله أرضا أو بيتا أو قصرا في السماء حسب إمكانية المؤمن المادية حتى لو إضطر لبيع مسكنه وأرضه الدنيوي ليتمتع بالمسكن الجديد في السماء .

لا فارق بين دين ودين ، أو عقيدة وعقيدة طالما يوجد من البشر من يستطيع إقناع أو تهديد الأنسان العادي ليتبع ما يمليه عليه رجل الدين هذا أو ذاك ويخضع له خضوعا كاملا يحركه كيفما شاء أو " شاءوا " . وهنا مربط الفرس " السمع والطاعة " وعلينا أن " نسمع كلامهم ولا نفعل أفعالهم " . وهذه مصيبة المصائب لأن الأنسان أصبح مغيب لا يفكر أو يناقش وإللا !.

يعيش العالم هذه الأيام على حافة هاوية قد تؤدي الى هلاك كثيرين . بالدين يقتلون ويمثلون بجثة القتيل  دون حرمة الجسد الذي كرمه الله . فيسحل ويشوه جسده ووجهه ، أو يُحرق في النار كما حدث مع الزوج والزوجة " الحامل " المسيحيين بعد سحلهم وإهانتهما ألقوا بهما و " الجنين "في بطن أمه ،  في نيران ملتهبة وهم أحياء . إذا سألنا لماذا يفعلون معهم هكذا ؟ تأتي الأجابة لأنهم " كفار " . وإذا أردنا أن نعرف معنى " كافر أو كفار " ستأتينا الإجابة أنه ، أنهم يعبدون إنسان عادي مجرد نبي مرسل من الله لكنهم يعبدونه كاإلله وليس كبشر عادي . وهنا نجد أنفسنا كل طرف يحاول أن يقلل من شأن الطرف الاخر وخاصة الناحية الإيمانية وعبادة الله الذي في السموات . كل من أصحاب الأديان " السماوية " يحاول أن يثبت إن إلاهه هو الإله الحق . وكل يأتي بالآيات التي تتفق مع إيمانه ويضيع الأنسان البسيط ولا يعرف الحقيقة لأنه منذ مولده قد إتخذ والديه وأهل والديه خطا واحدا رسموه له وعليه أن يتبع ويعيش ويموت مؤمنا به . وهنا يبدأ الأختلاف الذي قد يكون بين إخوة عائلة واحدة . ويسفه كل منهما الأخر مقتنعا أنه على حق وأخيه على باطل . وهكذا كان الحال منذ قايين وهابيل إلى اليوم .

بعد التخلص من " صكوك الغفران " ومعرفة الأنسان الكثير عن الله . تعددت المذاهب والأديان وصار الخلاف واضحا وجليا وقامت الحروب واستمرت حتى اليوم ولم يرتاح الأنسان من نيران الأختلافات الدينية التي قد تكون بين فرقاء لدين واحد .

يعيش الأنسان هذه الأيام فوق صفيح ملتهب لإنتشار الفكر الداعشي الذي ظهر فجأة وبدون سابق معرفة يفرض نفسه بأسم الدين ويستحل القتل والتمثيل بجثث القتلى ويتلذذ بأكل قلب وكبد القتيل . ولا أحد يستطيع أن يعرف من هم ومن وراءهم يمدهم بالسلاح والعتاد الحربي ويعطيهم الضوء الأخضر لفعل ما يريدون فعله ضد شعوب وإناس لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحدث حولهم .

ثلاث سنوات مرت على مصر حكم فيها الحاكم بالدين . حكم العسكر بميول دينية فانحاز المجلس العسكري بعد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم الى الفصيل الديني المتطرف وسمح بعودة ثلاثة آلاف محكوم عليهم بعضهم بالإعدام والبعض الآخر بالسجن مدى الحياة . أمست مصر وأصبحت دولة إسلامية سلفية وهابية وإخوانية وكأنها " مصر " لم تكن دولة إسلامية سنية من قبل .

لعب الأخوان دورا أساسيا للوصول الى الحكم بموافقة المجلس العسكري المصري الذي ساندهم وساعدهم في تحقيق حلمهم الذي طالما حلموا به .

تم إنتخاب برلمان لا يمكن أن نصفه بأنه برلمان مصري بأي شكل من الأشكال . وكانت مهزلة المهازل  لما ارتكبه أعضاء البرلمان الجدد من فوضى برلمانية لم تعهدها لا مصر ولا غيرها من الدول العربية .

حكم الأخوان مصر برئيس إخواني وظهرت الصورة الحقيقية لهم . إنهم لا يؤمنون بمصر وطنا لهم . إنما يؤمنون بمصر كمركز أنطلاق الى الخلافة الإسلامية وتكوين الأمبراطورية الإسلامية ومصر وغيرها ما هم إلا دويلات تحكم وتُحكم بالشريعة والقرأن والسنة .

وبدأ الشعب المصري يكتشف المهزلة ، مهزلة بيع مصر لمن يدفع . وبدأت المساومات مع أصحاب رؤوس الأموال المصريين وإجبارهم على دفع نسب معينة ومحددة للحكومة الإخوانية الحاكمة وليس للشعب . بل إدخال الرئيس المتنحي مبارك وأبنائه والحكومة السجون بتهم متعددة وبدأوا في ابتزاز الأموال منهم . وكله بأسم الدين ،ومباركة رجال الدين . واختلط الأمر ما بين الحكم المدني والحكم الديني الذي تغلب على الحكم المدني . انتشرت فوضى البرامج الدينية كل يدلي بدلوه ويفتي بفتواه ويرعب الناس ويجعلهم لا يعرفون كيف الخلاص .

لكن لأن مصر مباركة من الله ، وشعب مصر طيب ويحلم بالحياة الكريمة ، وأنه فاق لنفسه وعرف الحقيقة ، حقيقة الأخوان والسلفيين وجميع الفصائل الدينية مظهرا والإجرامية فعلا وعملا على أرض الواقع ، وأنه قد ندم على انتخابه لمرسي رئيسا لمصر . خرج هذا الشعب متمردا مطالبا بسقوط ذلك النظام الذي حكم في لحظة ضعف وأمل . ضعف لأنه " الشعب " قد تعرض لإساءات نفسية وجسدية ومعنوية من فصيل يدعي انه مصري ، لكنه في الحقيقة لا يعرف مصر ولا ولاء له لا لمصر ولا للشعب المصري . فكان الخلاص على يد أحد أبناء مصر الشرفاء الأمناء والخائفين على مصلحة مصر والشعب المصري وهو أحد رجال القوات المسلحة وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي ، الذي في 3 يوليو 2013 نجح وجنود مصر البواسل في إنهاء المهزلة التي تعرضت لها مصر خلال الثلاث سنوات العجاف . وخاصة السنة الثالثة التي حكم فيها د. مرسي مصر .

تم لمصر الخلاص عمليا وفعليا من الحكم الإخواني الديني ووصل المشير عبد الفتاح السيسي إلى سُدة الحكم عن طريق إنتخابات حرة شريفة واختاره الشعب رئيسا لثقتهم فيه انه قادر بعون الله والشعب والجيش والشرطة معه أن يدفع بمصر الى بر الأمان ويعود لها الحب بين أبائها كما كان.

قامت لجنة الخمسين بإعداد دستور جديد لمصر ، وأهم مادة في ذلك الدستور هي المادة الصريحة والواضحة والتي لا لبس فيها والتي حرمت على الأحزاب الدينية المشاركة في البرلمان القادم الجديد .

كانت سنوات حكم الأخوان تحكم بأسم الدين ، فماذا حدث لمصر والشعب المصري الذي غالبيته مسلمة وسنية ؟ الجواب لا شيء سوى خلق نوع من الخلل الإجتماعي بتميز بعض من المشاركين في الحكم متخذين الدين أداة تهديد وعقاب لكل من يخالفهم الرأي أو الفكر . فكانت تجربة الدين في الحكم ، تجربة لا محل لها من الإعراب في مصر . ولم تعمل على أخذ مصر الى طريق القرن الحادي والعشرين ، بل أعادته الى قرون الظلام واستبداد رجال الدين لشعوبهم التي حكموها بسلطان الدين .

الذي دفعني أن أكتب هذا المقال ، ما يدور على الساحة السياسية في مصر الأن من الإستعداد للإنتخابات البرلمانية في القريب العاجل . وان السلفيين يبذلون قصارى جهدهم ليكون لهم وجود وغيرهم من الجماعات الإسلامية الأخرى في البرلمان المقبل . على الرغم من الأحداث الأخيرة من كشف المستور لأعمال شيخ في محافظة الغربية يندى لها جبين أي إنسان عادي ، فما بالنا إذا كان هذا الرجل العنتيل أحد أعضاء حزب النور السلفي !. ويبدو أن هناك عناتيل كثيرة مثله تقوم بنفس الفعل ! .

اننا لا ندين لكي لا ندان . ولو لم يكن الرجل أحد رموز حزب سلفي لا أدري لماذا هو مستمر على الساحة السياسية على الرغم من وضوح الدستور الجديد ، ما كان الموضوع أخذ كل هذا الكلام واللغط وأثار فكرة الحكم بالدين .

إذا أرادت مصر أن تخلع ثوب التظاهر الديني الذي خلعته دولا كثيرة من قبل أن تؤمن أن لا دين في الحكم ، ولا حكم بالدين . ولتبقى بيوت الله مفتوحة لشرح صحيح الدين على أيدي مشايخ وأآمة يحترمون أنفسهم لأحترامهم لدينهم .

إدعوا معي ...
تــحــيــا مــصــر

مستويات المعنى في قصيدة "الزورق العليل" لحميد كشكولي/ د. أفنان القاسم

"تَحْتَضِنُ أذرعُ الشرفةِ المقابلة 
امرأةً تنشرُ قلقها على حبل الغيوم كل ليلة."

تبدأ قصيدة الزورق العليل بهذين البيتين، فيربك تنظيمها –لا أقول نظمها- نظام المعنى تحت قلب –لا أقول انقلاب- طوعي للعنصرين الشعريين الأساسيين، الشرفة والمرأة، وذلك بتأنيس الشرفة وتشييء المرأة، فالشرفة تحتضن بأذرعها كأي إنسان، والمرأة تنشر قلقها كأي شيء كان، وهذا هو المستوى الأول للمعنى، مستوى الوصف.

"وتُدَثِّرُ جسدَهَا المكتوي بنار العفة بمعطف الدكنات،
ضفائرها تلتف حول رقبة القمر الخجول،
فتشتد حمّى السماء."

التوصيف المعنيي (من معنى) يتواصل على مستوى ثان، مستوى السياق، المرأة وجسدها وضفائرها مقابل القمر ورقبته وجسده (تضمين حمى السماء)، فتدثير جسد المرأة بمعطف الدكنات يعمق من التشيؤية، وبالتالي من السياقية التي تشغل بال الشاعر، لأن حبل الغيوم في البيتين الأولين ليس كافيًا، وهو ليريح نَفَسَهُ الشعري يأتي بالضفائر كناية عن الحبال، ويلف بها رقبة القمر، ولا يكتفي بذلك إلا بالتأكيد على الصفة الإنسانية فيه، صفة الخجل، وصفة الحمى بعد أن جعل من السماء له جسدًا.

"تجري خفقات الهيام تعزفها أنامل الضجر،
من القدمين إلى العيون. 
فيا عيون! إيّاك ِ السهو 
عن الصلاة في زورق ِ انتعاش الطيور حين تتجاوز مدار الحنين."

يفصل الشاعر بين البيتين السادس والسابع وبين البيتين الثامن والتاسع ونحن نجمعها في وحدة شعرية واحدة، وحدة مركبة من وحدتين، تمامًا كما فعل في البيت السادس، بيت مركب من بيتين (تجري... تعزفها...). فيا عيون الثانية، كأداة نداء ومنادى للعيون الأولى، توجب الجمع إن لم يكن الدمج، ليكون المعنى، وهذا هو المستوى الثالث، النحوي والصوتي في آن، الخفقات والعزف تتناغم كلفظ وكإيقاع، ولكن على الخصوص كترجح وكتمايل للزورق. 

"يتبلل وجه الأرض بأنفاس العليل،
فتتخضب ُ بأبهة شجرة السرو، 
وكبرياء الكمثرى." 

تتواصل أنسنة الأشياء، فللأرض وجه وللعليل أنفاس وللسرو خاصة التخضب وللكمثرى خاصة الكبرياء، فلا يوجد مستوى رابع للمعنى –ليس بعد-، يوجد أفق أساسي للمعنى القصيدي، بدأ الشاعر بفتحه حين الحديث عن زورق في البيت التاسع، زورق لا علاقة له بالزورق العادي (زورق انتعاش الطيور)، ولم يغلقه –ليس بعد- في البيت العاشر حين الحديث عن أنفاس العليل، عليل لا علاقة له بالمريض، وتحت هذا المعنى لا علاقة له بالعنوان، أنفاس العليل هنا هي أنفاس النسيم. 

"تنزل النجمات واحدة بعد أخرى من سطوع القمر، 
نحو جهة لطف ملموس.
تلمس بشرة النافذة بأناملها،
تمطر النجومُ نورَ التوحد على ظلال المرأة،
وتقبل النافذة شفاهها الدافئة.
وجناتها شمعدان أبيض
معلّق بين تخوم السطح والنافذة
على ارتفاع الجدار والخنجر الشرقي. 
وتهب أنسام الخريف على أرض الشتاء، 
على مهل وكأنها تملأ كأس النبيذ الأحمر بين ارتعاشات الشفاه."

مستويات المعنى ما هي سوى عمليات، كما يقول بارت، ومن الطبيعي أن تتعدد على مدار القصيدة، وحسب هذه القصيدة أو تلك، في الزورق الثمل لرامبو هي غيرها، ونحن لا نقرأ ما هو سرد (قصيدة حميد كشكولي أقرب إلى السرد)، كما يقول بارت، كلمة بعد كلمة، وإنما مستوى معنيي بعد مستوى معنيي، أي أن المعنى، كما يضيف بارت، ليس عند نهاية السرد، وإنما يَعْبُرُهُ. وأكثر ما يعبّر عن هذا، الوحدة الشعرية الأخيرة للقصيدة، حيث مستويات المعنى السابقة تأخذ صفة "التوحد"، نقرأ: تمطر النجومُ نورَ التوحد على ظلال المرأة، وهذا هو المستوى الرابع للمعنى، وذلك عندما تختلط حركة النجمات بحركة النافذة بحركة المرأة ولا يبقى هناك مكان لما هو شيئي ولما هو بشري، مستوى المعنى الوظيفي.

وماذا عن مستوى المعنى التمثيلي، المستوى الخامس؟

الجدار والخنجر الشرقي كما جاء في الوحدة الشعرية ما قبل الأخيرة يدللان في تمثيلهما البنيوي على هذا الزورق العليل الذي يترنح بالمرأة مجازًا، بقلقها، ونار عفتها، وخفقات هيامها، وضجرها، وحنينها، إلى آخره... ولكن الاصطدام بالعالم التقليدي، بالخنجر الشرقي، اصطدام الزورق العليل بالصخر، بالجدار، يكون بالقوة الشعرية للقصيدة، بالقول الشعري، بابتكار القول الشعري، نقرأ: تنزل النجمات واحدة بعد أخرى من سطوع القمر، وفي الوقت ذاته نقرأ: تنزل النجمات واحدة بعد أخرى من سطوح القمر، ما تقترحه أغلب الاستعارات والصور، بالمعنى التمثيلي الجامع لكل المعاني التي جئنا على ذكرها، يكفي أن تقال هذه المعاني شعريًا لتتحرر المرأة من كل أصفادها، فالبيتان الأخيران يلغيان التشيؤ، ويؤسسان لوضع عادي طبيعي إنساني...

ramus105@aliceadsl.fr

ارتق شباك الهوي فهل تصيد؟/ فاطمة الزهراء فلا‏


لأيام تمد يدها وتحاصر قلبي
فأتدثر بخوفي وتندثر أحلامي
هودجي وخادمي وقلادة نحاس
ميراث أمي التي كانت
تضع علي خيمتها راية حمراء
وحين ولدتني حاولوا وأدي
لكنهم لم يفلحوا لأني كنت
أقوي من عود صلب مدقوق كالوتد
للحديث تواصل والكلاب تنبح
وقافلتي رغم العذاب تسير
وأرتق شباك الهوي لعلها تصيد
وأغسل ضوء الفجر 
الذي لوثته أدران النساء
بعد كل ميلاد
فيحملن الذكور في لهفة
ويتركن الإناث للريح تصفعهن
فيشتهي الليل ضوءا جديدا للقمر
فرسمنا من سنا الشوق ذكري
وبحثنا عن الأصيل فوجدناه سافر
بلا وداع وبلا كوب من الشاي
وحين هاتفتك حبيبي
وجدت الهاتف غير متاح
فهوت سفينتي للقاع
محطم فيها الشراع
وخيط النور في عيني تقطع
فهوت روحي تتلمس أنفاسك
فإذا بكل شئ تلاشي و ضاع
لكن سنبلة تطرح زهرا بلون البرتقال
ونادتني أمي من فراشها تبكي
أتطرح أشجار الصبار
غير علقم ومرار
فعانقت السنابل في حقلي المنهار
وحلقي الذي جف 
وبه طعم المرار
أكذوبة فوق الأرض أحيا
طازجة أحيانا
يابسة أحيانا
أجعل من ذكرياتي مزار
وهذا الحبيب الذي غاب مخلفا لوعة ومرار
ليس حبا إنما قهرا
وعصافير غردت تعزف لحن الغربة
ولازالت حياتي سرا من الأسرار

لو فازَ حِزب اَلنُور سَوفَ يُطفىء أَنوَار مِصر/ الشيخ د مصطفى راشد

فى الأشهر الثلاثة القادمة سوف تقام إنتخابات مجلس النواب المصرى ، وهو مايستوجب منا الرصد والتحليل والتحذير ، مما قد تفرزة هذه الإنتخابات ، لمجلس نواب يقرر مصير الوطن --- ولأن من يحق لهم التصويت فى الإنتخابات بمصر 54 مليون ناخب ، منهم حوالى 5 مليون ناخب ينتمون للجماعات الإرهابية المتطرفة ، مثل الإخوان والجماعات السلفية والجماعة الإسلامية وغيرهم من الجماعات المتأسلمة ،  التى تؤمن بالعنف كوسيلة جهادية لتوصيل أفكارها التى تؤمن بها وتعتبرها من صحيح الدين ، لأن جميعهم ينتمن لجذرٍ واحدةٍ وشربوا من نفس البئر المسمومة ، وإن كان بعضهم مثل حزب النور السلفى يعلن ظاهرياً عدم إيمانه بالعنف -- لكن هى المراوغة والموائمة حتى تحين الفرصة والتمكين ، فيُظهر الوجه الحقيقى الذى يؤمن به ، والذى تُدلل عليه أفكارهم وأرائهم المُعلنة ، حيثُ يَعتَبَرون الرافض لأفكارهم خارج عن الدين، ومن ثم يستحق العقاب ، ولا يؤمنون بالمساواة بين أبناء الوطن ، فالمرأة والقبطى مواطنون من الدرجة الثانية من وجهة نظرهم ، وعلى سبيل المثال فهم يرفضون توليهم بعض المناصب وبالأخص القيادية – لذا نحن نحذر من خطورة وصول هؤلاء لمجلس النواب ، ولا نغتر بأن لهم ظهير إنتخابى قليل 5 مليون من 54 مليون ، فهى حسبة خاطئة لأن الـــ 54 مليون ناخب  ، يذهب منهم للتصويت حوالى 25 مليون فقط ،  والخمسة مليون التابعون لهؤلاء المتطرفين موجودين من خلال الـ 25 مليون كاملين العدد ، لأنهم يعتبرون التصويت لزملاء الفكر فرض إيمانى ، وتركه بلا سبب قاهر مانع معصية كبرى  ، ومن هنا تكون الخطورة ومن هنا فازَ محمد مرسى ، رغم أن الغالبية الكبرى من الشعب بمصر والدول العربية  تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية التى تطبق القانون والمساواة – ولنفهم كيف حدث ويمكن أن يحدث ذلك --- ، نضرب مثلاً لتوضيح الصورة ، فمثلاً لو فرضنا أن إحدى الدوائر قد ترشح بها من التيار المدنى 12 مرشح ومن التيار المتطرف 1 واحد مرشح ، لأن الأحزاب المتطرفة لا تتنافس مع بعضها وتتوحد ضد التيار المدنى ، والدائرة بها 250 ألف صوت وذهب منهم للتصويت 125 ألف صوت ، منهم  مئة ألف صوت يؤمنون بالدولة المدنية الديمقراطية، و25 ألف يؤمنون بالدولة المتطرفة ، فسوف يحصل مرشح التيار المتطرف على 25 ألف صوت كاملة ،  وتُقَسَم 100 ألف صوت على 12 مرشح مدنى فيحصل كل واحد على حوالى 8 ألاف صوت ، فيفوز المرشح المتطرف رغم أنه الأقلية ------
مما يستوجب من القوى المدنية التوحد ، وعدم التنافس بأكثر من مرشح فى الدائرة الواحدة ، وإلا خسر الجميع -- فلا وقت للمراهقة السياسية ، فالظرف يحتاج السياسى الواعى الذى يُؤثرَ ويقدم مصلحة الوطن العليا على مصلحتهِ الشخصية  ،وعلى الدولة أن تكون واضحة ومحددة الأهداف وملتزمة بنصوص الدستور الذى يمنع الأحزاب الدينية ( المادة 74 من الدستور )  لأنه لو فازَ حزب النور سوف يطفىء أنوار الوطن  .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699                                                                                           

الدش آيدول/ جواد بولس

"جئت إليكم اليوم فردًا من أبناء الشعب اليهودي، ورئيسًا لدولة إسرائيل، كي أقف أمامكم، عائلات الضحايا والجرحى، ولأتألم معكم في هذه الذكرى".
 بهذه الكلمات خاطب رئيس دولة إسرائيل، رؤڤين ريفلين، جموع من استقبلوه في قرية كفرقاسم يوم الأحد الماضي، وذلك في الذكرى الثامنة والخمسين لتلك الجريمة الرهيبة التي حصدت ثلاثة وأربعين؟ بريئًا من سكان القرية، وعددًا من الجرحى، بنيران ما يسمّى وحدة حرس الحدود. 
 بعض مستشاريه نصحوه بعدم الذهاب إلى كفرقاسم، لا سيّما في هذه الأيام، فشأن هذه الزيارة أن تضاعف انتقادات الفرق اليمينية اليهودية، التي نشطت في الآونة الأخيرة، وبرعت بإلصاق تهم الخيانة والتفريط بشخص رئيس الدولة، لما أبداه من مواقف عكست قسطًا من الاتزان والعقلانية الليبرالية تجاه المواطنين العرب.
ريفلين هو الرئيس الإسرائيلي الأول الذي يبادر بنفسه ويقرر أن يزور كفرقاسم في ذكرى وجعها وجرحها الذي ما زال مفتوحًا، ويعلن هناك وعلى الملأ أن ما كان في كفرقاسم هو "جريمة منكرة، يجب علينا أن ننظر إليها مباشرةً، بل لزامًا علينا أن نعلّم الأجيال القادمة عن هذا الفصل العصيب وعن خلاصاته".
كما كان متوقّعًا، فلقد تحوّلت الزيارة إلى حدث استغلته جهات يهودية عديدة ومثلها عربية. اليهود اتهموا رئيسهم بالرخاوة وبمداهنة أعداء الدولة من العرب، والعرب انقسموا بين مؤيد للزيّارة وبين منادين بضرورة مقاطعتها، فريفلين، وإن أنصف العرب مرارًا، كان وسيبقى، هكذا يقول المقاطعون، ليكوديًّا يمينيًا سليل جبوتينسكي، أحد آباء منظمة "الإيتسل" المعروفة بمواقفها وبأعمالها ضد العرب، وهو يعد واحدًا من أهم مريديه وأتباعه.
في بيروت يشارك هيثم خلايلة ومنال موسى، مواطنان جليليان، في مسابقة أراب أيدول، وكلّما تقدم أحدهما مرحلةً، هكذا يبدو، يواجه مزيدًا من الهجمات الشخصية، ويتعلّق معظمها بنشأتهما وبتفاصيل حياتهما كمواطنين يعيشان في إسرائيل، مع كل ما ينتجه هذا العيش من مفارقات وتناقضات وخصوصيات، بينما لا تُعاق مشاركة العرب الآخرين، حتى لو كان تاريخ بعضهم الشخصي مليئًا بالعيوب ومشتقاتها، التي لو عُلمت، فحتمًا ستمنعه من أن يكون "آيدولًا" عروبيًا وقدوة، على طريقه يجب أن تسير الأجيال. 
في القدس نظّمت المكتبة الوطنية التابعة للجامعة العبرية، وبمناسبة تسعين عامًا على وجودها، أربع ندوات وإليها دعي للمشاركة مبدعون عرب وذلك، بعدما وجدت الدكتورة يوكليس، المبادرة ومنظمة هذه اللقاءات، ورفاقها في الجامعة، أنه "لايجوز تجاهل الظاهرة الآخذة بالاتساع والمتمثلة بظهور ممثلين ومبدعين وأعمال مسرحية وتلفزيونية تضع المجتمع العربي وجوانب حياته في البلاد في محور الجدل لدى الرأي العام". رتب المنظمون اللقاءات الأربعة، وكانت محاورها: الأدب العربي في البلاد، المسرح ، التلفزيون، والغناء. نشرت أسماء المدعوين الذين وافقوا على المشاركة، كل في مجال اختصاصه. 
لم يمر الحدث كما تمنى المنظمون والمشاركون، فمع الإعلان عن البرنامج، انطلقت حملة دعا فيها البعض إلى مقاطعة مبادرة المكتبة الوطنية، لأنها، هكذا تذّرع الدعاة، تحتفظ بمجموعات كتب كانت قد سرقتها جيوش إسرائيل من بيوت الفلسطينيين في عام النكبة وبعده. 
في باقة الغربية يهاجم معلم للغة العربية بعد أن قرر وفقًا لما لديه من حق وإمكانية تربوية، تعليم طلّابه إحدى الروايات المحلية. وهوجمت الرواية لأنها، هكذا ادّعى المهاجمون، تحتوي على ما يخدش الحياء العام، وتمس نصوصها بالذائقة السليمة. 
جريدة "يديعوت أحرونوت" تنشر خبرًا يفيد أن أعداد السائحين الوافدين إلى مطار بن غوريون، من عشر دول إسلامية، لا تقيم حكوماتها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل أخذ بالازدياد بشكل ملحوظ، حيث كان العام المنصرم عامًا مميزًا، إذ استقبلت فيه تل أبيب  أكثر من خمسين ألف سائحًا جاؤوها من: ماليزيا، وأندونيسيا، والكويت، وقطر، والإمارات، والسعودية، والمغرب.
في بيروت والعالم العربي، يهاجم بعض المزايدين كاتبًا عربيًا شهيرًا لأن صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت معه حوارًا هامًا، فيه تعرّض للعديد من القضايا ووضع مجمل مواقفه الواضحة الصريحة ونقاشه مع الرواية الصهيونية التي قام بتعريتها ومجابهتها كما يليق بالمحارب الذي يجيد أيضًا، استعمال عقله وسلاح الكلمة والرأي القويم؛ وفي نفس الوقت تحفظ صحف عربية كثيرة مكانًا خاصًا لنشر مقالات مترجمة لكتاب يهود صهاينة، وذلك لاطلاع القراء على ما يجري في إسرائيل. 
لن يكون من الصعب علي أن أضيف عشرات من تلك الحالات التي تنبعث منها رائحة البلبلة والمزايدة وتبقي طعم العجز والضياع في الحلق. ولن أستعرض ما كانت حجة من هاجم وانتقد ومن نافح وأجاب وأدعى، فهذا لا يعنيني هنا، لأنني أرى أن الخطر بيننا كامن في انهيار الخيمة وضياع الشعب.
 هذه الحالات وغيرها دليل على أننا نعيش واقعًا آخر مختلفًا عن ذلك الذي كان في زمن الحصاد والغبار، فاليوم، نحن العرب في هذه البلاد، نختبر بحالات تستوجب مواجهتنا لها باستقامة وجرأة ومسؤولية. فقد يريد البعض أن نبقى قطيعًا، ولكنني أرى أن الأخطر عند من يسعى لإبقائنا أرانب في "مواكيرها" تنتظر حفنات من ذئاب.
"جئتكم مادًا إليكم يدًا جريئة ولإيماني أن يدكم كذلك ممدودة إلي وإلى الجمهور اليهودي" هكذا خاطب ريفلين، ابن من ترجم القرآن للعبرية، أهل كفرقاسم، وقال نحن هنا على هذا التراب، وأنتم كذلك ولن يطرد منه أحد.
المفارقة أن بعض من نادى بمقاطعة ريفلين أراده رئيسًا للدولة، لأن حياتنا هنا علّمتنا أن نجيد القتال وأن نعتمد فيه، كي نبقى ونصمد، على فن الممكن، فإخوتنا لا يقبلونا عندهم عربًا إلا إذا جئناهم هاربين، ولذلك في بيروت لن يغني هيثم لأنه من إسرائيل، وفي تل ابيب لن تغني منال لأنها مخربة أو مطبّعة، فعليكم يا عرب ٤٨، بحمّاماتكم، وليغنِّ كل واحد منكم على (دشّاه)، وسيختار أولو أمركم وأصحاب قراراتكم، منكم "الدش آيدول" الفائز  للعام ٢٠١٤. 

ساعة أخرى/ ‏محمد أوقري


هي ساعة أخرى  ... 

تتلوها  ساعات

من أنين الشوارع

والقهر

والآهات

سينهض  الشهداء  يوما ما 

ويعبرون حفاة 

كي لا تضيع الأرض 

وتدمع عيون  الأمهات

هي ساعة أخرى 

كي يزهر الربيع 

وتعزف الأوتار

لحن الوفاة

كي يحضر الناس  ليلة سقوط الطغاة . 

م - أ 
المغرب . 

جرائم داعش والحرس الثوري وجهان لإرهاب واحد/ محمد الياسين

هذا هو عنوان البيان الذي أصدرته مؤخرا الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية . نعم ، هما وجهان لإرهاب أعمى حاقد لا يمكن الفصل بينهما عند الحديث عن الإرهاب كما تتعمد بعض الأطراف الدولية والإقليمية التملص والتهرب من الحديث عن أسباب الإرهاب ودور الحرس الثوري الارهابي وفيلق القدس وجيوش الميليشيات التابعة لهما بصناعة الوجه الآخر من الارهاب . يجتزئون الإرهاب وكأن هناك إرهابا أبيض وآخر أسود ، إرهابا لطيف جميل وآخر قبيح . قلناها سابقا ونكررها بأن الإرهاب لا لون له ولا طعم ولا جنسية  ولا دين ، ثقافته الموت والدمار والخراب أينما حل وأستقر ، لا يمكن بأي حال من الأحوال المجاملة أو تزوير الحقائق أو تجميل القبائح فكل ذلك سيكون على حساب الالاف الأرواح التي تزهق في العراق وسوريا واليمن ، لذا لا ينبغي على المجتمع الدولي التخلي عن مسؤوليته في تحديد الإرهاب وإعادة تعريفه ووضعه كله بسلة واحدة بما يساهم في وضع حلول حقيقية ومعالجات فعلية ناجعة ، لا يمكن إعتبار داعش والقاعدة إرهابا ، والحرس الثوري وميليشياته فرق محبة وسلام ، لا يمكن اعتبار جرائم داعش ارهابا ، وجرائم الحرس الثوري وميليشياته دفاعا عن النفس وحق مشروع! . كما لا ينبغي على العرب التخلي عن مسؤوليتهم تجاه اشقاءهم العرب ولايجوز في نفس الوقت التملص من  المسؤولية الملقاة عليهم  بصناعة الارهاب والتطرف السُني ليس فقط بما يتعلق بالقاعدة وداعش لكن بمهادنة النظام الإيراني بالمنطقة والسكوت الغريب على توسع الأخطبوط الإيراني في كافة الدول العربية دون استثناء .اذكروا لنا من الدول العربية التي لم يصلها الايرانيين مثلا؟! لن تجد دولة عربية واحدة إلا وكان للنظام الايراني حظورا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر ، كذلك صناعة تنظيم القاعدة ومشروع التطرف السُني الذي ساهم العرب بصناعته تمكن الايرانيين ايضا من التحالف مع جزءا منه خلال فترات زمنية متقطعة آخرها ما نعيشه اليوم في سوريا على سبيل المثال ، والمتمثل بداعش ، فما يمارسه هذا التنظيم الارهابي المتطرف يصب غالبا بمصلحة نظام الاسد واستمراره بالسلطة.
لم يعد الارهاب والتطرف الشيعي والسُني على حد سواء مجرد مخاوف وتهديدات وإحتمالات وتقديرات ، ولم يعد ذلك الإرهاب واقفا على أبواب بغداد ودمشق وصنعاء وطرابلس  وبيروت والقاهرة وغدا قد تكون عمان والرياض والبحرين والله أعلم! ، بل قد تحول هذا الإرهاب إلى واقع حال نعيشه كل يوم فقد دخل البلدان من أوسع أبوابها ، فهو اليوم لديه دولة سُنية متطرفة أسمها الدولة الاسلامية في العراق والشام منهاجها القتل والخراب والدمار والحكم بشريعة الجاهلية قبل الاسلام بل العصور الحجرية، ولديه مشروع دولة شيعية متطرفة يقودها الحرس الثوري الارهابي وجيوش الميليشيات المنتشرة داخل المدن والمناطق ومنها ما هو ينتظر لحظة التحرك داخل دول الخليج وباقي أجزاء المنطقة العربية.ومنهاجها لا يختلف بشيئ يذكر عن منهاج داعش فالقتل والخراب والدمار والحكم بشريعة العصور الحجرية سمة مشتركة بين الطرفين.
لم يعد أمامنا حزمة خيارات للتعامل مع هذا الارهاب الحاكم في أوطاننا كما في السابق ، رغم اننا لسنا أصحاب قرار بل نتوجه لأصحاب القرار ، لذا فأننا تبنينا مشروع تجريم كافة الميليشيات والتنظيمات الشيعية والسُنية المتطرفة على حد سواء وذلك عبر تدويل القضية كاملة والانتقال بها من مرحلة لاخرى ، واليوم قد بدأنا بها حملة عراقية وهدفنا ان تتحول الى مشروعا إقليميا عربيا يتوجه بخطابه الشامل الى العالم والمجتمع البشري الذي نشاطره كل شيئ سوى الامن والامان ، نشاطره الهواء والماء والطعام والتكنلوجيا لكننا لا نشاطره راحة البال والعيش بسلام وامان ، ولا نشاطره الديمقراطية والعدالة والحرية ، لذلك فقد صممنا ان نتوجه الى هذا المجتمع العالمي الكبير لتجريم كل متطرف عاث في الارض فسادا واجراما وقتلا وتدميرا في اوطاننا.

Moh.alyassin@yahoo.ca 

قضاة مصر... والحكم بالجملة/ جورج هاشم

ظاهرة غير صحية متفشية في مصر بعد ثورتين تم مصادرتهما: الاولى صادرها الاخوان بتمهيد من المجلس العسكري. والثانية صادرها المجلس العسكري مباشرة. والمصادرتان ختمتا بانتخابات "ديموقراطية". هذه الظاهرة هي الحكم على المتهمين بالجملة. وكلها احكام سريعة ربما لتأديب مجموعات مستقبلية وربما القول لمن يهم بالمعارضة: تمهل! ألم ترَ السرعة التي بها نُدخل المعارضين الى السجون؟ وهذه بعض الامثلة:
الاثنين في 27 اوكتوبر 2014 أجَّلت محكمة الجيزة محاكمة احمد دومة و 268 من زملائه الى نوفمبر االحالي. استمع المستشار محمد ناجي شحاته الى افادة الصحافي المشهور وائل الابراشي حول استضافته لدومة في برنامجه التلفزيوني... الفضيحة ان المقابلة تمّت منذ ثلاث سنوات! صح النوم ايها القاضي الجليل! فلو صحّ ان دومة قال اشياء خطيرة امام كل الناس وقتها. فلماذا اليوم؟ وهو المتردد الدائم على المحاكم. هل افلستَ من التهم ضده ففتحتَ دفاتر جدك العتاق؟؟؟ قبلها باسبوع حكمت محكمة جنح مصر الجديدة، بمعهد امناء الشرطة بطرة، بالحبس ثلاث سنوات على سناء سيف، ابنة بعض "ضمير مصر" احمد سيف و المسماة على اسم عروس صيدا سناء محيدلي، وعلى رفيقتها يارا سلام ،ابنة الشاعر رفعت سلام، "وردة الفوضى الجميلة" كما ذكرت المصري اليوم وعلى 21 متهماً آخرين... التهمة واحدة: التجمهر، البلطجة، الاعتداء على الممتلكات، حيازة ادوات... والعقوبة واحدة: ثلاث سنوات وعشرة الاف جنيه لكل منهم... وكل التهم يمكن ان نختصرها بواحدة: الاعتراض على قانون العار، قانون التظاهر...
في نيسان/ابريل الماضي حكمت جنايات المنيا بالاعدام ( الحكم لا مزح فيه) على 683 اخوانياً دفعة واحدة من بينهم المرشد (اي المفتن) محمد بديع. احدى الامهات اغمي عليها عند سماعها الحكم. لما افاقت قالت: ابني لا يصلي ولا يعرف مكان المسجد... والاخوان كذلك يا سيدتي لا يصلون. الا اذا كانوا يصلون لاله لا نعرفه. اله التفجير والتفخيخ والحقد والاغتيالات... ولكن هذا لا يعني ان يكون الحكم على هذا الشاب المضلَّل كالحكم على المرشد المضلِّل... وفي مارس/آذار الماضي حكمت محكمة جنايات المنيا ما غيرها بالاعدام ايضاً على 529 اخوانياً. صحيح ان المحكمة نفسها عادت وألغت احكام الاعدام بحق 492 منهم وثبَّتت الحكم بحق 37 فقط. فهذا يدل على تسرع المحكمة وربما في المرتين ايضاً. احكام الجملة هذه اصبحت مهزلة كما وصفتها جهات كثيرة...
وفي نوفمبر من العام الماضي حكمت محكمة سيدي جابر بالاسكندرية على 14 فتاة اخوانية، بعضهن قاصرات، بالسجن 11 سنة وشهراً واحداً بالتمام والكمال لكل واحدة منهن...هذا التساوي بالحكم يفترض التساوي بالجرم. ام ان الجرم الاكبر انهن اخوانيات ولا ضرورة للتفاصيل؟ على القاضي محمد عبد النبي، الذي نطق بالحكم، قبل ان يقنع الناس ان يقنع نفسه ان كل واحدة منهن قد دعت الى التظاهر بالمستوى نفسه، وانهن تساوين في التنظيم والاعداد والتجمهر والبلطجة وتساوين في حمل الادوات واتلاف المعدات وربما تساوين ايضاً في رفس رجال الامن وشتمهم... ألا يُعتبر حكم محكمة استئناف الاسكندرية، بسجن الفتيات سنة واحدة مع وقف التنفيذ، صفعة اليمة للقاضي عبد النبي؟ وهل المشكلة في القاضي ام في القانون ام في الاثنين معاً؟
في محاكمة علاء عبد الفتاح، شقيق سناء سيف، و 25 من زملائه، واضافة الى لائحة التهم نفسها التي اعدها العادلي قبل ان يترك وزارة داخلية مبارك، اتهموه بسرقة جهاز لاسلكي من احد الضباط بالاكراه... هذا معقول... اما غير المعقول فهو اتهام ال 25 الباقين بالاشتراك بالتهمة نفسها بالتساوي! يمكن لاثنين او ثلاثة ان يشتركوا في عمل كهذا. ولكن كيف يمكن ل 26 يدا ان تمتد الى الجهاز في اللحظة ذاتها؟ وكيف يمكن ل 26 شخصا ان يصلوا الى رجل الامن وجهازه الوحيد؟ لاتبحث عن المنطق هنا. المهم انه في المحاكمة القادمة سيصدر الحكم نفسه ويساوي بين ال 26 متهماً...
هذه مؤشرات جديّة تشير الى ان مصر الغالية، التي يتطلع اليها كل المؤمنين بالتقدم، بدل ان تبدأ بارساء نظام ديموقراطي، تمشي عكس ما نتمنى وتعيد انتاج الدكتاتورية من جديد... واهم مؤشرات العودة الى الدكتاتورية، بعد ثورتين متتاليتين على دكتاتوريتين رديفتين، هو القانون المعيب بحق مصر، قانون التظاهر بشكله الحالي...
الغوا هذا القانون، تلتغي كل محاكمات الناشطين السياسيين والحقوقيين... وتعود سناء سيف ويارا سلام وعمر حاذق والوف الشباب ليشاركوا ببناء مستقبل واعد لمصر. مكان شباب مصر المستقبل وليس غياهب السجون...

متى يقدم رئيس الحكومة إستقالته؟/ مجدى نجيب وهبة

** تفجيرات يومية فى كل المحافظات ، وفى أماكن مختلفة ، وبطرق متعددة .. تارة أسفل سيارة ، ومرة أخرى فى كمين للشرطة المصرية وداخل الكليات ، وأمام أبواب المدارس ، وفى محطات مترو الأنفاق ، وأمام مديريات الأمن لإستهداف ضباط الشرطة .. ثم إنتقلت التفجيرات لإستهداف رجال القوات المسلحة فى الكمائن على الحدود المصرية ، والتى تسببت فى سقوط عشرات الضحايا ، ومعهم مواطنين مدنيين من الشعب المصرى تصادف مرورهم بتلك الأماكن ...
** ثم إنتقل الإرهاب لتفجير خطوط الغاز وبعض أبراج الكهرباء ، تارة فى المعادى .. ثم ينتقلون إلى المحافظات والقرى والنجوع .. وهو ما يؤدى إلى إنقطاع الكهرباء .. ثم إنطلقت التفجيرات لتزرع داخل قطارات الوجه البحرى والقبلى ..
** وأخيرا وأثناء كتابتى المقال .. إنفجرت قنبلة أمام قصر الرئاسة بحدائق القبة وإصابة سيدة ، وبرغم تفاهة منفذى هذه العمليات القذرة والتى يمكن أن يقوم بها صبى عالمة أو أحد مدمنى الكلة والبرشام .. إلا أن التصوير بجسامة الأحداث وتكرارها يجعل مصر فى نظر العالم دولة غير مستقرة أمنيا ، وبالتالى سيفقد عنصر السياحة أهم معالمه ، وهو توفير الأمان للسياح فى مصر .. وهى صناعة هامة جدا لدخل المواطن المصرى الذى تأثر بوقف السياحة كثيرا جدا ..
** ورغم النتائج الكارثية التى تحدثها هذه العمليات الإرهابية .. إلا أننا يجب ألا نغفل أننا أمام ظاهرة خطيرة جدا ، بأن هناك عناصر تمد الصبية بالمتفجرات والأموال لزرعها فى أى أماكن بأنحاء مصر وكل المحافظات ، لإثارة الرعب فى نفوس المواطنين وإظهار أن الإخوان مازالوا يقاومون السلطة والنظام ، لعودة ما يسمونه بالشرعية ..
** الحوادث تتكرر ورئيس الحكومة لا يفعل أى شئ .. والسيد وزير الداخلية يحتاج لقرار جمهورى ، وقرار رئاسى ، وقرار حكومى .. حتى يستطيع التعامل مع الإرهاب .. فنجد المحصلة سقوط العشرات يوميا من ضباط وجنود الشرطة والجيش المصرى دون أى قرار لحماية هؤلاء الجنود .. فلا قانون الطوارئ طبق فى مصر ولا الأحكام العسكرية فُعلت ولا الأحكام العرفية لمنع الإرهاب ..
** السيناريو واضح وهو تقاعس حكومة محلب لإسقاط الدولة .. وللأسف يبدو أن الجميع مغيبين ، فهم يهللون لتواجد رئيس الوزراء فى الشارع ، وكأن المشكلة هى تواجده فى الشارع وهو يبحث عن كاميرات الإعلام لتصويره ولا تواجده على مكتبه .. ولا يوجد هناك عاقل واحد فى هذه الدولة يسأل نفسه ، أين قرارات الحكومة فى الفوضى التى تعيشها مصر الأن ؟ .. لا توجد !!
** أين قرارات رئيس الدولة ؟ .. لا توجد ، من بجانب من ؟ .. لا يوجد ، أين الدولة ؟ .. لا توجد ، ثم تخرج علينا أقلام تطالبنا بالتهليل للدولة ولرئيس الحكومة ونشر الأغانى الوطنية (مصر اليوم فى عيد – تسلم الايادى – تحيا مصر) ..
** أما ما يحدث فى الشارع المصرى .. فلا شئ يهم ، وتنطلق التصريحات بأننا سنظل نواجه الإرهاب ولن يوقفنا سقوط الضحايا عن الإستمرار فى مواجهة الإرهاب .. أما الوطن فليذهب إلى الجحيم ، وتحيا الحكومة ..
** ويستمر مسلسل الفوضى حتى ينتهى الوطن ، وتنتهى مصر والفاعل صبية أولاد الشوارع والبلطجية الموالين للإخوان المسلمين بعد أن زادت جرائمهم فى زمن اللادولة .. وهذه هى حصيلة الإرهاب فى خلال 24 ساعة فقط ..
إنفجار قنبلة بمحيط قصر القبة بكوبرى القبة .. والعثور على قنبلة أخرى ..
مباحث قسم شرطة الأهرام تتمكن من ضبط خلية إرهابية تخصصت فى إعداد وتجهيز قنابل بدائية الصنع لإستهداف وتفجير مقرات ومركبات ورجال القوات المسلحة والشرطة .
الإخوان يطلقون النيران على قوات الأمن في حلميه الزيتون حاملين الأسلحة النارية والشماريخ، وقاموا بإلقاء الألعاب النارية .وتوقفت الحركه المرورية حتى قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وخلال معارك الكر والفر، أطلق عدد من جماعه الإخوان النيران على قوات الأمن .
انفجار «قنبلة منوف» على مكاتب «محطة القطارات»أودت بحياة اربعة وإصابة 10 آخرين بجروح متفرقة وطال الانفجار المكاتب المتواجدة بالقرب من القطار وحطمت الأبواب والنوافذ الزجاجية، بصورة كبيرة، كما طالت البلوك المتواجد بالمحطة وحطمت جميع زجاجه، بالإضافة إلى البوابة الرئيسية للمحطة والتي شهدت تحطيما كاملا .
انفجار في مدينة العريش .. جراء سقوط قذيفتي "هاون" بالقرب من متحف الآثار الملاصق لمبنى المحافظة مساء الثلاثاء .
مقتل 16 طالباً في حادث تصادم مروع بدلتا مصر .. تفحم جثث16 طالباً وإصابة 17، بينهم حالات خطيرة جدا .
** هل بعد هذا العرض يكون لدى بعض المسئولين ورئيس الحكومة ذرة من الدم أو الشعور ، ويقدموا إستقالتهم فورا بعد فشلهم فى تحقيق أى وسيلة للأمن فى الشارع المصرى .. أم يظل هذا الشعب ينعى موتاه وتقام الجنازات ويترك الحكومة المسئولة عن أمن هذا الوطن .. فى الوقت الذى لا يد لنا فى وجودها أو إختيار أفرادها ..
** إننى أؤكد أن إستمرار هذه الحكومة ليوم واحد قادم هو كارثة بكل المقاييس ، سيدفع ثمنها كل الشعب المصرى ، كما سيدفع ثمنها رئيس الدولة الذى أعطاه الشعب المصرى كله تفويضا ، وسلم له مصر أمانة فى عنقه للحفاظ عليها وحمايتها ..
** ورغم أننى أؤكد أنه لم يحدث أى شئ وسيستمر الإرهاب وسيستمر الفوضى ، وسيبقى رئيس الحكومة فى منصبه حتى تسقط الدولة على من فيها .. فلا سياحة إطلاقا وكل التصريحات التى تورد فى الإعلام هى تصريحات مفبركة .. لأننا تعودنا منذ فترة طويلة أن ندفن رؤوسنا فى الرمال دون البحث عن أى حلول للمشاكل .. إلا أننا ننتظر النتيجة !!!

صوت الأٌقباط المصريين

إِمَّا وإِمَّا وبينهما الهِمَّة/ مصطفى منيغ

"الطنجرة" تغلي من "الكويرة" لغاية طنجة ، مهيأ ما بداخلها من بهارات تُبهر ومسحوق أسود مستخلص من جموع المسحوقين وسائل هلامي مستخرج من هموم المهمومين من الاثنين للاثنين على امتداد السنين المبتدئة بالحصول على الاستقلال إلى هذا الحين المسمى عند نفس الفريق بالقنطرة ، المشيدة سياسيا بين أي شيء أرادوا وما سَتُصبحُ بالنسبة لمن كان دونهم آخر محطة ، يتوقف عندها الصبر كتحذير قي كلمات متواضعة ذي المفاهيم القيمة المعتبرة لتحديد المُبْتَغَى مُسَطَّرَة .
... لهم الحق في تحصين أنفسهم بما أصبح يتجول في الشوارع منذ الفجر لغاية الظهيرة ، برشاشات خالية من أي ذخيرة متفجرة ، يكفي المحسوب على الشرطة الماسك بسيد الاتصال المرتبط بالأقمار المصطنعة ، ببعث إشارة لتمتلئ الساحات بقوات التدخل السريعة كالبرق أو البطيئة لتفريق بالحسنى أو العصا أي مظاهرة ، ولو فكروا بالعقل السديد (وبكونهم وُلدوا بنفس الكيفية بعد تسعة شهور في أرحام وبطون أمهات آدميات لم يحضرن من زُحَل أو المُشْتَري أو القمر) ، لحولوا ما صرفوه (وسيصرفونه على تلك المظاهر وما تحتاجه من آليات وتكاليف بالملايير) لاهتمام بالغ بأفراد
الشعب واحدا واحدا دون استثناء ، تلك المبالغ المالية كافية ليحس الشعب المغربي العظيم أنه سيد نفسه في دولة لها كل السيادة في مواجهة الأعداء الحقيقيين المتربصين لمكاسبها وإنتاجها المتنوع من الفسفاط إلى الغذاء وأيضا النفط وما يلحق به من غاز الذي أصبح الجميع على دراية أن المغرب له فيهما ما يصبح به دولة جد غنية إن سمح بذلك الأسياد وتكرموا ليكون للشعب المغربي له في ثروة بلده نصيب ولهم منه استمرار الطاعة .
... الأجواء ملبدة بكل منبوذ لو سعى المصلح الأقوى اكتساب اللقب من هذا العيار الأخير فأعادها لطبيعتها الأصلية ويرتاح المغرب لما تبقى له من قضايا أقل حدة ، الحكومة الحالية لن تستطيع فعل ذلك ، لأنها مطوقة بتعاليم منزهة عن كل القوانين ، سابحة مع خياراتها الفريدة عبر العالم ، والدستور في محنة تنفيذ بنوده مهما كان المجال ، الحكومة تُـسَاير ولا تَسير ، لذا يجب مراعاة ظروفها والتفكير جديا في كونها مجرد أحزاب نجحت في الوصول حيث زعماء منها يقفون بها، داخل تلك الواجهة الحديدية من الخارج ، الزجاجية من الداخل ، المحروسة ليل نهار لتأدية
المطلوب منها تأديته انتظارا لانتخابات تشريعية قادمة إن لم يقع ما يعيق ذلك في أي موعد لاح عن قصد .
... الصراحة شيمة المتمكنين من وطنيتهم الراسخة في تكوينهم التكوين الصحيح ، القادرين بها الإفصاح عن واقع لا غبار عليه يتطلب تدخل من وعاه ضررا على بلده وبالتالي على أمته ، بالتأكيد هناك دولة وبالتأكيد أيضا أنها متبعة استراتيجية محلية متجاوزة ، الخلل واضح والسكوت المطبق عليه أوضح وضوحا من الواضح ، نتحدث عن الشق المدني ، ونحدد فيه ما اجتهدنا لإبرازه دليلا أن المغرب في الأمور الاجتماعية ينتقل من السيئ إلى الأسوأ ، التظاهر بالرأفة بتوزيع ما يتشفى فينا الخصوم بتوزيعه لم يعد يجدي ، اطلاق اليد لتحقير العاطلين والعاطلات عن العمل أسلوب
يجب توقيفه فورا، الفقراء المغاربة أشرف من الشرف ، يحاولون عوض مد اليد بدل العرق ليقتاتوا وضميرهم مستريح ، أليس عارا أن يصل الحال بسيدات في مدينة "صفروا" يشتغلن بأجرة 600 درهم في الشهر منظفات في مؤسسات تعليمية ، ومع ذلك يطردن شر طردة ، ومهما توجهن لا أحد في هذه الدولة المغربية المحترمة استطاع الوقوف معهن لآخذ حقوقهن كمغربيات محترمات رفضن السقوط في متاهات المحرمات وتمسكن بحرمة شرفهن ، نائبة وزير الشغل المعينة في إقليم "صفرو" تُباشر مهامها انطلاقا من فاس ، وزارة من وزارات الحكومة الحالية تبعث بمن يمثلها في إقليم صفرو دون أن توفر لها
البناية ومن يساعدها كموظفين ، هذا لا يمكن أن يحصل إلا في المغرب الحامل شعار تقريب الإدارة من المواطنين ، كيف ستحل تلك النائبة عن وزارة الشغل مشاكل العمال والعاملات في صفرو المدينة والإقليم وهي نفسها في مشكل من العيار الباعث السخرية اتجاه من يقف مشدوها حيال مثل المواقف المخجلة . (يتبع)

مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
مدير فرع المملكة المغربية لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان (سيدني / استراليا)
شارع محمد الخامس، العمارة 81 مكرر، الطابق الأول رقم 5، سيدي قاسم، المغرب
البريد الإلكتروني :
mustaphamounirh@gmail.com