في حَدَقاتِ القبّراتِ/ كريم عبدالله

في حَدَقاتِ القبّراتِ ـــ وطنٌ ../ تتغنّى بهِ أهداب الكراكي
تتصاعدُ إبتهالاتٌ تعمّدُ شقوقَ ألأرض ـــ ترسمُ حقولَ قمحٍ متمرّدة
مِنْ هنا ...
تصعدُ السفائنُ سُلّمَ المجدِ ../ تستبسلُ ../ تعيدُ للشمسِ عرائشها
يامخاضَ كلّ الأرضِ ../ والأزمان ../ تمْتمْ بالنبضِ أغنيةً ...
خيولُ الصباحِ ../ مطهّمة بالزمرّدِ ../ راياتها تبقرُ الطّمَع
تتباهى بالصهيلِ مدجّجةً ـــ تقتلعُ أبوابَ السراب
يامشكاةَ الليلِ ألأخير ../ وياقمراً مسروقاً ../ على أرصفةِ التسكّع
هو الطوفانُ قادمٌ ـــ يكنسُ أرضَ الخيانةِ
غنِّ ...
أيّها الماسك بالجرحِ ../ على مضضٍ ../ نبعكَ خمرة للعاشقين
أيّها الماسك بحبالِ الغيومِ ـــ خضّبْ جبينَ الفجرِ ...
بالحنّاءِ ../ على الأبواب ../ تُعلّقُ الخُزامى
اركضْ ../ هذا مغتسلٌ باردٌ ../ فوقَ السيوفِ
إنّهُ الفجرُ ../ على الشواطيءِ يشرقُ ../ تتلوهُ السنابك
بيارقٌ تتلو بيارق ../ تقتلعُ الخوفَ منَ الطينِ ../ تعانقُ طيورَ الأبابيل
لا غالبَ إلآ الوطن ـــ يهدهدُ العابرينَ على الموتِ
في عينيهِ تلتمعُ البروق ـــ والينابيع ترتّلُ مواويل النخيلِ
هنا تفتحُ السماء أبوابها ـــ ترتّقُ وجهَ ألأرضِ
وهنا ينظرُ الربّ لجنانهِ ـــ مشرقاً على أرضكَ ياعراق

بغداد
العراق

الطائفية والمذهبية سبب بلاء الأمة فهل من أمل لإطفاء الحريق/ فؤاد الحاج

لفت أحد الأصدقاء نظري مع حلول شهر رمضان المبارك أن أعيد قراءة كتاب (إسلام بلا مذاهب) لمؤلفه المرحوم الدكتور مصطفى الشكعة ذلك الكتاب الذي كنا قرأناه خلال فترة الدراسة الجامعية في ستينات القرن الماضي والذي لاقى ترحيباً كبيراً وانتشاراً واسعاً آنذاك في كل الأقطار العربية، وبمراجعة سريعة لما تتضمنه مكتبتي وجدته والغبار يغطيه، لا أريد أن أنقل ما يحتويه هذا الكتاب القيم من معلومات عن تاريخ الطوائف والمذاهب المنصوص عنها بأقلام المراجع الدينية المختلفة، بل ما يكشف عنه من حروب المذاهب البغيضة وكيف ضاعت الأندلس وكيف تعمقت الخلافات بين المسلمين عبر التاريخ وكيف يستفيد أعداء الأمة من الفرق المتفرقة باسم الإسلام من أبناء الوطن الواحد، وكيف يتخذ أعداء الأمة من بعض تلك الفرق أشخاص ضعيفي النفوس ويغرونهم بالآمال والوعود الكاذبة، وكيف يستعملونهم كمعاول لهدم صرح الإسلام من أجل السيطرة ضمن سياسة "فرق تسد"، وفي النهاية يدعو المؤلف إلى وحدة الكلمة وتوحيد الصف لمقاومة الصهيونية والاستعمار. وقد توفي الدكتور مصطفى الشكعة في العام 2011 دون أن يرى ما وصلت إليه أحوال المسلمين من تشرذم بحيث أصبحت الفرقة فرق.

وفي توطئة الكتاب للشيخ المرحوم محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر (1893 - 1963) يقول: "لقد فهم المسلمون الأوائل روح هذا الدين الحنيف واختلفوا في فهم نص من كتاب الله أو سنة رسول الله، ولكنهم - مع هذا الخلاف - كانوا متحدين في المبادىء والغايات، لم يكفر بعضهم بعضاً، بل كانوا يداً واحدة على من عداهم. ثم خلف من بعدهم من خلف جعلوا دينهم لأهوائهم، فتفرقت الأمة إلى شيع وأحزاب ومذاهب وعصبيات، واستباح بعضهم دماء بعض، وكان بأسهم بينهم شديداً، فطمع فيهم من كان لا يستطيع أن يدفع عن نفسه. فذهبت ريحهم وتجرأ عليهم أعداؤهم وانتقصوا بلادهم من أطرافها، كل هذا ودعاة الفرقة سادرون في غيِّهم ماضون في طريقهم لا يدفعهم إلى هذا الطريق الشائك إلا أحد أمرين: إما الجهل بمبادىء الإسلام الصحيح أو الكيد لهذا الدين الحنيف، لقى الإسلام على يد هؤلاء وأولئك ما لقي من نكبات ومصائب".

ولقد استغل المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أسوأ استغلال، فراحوا يبعثون من قبور التاريخ أسباب العداوة والبغضاء، وينفخون في نار قد خمد أوارها وانطفأ لهيبها، لأن أكثر هذه الأسباب قد أصبحت غير ذات موضوع، كل هذا لتبقى لهم الكلمة النافذة في بلاد الإسلام التي حباها الله بخيرات لا تكاد توجد في غيرها من بلاد الله.

فمع إطلالة شهر رمضان المبارك ندعو إلى تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنعرات الطائفية وأذكتها العقلية الشعوبية.

إنها دعوة لعبادة الله وأن لا يتخذ البعض أرباباً من دونه، لأن الله لم يكلف أحداً بالإنابة عنه في الأرض كما يفعل ملالي قم وطهران، الذين يطرحون تأويلات بعيدة عن النصوص الشرعية من كتاب الله حتى أن البعض منهم لا يعترف بالقرآن المحفوظ ولا بالسنة النبوية الصحيحة، وهذه إحدى المصائب الكبرى التي تشوه مفهوم الإسلام الصحيح، لذلك علينا ألا نجعل من الدين تبعاً للأهواء، بل علينا أن نحارب احتكار فرد أو أفراد تعاليم الدين، وأن نفهم الدين كما فهمه المعاصرون للتنزيل، وألا نجعل من الإسلام دين أسرار وأحاجي ومعاني باطنية، فالدين الإسلامي أسمى من ذلك، وهو نزل بلغة عربية واضحة المعاني لا تحتاج إلى تأويلات.

ويوضح الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه عن مفهوم المساواة بين المسلمين وبين غير المسلمين فيقول "ثمة عنصر هام في المساواة في الإسلام لا ينبغي أن نمر عليه مر السحاب، بل ينبغي أن نقف عنده طويلاً، لأنه ينم عن أصالة في مبدأ المساواة في الإسلام والعدالة الشاملة التي لا يأتيها الظلم من بين يديها ولا من خلفها، ذلك العنصر الهام هو عنصر المساواة بين المسلمين وغير المسلمين مساواة تامة، والعيش معهم في سلام ووئام، والحفاظ على جوارهم، والمحافظة على أموالهم وأعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم، ينتظم هذا المبدأ في قوله تعالى: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) (الممتحنة الآية 8)".

ويضيف: "وليس التشريع في ذلك آية مكتوبة في كتاب الله وحسب، بل إن ذلك نزل إلى ميدان التطبيق العملي، فقصة ابن عمرو بن العاص مع المصري القبطي معروفة حين اعتدى ولد لعمرو بن العاص إبان حكمه مصر على أحد المصريين فهدده القبطي بشكايته لأمير المؤمنين، فلم يأبه ابن عمرو لذلك وقال: أنا ابن الأكرمين، فلما كان موسم الحج - وقد ذهب عمرو وابنه إلى مكة - كان القبطي في إثرهما، ودخل إلى الخليفة وعنده عمرو وولده، فشكا إليه ما قد وقع عليه، وأعاد على سمع أمير المؤمنين كلمة ابن الأكرمين، فغضب عمر بن الخطاب غضباً شديداً، ونظر إلى عمرو قائلاً جملته الخالدة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" ثم ناول الشاكي سوطاً وقال له: اضرب ابن الأكرمين كما ضربك."

ويقول: "ومن تقديس الإسلام للمساواة بين المسلم وغير المسلم أن كان يقف الصحابي الجليل على قدم المساواة في مقام الشكوى مع غير المسلم حتى يقضي لأحدهما، ومن القصص الجليلة تلك التي ذهب فيها يهودي إلى عمر يشكو علي بن أبي طالب لأمر من الأمور، فلما مثل علي أمام الخليفة لاحظ أن الخليفة يخاطبه بكنيته بقوله: يا أبا الحسن، فاكتسى وجه علي بمسحة من الغضب، فقال عمر: أكرهت أن يكون خصمك يهودي وأن تمثل معه أمام القضاء على قدم المساواة؟ فأجاب علي: لا، ولكنني غضبت لأنك لم تسو بيني وبينه بل فضلتني عليه إذ خاطبته باسمه وخاطبتني بكنيتي. وهكذا يأبى علي وهو المشكو منه إلا أن يحافظ على روح المساواة في موقف القضاء، فلا يرضى أن يخاطبه أمير المؤمنين بكنيته، لأن فيها معنى التوقير والتقريب، لكي يطمئن اليهودي إلى أن الحكم الذي سيصدره الخليفة سيكون خالياً من الهوى".

ويذكر الشكعة في كتابه: من مساواة غير المسلمين بالمسلمين كانت مطلقة حتى في الصدقات حينما وجد عمر ذمياً مسناً يسأل الناس ويتسول في الطريق فظهر عليه الأسف وأمر له بمرتب دائم من بيت المال وقال: "ما أنصفناك إذ أخذنا منك الجزية وأنت شاب وتركناك تتسول وأنت شيخ".

هكذا كان الدين الإسلامي الحنيف فأين المتأسلمين اليوم من هذه المساواة المطلقة بين المواطنين في الوطن الواحد؟ أين أولئك الذين يشوهون مفهوم الدين الحنيف في سوريا في اليمن وفي الصومال وفي مالي وفي العراق وفي مصر وفي ماليزيا وفي السودان وباكستان وأفغانستان وفي بلدان الخليج العربي وفي إيران وفي كل أصقاع الدنيا حيث يوجد مسلمون؟

فالإسلام عقيدة وشريعة، والعقيدة هي الإيمان بالله إلهاً واحداً خالقاً للكون لا شريك له، وبمحمد (ص) رسولاً منه إلى كافة الناس، والإيمان بالأنبياء والرسل جميعاً وباليوم الآخر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.

والإسلام لسماحته واتساع أفقه لم يقف من الأديان السماوية السابقة له وقفة تحد ونكران أو جحود، لأنه دين سماوي من عند الله الذي أرسل الرسل وأنزل الشرائع السابقة له، فعقيدة الإسلام شقيقة للعقائد السماوية السابقة، وكلها تدعو إلى الخير وتنهي عن الفحشاء والمنكر، والإسلام جاء ليستكمل ما يحتاجه تقدم الزمن من تطور في الفكرة الأزلية ملائماً للزمان الذي أنزل فيه والأزمان اللاحقة به، وقد جمعت الآية الكريمة هذه المعاني في قوله تعالى في سورة البقرة: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) (285).

هذا هو الإسلام الذي لا يدخل الناس إلى حوزته قهراً أو قسراً حيث يقول تعالى في سورة النحل: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (125).

ويقول في سورة البقرة ((لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي)) (256).

هذا من حيث الدعوة الموجهة إلى العامة، فإذا ما كان الأمر متعلقاً بأهل الكتاب طلب الإسلام من المؤمنين زيادة التلطف ومزيداً من إظهار المودة وحسن المجادلة ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) (سورة العنكبوت 46).

أما شريعة الإسلام فهي ما قد اشتملت عليه من معاملات وربط علاقات الناس بعضهم ببعض، ونظام الأسرة والمواريث والوصية والمحارم والزواج وحقوق الوالدين.

هذا الإسلام الذي يشوه روحه ومضمونه مجموعات من المارقين الجدد باسم الإسلام والإسلام منهم براء، أمثال دواعش العصر و"النصرة"، وما يسمى بـ"حزب الله" في لبنان وفي العراق وفي الخليج العربي، وكافة أتباع ملالي قم وطهران في العراق، وفي لبنان، وفي اليمن، وفي السودان، وفي سوريا وغيرهم من البلدان العربية وغير العربية، إضافة إلى معظم المتدثرين بعباءة رجل الدين بكافة ألوانهم ومذاهبهم، الذين يدمرون ويقتلون ويفتون باسم الله وباسم الدين، هؤلاء الذين يتلاعبون بتفسير وشرح كلام الله ويؤولونه بحسب أهوائهم، فأين هم من روح الدين وجوهره الذي جاء لتحقيق العدل والمساواة بين البشر ومن أجل تحقيق إنسانية الإنسان، وأين هؤلاء جميعاً من الإسلام الذي مصدره واحد؟! وأين هم من الخلفاء الراشدون وأوائل المسلمون في عصر الرسول العربي الكريم؟!

وأخيراً إن لم يقم العقلاء من أبناء الأمة والشرفاء من المؤمنين من رجال الدين تحديداً الغيورين على الدين الإسلامي الحنيف، وبصورة عامة الذين يدعون أنهم قوميون ووطنيون، بإعادة نظر شاملة لمجريات الأمور في البلدان العربية في كل ما يجري فيها من انتشار للطائفية والمذهبية البغيضة التي نشرت الحقد والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، إذ عليهم يتوقف مصير الجيل الحالي والأجيال القادمة من خلال بث ونشر روح العروبة التي وجوهرها الإسلام، كي تعود للإنسان إنسانيته في أمة مزقتها الأحقاد والضغائن والأنانية منذ حادثة (سقيفة قس بن ساعدة) وصولاً إلى موقعتي (الجمل) و(صفين) التي توقف عندها زمن دواعش العصر الحديث من كل المذاهب مما زاد من تفرقة الأمة إلى فرقاً وشيعاً، بسبب كرسي الحكم أو ما يسمونه الخلافة والإمارة، تماماً كما حدث في الأندلس بين ملوك الطوائف.

وكل رمضان والجميع بخير

28/6/2014

كرامة مصر .. وعار المعونة الأمريكية/ مجدى نجيب وهبة

** أتعجب من تلك الخلطة السحرية التى يطلق عليها "المعونة الأمريكية" ، التى لا تتعدى مليار و200 مليون دولار ، ثم تقلصت إلى مليار دولار ، ثم تقلصت إلى 750 مليون دولار ..
** منذ الإضطرابات فى مصر بداية من 2005 حتى الأن .. مازالت الحكاوى على تلك المعونة لا تتوقف يوما واحدا .. فتارة الكونجرس الأمريكي يوافق على منح مصر المعونة بشرط تطبيق الديمقراطية ، وحماية حقوق المواطن ، وحرية العمل بمنظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان ، وحرية التعبير للنشطاء السياسيين ، و..... ، و..... ثم ترتفع أصوات أخرى تطالب بوقف المعونة الأمريكية فورا ، لأن مصر مابتسمعش الكلام ولا تطبق الديمقراطية ، ولا تحمى الحريات .. ويجب توقيع أقصى العقوبات .. ثم تنطلق أصوات أشد قبحا تطالب بالإعتراف بالشرعية ووقف محاكمة الإخوان والإفراج عن كل النشطاء السياسيين .. ولست أدرى ما علاقة أمريكا الشاذة بكل من علاء عبد الفتاح المتخلف فكريا ، والعيل الصايع المدعو "أحمد دومة" ، والقواد "أحمد ماهر" ، وبعض نشطاء السبوبة مثل "محمد عادل" ، و"أسماء محفوظ" ، والعديد من الأسماء ..
** هل هؤلاء هم ضمن رعايا الأمريكان ، ويجب أن تتعامل الدولة المصرية معهم بمنتهى الحساسية ، لأنهم يمثلون العاهرة أمريكا فى مصر .. أم أن هؤلاء هم مجموعة من الجواسيس والقوادين الذين يعملون لصالح أمريكا ، وعلى مصر والسادة المسئولين الإعتراف بهؤلاء الجواسيس بإعتبارهم السفراء الجدد لأمريكا فى مصر ؟ ...
** وأخيرا .. إنطلقت صيحات الإدارة الأمريكية بالصراخ والعويل للمطالبة بالإفراج عن صحفيى الجزيرة ، وبعض المراسلين الأجانب الذين حكم على بعضهم بالأحكام المشددة التى صدرت بـ 10 سنوات ، والبعض 7 سنوات ، وأمامهم درجات التقاضى لتخفيف الحكم الصادر أو تبرئتهم ..
** قالت صحيفة "المونيتور" الإلكترونية الأمريكية .. أن المعونة الأمريكية لمصر تحولت إلى خلاف حاد بين مجلس النواب والشيوخ داخل الكونجرس ، بعد إصدار القضاء المصرى أحكاما بالسجن على صحفيى الجزيرة ، وبعض المراسلين الأجانب .. وأوضحت الصحيفة أن مجلس النواب كان راغبا فى الإبقاء على المساعدات الأمريكية لمصر كما هى .. لكن الحكم الأخير قد يدفع بعض النواب إلى تغيير موقفهم .. كما سيتم تعديل المعونة العسكرية بمقدار الثلث ، ويعيد هيكلة إجمال المساعدات ، بحيث تذهب المبالغ المقتطعة إلى بند المساعدات الإقتصادية لدعم الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المستقلة .. وهى نفس النغمة من التهديدات الأمريكية التى تعودت عليها الدولة المصرية .. وهنا لدينا عدة ملاحظات ونقاط يجب فتح ملفاتها ، ونريد إجابة واضحة من كافة المسئولين فى الدولة ..
الملاحظة الأولى :
** ما هو سر البعيد الباتع لمغزى قيمة المعونة الأمريكية رغم أنها معونة بطعم المهانة ، ورغم أن مصر حصلت على منح وقروض ومبالغ مالية كبيرة جدا ، لا ترد من بعض الأشقاء العرب ، ولم تفصح بعض الجهات المسئولة عن حجم هذه المساعدات التى تفوقت على قيمة المعونة الأمريكية بمراحل .. إلا أنه يبدو أن المعونة الأمريكية لها مذاق وطعم خاص لا نعرف كنيته ولا سره حتى الأن ، رغم ما تتعرض له مصر بسبب هذه المعونة ..
الملاحظة الثانية :
** هذه المعونة تعطى لمصر وتقدم لإسرائيل مقابل إتفاقية السلام "كامب ديفيد" ، وإذا كان هناك نية للتلاعب بهذه المعونة فيجب الوقف فورا بالتعامل بمعاهدة كامب ديفيد وعلى رأى المثل "كل واحد يشوف مصلحته" ..
الملاحظة الثالثة :
** إن هذه المعونة تعطى بالشمال ، ويتم الحصول على أضعاف أضعافها باليمين .. فهناك مميزات تمنحها الدولة المصرية للدولة الأمريكية ، منها على سبيل المثال خفض التعريفة الجمركية على البضائع الواردة من أمريكا ، وخفض رسوم السفن الأمريكية العابرة لقناة السويس ، والإلتزام بشراء بضائع أمريكية لترويجها داخل السوق المصرية .. حتى لو كان السوق المصرى غير محتاج إليها ..
الملاحظة الرابعة :
** تلويح أمريكا الدائم بدعم برامج المجتمع المدنى ومجالس حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة .. فإذا قبلت مصر هذه التلويحات التى غالبا تمارس الأن على أرض الواقع .. فهذه كارثة كبرى .. أولها أن أمريكا تنشئ أفراد موالين للإدارة الأمريكية وليست موالية للدولة المصرية ، ينطبق ذلك على كل الذين يحصلون على هذه المنح ..
** الكارثة أن هناك صراع سيظهر بين وسائل الإعلام الخاصة التى هى معروفة بتوجهاتها لكسب ود الإدارة الأمريكية ، لإسقاط وتدمير الدولة المصرية .. وهذا ليس كلامنا بل هو بإعتراف أمريكا نفسها ، وإعتراف الرئيس الأمريكي "أوباما" ، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلارى كلينتون" ، وبإعتراف الوزير الحالى "جون كيرى" ، والسفيرة الأمريكية السابقة فى مصر "آن باترسون" .. بأن مصالح أمريكا مع جماعة الإخوان المسلمين الذين يجيدون فن تدمير الدول وإشعال الفتن الطائفية و القتل والسرقة والنهب والتضليل بإسم الإسلام ..
** فإذا كان هدف وعلاقة أمريكا بالإخوان الإرهابيين ، وكيف يتم إستخدامهم .. فهل يمكن أن يختلف هدف علاقة أمريكا بمنظمات حقوق الإنسان أو المجتمع المدنى أو النشطاء السياسيين .. يضاف إلى كل هؤلاء الإعلام الفاشل أو العاهر الذى يتآمر على مصر .. وبالطبع المقابل هو اللهث وراء المعونة الأمريكية التى تضخم جيوب أصحاب هذه القنوات ، وترفع أرصدتهم فى البنوك .. وهو ما يحرص عليه صاحب القناة أو الجريدة التى يقوم بالإستعانة فيها ببعض الشخصيات التافهة التى تبيع ضمائرها للشيطان من اجل الحصول على بعض الدولارات التى تمنحها أمريكا لهؤلاء القوادين ليعملوا لحسابها فى تدمير مصر ، وهو ما يؤكد أننا نطالب بمحاكمة صاحب قناة "أون تى فى" ، وصاحب قناة "النهار" ، و صاحب قناة "الحياة" ، وصاحب قناة "التحرير" .. وهذا مطلب جماهيرى أن تفتح ملفات هذه القنوات والصحف التى تحمى المصالح الأمريكية وتؤيد مخططاتها ..
** أما أعجب ما حدث من تصريحات لصاحب قناة أون تى فى ، الملياردير نجيب ساويرس .. إنه يتحدى شعب مصر ، فى الإبقاء على من يهاجم الجيش المصرى ، ومن يسقط فى الدولة ، ومن يسقط فى الأمن القومى المصرى ،و يدعم المخططات الأمريكية ، وقال الملياردير نجيب ساويرس نصا فى تصريحات على قناة النهار "كل من يعترض على مواقف الإعلامي يسري فودة ألا يشاهده، قائلًا: «اللي مش عاجبه فودة يغير القناة، ولو هو له وجهة نظر مش عاجبة حد ميتفرجش عليه»، على حد تعبيره" وعند سؤاله عن موقفه في حالة تعرضه لضغوطات من الدولة لمنع يسري فودة من الظهور على قنواته، أجاب، قائلًا: «مش أنا اللي أمشي حد، أو أمنعه، ولو حصل إن الدولة ضغطت عليا مش هتكون أول مرة، لأني تعرضت لضغوط كثيرة في عهد مبارك والمجلس العسكري والإخوان»، على حد قوله ..
** هذا تحدى واضح من رجل الأعمال الذى يمتلك جريدة المصري اليوم ، وهى الجريدة الخاصة الوحيدة فى مصر عندما كان يترأسها مجدى الجلاد سابقا .. كانت أكبر جريدة تحرض على الأمن القومى المصرى ، وتمهد لوثوب الإخوان للسلطة .. وحذرنا مرارا وتكرارا من تصاعد حدة مقالات مجدى الجلاد ضد الوطن .. ولم يأبه مالك الجريدة بكل ما كتبناه .. بل أصر أن يواصل الجلاد هجومه على الجيش المصرى وعلى القيادات .. إلى أن سقطت مصر فى براثن الإخوان ..
** والأن يتحدى بنفس الأسلوب ما يطالب به الشعب المصرى وهو محاسبة يسرى فودة على مهاجمته للجيش المصرى والامن القومى المصرى ، وتطاوله على الدولة .. ورغم ذلك هناك من يحميه ويدافع عنه ويتحدى من يمسه .. هو رئيس القناة نجيب ساويرس ..
** نرجو محاكمة رجل الأعمال لأنه لن يكون دولة داخل الدولة ، ولن نسمح بالتطاول على دولتنا أو إحاكة المؤامرات حولها مهما كان .. ومهما تخيل أنه يمتلك من الأموال ، فالدولة أقوى من كل هؤلاء الأقزام ..
** المخطط واضح ومعلن .. فما هو موقف القيادة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس "عبد الفتاح السيسى" .. لماذا لا يكون لدينا ذرة من الكرامة وتعلن الحكومة المصرية رفض المعونة الأمريكية حتى نغلق الباب على التنظيمات الإرهابية داخل مصر ، والذين يسمون بجماعة السبوبة وعلى رأسهم كل منظمات حقوق الإنسان فى مصر .. لماذا لا يكون لدينا ذرة كرامة وتعلن الحكومة المصرية طرد السفير الأمريكى من مصر ، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الشيطانية ، وأن تعلن الخارجية المصرية أسباب قطع هذه العلاقة ؟؟؟؟؟
** لماذا لا يكون لدينا الشجاعة لمحاكمة كل الخونة الذين تعاونوا مع أمريكا وقبلوا الرشاوى والأموال لإسقاط مصر ؟...
** أخيرا .. نريد ردا من كافة المسئولين فى الدولة .. على كل ما تم طرحه فى هذا المقال .. حمى الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها ...

صوت الأقباط المصريين

صدر النهر/ حسن العاصي

كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

 هذا الرحيل يشطرني
هناك خلف تلك الفوانيس النائمة
تماماً خلف أقدام التلال
يعجن التراب دموع العابرين
يرتعش البياض على غصن الماء
ويحلّق وتر المآقي
نحو السراب الغائب
حيث تنعق الغربان

في ميادين المدينة بخار أسود
يحجب عريها ويفور
تناديني الدروب القديمة
والجدران الجريحة تتلوّى
وحيداً أرحل بهدوء
نحو كآبة حجر
تحت جنح الطغيان

خلف هذا السدر المتدفّق
يخرج من رحم المجرة
ريش من فضة
ينفث دماً فوق رؤوس الطيور
فينقسم الوريد
وتستعصم أوطان

يغفو القمر على خد الشرفة
كانت الحروف بعيدة مسافة حزن
والهيكل رماد يقد المساء
والنجوم ياقوت يمور
والصلاة بلا إيمان

في قعر الجبّ
تعلّق المشانق لطلة الفجر
في دكنة الطريق تهطل الفجائع
ترتق النصال بالعظام
ثقوب الأفق السّاجد
عاد الصباح ساج بغير عادته
يجر حقائب من قضوا
فوق حصرم الأكفان

أصلّي فوق ريح الحزن
وأحمل الحقل بكفي
تخنقني الطفولة
ربما أمضي بعد جدول
أو طوفان

ادفني هنا
تماماً هنا
حيث صدر النهر يغسل الضياء
ثم خذ سديمي
فوق لوح الايتام
طيفاً يغفو على نافذة الأحزان

أنين الروح/ ليلى حجازى

كم هو مؤلم احساسنا بأن قلوبنا ،،بمنأى عن تلك الشطآن
حين يفيض القلب ،،،،بهمس صلّب الحروف
على ناصية الذكرى ،،،،،لتهمس بقايا
من اشجان وبوح،،، بأن تستريح
عند معانقة الأماني،،،،،، لزمن أندثرت
وتدثرت العواطف تحت خبايا الروح
فلا تحمل الا أنين وجع الضياع
وبقايا جسد ضل يحمل روحا
يعذبها الأنتظار عند بوابات الوقت
حين يهيم الحنين متسللا
عتمة الظلام ،،،
شيء بداخلي يطلق
أهات التمني
لبداية موعد لقاء
.بحروف تدمع من وجع الروح
نزفت دموعا أختلطت بحزن اشقى النفس
فاحتلت مكانا في خلجات النبض
لتسجل توقيعا بأن الغياب ما هو الاصوت
يصدح خوفا بفقد تلك الاحاسيس
المعطرة بروعة أمل بات يلوح بالوداع
  بقدر ما شعرت به من حنين
بين ثنايا الانين
انين الروح

علامات الانتفاضة الكبرى/ د. مصطفى يوسف اللداوي

كلُ شئٍ يدل على قرب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الكبرى، التي ستكون مختلفةً عن سابقتيها، ومغايرةً في كثيرٍ من مظاهرها عن الأولى والثانية، لجهة القوة والعنفوان، والعمق والأثر، والامتداد والانتشار، والتنظيم والإعداد، والخبرة والتجربة، والأهداف والغايات، والقيادات والكفاءات، والطاقات والقدرات، والسلاح والعتاد، والآلة والذخيرة، والتأييد والمساندة، والمساعدة والمشورة، والاعتراف والقبول. 
إذ ستجد الانتفاضة الثالثة من يبررها ويقبل بأسبابها، ويلقي باللائمة كلها على الكيان الصهيوني، الذي تسبب بها، ودفع الشعب الفلسطيني بكلتا يديه متعمداً إليها، وقد أغلق دونهم الأبواب، وأغلق أمامهم السبل، وضيق عليهم الحياة، وسامهم في أرضهم وفوق ترابهم سوء العذاب، قتلاً واعتقالاً ومصادرةً وإبعاداً، معتقداً أن هذا الشعب لن يثور، وأن الجمر الكامن في أرضه قد خمد، وقد أطفأ لهيبها رمادُ بطشه، وقسوةُ ممارساته، فظن أنها لن تتقد من جديد، ولن تلتهب ناراً عظيمة كما كانت، وأن الفلسطينيين سيستكينون ضعفاً، وسيخضعون خوفاً، وسيقبلون بالممارسات الإسرائيلية قهراً، ولن ينتفضوا عليها جبناً ورعباً.
لكن الإسرائيليين ومن يفكر مثلهم يخطئون دائماً، ولا يحسنون التقدير، فقد أعمت القوة عيونهم، وطمست على قلوبهم، وختمت على عقولهم، فما باتوا يميزون ويدركون، أو يفكرون ويعقلون، فقد غاب عن وعيهم أن الكبت سيولد انفجاراً، وأن القوة ستخلق مقابلها قوة، وأن القهر يخلق إرادة، وأن الحشر يدفع إلى المواجهة، وأن النار إذا أضرمت فستحرق، وستبيد وتهلك. 
وفاتهم أن الفلسطينيين ليسوا تراباً ظمآناً لماءٍ قذرٍ يشربونه، بل هو ظمآنٌ إلى حريةٍ واستقلال، وكرامةٍ وعزة، ولو كان ثمنها المزيد من الدم والضحايا والشهداء، وقد سبق له أن قدم وأعطى، وهو بالتأكيد حاضرٌ للمزيد والجديد، ولكن جديده اليوم سيكون مختلفاً، وبلاؤه سيكون أشد وأقوى، وأوعى وأكثر رؤيةً وبصيرة.
إنها الانتفاضة الكبرى، فقد آن أوانها، وظللنا زمانها، واقتربت ساعة قيامها لا ريب، وما على العدو إلا أن يترقب وينتظر، ويعد نفسه ليومِ كريهةٍ وغضب، وأيامٍ ثورةٍ ولهب، تنسجها انتفاضةٌ ثالثةٌ نحن معها على موعدٍ ووعدٍ، ولكنها يوم أن تأتي بعض فعالياتها فلن ينفع العدو ما قدم، ولن يقبل منه ما أعطى، وقد بدت معالم الانتفاضة الكبرى كلها، وظهرت جميع أماراتها، واستوفى العدو جميع سلوكياته لظهرها، واستخدم مختلف سياساته، وأصبح لزاماً عليه أن يتلقى النتائج، وأن يحصد ثمار ما بذر في أرضنا، وخرب في بلادنا.
إنها ذات السياسات التي سبقت الانتفاضة الأولى، يوم أن أطلق العدو الإسرائيلي جنوده في أرضنا الفلسطينيية، من ذوي القبعات الخضراء والحمراء، الذين عاثوا في أرضنا فساداً، فقتلوا واعتقلوا، وهدموا وخربوا، ومارسوا ضد المواطنين ممارساتٍ يندى لها الجبين، فقد أجبروا أهلنا على الوقوف طوابير في الشوارع لساعاتٍ طويلة، وأمروهم أن يرقصوا في الشوارع، وأن يطبل لهم غيرهم، ومن الجنود من كان يجبر بعض أهلنا على الإتيان بحركاتٍ بهلوانية، أو تقليد أصواتٍ حيوانية، ومنهم من قيد شبابنا إلى أعمدة الكهرباء لساعاتٍ طويلة، وكنتُ أحد الذين قيدوا إلى عمود كهرباءٍ ليومٍ كامل، في محاولةٍ منهم لإذلالنا وقهرنا، وكسر شوكتنا، وإضعاف إرادتنا، وغير ذلك مما يسيئ إلى كرامة شعبنا، ويحط من قدره.
لكن الشعب ضج بهم وضاق ذرعاً بممارساتهم، وانتفض عليهم بسكاكينَ تمزق، ومدىً كبيرة تبقر، وفؤوساً ومعاول تقتل، فكانت حرب السكاكين، وانتفاضة الحجارة، التي صنعت للفلسطينيين اسماً، وجعلت منهم علماً، ورسمت لهم أمام العالمين صورةً ناصعة، للشعب الثائر، والأمة التي تنتفض على الضيم، وتواجه الظلم، ولا تخاف من القتل، ولا تستكين على القيد، إذ واجه شبانهم بصدورهم العارية الدبابة الصهيونية، وتصدوا لبنادقهم الآلية، وآلياتهم الحربية التي لا ترحم، ولا تفرق بين الناس ولا تميز.
وكانت انتفاضة الأقصى ثورةً على شارون وجحافل جنوده، وقطعان مستوطنيه، الذين جاسوا خلال باحات المسجد الأقصى، ودنسوا رحابه الطاهرة، فعمت الانتفاضةُ الوطن، وسادت البلاد، وانتسب إليها كل المواطنين، فتحٌ وحماس، وجبهةٌ وجهاد، وعامةٌ وخاصة، وعاملون وعالمون، وما تأخر عن الالتحاق بها أحد، وخاض رجال فلسطين كلهم ضد العدو معارك بطولية، وصنعوا ملاحم جبارة، أكدت للعدو ومن حالفه أن الفلسطينيين لهم إرادة، وعندهم بإذن الله مشيئة، فإن هم قرروا النهوض نهضوا، وإن هم هموا على المواجهة والتحدي فعلوا، فلا يمنعهم من ذلك بطش جيشٍ، ولا غطرسة عدو، ولا عنجهية قائد.
تلك كانت علامات الانتفاضة الصغرى، وقد انتهينا منها، وبتنا اليوم، بشهادة العدو نفسه، الخائف الوجل، على أعتاب الانتفاضة الكبرى، التي سيكون بعدها الآخرة والخاتمة، والنصر والعودة والتحرير بإذن الله، إذ ليس بعد الانتفاضة الكبرى خنوعٌ واستكانة، ولا خضوع ومهادنة، ولا مفاوضاتٌ ومصالحة، ولا مصافحاتٌ ومسامحة، ولا قبول بعدها بمسكناتٍ وصدقاتٍ ووعودٍ كاذبة، وآمالٍ كالسراب خادعة، بل سيكون وعد الله الآخر لهذه الأمة بالنصر، وسيمن على هذا الشعب بما وعده، وهو الصادق الوعد الحق، ولن يخالج نفوسنا شك، ولن يعترينا ضعف، ولن ترتجف فرائصنا خوفاً وهلعاً، فما بعد الموت ليس إلا شهادة، وما بعد الصبر ليس إلا نصراً وعودةً ووطناً وتحريراً بإذن الله.

الأديب فتحي فوراني وسيرة "بين مدينتين"/ شاكر فريد حسن

فتحي فوراني ركن من أركان الأدب والثقافة والفكر والوعي والتنوير ، ومن الأسماء البارزة في المشهد الثقافي الأدبي في هذه الديار . وهو احد أساتذة ومعلمي اللغة العربية الأفذاذ ، معرفة وثقافة وتراثاً والماماً  ، الذين يشهد ويشار لهم بالبنان . 
وهو مثقف وقارئ نهم متعطش دائماً للمعرفة والاستزادة ، وعاشق ثمل للغة العربية وآدابها وصرفها ونحوها وبلاغتها . 
وهو إنسان دمث وهادئ ووقور مشحون بالإنسانية ، ويحب الخير للناس أجمعين ، ويدعو للمحبة والتسامح بين الأديان ، وصديق الأدباء والمثقفين ورجال الفكر والقلم والدين ، وله حضوره المتواصل في المناسبات الثقافية والاجتماعية والسياسية والمشاركة في الندوات واللقاءات الثقافية ، ويحتل في قلوبنا مرتبة رفيعة ومنزلة عالية لما يتمتع به من خلق وأصالة وشهامة ووقار ووفاء للخلان والأصدقاء .
وفتحي فوراني كاتب وأديب وطني تقدمي ملتزم منحاز لجموع الفقراء والكادحين والفلاحين والمثقفين الثوريين، ومناضل لأجل الحرية والسلام والديمقراطية وأخوة الشعوب . كتب الشعر والقصة في بدايات حياته ثم اتجه نحو النقد ، وبعد ذلك اهتم بكتابة البحث الأدبي والمقالة الأدبية والسيرة الذاتية ، ونشر جل كتاباته في صحيفة "الاتحاد" العريقة .
صدر له كتاب "دفاعاً عن الجذور" وكتاب " مسيحيون ومسلمون تحت خيمة واحدة " . وصدر له حديثاً ، عن دار" راية " للنشر كتاب "بين مدينتين" ، وهو محطات على طريق السيرة الذاتية ، كنا قرأنا الكثير من فصولها في الملحق الثقافي الأسبوعي لـ "الاتحاد".
في هذا الكتاب يعود فتحي فوراني إلى الماضي البعيد والأيام الخوالي ، ويقف على أحداث ذلك الزمن الجميل ، التي كان لها الأثر والوقع في نفسه ، ويسلط الضوء على مرحلة الفتوة والشباب والحياة المدرسية في ثانوية الناصرة والمعلمين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والوطنية ، التي تركت بصماتها على نفسه ، وساهمت في تبلور وعيه وشخصيته ومواقفه ، ويقدم صوراً ومشاهد تركت في أعماقه وروحه ووجدانه حفراً عميقة .
يبدأ فتحي فوراني سيرته بمرحلة الطفولة في صفد ، المدينة التي ولد فيها وينتمي لها ويستعيدها من خلال أحاديث الناس الكبار ، لأنه كان طفلاً صغيراً يحبو ولا يتذكر شيئاً منها . ويحكي عن تجربة الرحيل والتحول إلى لاجئ في الوطن ، ويسرد قصة عائلته التي أصابتها أحداث النكبة بشكل مباشر فهاجرت إلى الناصرة ثم حيفا . 
وفي المحطة الثانية يتوقف ليروي ذكرياته في زنبقة وعاصمة الجليل مدينة الناصرة ، التي احتضنته وشب وترعرع وكبر وتعلم وعاش فيها حقبة من الزمن في فترة الشباب ، وعرف أهلها وبيوتها وحجارتها وأزقتها وأحيائها وشوارعها ومثقفيها ومبدعيها ومناضليها وشخصياتها اللامعة ، وجمعته العلاقات بعشاق الكلمة ومتعاطيها ومحبي الأدب والثقافة ليصبح فيما بعد كاتباً وأديباً معروفاً بين الأوساط الثقافية والأدبية والاكاديمية والتربوية والشعبية . كذلك يقدم صورة للحياة الأدبية  وللحراك الاجتماعي والثقافي الأدبي فيها .
وفي الفصل الثالث من الكتاب يستعيد فتحي فوراني ذكرياته وأيامه في حيفا ، التي انتقل للعيش والإقامة فيها في بداية الستينات ، واشتغل معلماً في الكلية العربية الارثوذكسية لأكثر من ثلاثين عاماً ، حيث ترك في نفوس طلابه الذين تخرجوا من معطفه ، وغرس فيهم حب الأرض والوطن والناس والتمسك بالقيم والمبادئ والفضائل ومكارم الأخلاق ، وذوت فيهم جمال اللغة العربية وأصالة التراث الإنساني التقدمي . 
وفي حيفا ينشط فوراني في الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية ويشغل منصب نائب رئيس بلدية المدينة لعدة سنوات ، ويخرج للتقاعد من سلك التعليم ويتفرغ للإبداع والعطاء الثقافي والمشاركة في الندوات والحلقات الثقافية والفكرية .
وفي سيرته "بين مدينتين" يبهرنا ويدهشنا فتحي فوراني بأسلوبه الأدبي الشاعري العفوي المنمق البديع ، وكلماته البليغة التي يشحنها بالإيحاءات التعبيرية  ، وينتقيها برهافة وأناقة تسحر القلوب وتخلب الأفئدة . 
وفي النهاية ، فتحي فوراني في سيرته الذاتية "بين مدينتين" يقدم صوراً صادقة لحياة إنسان قانع في الحياة ، ومبدع أصيل ونظيف عصفت به نوائب الدهر والنكبة الفلسطينية وظل قابضاً على المبدأ وجمرة الإبداع ، حالماً بالعودة وبناء وطن الحب والتسامح الإنساني . 
فسلاماً للصديق لفتحي فوراني مع خالص التحية ، والمزيد من الكتابة المدهشة والإصدارات المميزة والعطاء الأدبي الإبداعي المتواصل . 

دموع النهايات/ صلاح علي

لن انساك  ابدا يا روحي
فانت حياتي
التي اعيش لاجلها 
وسوف اجتهد  كي 
نعيش معا للابد  ؟

كانت هذه اخر الكلمات
التي رددها   امير. 
لحبيبته وفاء
وهو يغادر القرية حاملا حقيبته 
واحلامها ؟
تسللت تلك الكلمات 
الي اعماق قلبها
واصبحت مثل ترنيمه محببه 
ترفض مفارقة لسانها

مرت السنوات و نسيت وفاء عمرها
الذي يجري  نحو الافول
دون ان تنسي كلمات 
حبيبها ووعوده  ؟

اغلقت بابها من بعده امام  شباب القرية    ؟
لا تريد الزواج من احد  ؟
وتتفنن في اختلاق 
الاعذار لوالديها   ؟
فقد ملك القلب فارسا 
حمل معه مفاتيح قلبها 
ورحل   ؟
عاشت  علي امل  عودة
القلب والروح

و عالمها الوردي الحالم 
كما هو لم تغيره السنين
سمعت زغاريد الفرح من منزل
فارسها 
سالت امها في لهفة المحب
  ماذا هناك  ؟
فاخبرتها  لقد عاد   امير
   من بلاد الخواجات ؟

تسارعت دقات قلبها
واحست ان قلبها 
المحب الصغير 
يكاد ينخلع  من صدرها 
طالبا  الخروج  ؟
اه من هذا الحب 
رغم انقطاع اخباره كانت
واثقه من انه  سيعود يوما ؟

  لابد انه سيخرج الان 
ويقابلها. وتنسي  بين احضانه سنين
الوحدة والعذاب
او سيرسل احدا  يبث معه
شوقه  وحنينه
وحبه
. او او 
لم تستطع الانتظار ارسلت
اختها الصغيرة لمعرفة
احوال حبيب القلب
وكيف عاد ؟
وهل غيرته السنوات   ؟
هل زاد وزنه ؟
ام نقص ؟
هل مازالت ابتسامته
كما هي تشع نورا ونار.
هل  هل  .؟
لولا تقاليد القرية
لهرولة الي احضانه
عادت اختها الصغيرة
وهي تقفز وتتمايل 
يمينا وشمالا 
في فرح الاطفال وسرورهم

ووفاء تتمايل  معها  وكانها تخاف
ان تسقط اختها  اخبار حبيبها  ؟

سحبتها من  يدها الي 
ركن  المنزل بعيدا عن امها
وسالتها  في شوق ولهفة كيف هو ؟
وهل تغير  عن الصورة التي رايتها ؟
وهل هو بصحة جيده  ؟

ردت  الصغيرة   ببراءة  
انه بخير يا اختي 
وقد احضر ابنته  وزوجته 
وهي بيضاء مثل الخواجيات ؟ 
وانهم يشبهون   .........،،،

لم تسمع وفاء بقية الكلمات
تركت اختها ترسل الاخبار

في حماس الاطفال

بينما  ترسل هي  دموع  من نار ؟

صلاح علي الارتري


لكل سجين قصة تفوق الخيال/ محمد فاروق الإمام

بداية أهنئ الفارس عدنان قصار على فك أسره وتنسمه الحرية بعد 21 عام وأتمنى له البدء بحياة كريمة بين أهله وإخوانه وأصحابه وطي صفحة الماضي وسوداويتها فهكذا فعلنا نحن وفعلها كل من تحرر قبله من أسر هذا النظام السادي المجرم.
لم أفاجأ بقصة الفارس عدنان قصار وبالأسباب التي رمته في ظلمة السجن وقسوته كل هذه السنين الطويلة، فقد حدث مثل ذلك قبل 1400 سنة عندما لطم ابن عمرو بن العاص القبطي الذي فاز عليه في سباق الخيل وهو ابن والي مصر وابن الأكرمين، والفارق بين الفارس عدنان قصار والفارس القبطي وقوع الحادثتين المتشابهتين في ظل حكمين مختلفين؛ حكم عادل يقوده الفاروق عمر بن الخطاب وحكم ظالم متجبر يقوده حافظ الأسد وشتان بين العدل والجور والظلم.
ففي ظل العدل نال القبطي حقه من ابن الأكرمين، وفي ظل الجور والظلم عوقب الفارس عدنان قصار بقسوة عندما تجرأ وسبق ابن الظالم المتجبر.
وفي هذا السياق أجدني أسوق قصتي مع هذا النظام التي هي أغرب من قصة أخي الفارس عدنان قصار، فقصتي مع هذا النظام الذي يدعي المقاومة والصمود والتصدي، والذي تتقاطر ميليشيات الحقد في الضاحية الجنوبية نصرة له في هذه الأيام بحجة الدفاع عن نظام مقاوم، وأتمنى على فتيان الضاحية الجنوبية وأهل وأسر هؤلاء الفتيان أن يطلعوا على حقيقة هذا النظام المقاوم في وسائل الإعلام والورق، ويجنبوا أبناءهم مقاتلة إخوانهم في سورية الذين ثاروا من أجل نيل الحرية والكرامة، وهذه قصتي أسردها كما حدثت لأخفف عن أخي الفارس عدنان قصار وقع ما حدث له:
في 20/7/1963 استدعيت للخدمة العسكرية، أي بعد انقلاب البعث بنحو خمسة أشهر، وبعد خضوعي لدورة دامت أحد عشر شهراً وثلاثة أيام وكان ترتيبي الأول (ماجور الدورة) تم فرزي إلى الجولان المحتل حالياً، وكان هذا الفرز محل استغراب من قائد المدارس في قطنا العقيد "حسين زيدان" (قتله رفاقه فيما بعد)، ولكنه بعد معرفته أنني لست بعثياً تمتم قائلاً: صير بعثي وخليك عندنا!!
التحقت بقطعتي العسكرية الجديدة في "تل زعورة" في القطاع الشمالي من الجولان وتكيفت بوضعي الجديد وتأقلمت بالحياة فيه رغم قسوته ونذالة بعض من فيه ومن يشرف على قيادته، وفي يوم 3/11/1964 وبالساعة الرابعة عصراً قام الطيران الإسرائيلي بقصف كافة المواقع في الجبهة لأكثر من ثلاثين دقيقة، وكان من جملة قنابله التي قصف بها الجبهة "قنابل نابالم" الحارقة، ومن هنا بدأت القصة التي ستذهل كل من يقرأها أو يطلع عليها.
كان قائد الموقع ملازم أول احتياط علوي، ويؤسفني أن أقول ذلك، لا يفقه من أمور العسكرية إلا الكفر والسباب والتخوين، قد آثر اللجوء إلى "البلوكوس" ليحتمي به من وقع القنابل، في حين توجهت أنا والمفرزة التي كنت أقودها "مفرزة م/ط" إلى مواقعنا وكنت أشاهد الطيار وهو ينقض بطائرته على موقعنا والمواقع من حولنا، وكلما طلبت الإذن من قائد النقطة بالتصدي للطائرات العدوة المغيرة كان جوابه: "ولاك خاين بدك تكشفنا حتى يقتلنا اليهود" وتكرر ذلك مرات.
لم أعد أستطيع الصبر وتحمل كل هذا الذل والهوان من هذا القائد الجبان فاتخذت قراري بمواجهة أي طائرة تحلق فوق موقعي أو تقترب من سمائه، وبالفعل قمت بإطلاق النار على أول طائرة اقتربت من موقعنا وأجبرتها على الفرار وتكرر ذلك ثلاث مرات، وفي كل مرة كان قائد النقطة يوجه لي أقذع السباب والشتائم والنعوت، ولم تعد أي طائرة تجرأ على الاقتراب من موقعنا حتى توقف القصف.
بعد توقف القصف دعا قائد النقطة إلى اجتماع عاجل خصصه لتوجيه الكفريات والمسبات والنعوت البذيئة التي يأنف أي إنسان عن التلفظ بها، وهددني بالعقاب الصارم الذي أستحقه على مخالفتي الأوامر، في حين تسابق الإخوة، بعد انفضاض الاجتماع، لشكري وتحيتي على ما قمت به.
بعد أيام استدعاني قائد الجبهة، اللواء "فهد الشاعر" للتحقيق معي على ضوء التقرير الذي رفعه إليه قائد النقطة، وعند مثولي بين يديه، وكان التقرير أمامه على الطاولة، شعرت بارتياح لأنني لم أواجه لا بكفر ولا شتيمة ولا تخوين، فطلب مني رواية ما حدث، ففعلت ورويت له كل ما قمت به وفعلته، فما كان منه إلا قام وتقدم إلي باسطاً يده بالتحية قائلاً: أهنئ جيشنا على أنك من أفراده، وأوعز إلى رئيس الديوان بتقديم كتاب شكر باسمه ومنحي إجازة 12 يوم وودعني حتى باب غرفته.
وعدت إلى نقطتي أحمل كتاب الشكر وأمر منحي الإجازة وهذا أغاظ قائد النقطة إغاظة شديدة وأفرح الكثيرين من زملائي، وغادرت النقطة لقضاء الإجازة بين أهلي وأصدقائي، ولكن فرحتي لم تكتمل فبعد يومين جاءني طراق الليل واقتادوني إلى مبنى فرع المخابرات بحلب، وكان عبارة عن قبو تحت الأرض؛ لأنال قسطاً كبيراً من ألوان التعذيب لنحو ثلاثة أشهر، ومن ثم توقيعي على تقرير اعترافاتي التي كتبها المحققون كما أرادوا، وتم سوقي إلى سجن المزة في دمشق لأبقى فيه نحو سنة، وفي سجن المزة تعرفت على العشرات من نزلائه بين وزراء وضباط ومفكرين وعلماء واساتذة وفدائيين فلسطينيين وحزبيين ومن كل المشارب والأطياف لدرجة أنك تشك في جنسية ولون من يحكم البلد!!
هذه قصتي مع هذا النظام أخي عدنان قصار، وقد يكون هناك العشرات بل المئات من القصص التي تفوق الخيال، أتمنى على كل الذين يقولون بعد انطلاق الثورة على هذا النظام الباغي "كنا عايشين ومبسوطين" أن يشعروا بالخجل مما يقولون، وأتمنى على الذين يتقاطرون لحمايته ودعمه بحجة أنه نظام مقاوم أن يخجلوا من أنفسهم ويؤبوا إلى رشدهم!!   

ظاهرة التحرش رؤيه مختلفه/ ايمان حجازي

النهاردة كان عندى إستشارة مع الدكتور ... وأنا في الطريق شفت مشهد أفقدنى عقلى بصراحة وتساءلت هل هذا سبب أم نتيجة !!!؟؟؟

رأيت شابا وفتاة يسيران في الشارع ويداعبان بعضهما بطريقة غريبة لم أعتادها قبلا ... رأيته يضربها علي وجهها بكلتا يديه وهى تضحك وتجرى ثم تعود إليه وكانت تحمل زجاجة بها ماء فترش عليه وتجرى ويلاحقها وعندما يلحقها يضربها علي وجهها وهى تضحك وتتمايل وكأنها ليست في وعيها 
كان هذا في وضح النهار في الطريق العام في تمام الخامسة ,, والغريب أن المارة لم يوجهو لهما أى كلام ولم يعنفانهما علي أفعالهما الغبية هذه 
هذه الفتاة ليست بالطبع أخته ولا خطيبته وقطعا ليست زوجته ولا هى حتى زميلة عمل ولا صديقة محترمة فمن تكون وكيف تسمح فتاة في العشرين من عمرها أو هذا ما يبدو عليها أن يعاملها شاب هكذا بصفة عامة وليس فقط علي مرأى ومسمع من الناس !!!

مثل هذه الفتاة هي من تحول صورة الفتيات المحترمات في أعين الشباب والمجتمع ... 

ولو تكلمن عن الزى فهى للأسف الشديد فتاة محجبة أى خرجت من منزل أهلها ترتدى الطرحه علي الفستان وبصراحة لم تتخلى عن زيها ظلت محتفظة به بل تخلت فقط عن كرامتها وإحترامها 

مثل هذه الفتاة وما يؤخذ عنها من إنطباع هل هو سبب أم نتيجة لما يجرى في مجتمعنا من فوضي أخلاقية وإنهيار سلوكى يخلفه تحرشات نهارية جماعية تصدع جدار الحياء بل تصوب إليه رصاصة غير رصاصة الرحمة في مقتل 

هذه الفتاة لو رأيت صورتها في الغد وهى واقعة تحت حادث إعتداء أو تحرش فلن تصعب على ولن أغضب لأجلها ولن أطالب بالقصاص لها فستكون هى الجانية ليست فقط علي نفسها بل علي كل الفتيات المحترمات اللآئى يتعرضن للفعل الفاضح رغما عنهن بسبب هذه المستهترة وأمثالها 

أما هذا المسخ والذى ليس برجل والذى يستحل ما ليس له ويستبيح عرض الفتيات بالتأكيد له من معسول الكلام ما يؤثر به علي عقول مثل تلك الفتاة المسلوبة العقل الفاقدة للإنسانية .... هذا المسخ شبيه الرجال لا يمكن إلا أن يقال له أن #دقة_بدقة_وكلما_زدت_زاد_السقا 
وإن ربك لبالمرصاد 
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

حقيقة "الباعة الجائلون" والإنفلات الأمنى/ مجدى نجيب وهبة

** جميعنا يعلم أنه عقب تدنى الأوضاع الأمنية بعد إندلاع الفوضى أثناء وكسة 25 يناير ، وإختفاء الشرطة من الشارع المصرى .. وتفشى حالة التسيب واللادولة .. تفجرت أوضاع ومشاكل الباعة الجائلين .. وأصبح الوضع هو سيطرة الباعة الجائلين على كل الميادين الرئيسية فى مصر وعلى الأرصفة وأمام المحلات .. كونوا رابطة أشبه برابطة البلطجية ، ووضع الكثير منهم صور للمعزول محمد مرسى لإعلان تأييدهم له وترحيبهم بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم ..
** وعلى هذا الأساس .. أصبح التعامل معهم من قبل الجهات الأمنية هو بمثابة إعتداء على أنصار الإرهابى محمد مرسى العياط ، بل وصلت الفوضى إلى حد سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة الخاصة بالدولة ، وأمام أعين الجميع .. فلا يجرؤ أحد أن يواجههم أو يحرر محضر ضدهم سواء بالإشغالات أو بسرقة الكهرباء .. بل هناك فى بعض الأحياء مهندسين وعاملين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ، الذين تمكنوا من إعطاء تصاريح لبعض الباعة رغم أنه لا يوجد تراخيص أصلا وجعلوهم فى قلب الميادين ، بعد أخذ تعهد عليهم بأنهم ضمن جماعة الإخوان المسلمين والظهير الشعبى لمحمد مرسى العياط ..
** وما حدث فى معظم أحياء مصر على رأسهم حى مصر الجديدة ، حدث من قبل بعض العاملين بمرفق الكهرباء ، فكانوا يتحصلون على مبالغ مقابل تغاضيهم عن مخالفات سرقة الكهرباء التى وصلت إلى وضع أكثر من 15 لمبة قوة 200 فولت للمبة الواحدة لإنارة المكان ..
** إختفت الشوارع والأرصفة والميادين وتكدست بالباعة الجائلين ، وكونوا تشكيلات عصابية لمواجهة الشرطة فى أى لحظة .. وكان الوضع ينذر بالصدام بين هؤلاء البلطجية والدولة .. ولكن متى وكيف ؟!!..
** تحولت الشوارع والميادين إلى ما يشبه الفوضى الخلاقة ، فلا فرق بين الوكالة وشارع سليمان باشا ، وشارع طلعت حرب .. فالفوضى عمت كل ميادين القاهرة وإنتقلت بالطبع حالة اللادولة من القاهرة إلى كل محافظات مصر .. وإختفت شرطة البلدية ، ولم يعد يجرؤ أى شرطى على سؤال أى بائع متجول يقف فى نهر الطريق "أين رخصتك" ..
** إنتشرت هذه الظاهرة كالسرطان فى شوارع وميادين مصر ، وكان لا بد من ثورة ليس على هؤلاء البلطجية "الباعة الجائلين" ، بل على نظام مرسى العياط الإرهابى ..
** وبعد قيام ثورة 30 يونيو .. وطرد الأوباش "مرسى وعصابته" .. بدأت الشرطة بتجميع قواها ، ولكن ظل الوضع كما هو عليه من فوضى فى الشارع المصرى ، وبدأت تنطلق دعاوى من قبل هؤلاء البلطجية تطالب بخلق أماكن بديلة ، وعلى نفس المساحات المنتزعة من الشوارع والميادين .. فمثلا من إحتلوا الشوارع من أول شارع الجلاء حتى الوكالة ، طالبوا بأماكن بديلة إسوة بالمحلات .. والمطلوب هو حمل سنجة أو مطواة وزجاجة سبرتو لشربها وقت اللزوم ، وزجاجة مولوتوف ، ومعهم قفص فاكهة أو خضار أو ستاند ملابس متهالكة لإحتلال أى منطقة فى مصر وصد هجوم شرطة البلدية بمجموعة من البلطجية .. ثم المطالبة بمحل بنفس المكان فى وسط البلد ، رغم أن سعر المحلات فى هذه المناطق وصل إلى بضعة ملايين من الجنيهات ، ولكن البيه البلطجى الذى إحتل الشارع والرصيف عقب وكسة 25 يناير أصبح من حقه على الدولة المصرية أن تطبطب عليه وتمنحه محل بمساحة كفيلة لمواصلة التجارة دون أن يدفع مليم واحد .. فما المانع أن يتحول كل المتسولين والبلطجية وأرباب السوابق ومدمنى الترامادول والبانجو إلى بائعين متجولين إستطاعوا أن يفرضوا قانونهم على الدولة فى لحظة ضعف وتسيب ، ويربحوا الملايين من الهواء ..
** وبعد إنتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر بإجماع شعبى لم يحدث فى التاريخ المصرى .. كان القرار حاسما هو عودة الإنضباط والأمن والأمان إلى الشارع المصرى .. إذن فلا بد من تنظيف ميادين وشوارع القاهرة من هؤلاء البائعين .. وإنطلقت الحملات الأمنية يرافقهم شرطة البلدية .. فكان هناك بالطبع إعتراض من هؤلاء البلطجية يقابلها صرامة وجدية من ضباط الشرطة لتنفيذ توجهات الرئيس ..
** ولكن الشئ الغريب أن بعض الباعة الجائلين الذين إستولوا على الشارع والرصيف ، يصرون على الوقوف فى أماكنهم ، رغم إلغاء تراخيص كل الباعة من ميادين مصر الجديدة .. بل الأعجب والمثير للدهشة أنهم يخرجون بعض الأوراق التى تقنع الشرطة بأنهم يحملون تراخيص صادرة من حى مصر الجديدة للوقوف والبيع فى هذا المكان ..
** قصة متكررة منذ عشرات السنين .. فكم من الأسواق تم إنشائها من أجل الباعة الجائلين ولا تمضى أيام قليلة إلا ويظهر باعة جائلين جدد لإحتلال الميادين والشوارع لتتكرر نفس المطالب ونفس الفوضى .. حتى وصلت لحصول الباعة الجائلين على أماكن ومحلات فى الأسواق الجديدة .. ثم أغلقوها وعادوا للشغب فى الشوارع والميادين للحصول على مزيد من الأماكن والمحلات ..
** فيلم هابط لن ينتهى .. ويظل مستمرا طالما يوجد تراخى وعدم جدية فى تطبيق القانون ، وهذا ما يحدث فى مصر الجديدة .. أرقى الأماكن التى كان يرتادها السائحين والتى تحولت فى الفترة الأخيرة إلى فوضى وتسيب وبلطجة ..
** إن لم يطبق القانون بكل حسم ، ستتحول مصر إلى فوضى وإرهاب .. وهذا ليس له أى مثيل فى أى دولة فى العالم إلا فى الدول المترهلة ومواسم الموالد والأفراح !!..

صوت الأقباط المصريين

استراليا تتجاوز أميركا في انحيازها لإسرائيل/ نقولا ناصر

(إن استراليا باعتبارها القدس ليست "محتلة" واعتبارها المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية ليست "غير قانونية" قد تجاوزت الولايات المتحدة في دعمها وانحيازها للاحتلال الإسرائيلي ودولته)

في توقيت تزامن مع الذكرى السنوية السابعة والأربعين لاحتلال شرقي القدس عام 1967، أعلنت الحكومة الأسترالية في الخامس من حزيران/يونيو الجاري قرارها غير المسبوق بعدم اعتبار القدس "محتلة"، متوّجة بذلك تاريخا طويلا من عداء استراليا للشعب الفلسطيني، وهو عداء تسارع مؤخرا حد التساؤل عن مسوغات استمرار وجود سفير لها في فلسطين.

فمنذ شارك القيادي في الحركة الصهيونية الأسترالية الجنرال جون موناش في الغزو البريطاني لفلسطين عام 1916-1917، لم تدخر استراليا جهدا في المساهمة الفعالة في تنفيذ وعد بلفور. فقد ترأست استراليا اللجنة الأممية التي صاغت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لسنة 1947 الذي أوصى بتقسيم فلسطين بين أهلها العرب وبين الصهاينة الذين بدأوا في استعمارهم الاستيطاني لها بحماية الاستعمار البريطاني.

عندما قام المواطن الأسترالي مايكل دنيس روهان بحرق المسجد الأقصى عام 1969، ادعت استراليا في حينه بأنه كان مختلا عقليا، لكن قرار الحكومة الأسترالية الأخير وأي استعراض سريع لتاريخ الدعم الاسترالي الثابت للمشروع الصهيوني في فلسطين ودولة الاحتلال التي انبثقت عنه يثير شكوكا جادة في ذاك الادعاء.

"لقد وقفت استراليا وحيدة بين الحكومات الغربية في تحالفها غير المشروط مع إسرائيل"، و"كان لها دور هام في تأسيس الدولة الإسرائيلية". ذلك ما كتبه العام الماضي رئيس معهد استراليا للشؤون الدولية في تسمانيا بيتر بويس ونشره المعهد على موقعه الالكتروني.

وكانت أستراليا أول دولة تدلي بصوتها في الأمم المتحدة تأييدا لقرار التقسيم. وقد ساندت دولة الاحتلال خلال عدوانها على العرب عام 1967 وبعده. وعارضت قرار الأمم المتحدة الذي ساوى بين الصهيونية وبين العنصرية.ودعمت مسلسل العدوان الإسرائيلي على لبنان حتى عام 2006 وكذلك في حربيها على قطاع غزة بعد ذلك واستخدمت جوازات سفرها في اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح في الإمارات االعربية المتحدة، ناهيك عن مساهماتها العسكرية في الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان وتحولها إلى أكبر دولة غير عربية وغير إسلامية مصدّرة للإرهابيين إلى سوريا وعن إعلان وزير دفاعها ديفيد جونستون أمس الجمعة عن استعداد بلاده للمساهمة العسكرية في الدفاع عن الحكومة المنبثقة عن الاحتلال الأميركي للعراق. 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كانت استراليا واحدة من ثمانية دول امتنعت عن التصويت على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة أيدته (158) دولة يأمر بوقف "كل نشاطات الاستيطان الإسرائيلية في كل الأراضي المحتلة". وكانت كذلك واحدة من خمسة دول امتنعت عن التصويت على قرار آخر أيدته (160) دولة يأمر دولة الاحتلال ب"الامتثال" لمواثيق جنيف لسنة 1949 وعللت حكومة رئيس وزرائها، توني أبوت، موقفها بأنها لم تعد تعتقد بأن "إسرائيل هي قوة قائمة بالاحتلال".

في كانون الثاني/يناير الماضي زارت وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، دولة الاحتلال لتعلن منها أنها "ليست مقتنعة" بأن المستعمرات الاستيطانية غير قانونية وقالت: "أود أن أرى ما هو القانون الدولي التي أعلنها غير قانونية" ووصفت المقاطعة الدولية للمستوطنات الاستعمارية بأنها "معادية للسامية"، ليحتج عليها خطيا عدد من الشخصيات في دولة الاحتلال ذاتها منهم أربعة حائزين على "جائزة إسرائيل"، وهي الأرفع في دولة الاحتلال، وأربعة من كبار المحامين منهم نائب عام أسبق.

إن استراليا باعتبارها القدس ليست "محتلة" واعتبارها المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية ليست "غير قانونية" قد تجاوزت الولايات المتحدة في دعمها وانحيازها للاحتلال الإسرائيلي ودولته. 

يوم الأربعاء الماضي كتب بن شاؤول في الغارديان البريطانية يقول إن نفي استراليا لحقيقة ان القدس "محتلة" يعني أنها "ترفض تطبيق القانون الإنساني الدولي" ومواثيق جنيف عليها، ما يعني موافقة استرالية على كل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق المدنيين من أهلها العرب وتهربا من التزامات استراليا بموجب القانون الدولي.

وفي أيار/مايو الماضي احتج كبير مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، على اجتماع سفير استراليا، ديف شارما، لدى دولة الاحتلال مع وزير الإسكان المسؤول عن الاستعمار الاستيطاني فيها، يوري آرييل، في شرقي القدس جهارا نهارا قائلا إن "أفعال استراليا ترقى إلى تواطؤ مع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لقوانين الحرب الدولية". ولم يعتذر شارما، بل علل اجتماعه بقوله إن "كثيرا من السفراء يعقدون اجتماعات في القدس الشرقية" لكن "بهدوء. وهذا واحد من الأسرار المحفوظة جيدا في الوسط الدبلوماسي".

لقد كان النائب العام الأسترالي جورج برانديس هو الذي أعلن البيان عن قرار حكومته اسقاط صفة "المحتلة" عن القدس الشرقية، وليس وزيرة الخارجية أو رئيس الوزراء.

وعلى الأرجح أن فلسطين والأردن، المعنيان مباشرة بالقدس، وجدا في ذلك فرصة لتراجع الحكومة الأسترالية عن قرارها بلسان إما وزيرة خارجيتها أو رئيس وزرائها ولذلك كان رد فعلهما خجولا و"دبلوماسيا" ومتأنيا.

فالأردن استدعى القائم بالأعمال الاسترالي لديه ليعرب عن "قلق المملكة" لأن القرار الأسترالي "ينتهك القانون الدولي والقرارات" التي تعد القدس الشرقية جزءا لا يتجزأ من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

واستدعى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ممثل استراليا لدى السلطة الفلسطينية ليعرب عن "القلق" أيضا ويطلب من كانبيرا "توضيحا رسميا".

لكن لم يصدر عن استراليا حتى الآن أي مؤشرات إلى أي نية لديها للتراجع عن سياستها العدائية والعدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، لا بل إن رئيس وزرائها أكد موقف حكومته بقوله نهاية الأسبوع الماضي إن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ومنها شرقي القدس هي في "الحقيقة أراضي متنازع عليها". 

وكذلك فعل سفير استراليا لدى دولة الاحتلال، ديف شارما، يوم الأربعاء الماضي، إذ لم يكتف بالدفاع عن القرار بل أكد أيضا أنه يمكن أن ينسحب على الضفة الغربية، ليقول: "أعتقد أننا يكفي أن نسمي الضفة الغربية باسمها فقط، ككيان جغرافي من دون إضافة أية أوصاف إليه، سواء "محتلة" (الموقف الفلسطيني والعربي) أو "متنازع عليها" (الموقف الإسرائيلي). غير أنه استدرك بان حكومته "لم تتخذ بعد أي موقف رسمي حول المسألة".

إن استراليا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم لغة دولة الاحتلال بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعامة والقدس بخاصة، بحيث يصبح نقل سفارتها إلى القدس احتمالا واقعيا بعد قرارها، وهي الخطوة التي تمتنع كل دول العالم ومنها الولايات المتحدة عن الإقدام عليها لعدم اعترافها بسيادة دولة الاحتلال على القدس أو في الأقل على شطرها الشرقي.

وإذا لم تسارع فلسطين والأردن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ موقف أكثر ردعا وحزما، ربما لن يمضي وقت طويل قبل ان تعلن استراليا قرارا بإسقاط صفة "المحتلة" عن الضفة الغربية أيضا، ونقل سفارتها إلى القدس، كونها الدولة الوحيدة في العالم التي قررت استخدام لغة دولة الاحتلال بشأن القدس.  

فمن القدس أعلن عن تأسيس منظمة التحرير وكان إنشاء منظمة التعاون (المؤتمر سابقا) الإسلامي في الرباط بالمغرب ردا على حرق المسجد الأقصى واعتمدت القدس "مقرا دائما" لها. لكن لغة المنظمتين، ناهيك عن أي فعل أو إجراء ملموس منهما للرد على القرار الاسترالي، لا ترقى حتى الآن إلى اللغة التي استخدمها المعارضون الأستراليون أنفسهم لقرار حكومتهم.

فوزير الخارجية الاسترالي الأسبق بوب كار، وهو نفسه صهيوني عريق، اتهم حكومته بالانحياز لليمين المتطرف في دولة الاحتلال وبأن سياستها الخارجية أكثر تأييدا لإسرائيل من رأي عام الأغلبية الإسرائيلية ذاتها، وبأن قرارها يمثل "تغييرا راديكاليا" في موقف استراليا، وفي مذكراته المنشورة (يوميات وزير خارجية) اتهم استراليا بالخضوع للمجلس الاسترالي الإسرائيلي للشؤون اليهودية – ايجاك، ومثله فعل وزيرا خارجية سابقان آخران هما مالكوم فريزر وغاريث ايفانس.

وفي مذكراته المنشورة (يوميات وزير خارجية) اتهم كار استراليا بالخضوع للمجلس الاسترالي الإسرائيلي للشؤون اليهودية – ايجاك (النموذج الاسترالي للوبي الصهيوني الأميركي "ايباك"، علما بأن اليهود يمثلون 0.3% من سكان استراليا) و"متعاقدة من الباطن" مع المانحين اليهود، ومثله فعل نظيره مالكوم فريزر في كتابه "حلفاء خطرون"، بينما تساءلت نائبة رئيس حزب العمل تانيا بليبيرسك مستنكرة: "من هو السيد بررانديس ليملي اللغة على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط؟"! أما حزب الخضر فعد القرار "متعارضا مع عملية السلام".

قال السفير الاسترالي السابق لدى دولة الاحتلال، روس بيرنز يوم الاثنين الماضي: "الآن نحن نبدو كأننا نفقد قدرتنا على الحوار مع الجانب العربي، فاسمنا ملطخ بالوحل، خصوصا بين الفلسطينيين، لكن بصفة عامة في العالم العربي أيضا". غير أن بيرنز يبدو مبالغا في تقديره لرد الفعل العربي.

فالجامعة العربية تبدو غير معنية ومنظمة التعاون الإسلامي سوف تنعقد أواخر الشهر الجاري لكنهما ليستا على استعداد لمراجعة علاقاتهم مع استراليا، بينما دول مجلس التعاون الخليجي الحاضنة للحرمين الشريفين لا ترى أي ضير في استمرار استيراد ما قيمته مليارا دولار أميركي سنويا من الماشية والمنتجات الزراعية من استراليا لتمويل دعمها لاحتلال ثالث الحرمين.   

أما منظمة التحرير الفلسطينية فإنها لا تزال تجد فائدة لا يراها غيرها في استمرار وجود سفير استرالي لدى السلطة الفلسطينية!

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

من منكم سمع عن رجل اسمه: "حصان"؟/ عـادل عطيـة

أنا سمعت عن رجل اسمه: "السبع"، وآخر اسمه: "الضبع"، وآخر اسمه: "الديب"، وآخر اسمه: "الجمل"، وآخر اسمه: "القط"، وآخر اسمه: "الفار"، وسمعت عن سيدة اسمها: "دبانة".. أما اسم حصان، فغريب علينا!...
على أن الأمر في الصين غير ذلك؛ فإن كثيرين جداً من الصينيين، اسمهم: "حصان".
قابلت أحدهم في مصر، وكنت أناديه: بـ "السيد حصان"، أو: "الخواجة حصان"!
وعندما كنت أعرّفه إلى الحاضرين، كان البعض لا يتمالك نفسه من الضحك، أو: الابتسام الخبيث!
فلا يملك "الخواجة حصان"، إلا التعجب من المتعجبين من إسمه، ويقول لهم:
"أليس الفرسان الذين تعتزون بهم، مرتبطين تاريخياً بالحصان، وألستم في سباق الخيل، تراهنون على جوادكم الأصيل؛ فلماذا اذن تتعجبون من انسان يتسمى بهذا الاسم؟!"...
وأصبحت هذه الكلمات، على اسطوانة لسانه المدمجة، كمرافعة شبه يومية، كلما أحس بالهمز واللمز والهمس؛ حتى كاد الرجل أن لا يعترف بإسمه!
بالنسبة لي، كانت هذه هي: "عقدة الخواجة" بحق وحقيقي، وليس اصطلاح: "عقدة الخواجة"، الذي ارى أن نسميه: "عقدة العربي"، والذي أطلقناه على أنفسنا بأنفسنا؛ لنسخر من إعجابنا، واعتقادنا، وقناعتنا، وتصديقنا، واعتماد كل ما هو غربي من حيث مأكولاته، وملابسه، بل وحتى أكثر الأشياء خصوصية بالفرد، كطريقة الكلام والمشي .. مع التقليل من قيمة ما هو عربي، حتى ولو كان حاملاً قلادة: "الآيزو"!
المحُيّر، بالنسبة لي، كيف نجحنا، نحن الذين في اسماء عائلاتنا، مثل هذه الألقاب: "البغل، العجل، التعلب"، في أن نصيب هذا الرجل، المسكين، بمرض: "عقدة الخواجة"؟!...

عبثية المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية/ رائف حسين

- المانيا

في مقالات سابقة أوضحت للقارئ حرج الموقف الفلسطيني وصعوبته وأسباب فقدان البوصلة السياسية لقيادة الشعب الفلسطيني. كما وأكدت مراراً أن للشعب الفلسطيني عمودا قوة  لا ثالث لهما في صراعه مع المحتل وفي ظل التطورات الاقليمية والعالمية وهما:  إرادة الشعب الفلسطيني ووحدته.
من أهم فنون ادارة الصراعات السياسية والتي يتقنها كل سياسي مبتدئ، أن تتحصن القيادة السياسة لشعب ما بأعمدة القوى التي تتيسر لها قبل ان تخوض معارك سياسية مصيرية والا يصبح التحرك اما استسلاما وبيعا للمصالح الوطنية او انتحارا سياسيا رخيصا.
القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لا تترك فرصة الا وتشدد انها متمسكه بكل ما اوتيت من قوة بالمفاوضات مع الاحتلال. هذه القناعة الخاطئة المبنية على فرضية "ضغط حكومات الغرب على الاحتلال" لم تهتز رغم كل افعال الاحتلال المشينة ضد الشعب الفلسطيني ووطنه المغتصب على مدار العقدين الماضيين.  استيطان، سلب اراضي، قتل وارهاب يومي، اعتقال وتصفية قيادات، هذه فقط عينة بسيطة من المصطلحات التي يمكن لنا بها وصف مرحلة المفاوضات العبثية. وفي نهاية المطاف اصبحت المفاوضات وما تفرخ منها من سلطة فلسطينية مدعمة بالتنسيق الامني ورقة التوت التي تغطي عورة الاحتلال ليس الا. 
ان الاوان لفتح صفحة جديدة باستراتيجية واضحة لدحر الاحتلال.
 المفاوضات الفاشلة من جهة والطخطخه العبثيه من جهة اخرى والتمسك بهما من اطراف الفصائل الفلسطينية المختلفة انما هو هروب من استحقاقات المرحلة وتهرب من ايجاد اجوبة ملائمة للحالة الفلسطينية المتأزمة. فالقيادة الفلسطينية فشلت باستغلال الواقع الفاشي لدولة الاحتلال والتفكك الذي ينوط بالمجتمع الاسرائيلي للبدء بهجوم سياسي مدعوم بكفاح شعبي ضد الاحتلال وسياسته.
فصائل المقاومة الفلسطينية من اقصى يسارها الى اقصى يمينها رحبت بالنظال الشعبي وتغنت ببطولات قريتي بطرس وبلعين وغيرهما من القرى التي تتصدى منذ سنواللاحتلال باجساد ابناءها وبناتها، مسطرة بذلك ملحمة نضال جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والتي لاقت تعاطفا هائلا لدى الرأي العام العالمي يشبه ذلك التعاطف والتفهم للحالة الفلسطينية في فترة الانتفاضة الاولى قبل ان يتم تقديم انجازاتها قربانا على مذبح البيت الابيض. الفصائل الفلسطينية، اسلامية ووطنية مجتمعة لم تقدم سوى القليل الذي يذكر لدعم النظال الشعبي وبقيت خطاباتها الرنانة جميعها حبرا على ورق! 
حركات التحرر العالمية من فيتنام الى جنوب افريقيا ادركت اهمية رسم استراتيجيات نضالية وسياسية تلائم كل مرحلة من مراحل النضال. هذه الحركات نجحت في نضالها ضد الاستعمار والاحتلال لاتقانها معادلة الهجوم السياسي الُمطعم بدعم النضال الشعبي والكفاح المسلح كل في وقته، وليس بعفوية نضال قاتلة كتلك التي تسير عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في السنوات الاخيرة.
اليسار ممثلا بالجبهتين الديمقراطية والشعبية وكذلك تيارات الاسلام السياسي ما زالوا متمسكين بالكفاح المسلح تاركين حلقة النضال الشعبي رغم علمهم ان الكفاح المسلح لم يعد الا افيونا لتهدئة خاطر الشعب ودغدغة عواطفه. والسلطة الفلسطينية وضعت كل بيضها في سلة المفاوضات العبثية رغم علمها انها مضيعة للوقت وللشعب ولقضيته ومكسب رابح جدا للاحتلال ليستمر ببرنامجه الاستعماري في فلسطين التاريخية.
يتبين جليا افلاس السلطة الفلسطينية سياسيا بتركها المكاسب التي كان بالامكان جنيها من الاعتراف الاممي بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الامم المتحدة وفرقعة هذه الذخيرة الثمينة في تكتيكات عباسية فاشلة، ومقايضة الدخول في مفاوضات كسب الوقت للاحتلال مقابل اطلاق بعض اسرى الحرية او التجميد المؤقت الكاذب للاستيطان، كل هذا ليس الا شهادة على فقدان البوصلة والربان في المركب السياسي الفلسطيني.   
نجحت القيادة الصهيونية في العقدين الاخيرين  وبغطاء المفاوضات العبثية باقناع الرأي العام العالمي بان حق العودة الفلسطيني سيعني انهاء وجود "دولتهم اليهودية" ونجحت ايضا بادخال القيادة الفلسطينية في دوامة الارقام قبل الخوض في صلب القضية وفتح المحادثات على اسس متينة. ان السؤال حول من ومتى يحق له العودة تضمنه الاعراف والقوانين الدولية وهو ليس موضوع نقاش في بداية المحادثات. كان على القيادة الفلسطينية ان تطالب بداية وقبل كل شيء بان تعترف الدولة الصهيونية ومعوانيها من الدول الاستعمارية بمسؤوليتهم التاريخية عما حل بالشعب الفلسطيني من كارثة. بعد هذا الاعتراف يبدأ النقاش حول كيفية تحقيق العودة للمهجرين ولذويهم وتبدأ نقاشات الارقام. الطرح الصهيوني عن "الخطر الديمغرافي" هو ألعوبة كان وما زال كشفها اسهل الامور ولا يعرف اي شخص لماذا لم تستغل القيادة الفلسطينية هذه الورقة الرابحة. يكفي هنا ان تطالب السلطة الفلسطينية بان تسمح اسرائيل بعودة  الثلاثمائة لاجئ ونيف اللذين يقطنون في الدولة اليهودية . هؤلاء اللاجئون هم مواطنون قسرا في الدولة الصهيونية وعودتهم الى قراهم التي هجروا منها وما زالت معظم اراضيها مشاع لا ئؤثر ولا تغير في البنية الديمغرافية لاسرائيل. والاجدى من هذا كله ان تدرك القيادة الفلسطينية ايضا ان بعض اللاجئين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948 نجحوا بانتزاع حق عودتهم امام القضاء الصهيوني، الا ان الحكومات الصهيونية ترفض منذ عشرات السنين تنفيذ قرار جهازها القضائي! فلماذا اذا تصون السلطة الفلسطينية عورة "الديمقراطية" الاسرائيلية ولا تفضحها في المحافل الدولية؟ 
الاجابة على هذا السؤال سهلة جدا: السلطة الفلسطينية افلست سياسيا وما عليها الا ان تقدم استقالتها وتعيد ملف القضية الوطنية الى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهو م.ت.ف. وان تعيد المسؤوليات الحياتية لمواطني فلسطين المحتلة لأيدي الاحتلال. فقط هكذا وبخطوة الى الخلف تستطيع القيادة الفلسطينية رؤية الواقع بوضوح ورسم استراتيجية نضالية وسياسية جديدة لدحر الاحتلال.      
حل السلطة الفلسطينية الان هو الحل!!!

ومازال يحكمنا قانون "ساكسونيا"/ مجدى نجيب وهبة

** (العدل أساس الملك) .. (وإذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل) .. (ولكم فى القصاص حياة ياأولى الألباب لعلكم تتقون) ..
** شعارات ومواعظ وأيات تتصدرها المحاكم المصرية .. ونداءات كثيرة نقرأها ونسمعها فى جميع الصحف والقنوات من بعض القضاة والسياسيين .. (لا مساس بالقضاء .. لا سلطة تعلو على سلطة القضاء .. إستقلال القضاء) .. جميعها شعارات يحفظها الشعب المصرى وكل السياسيين وكل المتقاضيين عن ظهر قلب .. ومع ذلك يقف القانون أحيانا عاجزا عن القصاص للذين زهقت أرواحهم ، أو لسيدة تم إغتصابها ، أو لطفلة بريئة تم إغتصابها ثم قتلها ودفنها ، ويظل أهل الطفلة يبحثون عنها فإذا بهم يجدونها غارقة فى مصرف أو بيارة أو حفرة تم حفرها ليوارى التراب جثمانها الطاهر ، وهى لا تدرى أى ذنب جنت وأى جريمة إرتكبتها ، فهى مازالت طفلة تلهو فى المنزل ، تتطلع لحياة آمنة وسط الأب والأم والأخوات ، الذين يقفوا جميعا عاجزين عن حمايتها ، وهم يرون جسدها النحيل تمزق وتحول إلى أشلاء بعد إغتصابها ، فهل يمكن أن نصف هذا السافل الآدمى إلا بالوحش والذئب المسعور الذي يقف أمامه القانون عاجزا .. وهل يمكن أن يتحمل هذا المشهد أى إنسان على إبنته ؟ ..
** فهل يمكن أن تأخذنا الرحمة بهذا الذئب الذى نهش جسد الطفلة أو الفتاة أو زوجة ساقها حظها التعس أن تسير بمفردها أو ربما يكون معها زوجها أو فتاة تسير بجوار خطيبها أو أخيها ، فيتم إختطافها أمام الزوج أو الخطيب أو الأخ ، وتغتصب فى صورة مهينة تدمى القلوب وتحرك الجبال .. ومع ذلك نفاجئ أن القانون المصري يقف عاجزا عن القصاص للمغتصبة ..
** لا أدرى أى قانون هذا .. وتحت أى مسمى يتم قهر إنسانة تحت التهديد وإغتصابها وهى تشاهد كل ذلك ، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها ، أو حتى تصرخ .. فبالقطع هى تقع تحت منطق القوى يرهب الضعيف ، ويضطر الضعيف أن يستسلم للغاصب وهو لا يملك حق الدفاع عن نفسه ..
** هذا ناهيك عما حدث أمام أعين الجميع مساء الأحد الماضى عندما خرج الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته للإحتفال بتنصيب الرئيس "عبد الفتاح السيسى" رئيسا للجمهورية ، فكان من نصيب بعض السيدات والفتيات حتى الأطفال منهم جرهم بعد محاصرتهم وذهول الضحية مما يحدث حولها ، ثم إغتصابها فى مكان بعيدا عن التجمعات وتصويرها من قبل جماعة الإخوان الإرهابيين لمحاولة إخافة وتهديد كل من تجرأ على النزول للهتاف لرئيس مصر الجديد "عبد الفتاح السيسى" .. فماذا يحدث ؟ .. سيظل المتهمين بعد القبض عليهم يحاكموا حتى ينسى المجتمع الجريمة ، ويعود المجرمين بجريمة أخرى .. وهكذا أعطى القانون رخصة مزاولة الإغتصاب لهؤلاء المجرمين للإستمرار فى جرائمهم البشعة ..
** بل الكارثة أنه ظهر فى إحدى برامج القنوات الفضائية أب وزوجته وهم يتحدثون عن طريقة إغتصاب طفلتهم ، ثم قتلها ودفنها بعد إعتراف المتهم ، والذى سبق أن إتهم فى جرائم مماثلة ، ويتم الإفراج عنه بزعم القانون أنه شخص قاصر لا يجوز إعدامه .. ثم يعود لتنفيذ جرائم أخرى مماثلة ..
** ثم تتوالى الإعترافات فيظهر رب أسرة أخر ، وزوجته .. وهم يستنجدون بالأمن لحمايتهم من الذى إغتصب إبنتهم الطفلة ثم قتلها .. وببعض ألاعيب المحامين الذين فقدوا ضمائرهم وباعوها للشيطان .. إستطاع أن يخرجه مثل الشعرة من العجين .. ولم يتوارى خجلا ولم يشعر بالندم ، بل يسير أمام منزل الضحية وأهلها ، وهو يستفزهم ويتحرش بهم ، ويبدو أن أسرته لها نفوذ ، وباع طويل فى الإجرام .. فالشرطة تقف عاجزة عن حمايتهم .. بينما القانون المصرى يحمى المغتصب ، ويتوعد كل من يقترب منه .. هل رأيتم قانون فى العالم مثل هذا القانون ..
** إنه قانون ساكسونيا .. قانون مطاطى ، يفسر حسب ضمير القاضى ، بينما القتل والمغتصب ليس له أخلاق أو ضمير .. البعض يرى أن القاتل برئ والمغتصب برئ وأن الضحية هى المذنبة .. إنه قانون "مراكز حقوق الإنسان" ، الذى إستخدمته أمريكا وفرضته على المجتمعات الجاهلة .. بينما تحاكم بالإعدام أى مغتصب ، حتى لو ظل يصرخ بأنه برئ .. وغالبا ما يتعرض أصحاب البشرة السمراء فى أمريكا للإعدام .. حتى لمجرد الإشتباه ولم نسمع عن لجان الحريات أو مجالس حقوق الإنسان فى أمريكا .. لأنها بمنتهى البساطة هى الراعى الرسمى لكل هذه الجرائم ..
** لقد أعطى الشعب المصرى ثقته الكاملة للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى ، وهو تعهد على حماية هذا الشعب ..
** لقد دافع الشعب المصرى على القضاء ووقف بجواره ضد إرهاب جماعة الإخوان المسلمين ..
** لقد دافع الشعب المصرى على حريته وكرامته وآمنه وأعطى كل ما يملك وضحى بكل غالى ونفيس لنجاح ثورة 30 يونيو 2013 ، ولم يعد أمامه ما يقدمه إلا الحفاظ على حريته وكرامته وكرامة أبناءه ..
** أطالب بإعادة توصيف القانون فى جرائم الإغتصاب إلى حكم الإعدام ، حتى لو كان عمر الجانى لا يتعدى 7 سنوات ، بل أطالب بالحكم على أسرته بطردهم من المكان الذي يقطنون فيه ، وهذا يعتبر جرس إنذار لكل أسرة فى أن تراعى تربية أبناءها .. وإذا عجزت عن تقويم فرد من أفرادها وإعتاد على الإجرام ، فيجب أن تبلغ الشرطة عنه ..
** أطالب بإنهاء مهزلة محاكمة الإخوان وإعدام رئيس وزعيم هذه العصابة محمد مرسى العياط ، والقبض على أبناءه الفاسقين ، فهم ليسوا أنظف من أبناء مبارك الذين يحاكموا حتى الأن ..
** أطالب بإحالة أى قاضى للصلاحية فى حالة صمته عن تطبيق القانون ، أو ما يسمى روح القانون ، بل نطالب بتطبيق القانون بكل حذافيرة فى جرائم الإغتصاب والقتل ولا حل إلا الإعدام .. إذا كنا نسعى لدولة نظيفة خالية من هؤلاء الكلاب والسفلة والمجرمين ..
** الكرة الأن فى ملعب رئيس الدولة الذى أعطاه الشعب المصرى كل ثقته .. هذا الرئيس عليه أن يخرج علينا الأن بإصدار تعليماته لوزارة الداخلية بتعقب الجناة الذين إغتصبوا الفتيات فى التحرير أثناء الإعتراض على حكم مرسى العياط ، وإنهاء التحقيقات والإعلان عن نتائجها ..
** على الرئيس أن يخرج على الشعب المصرى الأن ويطالب الحكومة بإصدار القوانين المعدلة للتعامل مع هذه الجرائم ، وأن تطبق بأثر رجعى منذ أحداث 25 يناير حتى ثورة 30 يونيو مرورا بوصول الرئيس للحكم ..
** أرجو ألا نسمع أى أصوات لمراكز حقوق الإنسان التى صدعتنا بالدفاع عن المغتصب أكثر من الدفاع عن الضحية .. حمى الله مصر وشعبها ورئيسها !!..

صوت الأقباط المصريين

القناديل العارية/ حسن العاصي

كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

من أين ابدأ ؟
من الريح التي مزّقت صدري
وأدمنتها القصائد
أم من جرح الأسئلة
في جعبة الوقت المتساقط
هذا حزن مندس تحت ذاكرة الندى
وأنا أنتفض في غباري
على أرصفة الشروق الممتد 
نحو الشراع
أنا السّامق على بعد خسف وأحجار

فوق سطور الدهشة أقف وحيداً
أصرخ في جوف الفراغ
فيتشظّى الوقت
ليتناسل غراس موحشة
كأنّ هذه الصرخات قديمة
كهذا الليل الموروث
وهناك كان فرحي مسجّى
بين قوافل الموت
واحتضار الأزهار

على كتف اللّيل أقف
وحيداً كسوسنة سوداء
والحوريات يراقصن خيوط الماء
تنسدل العتمة على وحدتي
هذا رماد الذاكرة
منثور فوق أجفان الخيبات
هذا العشب حكايات تحترق
وهذا السكون ريح
تنقل بياض الإنشطار

أرتمي على وهج الشمع
فقاعات من تواشيح نازفة
وعند ساقية الفراغ
أقتلع ضفاف الدهشة
ربما ينبلج الصباح
شجر أسود
كان الحلم نائم على أجفان خائفة
لايقوى على الطعن
كان البحر ظمآن
والنوارس تغفو على مد وانكسار

يتآلف حزني مع النهر المتكئ على قلبي
أن يغضب البحر
على أهداب الريح
كخفق العوسج فوق رابية الرحيق
المنسدل شرفة في الظلام
جاء الموت
أيقظ جمر الحزن ورحل
وعرش الفراغ
تسلق نصف بياض
يرتّل مرايا اللوعة
عند مغيب الأمطار

تتكسّر الزوايا في صراخي
وتتساقط الأمواج من رأسي
كساقية لاضفاف لها
مثل ماء ثَجّاج
يغرق الغبش غابة الصنوبر
تخلع الغابة تفاصيلها
ويعود العصفور مسبّل العينين
والقناديل عارية الصرير
وأوراق المطر حفيف على ظل الجدار