لماذا لا تشعر المرأة بالنشوة عند ممارسة العلاقة الحميمة؟/ إيــــــمى الأشــــــقر

إن الكثير من السيدات المتزوجات لا يشعرن بالنشوة ولا يتحقق لهن الإشباع الجنسى الكامل  عند ممارسة العلاقة الزوجية " الجماع " مع  ازواجهن وما يتردد غالبا على ألسنتهن انهن كانوا يعتقدوا ان العلاقة الزوجية اجمل من العلاقة التى تمت ممارستها بالفعل وان الواقع يختلف كثيرا عن ما كان يدور فى مخيلتهن قبل الزواج  وانهن  تعرضون لصدمة فى الايام الاولى من الزواج للفارق الشديد بين الواقع والخيال , وبالفعل الكثير بل الغالبية العظمى من النساء المتزوجات  لا يشعرن بالإستمتاع فى علاقتهن الحميمة " الجماع " مع ازواجهن ولعل عدم وصول المرأة الى درجة النشوة وعدم قدرتها على  الإستمتاع  يعود الى اسباب عديدة : 
الأسباب التى تجعل المرأة لا تشعر بالنشوة والإستمتاع عند ممارسة العلاقة الحميمة :  
فلسفة الرجل القائمة على اساس ان المرأة مجرد جسد للمتعه مما يجعله يتجاهل انسانيتها ويتعامل معها كالجارية  او موظفة تؤدى وظيفتها والتى تتلخص فى إشباع رغباته فيها وقتما يشاء هو . 
نظرة الرجل أحادية الإتجاة التى تجعله ينظر الى العلاقة الزوجية من ناحية واحدة وهى الناحية الخاصه به فقط .
جهل الرجل وتجاهله عن الاطلاع والثقافه وعدم محاولته اقتحام عالم المراه ليتعرف على كيفية تحقيق الإشباع العاطفى والجنسى لزوجته وليشعرها بالرضا فى علاقتهما معا .
تجاهل الرجل لمحاولة معرفة الاشياء التى تسعد زوجته وتثير رغباتها وتحقق لها الاشباع الجنسى الكامل  .
 اقدام الرجل على ممارسة العلاقة الحميمه بدون مقدمات عاطفية وكذلك المداعبة والتدليل متجاهلا محاولة وصول زوجته الى حالة الاسترخاء التام والتى بدورها تجعلها لديها استعداد ورغبة فى ممارسة العلاقة الزوجيه . 
عدم اختيار الوقت المناسب لممارسة العلاقة الحميمة والتى قد تكون فيه زوجته غير مهيئة نفسيا لممارسة العلاقة الحميمة  متجاهلا حالتها المزاجيه والنفسيه  والصحية . 
الشهوانيه المفرطه  والهمجية التى تصل الى درجة الحيوانية والتى تثير اشمئزاز الزوجة ونفورها وتجعلها ترفض اقامة العلاقة او تسمح باقامة العلاقه رغما عنها ولكن وهى فى حالة نفور واستياء وتصبح شىء مكروهة وغير محبب لها . 
غرور الرجل واعتقادة انه يمارس العلاقة الحميمة على اكمل وجهه وبمستوى اكثر من رائع لدرجة انه لا يهتم بمعرفة رأى شريكة حياته عن اسلوبه وعن انطباعها وان كان يحقق لها الإشباع والإرتياح ام لا . 
سلبية المرأة وخجلها يجعلها لا تسمح لنفسها مطلقا الحديث مع زوجها عن العلاقة الحميمة اوالتعبير عن رايها وان تبوح بما يجول فى خلجات نفسها او ان تطلب منه الاشياء التى ترغب فيها وتشعرها بالإستمتاع . 
افشاء الرجل اسرار الفراش لأهله او اصدقائه ومعرفة الزوجة لتلك العادة السيئه يخلق حاجز نفسى بداخها يحول بينها وبين  الرغبة فى ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها ويجعلها تشعر ان لديها كل الحق من اجل الحفاظ على خصوصيتها التى اهدرها بتلك العادة السيئه ويشعرها انها لها الحق ان تحرم نفسها عليه وان حدث الجماع يكون مجرد استسلام للزوج وليس رغبة وتشعر بالنفور ولا تجد اى استمتاع . 
من الاخطاء التى يرتكبها الرجل والتى تجعل  المرأة تنفر من العلاقة معه هو ان يهينها ويهدر كرامتها  نهارا ويتعامل معها معاملة الخادمة ثم يأتيها ليلا ليمارس العلاقة الحميمة " الجماع " معها بحجة انه ياخذ حقوقه الشرعية  دون ان يطيب خاطرها او يصالحها ويداعبها اولا لتشعر بالرضا والإرتياح  . 
حرص الرجل على ممارسة العلاقة الحميمة دائما بنفس الوضع وعدم محاولتة استخدام اوضاع اخرى لتجديد العلاقة وبث روح الاثارة مما يجعل  زوجتة تشعر بالملل وتشعر ان تلك العلاقة شىء روتينى تقليدى ممل  ليس فيه اى شىء جديد او ممتع .
عدم شعور المرأة بالإشباع وفقدان الأمل فى ان تشبع رغباتها كيفما تشاء وبالطريقة التى تحقق لها الإشباع العاطفى والجنسى معا يجعلها تشعر بالملل ومع الوقت يتحول الملل الى برود تام  ثم ينتهى بها الحال الى عدم رغبتها فى ممارسة الجنس مطلقا . 
غياب العاطفة بين الزوجين وتجاهل النواحى الانسانيه من ناحية الرجل من اهم الاسباب ايضا . 
الوصايا : 
على الرجل ان يتعامل مع زوجتة على اساس انها إنسانه لديها العديد من المشاعر والاحاسيس والرغبات والميول وان يضعها فى الإعتبار وينظر لها بعين الإهتمام ولا ينظر للعلاقة من منظور واحد فقط وهو نفسه . 

الحوار .. لابد وان يخلق الرجل لغة حوار بينه وبين زوجته حتى يكون على علم بالأشياء التى تحقق لها الرضا والإشباع العاطفى والجنسى فاذا شعرت بالرضا فهو ايضا سوف يشعر بالرضا والإستمتاع اكثر . 
الثقافه .. على الرجل ان يقتحم عالم المرأه بالثقافه والاطلاع ليعرف كيف يصل بها الى حالة الاسترخاء التام وبالتالى يحقق لها الاشباع ولنفسه ايضا . 
الخجل .. على الانثى ان تتخلى عن الخجل وتحاول ان تكون اكثر ثقافه واكثر وضوحا مع زوجها وتتحدث معه فى كل شىء ولا تخجل ابدا وتطلعه على كل ما يحقق لها الاثاره والاشباع  فليس هناك شىء اسمه الخجل بين الزوجين . 
اسرار الفراش .. على الرجل الا يفعل تلك الافعال المشينه ويحافظ على خصوصية زوجته التى وضعت جسدها امانه بين يديه وهى ايضا لا تتحدث فى العلاقة بينها وبين زوجها لاى شخص مهما كان . 
الخادمة ... لا تتعامل مع زوجتك كالخادمة وكن اكثر انسانيه معها وتعامل معها بلطف ودللها وستجد منها اكثر مما تريد واذا حدث بينكم شجار نهارا فلا تطلبها لاشباع احتياجاتك ليلا الا اذا اعتزرت لها اولا حتى لا تشعر بالاهانه وتجردها من انسانيتها . 
المقدمات .. المقدمات العاطفية والكلمات الرومانسيه والتدليل والملاطفه مهم جدا قبل " الجماع " لانه يجعل الأنثى لديها رغبه فى ممارسة العلاقه الحميمه ويثير رغباتها , كن لطيفا معها واحرص على ان تجعلها تصل الى حالة الاسترجاء التام اولا . 
التجديد ... التجديد فى اوضاع " الجماع " ضرورى جدا ومثير ايضا والتغير شىء محبب الى النفس لكن الشىء التقليدى يسبب الملل والنفور فيما بعد . 
سنة النبى  (ص ) .. ان سيدنا محمد ( ص ) صاحب المنهج الاخلاقى الذى هو خير معلم نتعلم منه لنكن افضل وارقى فعلى الرجل الاطلاع على سنة نبينا العظيم والاقتداء به فى التعامل مع الزوجة وتنفيذ تعاليمه فى التعامل مع الزوجة عند اقامة العلاقة الحميمة  ولتعلم ايها الرجل ان لم ولن يكن هناك اعظم من سيدنا محمد الذى كان يحسن الى زوجاته فلا تتكبر ولتطلع على سنته وتتعلم منه وتفعل كيفما كان يفعل وكما ذكر فى احاديثه الشريفه ولتكن واثقا كل الثقه لو اقتديت بسنة سيدنا محمد ستحقق السعاده لنفسك ولزوجتك ليس فى العلاقة الحميمة فقط بل فى كل اركان الحياة الزوجية وفى كل الاوقات . 

بقلم / إيــــــمى الأشــــــقر 

لماذا وُلدتَ يا عمر؟/ جواد بولس

جاء في الأخبار أن المحكمة المركزية في القدس قرّرت تخفيض الحكم على عنصرين من شرطة إسرائيل، كانت محكمة إسرائيلية قد دانتهما بتهمة التسبب بمقتل الشاب الفلسطيني عمر محمد إبراهيم أبو غريبان، وأوقفت هذه المحكمة حكمها على واحد وعشرين شهرًا بالسجن الفعلي، وذلك بدل ثلاثين كانت محكمة سابقة قد حكمت بها عليهما. 
أظن أن القرّاء قد نسوا تفاصيل هذه الحادثة المستفزة، ويقيني أنّها لم تستوقف، أصلًا، قطاعات واسعة من جمهور"الواعين" وقطاعات "المتابعين" لشؤوننا العامة؛ ربما لأن الضحية  كانت من هناك، من وراء الضجر والضباب، أو ربّما لأن مثل هذه الحادثة المأساة أمست مشهدًا عاديًا لا يسترعي أكثر من رمشة عين أو نصف تنهيدة.
عمر أبو غريبان، ٣٥عامًا، كان شابًا  فلسطينيًا "تسلّل" إلى إسرائيل في شهر أيّار عام ٢٠٠٨ وتورّط في حادثة سير بسيّارة كانت على ما يبدو مسروقةً، على إثرها أصيب بصورة بالغة ونقل، في حينه، للعلاج في مستشفى "شيبا" في تل أبيب. بعد أيّام معدودة، وقبل إتمام مسيرة علاجه، قرر أطبّاء من المستشفى أنه مؤهّل للتسريح، فاستدعوا شرطة مدينة "رحوفوت" من أجل تسلمه وإعادته إلى المعتقل. 
وفقًا لكثير من الإفادات، التي أدلى بها من كان متورّطًا في مجريات هذه الحادثة، فلقد كان واضحًا أن علاج عمر المصاب لم يستكمل، وكان وضعه ما زال حرجًا، ولم يكن في كامل وعيه وعافيته، وعلى الرغم من ذلك وافقت الشرطة على تسلّمه وبعض "البراميج والأكياس" ما زالت مربوطة بجسمه. 
كان عمر يفقد الوعي بين حين وآخر ويغط في غيبوبة لاحظها بعض أفراد الشرطة العاملين في ذلك المركز. على حاله الصعبة أبقي عمر لمدّة قصيرة، بعدها أمر ضابط مسؤول باصطحابه وإرجاعه، على أنه فلسطيني مجهول الهوّية والإقامة، وتسليمه لأحد الحواجز العسكرية القريبة من منطقة رام الله. 
حاول أفراد الشرطة تسليمه لثلاثة حواجزعسكريه قريبة من منطقة "بيتونيا" و"عطروت"، إلّا أن الجنود رفضوا تسلمه. 
صارت  الساعة الثالثة صباحًا، فقرر رجال الشرطة أن يتركوه على قارعة الطريق مدّعين، فيما بعد، أنّهم توقعوا مرور سيارة فلسطينية مصادفةً، فتعيده إلى داخل المناطق المحتلة. 
في صباح يوم 15/6/2008، وجد عمر أبو غريبان ميّتًا في نفس المكان الذي ألقاه الشرطيان به. وجد جثة ملفوفة بمنامة المستشفى، في جيبه مكتوب موقع من الأطباء يشهدون على كونه سليمًا معافًى ومؤهلًا للعودة إلى عهدة الشرطة والأسر. على صدره ما زالت المجسّات لاصقةً، تشهد أنه كان مربوطًا لأجهزة مراقبة طبية ومن خاصرته يتدلى كيس وفيه بقايا من عصارات تشهد على ما  كان حياةً. كان حافيًا. نتائج تشريح الجثة  بيّنت أن "الجفاف" كان المسبب للوفاة. وتبيّن، كذلك، أنه ترك في منطقة يحظر على الفلسطينيين دخولها وفقًا لأوامر عسكرية إسرائيلية.
كان لا بد لي أن أنكأ هذا الجرح والوقوف، معكم، عند فوّهة العبث. كأنّها قصة خطّها شيطان، بزّت تفاصيلها أبرع قصص الخيال وروايات الرعب الأسود. تخيّلوا معي كيف أمضى هذا الفلسطيني أيامه العشرة الأخيرة. بين صحو وغيبوبة، في حالة عجز شبه تام، فلقد وجدته الشرطة، حسب بعض شهادات أفرادها حين جاؤوا الى المستشفى لإعادة اعتقاله، محفظًا كالأطفال، في المستشفى سجّل على أنه مجهول الهوّية، وكان مسلوب الإرادة والتعبير.
كم من"البشر" تناوبوا على تقرير مصيره في تلك الأيام العشرة؟ 
حفنة من أطباء وممرضين، طواقم شرطة، وضباط قيّمين على سلامة الجمهور وأمنه وغيرهم كثيرون.
تصوّروا تلك الساعات من تلك الليلة اللعينة؛ سيّارة شرطة تدلل على بضاعتها: فلسطيني، شبه عار، حاف وضعيف، تمامًا كما تشتهي العنجهية، يعرض على جنود، بالعادة يتلقفون أمثاله كما يتلقف الصبية في قرانا أكياس "حلاوة الصبي"، لكنّهم،هذه الليلة، يتمنّعون ويرفضون تسلّم البضاعة، فلكلّ شيطان مملكة وحيّز، وشيطان تلك الليلة كان يلبس الأزرق. 
لا أوضح من تداعيات هذه المأساة، فلو توفّرت الإرادة عند من قام بعملية التحقيق مع من كانوا شركاء في اتّخاذ سلسلة القرارات التي أدّت في النهاية إلى موت عمر أبو غريبان، لقدّمت لوائح اتهام بحق جميعهم ولكانت التهمة، القتل، وليس كما نصّت بحق الشرطيين، الإهمال!
القضية لا تنحصر بالشرطيين اللذين ألقيا بعمر إلى موته، لأنّها تبدأ بقرار أولئك الأطباء الذين أوصوا بتسريحه وهو في وضعه الصحي الخطير، كما تشهد الوقائع والوثائق والنتائج. وتشمل أيضًا أولئك الضباط المسؤولين عن إعطاء أوامرهم بإعادته في تلك الليلة وعدم تأكّدهم لاحقًا ممّا جرى وكيف. 
لقد اكتفت الدولة،باسم الحق العام، باتّهام الشرطيين بالإهمال والتسبب بالموت، بينما تدلل كل الوقائع على توفر عناصر جريمة أخطر وهذا تواطؤ. لقد اكتفت المحكمة بالحكم على الشرطيين بثلاثين شهرًا وكأن الميت حصان عابر سبيل وهذا ظلم وناقوس خطر. ومن ثم " كحّلوها" عندما جاء قرار محكمة الاستئناف المركزية ليخفض الحكم لواحدوعشرين شهرًا،فيسدل، عمليًا، الستار على المشهد الأخير من مسرحية العبث المستمرة والتي تدعوها الأمم: عدل محاكم دولة عادلة.
أصعب المآسي تلك التي تكون تفاصيلها بسيطة واضحة وتنطق بالحقيقة، حين تقف أمامها الضحايا خرساء عاجزة.أكثر أصناف العبث إيلامًا هو ذلك الذي يشرعنه شياطين عابثون،صغار يعيشون معك حياةً "طبيعية" "عاديةً"، وهي للبعض تكون، "عمرًا" في كفن مؤجّل.

قصيدة مهداة الى المحامية بهية ابو حمد من الشاعر حيدر كريم

يا أجمل وجه يغسل وجه عين
يا آخر غزل يغسلي هاي الروح
ويا أجمل وجه يغسل وجه عيني
ما اطالع بوجهك مو خجل بس خوف
وبس من الله بخاف وانت تدرين
اذوب برقتك ما اقدر انا دياك
وبياض ايدك ثلج جا ليش تجيوني
ادري تسرسم عينك هو ست ايام
والسابع الحاجب راد يسبيني
ما اقلل احبك شيلها من البال
بس دور بقلبك رح تلقيني
يل تحلك عطرفن الجدم للراس
ما شايف عطر يمشي ويحاجيني
وحق عينك وخدك والبياض البيك
وقسم بشفايفك بس انتة عاميني
خل يرتاح كلبك والله احبك موت
واحب الموت بديك وانت سجيني
لا ما اريد اشوفك ولامحكيت واياك 
بس احفن بشافك مرة خليني

يافا أم الغريب للكاتبة أسماء ناصر أبو عياش/ زياد جيوسي

   حين بدأت بقراءة الكتاب والحنين يشدني إلى يافا، كنت أظن أن الكتاب بحث تاريخي شفوي جامد، فهو قد نال جائزة العودة في التاريخ الشفوي عام 2008، ولكن ما أن بدأت القراءة ومن الكلمات الأولى حتى وجدت نفسي أحلق في عالم آخر، عالم يافا والوطن المستلب منا.
   (يا لهذي اليافا.. لقد فعلت فعلها بعشاقها فتوحدوا معها فسكنتهم ولو على شكل صورة تناقلتها أيديهم ونقلتها وديعة لأيدي الأبناء والأحفاد).. هكذا همست الكاتبة أسماء ناصر أبو عياش، ابنة عائلة ناصر اليافية الأصيلة وهي تروي حكاية يافا على أسنة عشاقها الذين عرفوها قبل النكبة.
  ما كتبته أسماء ليس مجرد بحث في التاريخ الشفوي ليافا، بل هو نزف روحي وقلبي نزفته من قلبها وروحها ورسمته بدمعات الحنين حتى أصبح البحث رواية تروي الحكاية، فكانت كما قال د. أكرم البرغوثي: (هنا لا تكتب لا ترسم لا تستشهد بالصور إلا لتبقي ملامحها الذاتية حية ببرتقال يافا وبحر حيفا.. وتشرك هنا من الشواهد مجموعاً تسكنه يافا بأحيائها وبيوتها وبحرها وكل ملامحها..).
   ما بين تداعيات التجربة الشخصية في بيروت إثر حصار 1982، والشتات مرة أخرى من بيروت إلى الشام فالأردن فتونس قبل العودة للوطن، ومابين ذاكرة من عرفوا يافا وعاشوا بها، تجول بنا أسماء وتنقل لنا بأسلوب أدبي مدهش (الصدمة التي اعترت عقول محدّثيَّي حينما عادوا إلى بيوتهم غرباء وقد حل بها الأعداء!)، فتهمس لنا من أعماق روحها: إنها يافا أم الغريب..
   يافا أم الغريب هي حكاية أسماء وحكاية والدها وحكاية الشاعرة شهلا كيالي والفنانة تمام الأكحل ومثال القمبرجي ود. الفرد طوباسي وأنور السقا وسامي أبو عجوة، وحكايتنا جميعا من لم نعرف يافا ولكنها سكنتنا، فأعادت أسماء لذاكرتي الحنون جدي لأمي، حين أوصاني وأنا في المعتقل عام 1987 هامسا لي من خلف قضبان الزيارة: يا جدي إن رأيت يوما يافا فاقرأ على روحي الفاتحة على شاطئ العجمي، ورحل بعدها من عالمنا، وحين تمكنت مرة يتيمة من زيارة يافا مع أحد أصدقائي بمرور سريع كوني كنت لا أحمل تصريحا للزيارة، نفذت رغبة جدي ومسحت وجهي بمياه البحر هناك.. ولم أرى يافا بعدها، فزرعت أسماء كل مشاهد يافا من جديد في ذاكرتي وجددت الحلم.
 هي يافا كانت وستبقى وستعود ذات يوم، وأما أنا فسأهمس مع روح الشهيد محمود الأفغاني:
يافا ترى يوما أراك بأعيني
أم يا ترى ألقاكِ بعد حِمامي
فلعلني بعد الممات أزورها
فيطيب فيها مرقدي ومقامي
شكرا أسماء على إنثيال الذاكرة وتوثيقها، ولكل من عشق يافا أهمس: عليكم بكتاب يافا أم الغريب.. ففيه ستجددون حكاية العشق. 
   الكتاب صدر عن دار البيرق في مدينة رام الله، والكتاب من الحجم المتوسط ضمن 95 صفحة، زين غلافه بلوحة للفنان الشاب حمزة أبو عياش، وصُمم الكتاب ونسق من خلال دار البيرق العربي – رام الله.

مخطط خفي ما بعد الربيع العربي/ فراس الور

أثناء حرب حزب الله مع الجيش الإسرائلي في حرب تموز، و تبادل النيران المستعر بين الطرفين التقطت سماعة الهاتف و قمت بالإتصال ببيت خالتي، و تسكن هي و عائلتها في قرية عين إبل في الجنوب اللبناني، و فعلنا ذلك للإطمئنان عليهم بسبب الحرب و الأنباء الغير السارة عن تلك القرية التي إنقطع عنها الزاد لايام طويلة حسبما ذكرت المحطات الفضائية وقتها، فقالت لي عبر المكالمة أنهم بخير و لكن الحصار على قريتهم من قبل الطيران الإسرائلي كثيف لدرجة أنهم إذا خرجوا من المنزل يقوم الطيران بإطلاق النيران عليهم من السماء؟! و كذا فعل الطيران الإسرائيلي بالهاربين من قراهم لمناطق ثانية أبعد من اماكن الإشتباك و آمنة أكثر و قد نال قسط من القصف موكب ضم سيارات بيت جدتي و بعض من جيرانهم الذين نزحوا من عين إبل متجهين الى قرية الرميش، فبالرغم من أنهم وضعوا اغطية بيضاء على سياراتهم ليؤشروا للطيران الإسرائيلي أنهم مدنيون مسالمون و لكن لم يسلموا من استفزات قاذفات اللهب من المقاتلات الجوية، فكان الطيران الإسرائيلي يطلق النيران حولهم و على كل شيئ يتحرك في الجنوب اللبناني محولا حياة المدنيين الى جحيم و رعب و دمار، فبحقيقة الأمر حمى حزب الله ارض الجنوب اللبناني و لكنه عجز عن حماية سمائها من شر مقاتلات اعدائه...
أذكر ان في هذه الفترة زارت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس منطقتنا معتقدة ان الجيش الإسرائلي سيحقق تقدما عسكريا مذكورات بتلك المعركة و أعلنت أنه حان الوقت لشرق أوسط جديد، و أذكر جيدا ان دولة الرئيس فؤاد السنيورة كان بمنصب رئيس الوزراء البناني حينها، و لكن هذه الخارطة بما حملت من تغير بالحدود الحالية للمنطقة تضمنت تقسيمات تعتمد على المذاهب الطائفية مثل تقسيم العراق الى دولة شيعية و سنية و دولة كردية حرة و كذا السعودية، فقسمتها الى دولة مقدسة تضم مكة المكرمة من ضمن اراضيها و دولة سعودية مجاورة لها، و الغريب بالأمر انها احتوت على خارطة لإسرائيل تتضمن تحديد حدودها لعام 67 بخطوة غير مفهومة لأن وتيرة الإستيطان بإسرائيل تدل على عكس ذلك تماما حتى في تلك الفترة، و كانت مصير الدولة الفلسطينية غير محددة عليها...و كان عليها خارطة للأردن أكبر من مساحتها الحالية تتضمن مساحة من الاراضي السعودية، و لم تشمل هذه الخارطة أية تعديلات على حدود مصر و سيناء من باب المساومة لتكون وطن بديل للفلسطينين كما كان المراد لها في سالف العهود...حتى لبنان لم يسلم من شر توزيع الرتب و النياشين الأمريكية فسمي بلبنان الأعظم (Greater Lebanon) ، كانت تَغَيُراتْ جذرية و كلها بلا منازع تعتمد على تفتيت بعض البلدان العربية المحيطة بإسرائيل الى دويلات صغيرة تحكمها المذاهب الدينية؟! لتزيد عدد البلدان العربية عددا و تزداد ضعفا لتبقى اسرائيل هي الكيان الثابت بهذه المسئلة المعقدة...و لكن الذي يحتاج الى دراسة و تدقيق هو بناءاً على اية معطيات اعتمدت أمريكا بتفتيت العراق الى دولتين...و بناءا على أية معطيات ستأخذ دولة "الاردن العظمة" و التي مع الأسف فقدت كلمة مملكة من اسمها مساحات من السعودية؟! أنا أظن أنه كان سيحصل هذا بناءا على معطيات حربية كانت أمريكا او اسرائيل ستبرع بإشعالها بالمنطقة...و لكن وقفت آلة الحرب لحزب الله في وجه هذا المخطط حينما لم تفلح اسرئيل بقتلها من المنطقة...فحزب الله إمتداد لنفوذ شيعي لإيران بالمنطقة مدعوم سياسيا و عسكريا من سوريا، و لإيران ترتيب عالمي متقدم بين قوى الدُوَلْ العظمة...و من باب أخر المرجح ان الدولة الروسية التي لها طموح ايضا في المنطقة و حلفائها لم يتم ارضائها ماديا لكي تَغُضَ الطرف عن اية تغيرات بالمنطقة و كما فعلت أمريكا لكي تَشُنً حربها على العراق في السالف لتحرير الكويت، و المشكوك بأمره حينها أنه نتيجة لهذا الإرضاء اعطت روسيا الكثير من المعلومات عن اسرار الجيش العراقي و معلومات قيمة عن اسلحته الحربية لتسهيل مهمة إضعاف الجيش العراقي، فأمريكا في وقت حرب تموز بين حزب الله و اسرائيل كانت ترزح تحت دين في ميزانيتها يرهقها بصورة كبيرة فلم تستطيع شراء سكوت القوة الغير حليفة بالمنطقة لتسير بهذا المخطط؟! تضارب مصالح لم يعطي للكيان الامريكي فرصة لتنفيذ مخططه كما يريد، و المطلوب ايذاً تنفيذ هذا المخطط بأقل الخسائر الممكنة لكي لا يتم استنزاف الخزينة الأمريكية أكثر من اللازم فكلنا يعلم ايضا كلفة الحملة للجيش الأمريكي في أفغانستان، 
ما كان البديل لهذا المخطط الذي سرعان ما انطفئت شعلته من قائمة المشاريع و الأماني في البيت الابيض لمنطقة الشرق الاسوط، في حقيقة الأمر بعد حرب تموز ببضعة سنين إسْتَغَلً ساسة البيت الابيض بصورة خبيثة حالة سائدة في بعض دول منطقة الشرق الأوسط تسمى بـ"فراغ القوة"، و تأخذ هذه الحالة عدة اشكال حينما تصيب أي دولة، و سواء كانت دولة كبيرة ام صغيرة مفعولها قاتل يهدد و يزعزع الأمن بتلك الدولة بصورة مُؤَكًدَة، و مصطلح "فراغ القوة" يعني ان هنالك فراغ في السُلْطَة بحياة الدولة...و قد يكون هذا الفراغ رئاسيا او عسكريا بناءا على طبيعة المشكلة التي تعاني منها هذه الدولة...و غالبا ما تكون له مقدمات مثل نشوء بلبلة سياسية و ضعف في الثقة بين المجتمع بتلك الدولة و النظام الحاكم بها...فبإزدياد هذه البلبلة و المسافات بين المجتمع و النظام الحاكم يزداد تاثير فراغ القوة هذا ليصل لمرحلة ضعف في قدرة الدولة على فرض هيبتها على الشعب و ضعف في سلطتها ككيان حاكم...و مع كل أسف هذه الحالة كانت قائمة لعدة سنين بعدة بلدان في منطقة الشرق الأوسط و على سبيل المثال لا الحصر تونس و ليبيا و مصر و لبنان و سوريا و العراق (بعد عهد الشهيد صدام حسين رحمه الله) و بعض من دول الخليج، أما اردننا فلا تخضع حالته السياسية لمصطلح فراغ القوة لأن الثقة قوية و قائمة بين العشائر الاردني و رؤسائها و بين مولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، و ما نتج من مظاهرات استغلتها بعض من تيارات المعارضة لصالحها بكل دهاء و مكر و أيضا لتهويل الأمر إنما هو نتيجة طبيعية لإقتصاد بلدنا الذي شهد تدهور نتيجة عجز بالميزانية، و قد اثر هذا العجز سلباً على عدة جوانب من المناخ الإقتصادي للمملكة و سبب ضغوطات على الإمكانيات المادية للمواطن الأردني، و لم يتم معالجة هذا العجز بالصورة المطلوبة من قبل رؤساء الحكومات المتعاقبة و هذه اخطاء شخصية صدرت من تلك الشخصيات نالت عدم رضى واستنكار من العرش الهاشمي بصورة متكررة مؤخرا و من قِبَلْ دولة الرئيس عبدالله النسور رئيس الوزراء الحالي بصورة علانية على محطة التلفزة الاردنية، ... لذا اقتضى التنويه فلذلك الممكلة لم تتأثر بتيار الربيع العربي بصورة جذرية لأن هنالك حب و ولاء لا تتناقص قِيَمُهُ بقلب كل اردني تجاه العرش الهاشمي و لمولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم و لمولاتي الملكة رانيا ىالعبدالله المعظمة، و كان البديل عن الشرق أوسط الجديد كما أسلفت الربيع العربي و استغلال مقدمات فراغ القوة التي كانت تعاني منها البلدان التي ذكرتها سالفا لبدء بثورة جارفة مبرمجة كان روادها تيارات دينية مُعَارِضَة اساساً للحياة السياسية المدنية التي تعيشها دولنا العربية، فإبتداءت شعارات الربيع العربي تزلزل سلام تونس ثم تبعتها توابع مماثلة في ليبيا ثم مصر لينتهي بها المطاف في سوريا و التي شهدت نتيجتها حرب ضروس على السلطة، و كانت تجتاح تلك المناطق و البلدان في أول الربيع العربي مظاهرات عنيفة لم يفهمها عامة الناس فلم يقرأوا منها سوى إزالت نُظُمْ حاكمة حكمتهم لفترات طويلة من الوقت و لم يدركوا منها سوى أن هدفها المعلن تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن العربي...
قرروا الحاكمون بتلك الدُوَلْ التنازل عن السلطة في تونس و مصر...أما في ليبيا فجلبت حالة الفراع القوة مواجهة دموية لجيش الراحل معمر القذافي مع المعارضة التي سلحتها و دعمتها فرنسا بصورة رئيسية، و في سوريا دعمت أمريكا المعارضة في وجه الرئيس بشار الأسد ليبداء فراغ القوة بتلك البلد صفحة عنيفة عسركية لا يُحْمَدْ عقباها، لم تسلم مصر و تونس من توابع عنيفة لفراغ القوة و لكن الفرق بتلك البلدان ان الجيش لم يتم تهديده بمعارضات مسلحة مثل ليبيا و سوريا بل اقتصرت حالة الفارغ القوة على مواجهات عنيفة بين مؤيدي المعارضة من عامة الناس و التيارات الحاكمة الإسلامية التي صعدت الى الحكم عن طريق انتخابات تشريعية رعاها الجيش بتلك البلدان للحيلولة دون استمرار حالة فراغ القوة هذه، فكان قادت الجيش يعلمون أنها يجب ان تنتهي حفاظا على وحدة بلادهم من التفكك و الصراعات التي قد تنتج لملئ فراغ القوة السياسي بالبلاد، و لكن مع كل أسف إستمرت حالة فراغ القوة هذه اثناء حكم الإخوان لمصر و تونس لأنه لم يتم ارضاء المعارضة التي اتسمت بالمبادئ الليبرالية كرد فعل على المناخ الإسلامي الجديد الذي يحاول فرض هيبته بحياة الدولة، و بقيت المشاكل مستعرة بين الأحزاب المتشددة من جهة و أحزاب الأسلام الوسطي و الليبرالية من جهة ثانية لتشهد تلك البلاد المواجهات العنيفة و المظاهرات المتكررة لمدة عام كامل و القتال بين فئات الشعب المدنية التي سلحت نفسها لحسم هذا الصراع و حالة الضايع هذه، فأصيب الإقتصاد نتيجة لحالة عدم الإستقرار هذا بترهل كلي و لم تستطع التيارات الإسلامية الحاكمة بناء الدولة التي تسعى لها...
في مصر و بعد عام كامل من ضبط النفس قرر الجيش في 30 من يونيو عزل الإخوان المسلمين من مهامهم السياسي بعد انتفاضة جماهرية كبرى في ميدان التحرير و العديد من احياء القاهرة و المحافظات المصرية، و قرر الجيش إعلانهم جهة إرهابية بعد ان شجعوا اتباعهم لشن عمليات تخريبية على منشآت الدولة الحيوية و قتل المتظاهرين من انصار عزل الدكتور مرسي و حرق الكنائس و الإعتداء على الرعايا المسيحين في القاهرة، و قد طالت ايادي الإرهابية سلام الافراد من القوات المسلحة و الشرطة عن طريق تنفيذ العمليات الإنتحارية و اغتيال شخصيات أمنية رفيعة المستوى في وزارة الداخلية المصرية، فقرر الجيش سجن قادة الإخوان و وجهة اليهم سلسلة من التهم الكبيرة أبسطها تنفيذهم مخططات مشبوهة لصالح دول أجنبية تعادي مصلحة جمهورية مصر العربية، فكشفت أمريكا القناع عن حقيقة مخططها بالمنطقة حينما شنت حملة إعلامية ضروس على مصر لعزلها الإخوان و سجنهم الذين هم حلفاء استراتيجين لها منذ ايام نشأت الإتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، و الحدث الذي يصدم بالموضوع و الذي لا يمكن تجاهله إطلاقا هو قدرة البيت الابيض تسييس منظمة هيومن رايتس واتش (Human Rights Watch) لتشويه سمعة الجيش المصري إعلاميا و لوي الوقائع بأن الجيش أثناء إنهاء إعتصام رابعة قمع ابناء الإعتصام و قَتَلَ المتظاهرين الابرياء و سفك دم من كانوا يعارضون ما أيدته أمريكا من إنقلاب على الشرعية، سرعان ما إنتهت هذه الحملة حينما حركة الدولة المصرية حملة مضادة عن طريق وزارة الخارجية و سَفَراتها في عدة بقاع حول العالم و في اوروبا و أمريكا لتوضيح الحقائق كما هي على الساحة المصرية المعاصرة، 
و لكن هنالك أمر لفت انتباهي و أظن أن أمريكا كانت تعي أنه ممكن الحدوث، فَتَأْيِدْ أمريكا للربيع العربي بالمنطقة يوحي به، كما شرحنا إتسم هذا الربيع بصعود أشرس تيارات متعصبة بالمنطقة الى حكم العديد من البلدان العربية، و ايضا شن حملات عسكرية لأخذ نظام الحكم بالقوة في ليبيا و سوريا كما اسلفنا...و لكن السؤال الذي يطرح ذاته هنا ان أمريكا كانت عازمة على دعم الأحزاب الإسلامية لتبقى بالحكم في الدول العربية كي تجمعهم بمنطقة واحدة و يُصْبِحوا كيان سياسي كي تستيطع التعامل معهم و صاحب هذه النظرية دولة الرئيس الدكتور ببلاوي رئيس الوزراء المصري، و حدث هذا ليصبح لهم مسؤول بالمنطقة ينظم حركتهم، و لكنهم اود أضافة الآتي على نظريته، فَكَوْنَهُمْ حلفاء لأمريكا لا يعني أنهم كانوا في السالف موافقون على ما تفعله اسرائيل بالضفة الغربية مما يفسر ضرب مصالحها من حين لآخر و مما يعني ان حِلْفَهَا مع تلك العناصر الجهادية مَرً بعهد مد و جزر لا يعلم عنه الكثير من الناس، فهل أخيرا وافقت أمريكا على الربيع العربي كنوع من اتفاقية مع تلك الأحزاب و بنوياها أمر آخر، فنرى اثناء الربيع العربي ان الحركات الجهادية لا تأبه بالجهاد كثيرا  في فلسطين بل اكتفوا بالجهاد للسيطرة على الحكم بالدول العربية، و مع كل أسف لم تفهم أمريكا اللعبة الخطرة التي نفذتها بالمنطقة العربية، فبأحسن الأحوال كانت تدعم التيارات المتشددة بالمنطقة العربية مفكرة أنها وجدت لهم حل، و كعربون لهذا الدعم تجاهلوا الإخوان فلسطين و الجهاد بها، و لكن الذي أقرأه بين الأسطر ان هذه التيارات لو نجحت بالسيطرة على تونس و مصر و سوريا كليا كما كان مخطط لها اساسا كانت ستبدء بتأسيس حكم الإسلام السياسي بالمنطقة و مع مرور السنين كانت هذه الدول العربية ستكون مهيئة لإمبراطورية إسلامية كبرى من جديد بالمنطقة و لن يكون هنالك رادع لها لو فتحت حدودها على بعضها مرورا من تونس الى المغرب التي ستتأثر بهذه الأجواء عاجلا أم آجلا و الى مصر و سيناء و الأردن و سرويا...فماذا كانت ستفعل أمريكا بهذه القوة الجبارة التي كانت ستفرد سيطرتها على منطقة الشرق الاسوط بسرعة كبرى لا مثيل لها و بعكس الشرعية الدولية و الأمم المتحدة التي لا تؤمن بهذه الدُوَل السياسية و توسعاتها الإمبريالية؟ فهل كان هذا المخطط النهائي من وراء الربيع العربي لكي تشن اسرائيل و أمريكا حربها الأخيرة ضد القوة الجهادية العربية لكي لا يكون للقدس مِنْ مطالب و لكي تقع فلسطين بقبضتها الى الأبد؟ هل كانت تمهد لحرب عالمية ثالثة لإنهاء وجود هذه الفصائل عسكريا التي تزعجها بفلسطين لكي تنطبق مقولتها الشهيرة "ارضك يا اسرائيل من النيل للفرات؟"، الله بالنهاية أعلم منا جميعا،..  

الإرهاب التكفيري في لبنان/ شاكر فريد حسن

الإرهاب التكفيري يضرب  مجدداً في لبنان ، والحرب الإجرامية الإرهابية  غدت مكشوفة وعلنية عليه ، ومسلسل العمليات التفجيرية المسلحة والمفخخة ، التي تنفذها قوى الشر والظلام في أراضيه تتواصل وتتزايد يوماً بعد يوم . وفقط بالأمس تم استهداف جسر للجيش اللبناني ، وقبل أيام جرى هجوم انتحاري مزدوج في الضاحية الجنوبية لبيروت العاصمة ، المعروفة كمعقل لحزب اللـه ، وبجوار ممثلية ثقافية إيرانية .

وقد جاءت هذه التفجيرات والعمليات الإرهابية بعد أيام قليلة على إعلان تشكيل حكومة موحدة بمشاركة معظم القوى والأطياف والمشارب السياسية اللبنانية . وعليه فأن التوقيت هو واضح ، ويستهدف الحراك السياسي الأخير لتخفيف حدة التوتر والاحتقان الداخلي الذي يحاصر ويخنق الأجواء اللبنانية .وكذلك لها أهداف أخرى تدميرية ، في مركزها وصلبها اغتيال كل بارقة أمل تلوح في الأفق لإيجاد مخرج للأزمة السورية والوصول إلى تسوية سياسية تحفظ وتصون سورية العروبة والمقاومة .

ما يراد للبنان وتسعى إليه قوى وجماعات التكفير الإرهابية ، التي تغذيها أمريكا وإسرائيل وبعض دول الخليج وتركيا الأردوغانية ، أن يتحول إلى مركز ووكر وحاضنة  وبوابة للإرهاب إلى سورية كي يتواصل العنف والقتل والتدمير فيها ، خدمة للمشروع التفتيتي التكفيري الطائفي العنفي  في المنطقة ، الرامي إلى ضرب قوى المقاومة ومنع استقرار دول المنطقة وأمنها وإشاعة الفوضى المنظمة فيها .

 الهدف بات واضحاً للجميع وهو إسقاط سورية الدولة وتحييدها كقوة إستراتيجية ، وضرب استقرارها وتدمير مؤسساتها وهدم بنيتها ، ومعاقبتها على مواقفها المقاومة الشريفة الكريمة ورفضها الرقص والتغريد في الجوقة الأمريكية .

إن الإرهاب لن يكون عابر سبيل في لبنان ، ولذلك يجب تطويقه ومحاصرته واقتلاعه قبل أن تمتد جذوره عميقاً في التربة اللبنانية ، والضرب بيد من حديد كل من يسعى ويعمل ويحاول زعزعة الأمن والاستقرار تحت شعارات زائفة لن تنطلي على احد ، لأنها ستؤدي إلى تفجير الصراع وتأجيج الفتن بين اللبنانيين . 

وفي الإجمال ، فإن مواجهة  الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان اليوم يتطلب المزيد من التضامن والتماسك والوحدة الوطنية ، وإجراء حوار وطني وسياسي مسؤول وجدي وواعٍ ، لأجل وضع خطة وطنية لمواجهة الأتي من التحديات في المستقبل . 

ليت الفتى امرأة/ جواد بولس

أثارت تصريحات السيّد محمد زيدان، ألتي أدلى بها في برنامج "نظرة من الداخل"، الذي يقدّمه الصحفي رمزي حكيم على فضائية فلسطين، موجةً من الغضب، بدأت عندما وصفت شريكته في تلك الحلقة محرّرة صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية السيدة عايدة توما سليمان ما قاله زيدان بالخطير جدًا. 
برزت الأصوات النسائية وتصدّرت بياناتهن تلك الموجة، التي تربّع على ذروتها نداؤهن المطالب باستقالة زيدان من رئاسة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ووجوب تقديمه اعتذارًا عن تلك التصريحات، لأنها لم تنصف ولم تحترم المرأة العربية، فهي برأي زيدان غير مؤهلة لقيادة لجنة المتابعة. ومن أقواله التي استفزت المشاهدات وبعض المشاهدين برز ردّه، عند إصرار المشاركة على سماع رأيه بعيدًا عن الظروف السائدة، بأنّه إذا ترأست امرأة لجنة المتابعة فعندها "ستخرب اللجنة تمامًا" أو كما "قفشها" بلهجة الفلاحين عندنا "ستخرب شيلي".
مجموعة من الجمعيات النسوية أصدرت بيانًا انتقدت فيه تصريحات السيد زيدان وطالبت بضرورة تنحيته عن منصبه مع إن فترة ولايته القانونية قاربت على الانتهاء. من جهتها، وفي بيان صدر عنها وباسمها، انتقدت النائبة حنين زعبي تصريحات السيّد زيدان ووصفتها "بالهدّامة" وذلك احتسابًا لموقعه المرموق وما يرمز إليه بين الجماهير العربية قاطبة. 
لن أدافع عن السيّد محمد زيدان، فهو محاط بمجموعات من القادة والشخصيات الاعتبارية ذات المواقع والمواقف الشبيهة لمواقفه المعلنة في ذلك البرنامج، لا بل أزعم أنه يتقدّم على بعض أولئك القادة بمواقف أكثر تقدّمية وإنصافًا لقضية المرأة العربية. إلى ذلك، لن أدّعي على السيّد محمد زيدان بأنه صرّح ما صرّحه من موقع يتبوأه عنوة أو مصادفةً، فهو منذ أعوام يرأس تلك اللجنة القيادية العليا بموافقة واختيار جميع تلك الأحزاب والحركات و"الأحيزاب" و"الحريكات" ومن ذلك الموقع قاد بالشراكة والتوافق مع جميعهم انتصارات الجماهير العربية محافظين على أعرض القواسم المشتركة وفي طليعتها ضمان التفوّق الذكوري الواضح في هيئات هذه اللجنة. 
مع ذلك، فأنا أرفض تلك المواقف وبشدة لأنها ليست بالشاذة والهامشية، فهي تعبّر عن إجماع ذكوري مهيمن بين جماهيرنا العربية وهي تعكس واقعًا يكرّس نظرة فوقية لمعشر الرجال وريائهم إزاء استعدادهم المزعوم لقبول المرأة شريكة متساوية في ميادين القيادة والريادة والرسم والتخطيط وأكثر .
عقب تلك البيانات، التي كان معظمها بيانات "نسوية"، أصدر السيد محمد زيدان بيانًا صدّ فيه جميع الاتهامات التي وردت بحقه وأكّد على احترامه للمرأة العربية ودورها المنتظر والمأمول وأضاف موضحًا أنه لم يقصد إلّا الممازحة عندما تصوّر أن رئاسة امرأة للجنة ستؤدي إلى خرابها "شيلي بيلي". إنني أصدق ما قاله السيّد زيدان في بيانه فهو يعبّر عمّا يجيش في صدور غالبية الرجال العرب وهو بهذا المعنى يمثلهم بصدق وأمانة؛ فهكذا يفكّر معظم رجال العرب عندما يقولون الحقيقة والجد وهكذا يفكرون عند الممازحة والضحك وفي كلتا الحالتين هم يؤكدون أنّهم يكنون كلّ الاحترام لمعشر النساء. ألم يكن الاحترام دومًا فكرة ملتبسةً ووجهة نظر.  
لقد كان بيان السيّد زيدان صادقًا وموجعًا في ذات الوقت، لا سيّما عندما وجه سهامه إلى جميع قيادات العرب المشاركين في خيمة المتابعة العليا وقال مؤكّدًا: "إنّ هناك من أخرج كلامه عن سياقه الصحيح، مشيرًا إلى أنه ومنذ سنوات يطالب جميع مركّبات المتابعة بأن يكون لها تمثيل نسائي في اللجنة، إلا أن الأحزاب والحركات السياسية هي التي اختارت تهميش دور المرأة، علما أن من حق كل مركب اختيار ممثليه في المتابعة في أي موقع شاء، بغض النظر عن كونهم رجالا أو نساء". إن كان هذا الكلام صحيحًا، وهو لم ينفَ من قبل أي جهة، فكلّكم يا سادة رجال وكلّكم عرب وكلّكم شركاء في هذه "النظرة التي هي من داخل الداخل". وبعد، فهل من عجب لماذا كانت التهمة دومًا أنثى والصمت ذكرًا؟! 
لا أعرف ما يكفي من معطيات تفسّر إصدار بيان وقّعه عدد من المؤسسات النسوية خال من تواقيع مؤسسات عامة مشتركة الجنس أو شخصيات ذكورية. أتمنى أن تكون هنالك أسباب وجيهة لهذه الظاهرة، أمّا إذا توجهت تلك المنظمات النسوية إلى جهات مشتركة أو محكومة بهيمنة ذكورية خالصة وهذه رفضت ضم تواقيعها للبيان فالمصيبة كبيرة والخسارة أكبر، بينما إذا تعمّدت هذه المؤسسات النسوية الموقعة على البيان حصره في تنظيمات نسوية عن سبق إصرار وخيار مدروس، فإنني أسجّل تحفّظي واعتقادي أن هذا الخيار خاطئ، ومردود هذه البيانات، أحادية اللون، يكون ضعيفًا وعابرًا.
على جميع الأحوال، وفيما يتعلق بي، فأنا أتعمد في كلّ مرّة تثار قضية استقواء الرجال على النساء أن أعلن موقفي بصراحة لا تقبل تأويلًا قد يكون سنده موروثًا صدئا أو قولًا مأثورًا كدّسته العرب في خزائن "الأدب" التي أغلقت في زمن عابر وظرف غابر.
وكمن يعيش الواقع، لا أبالغ في تفاؤلي بتغيير جذري قد يصيب حظ "الانثيين" قريبًا، ولذلك أهرب عابثًا، أحيانًا، مع خيالي، تمامًا كما كنت أفعلها صغيرًا وأحلّق كالعصفور، أمّا اليوم أحلّق كالشاعر وأصرخ: "ليت الفتى امرأة"،  فتُرى ما "عساهَني" تقول؟ تقول: "أنا امرأة، لا أقل ولا أكثرَ/ أعيش حياتي كما هي، خيطًا فخيطًا/ ويطلع من كتفي نهار عليك/ ويهبط، حين أضمك، ليل إليك ولست بهذا ولا ذاك/ لا لست شمسًا ولا قمرًا/ أنا امرأة ،لا أقل ولا أكثر".

مربعات النهاية/ رضا محمد السيد


عجبى عليكى يا دنيا دا الكل راح يسيبك
إنتى باقيتى على مين قوليلى مين حبيبك
دنا من تراب يا دنيا يعنى أنا قريبك 
فينا العيب يا دنيا ولا العيب عيبك ... وعجبى
ــــــــــ
الدنيا كلها عِبر ولكل إنسان حكـــــاية 
حكاية اليوم إبتدت وحكاية بلغت نهاية
النهارده إنسان دفنوه 
وإنسان سحبته الداية ... وعجبى
ـــــــــ
با إللى ضهرك إنحنى وعنيك بتشوف طشاش 
وكبرت وجالك زاهيمر وولادك ما بتعرفهاش
وجريت جرى الوحوش فى دنيا ما ديماش 
نسيت تفكر فى يوم هتخرج ملفوف فى قماش .... وعجبى 
ـــــــــــ
يا إللى إنت عمال تبعتر فى الهايفة بالألاف 
ما فكرتش تكفل يتيم مش لاقى عيش حاف
وكان قلبك حجر ومن الأخرة مــــــــا خاف 
هتاخد إيه معــــــاك وأنت متشال ع الكتاف ... وعجبى 
ــــــــــ

ماذا تنتظر مصر لتأديب الإخوان وحماس؟/ مجدى نجيب وهبة

** سؤال بدأ يتردد بقوة فى الشارع المصرى !! .. هل أصبحت مصر عاجزة ومشلولة وغير مؤهلة ، لتوجيه ضربة حاسمة لمنظمة حماس الإرهابية ، وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ؟ ..
** لماذا لم يصدر رئيس الدولة المؤقت "عدلى منصور" حتى الأن أى قرار بغلق معبر رفح البرى إلى أجل غير مسمى ، لوقف نزيف الإرهاب ، ووضع حد لتسلل أعضاء حركة حماس ، والتنظيمات الإرهابية داخل مصر ؟!!..
** هل لا يوجد فى مصر رئيس للدولة ؟ .. هل المؤامرة التى إنطلقت من العاهرة أمريكا فرضت على الرئيس المؤقت الصمت وعدم الكلام ؟ ..
** هل الرئيس المؤقت لمصر لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلى هذا الحد ؟
** هل الرئيس المؤقت لمصر لا يعنيه من بعيد أو قريب ، ما يحدث فى مصر من تهديد جرذان حماس والإخوان لأمن وسلامة الوطن .. فإذا كان الرئيس المؤقت لا يهتم إلا بمنع مرتضى منصور من الظهور فى الإعلام .. فمن حقى كمواطن أن أطالب بمحاكمة على المستشار "عدلى منصور" فورا ، والتحقيق معه بتهمة الخيانة العظمى للوطن ، ورفض حماية الشعب والأراضى المصرية ..
** هل وصلت بنا المهانة فى مصر أن تعلن أى منظمة إرهابية من حركة حماس ، مسئوليتها عن تفجير أتوبيس طابا الأخير ، أو تفجيرات مديرية أمن القاهرة ، أو تفجيرات مديرية أمن الدقهلية ، وسقوط عشرات الضحايا من رجال الجيش والشرطة ، ولم نسمع أو نقرأ أى قرار واحد للرئيس المؤقت لتحمله مسئولية الأحداث الجارية ..
** هل وصل بنا الإستخفاف والإستظراف بمنصب رئيس الجمهورية ألا يهتم مستشارى الرئيس سوى بدعوة شباب 6 إبريل والحركات الثورية لعمل جلسة حوار داخل قصر الإتحادية ، يقودها أحمد المسلمانى ومصطفى حجازى .. هل لا يعلم المستشار عدلى منصور أن مصر فى حالة حرب .. حرب .. حرب مع دول عديدة ومنظمات إرهابية ، تقودها العاهرة أمريكا ، بكل ما تملك من قوة لإسقاط مصر ؟..
** هل المستشار عدلى منصور لا يدرك خطورة ما يحدث حولنا من جرائم إرهابية لضرب السياحة المصرية ، وتفقير شعب مصر حتى يرضخ للإرهاب ويستسلم للفوضى حتى تنقسم مصر ؟ ..
** هل المستشار عدلى منصور هو إحدى المخططات الأمريكية والأدوات التى يستخدمها الإرهاب لضرب مصر ؟ ..
** أسئلة كثيرة لا نجد لها أى إجابة .. إلا شئ واحد فقط ، وهى أن ما يفعله المستشار عدلى منصور هو إستمرار لمخطط وسيناريو إسقاط الدولة المصرية بدم بارد ..
** هل أصبحت مصر عاجزة عن التعامل مع الإرهابى المدعو "إسماعيل هنية" ، وبتره من على وجه الأرض ؟ ..
** أعتقد أن الدولة المصرية قادرة على التعامل مع منظمة حماس الإرهابية ، ومع عملاء أمريكا من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى ، وقادرة على التعامل مع ميليشيات الإخوان الإرهابيين ، وقادرة على التعامل مع دويلة قطر الحقيرة ، ولكن للأسف ليس لدينا رئيس للدولة ، يصدر القرارات لوضع كل جرذ فى حجمه الطبيعى ، وليس لدينا حكومة تصدر قرارات حاسمة .. بل لدينا خونة وعملاء ومتآمرين فى الحكومة ، وبالتحديد رئيس الحكومة .. الذى نبح صوتنا لنحذر من حكومة الببلاوى البرادعوية .. وأقسمنا عشرات المرات أنها تنفذ الأجندات الأمريكية ، وأن من وضع الدستور ووافقنا عليه حتى لا تعطل المراكب السايرة هو رئيس الحكومة ، بالإتفاق مع أعضاء لجنة الخمسين ، ورئيس اللجنة عمرو موسى .. وإن لم تصدقوا ما نقوله ، فإقرأوا ما كتبه د."حازم الببلاوى" فى جريدة المصرى اليوم من بعض المقالات لتكتشفوا أن أفكار رئيس الحكومة تتفق مع فكرة تقسيم الدولة المصرية ، وعمل حكومات فيدرالية ، وهو نفس ما تدعو له أمريكا وإستخدمت الإخوان لتنفيذ هذا المخطط ..
** أقسمنا عشرات المرات أن فكرة إعطاء البرلمان كل الصلاحيات التى تفوق صلاحيات رئيس الدولة ، وصلاحيات الحكومة هى من صميم أفكار حازم الببلاوى ، ولدينا الوثائق التى تثبت هذه الأفكار والتى ظل يروج لها حتى أتته الفرصه على طبق من ذهب بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ، التى ربما خدعنا للمرة الثانية فى كل من إعتلى المنابر السياسية بداية من حركة تمرد حتى تسليم السلطة للمستشار المؤقت "عدلى منصور" مرورا بإختيار حكومة برداعوية ، يقودها محمد البرادعى من الخارج ، بعد أن قدم إستقالته ، وهرب إلى فيينا لقيادة إستكمال أكبر مؤامرة تواجهها مصر حتى الأن رغم الإطاحة بحكم الإخوان ومحمد مرسى العياط وعصابته ..
** ليس لدينا أى تفسيرات .. إلا تفسير واحد فقط هو خراب مصر للمرة الثانية على أيدى المستشار "عدلى منصور" وحكومة "حازم الببلاوى" التى حولت قصر الإتحادية إلى كباريه وملهى ليلى للهواة والأطفال ، ومدعين العمل السياسى .. فأصبحنا نسمع من يعترض على إعتبار الإخوان منظمة إرهابية ، ومن يعترض على إقرار قانون التظاهر ، ومن يعترض على إقرار قانون الإرهاب .. ليس هذا فحسب بل هم والإعلام يعملون وجهان لعملة قبيحة فى منظومة واحدة والشعب صامت صمت القبور ، ربما الشعب فى حالة ذهول مما يحدث حوله .. فالشعب الذى قام بثورة 30 يونيو ، والذى خرج فى الشوارع والميادين منذ 21 يونيو ، ولم يعود إلا بعد الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابيين .. ماذا يجنى الأن ؟
** هل هذه الوجوه هى التى تمثل شعب مصر .. هل المدعو "حسن شاهين" يمثل أى شئ فى الدولة المصرية ، ومن هو النبوى أو محمود بدر ، أو أى من هذه الأسماء العديدة التى بدأت تظهر فى الإعلام والقنوات الخاصة ، وكأنهم أوصياء على الشعب المصرى ..
** ما هذا التهريج الذى أصبحنا نتعايش معه كل صباح مع بداية إنطلاق برامج القنوات الفضائية ، والتى لا تستضيف إلا مجموعة معينة من بعض الشباب أو المدعين بالعمل السياسى ، والذين لم يتغيروا ولكنهم يتبدلوا من قناة إلى أخرى ، حتى تمنينا أن تنسف مدينة الإنتاج الإعلامى على من فيها .. بل تمنينا أن يحاكم هؤلاء الإعلاميين المأجورين الذين يصرون على الظهور فى برامج قذرة وعفنة لإسقاط الدولة المصرية ..
** من الواضح أنها باظت وهاصت ، ولم يعد هناك أمل فى ترشح المشير عبد الفتاح السيسى .. فالخونة والعملاء تكاثروا على هذا الوطن .. ولم يعد أحد يهتم بمعنى كلمة مصر أو وطن ، وتطاول الأقزام على الدولة من سفهاء حقوق الإنسان ، بل وتطاول الإرهابيين على الدولة وتهديدها ، وتطاول منظمة حماس الإرهابية على الأمن المصرى ، وتطاول الدولة الأثيوبية على مصر بإصرارها على إتمام مشروع سد النهضة لتقليل حصة مصر من مياه النيل .. شريان الحياة فى مصر ..
** لا حل لهذه البلد إلا تطهيرها من كل الخونة والعملاء والمأجورين حتى تستطيع أن تواجه حروبها الخارجية .. لعنة الله على كل الأحزاب السياسية فى مصر .. لعنة الله على مجالس حقوق الإنسان .. لعنة الله على كل مأجور وخائن وعميل ..
** والأن .. هل يستمع المشير عبد الفتاح السيسى لكلماتنا المخلصة .. أم نظل نسير على هذا النهج بهذا البلاء وهذا الغباء ، وفى هذه الحالة لا تلوموا إلا أنفسكم !!...

صوت الأقباط المصريين

على هامش لقاء وتصريحات محمود عباس مع الطلاب الإسرائيليين/ شاكر فريد حسن

أمس الأحد ، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) مع مجموعة من الطلاب الإسرائيليين في مقر المقاطعة برام اللـه ، في إطار خطة فلسطينية سياسية جديدة تهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي ، وتغيير مواقف الشعب اليهودي وتجنيده ليكون داعماً للعملية السلمية والحل السياسي للقضية الفلسطينية  .
ولكن أكثر ما يثير القلق والاستهجان في هذا اللقاء هو تصريحات وأقوال الرئيس عباس ، كانت نسبت له في وقت سابق من الأسبوع الماضي ، وهي طرح فكرة نشر قوات عسكرية تابعة للحلف الأطلسي (الناتو) سيء الصيت في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة بعد التوصل إلى تسوية سياسية . وهذه الفكرة لقيت المعارضة الشعبية والانتقاد الشديد والرفض التام من كل الأطياف والقوى والفصائل الوطنية والتقدمية الفلسطينية ، لأنها بمثابة تراجع خطير عن الخطاب السياسي الفلسطيني وعن الثوابت الوطنية ، وتمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني ،وتنتقص من السيادة الكاملة للدولة الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني ، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، عدا عن كونها تشكل إمعاناً في الانتقاص من استقلالية القرار الفلسطيني .
إن هذه المقترحات التي قدمها محمود عباس بلا شك خطيرة ومستهجنة ، وشعبنا الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلاً، ولا يقبل المساومة على حقوقه ومستقبله ، ولن يوافق ، لا اليوم ولا غداً ، على استقدام واستجلاب قوات الناتو المعروفة بمواقفها المنحازة والمتساوقة مع المشاريع الامبريالية الأمريكية . 
من نافلة القول أن هذه الأفكار والآراء التي طرحها عباس في لقائه مع الطلاب الإسرائيليين ،هي بمثابة إخفاق وفشل في بلورة وتقديم خطاب وموقف واضح وصريح أمام الآخر ، ينتقد حكومة الاحتلال وممارساتها العدوانية والقمعية تجاه شعب فلسطين ، ويحمل المفاوض الإسرائيلي فشل المفاوضات السلمية ، وكذلك مطالبة الجمهور الإسرائيلي بالضغط على حكومة نتنياهو – ليبرمان العنصرية المتطرفة بضرورة إنهاء الاحتلال والتوصل إلى اتفاق دائم على أساس وقف الاستيطان واقتلاع المستوطنين والانسحاب من جميع المناطق الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران العام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية .
تصريحات عباس في هذا اللقاء تثير الامتعاض ، وهي تنازل وتراجع عن الثوابت والمرجعيات الأساسية ، التي أقرتها المجالس الوطنية الفلسطينية في دوراتها المتعاقبة . وإننا إذ نحذر من هذه التصريحات الخطيرة  ، نعبر عن قلقنا من الموافقة على فكرة استقدام قوات حلف الأطلسي (الناتو)ونشرها في فلسطن المستقبلية . واللقاءات مع الطلاب والشبيبة الإسرائيلية يجب أن تتحول إلى محفزات للضغط على حكومة العدوان ، والتصدي لسياستها الاستيطانية والاقتلاعية باتجاه كنس الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل والثابت ، وإقامة دولة فلسطين ـ ليحيا الشعب الفلسطيني كباقي شعوب الدنيا ، وينعم بالحرية والاستقلال والفرح ، ويرفل بالرخاء والسعادة والأمن والاستقرار .  
  

عتمة الأعمى وصراخ الأبكم/ سهى بطرس قوجا

أعجبني قول جميل جدا لــ ( جبران خليل جبران) يقول فيه:" أنتَ أعمى وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر". أليس جميلا بكل معانيه ويحمل الكثير من معالم الصرح الإنساني بين معاني حروفه؟! قول يعطيك من أول وهلة لقراءته شعورًا يختلف عن شعور الأعمى في عتمته وشعور الأبكم في صومعة نفسه.
أنها علّة تساند علّة فتدرك الواحدة للأخرى الطريق في الحياة، فما بالك بالأصحاء الكثيرين الموجودين اليوم في مجتمعاتنا الساعين لفقع العيون وقطع الألسنة وضياع معالم الحقيقة؟! هؤلاء هم أصحاب العلل الحقيقية، هؤلاء هم العميان والأبكمين في ذات الوقت وهؤلاء هم الحاضرين الغائبين. وما أكثر تواجدهم في مختلف بقاع العالم وما أكثر فعلهم الغليظ وما أكثر صراخهم المزعج.  
عندما قرأت هذا القول، حضرتني طرفة لطيفة من هذا العالم، ليست من زمن بعيد ولا قريب ولكنها واحدة من الكثيرات المتواجدات في زمننا ونتأسف من أجلها، تحكي عن شخصًا كان قاسيا بمعنى القسوة ويبحث عن ضحكة تسكن نفسه المهجورة؟! حاول جاهدًا كل الطرق أن يجدها ويأتي بها ولكن في كل مرة عندما كان يقترب من أسوارها كان يصطدم بعاصفة هوجاء صماء تؤلمه وتهز قلاع نفسه ولكن لم تكن قادرة على كسر قسوته، كان متمسكا بها لا يلينُّ! مما جعل من محاولاته مصدر سخرية لنفسه منه هو! لم يدرك أن معظم ما في الحياة لا يأتي بالتملك وخصوصًا فيما يتعلق بما هو بلسم للروح، فكيف لتلك البسمة أن تحيا في ظل قلعة مهجورة لا يسكنها غير الخفافيش والظلام؟! وكيف بها أن تعيش في قبوّ رائحته نتنة؟! أكيد ستتبعثر حال لقائها بقسوته وجلمود ذاته ولا تحيا!
هل رأيتم يومًا النار والماء مجتمعان؟! بالتأكيد لا، كذلك هذا الشخص أنه يبحث عن بسمة تسكن كيانه القاسي، فكيف يجتمع الغراب مع البلبل وكيف تسكن الحرية السجن، وكيف يستقر الحنين في القلب المتحجر، وكيف توضع زهرة في ماء عكر؟! كل هذه الأمور تتنافر ولا يمكن أن تتقابل يومًا، فكيف سترسم خطوط ابتسامة وتبقى على لوحة لوجه عبوس؟! وكيف سترى تلك البسمة ما زال القلب لا يعرف الشعور بها؟!
لا تنتهي الحكايات طالما الحياة مستمرة والإنسان فيها يلعب ويلاعب ويغض ولا يبالي ( بدون تعميم)! وهذه حكاية أخرى ببضع أسطر أسردها، تتحدث عن آخر متعصب لكل شيء ويتكلم عن الحق والحقوق، كان يعمل تقريبا أقل من ربع ما يقول، ويتحدث عن كل ما لم يعمله، يلوح بيديه وينادي بعلو صوته وهو لمعنى الكلمات مضيعًا، كان يستغرق أياما في تحضير خطابه ويتعب على ترتيبه، لكن مثلما كان يلقيه هكذا كان ينسى! لم يكن له أساسا في الواقع ولم يجد غير أذن صماء يصطدم بها ويلقى على قارعة الطريق! كان يردد في أحاديثه العقيمة القول الشهير:" خير الأمور أوسطها"، ثم تراه يحرق الأخضر واليابس! أمثال هؤلاء هوايتهم الثرثرة وتعظيم النفس وسلب دروب الغير بمكر وخبث غير معهود، لذلك تجدهم بعد فترة يعانون الانكماش، والاضمحلال قد نال منهم ومعهم قد ضاع كلامهم القليل وفعلهم المعدوم ومطاليبهم التعجيزية التي كانت باسم فئة مغلوب على أمرها.
سأسرد أخرى طالما حضرتني: كان هنالك مواطن يسكن بلده لم يكن يمتلك تلك الغيرة الحقيقية للرجال، كان أكثر ما يهمه هو مصلحته والمال وكيف يجنيه بأي طريقة حتى أنه مارس الاحتيال والكذب والنفاق ولبس الأقنعة! في ذات يوم زارت الحرب بلده مما أضطره إلى الهرب منها، ليس فقط لظروفها وإنما لأسباب أخرى حملته على الرحيل. ترك بلده ورحل مع عائلته إلى بلد آخر، ثم دارت الأيام والسنين بذلك البلد الصامد والصبور من حال إلى حال بسبب الحرب وما تبعها من انقسامات وتفرقة وتشتت وبعثرة، حالاً كان سيءٍ للبعض المغلوب على أمره وجيد للبعض الآخر الباحث عن السلطة والوصولية والاصطياد غير المشروع، مما جعل مواطن ذلك البلد الحامل لجنسية بلد آخر بأن يقرر العودة إلى بلده الأم بعد تلك السنين بحجة أن تركه لبلده هو أكبر خيانة؟!
غريب أمره وعجيب؟! لم يتذكر مواطن بلدنا تلك الخيانة ألا بعد أن زار بلده بعد سنوات من رحيله واكتشف بان الأموال في بلده توزع بالجملة على كل عميل وصاحب مصلحة بعد أن يحرم محتاجين منها! حينما مسك أول مبلغ مالي مقابل بيع ذمته بيده تذكر سنينه الماضية وهز ذيلهُ وعرف أنه الآن باستطاعته أن يحتال أكثر ويكذب وخصوصا أن قناعه اليوم الذي اكتسبه من النوع الذي لا ينكشف بسهولة لكبر الكلمة المكتوبة عليه والتي ينادى باسمها .... فقرر العودة والمشاركة في اللعبة مع الآخرين حتى يكتمل العدد!
بشر غريبي الأطوار، أزدواجيين يعيشون حالات عديدة في حالة واحدة، ويريدون ويطالبون غيرهم بالمثالية! كم في الحياة من عميان وهم يبصرون، وكم يوجد من أبكم وفي داخله أعظم كلام. والحياة تبقى في الأول والأخير حياة إنسانية سامية لا يعرفها ألا من يسمو بها ويعرف ذاتهُ، ولكن أين هم اليوم هؤلاء؟! غابت الحقيقة وضاعت الحقوق بسبب البعض الذين اتخذوا منها شعارات كاذبة من أجل مصالحهم الوصولية، أمثال هؤلاء كنا نتمنى أن يكونوا عميان حتى يدركوا حقيقة الحياة، وكنا نتمنى أن يكونوا أبكمين حتى يعرفوا كيف يكون الكلام بدون زيف. نتأسف عليهم فعلا لأنهم لا يعرفون ما يفعلون وأي طريق يسلكون، يلهثون ويركضون ولا يعلمون أن في نهاية طريقهم هنالك هاوية هي من نصيبهم!

حكم العسكر/ أنطوني ولسن

تتردد هذه الأيام في مصر كلمة " حكم العسكر " حول إنتظار الشعب المصري للمشير عبد الفتاح السيسي بالتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة عندما تعلن اللجنة المختصة قبول أوراق راغبي الترشح .

الواضح من ترديد هذه الكلمة هدف واحد هو تخويف الشعب المصري من حكم العسكر . والهدف تغير رأي الشعب المصري " الخائف على مصر " وإنتخاب شخصية أخرى ممن سيتقدمون للترشح .

لو عُدنا إلى الوراء واستدعينا الماضي ونظرنا الى الوضع في مصر إبان حكم الملك فاروق ، وفي ظل وجود إحتلال بريطاني بغيض ، وجماعة الأخوان التي بدأت في بث الرعب في قلوب المصريين . نجد أنفسنا نقول ما أشبه اليوم بالبارحة.

في البارحة من هم في سني يتذكرون ما فعله الإنجليز وتعاون الأخوان معهم ضد مصر والشعب المصري . وعدم إستقرار الأمور إن كان على مستوى  الشارع المصري أو على مستوى الحكومة.

 وأتذكر في صباح ذلك اليوم 26 يناير 1952 ونحن وقوف في طابور الصباح في مدرسة " الأمير فاروق " الثانوية بالترعة البولاقية ومجيء الشباب المسئول عن زعامة الطلبة وحثهم على القيام بمظاهرات والخروج إلى الشارع بعد إلقاء البعض منهم خطابات ثورية نارية ، في مظاهرات والمرور على مدارس أخرى مثل  مدرسة التوفيقية أو مدرسة شبرا الثانوية  أو مدرسة الأمير فاروق الثانوية بروض الفرج.

لا نكتفي بالهتافات ، بل نوقف الترام ونجبر السائق على السير في الطريق الذي يرسمه له الزعماء . يصعد بعض الطلبة فوق سطح الترام يطبلون ويهتفون هتافات لم أكن أعرف هدفها . لكني وزميلي محمد عبدالله الخولي لا نشترك في أي تخريب،  كنا نحاول معرفة ما الذي يحدث في مصر .

في ميدان العتبة نزلنا محمد وأنا من الترام وتجولنا في الميدان ثم سرنا إلى ميدان إبراهيم باشا وبعدها إلى حديقة الأزبكية حيث فوجئنا بما لم نكن نتوقعه .

مظاهرات غير طلابية .. هيجان وغضب وسب في الحكومة والملك والإعتداء على المحلات والفنادق وتخريبها وحرقها . حاولت أن أصرخ في وجههم ، لكن محمد رحمه الله وضع يده فوق فمي حتى لا أتكلم . وكان ذلك ما عرف تاريخيا بحريق القاهرة .

نزلت مصفحات الجيش وأخذنا ها محمد وأنا مشي من الأزبكية لغاية دوران شبرا ، عرج هو في شارع خلوصي ليعود إلى منزله في الأفضل ، وإستمريت في سيري إلى حيث نقطن بشارع السندوبي . الغريب أنني مررت أمام محل أبي ووجدته مغلق كما أيضا بقية المحلات .

تطلع الشعب المصري إلى مخلص ينقذ مصر من الفوضى العارمة التي تمر بها  البلاد . حكومة تتولى الحكم اليوم وفي الصباح تستقيل . لا أمن ولا أمان والخوف بدأ يغزو أفئدة الناس البسطاء والملك والحكومة في مأزق حقيقي .

في يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 وأنا متجه إلى محل والدي ، شاهدت حشد كبير أمام القهوة وصوت الراديو عال . جريت ووقفت مع الواقفين واستمعت إلى خطاب السادات وهو يعلن السيطرة التامة على كل شيء في مصر . طبيعي كان السادات ضابطا في القوات المسلحة .

نعرف جميعا القصة . وأن العسكر قد قاموا بإنقلاب على الحكومة ، ثم على الملك .

سأتخطي فترة عبد الناصر وأقول عنه أنه كان مخلصا لمصر لكنه لم تكن لديه الحنكة السياسية ، ولم يكن حكيما في إدارة شئون البلاد ، وأحاط نفسه بمجموعة " الأمين " الذين لا يستطيعون على قولة الحق ومواجهته . خدمت أم كلثوم مصر في محنتها أكثر من الصحافي محمد حسنين هيكل ومن المشير عامر .

أما عن السادات فقد سار عكس عبد الناصر وكأنه أراد طمس هوية تلك الحقبة من الزمن التي حكم فيها عبد الناصر . وحدثت المصيبة الكبرى التي حلت على مصر بإفراجه على جميع المحكوم عليهم من الأخوان والجماعات الإسلامية المتشددة . وتحول يوم السادس من أكتوبر عام 1973 من يوم النصر، إلى يوم النصر الحزين بسبب تغلغل تلك الجماعات في الشارع المصري وبدايت تغير الهوية المصرية المتسامحة إلى هوية متعصبة عمياء لا ترى سوى نفسها ومن يتبعها خلاف ذلك فغد كفروا الجميع وأحلوا دماءهم ، ومنهم السادات نفسه فاغتالوه .

يأخذنا التاريخ إلى أيام مبارك . في بدايتها حاول إصلاح ذات البين في الشارع المصري ، وحدثت خلافات وتحديات بعد ذلك بينه وبين الجماعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها جماعة الأخوان .

إنتهت تلك التحديات بنوع من التفاهم على الرغم من ما قاموا به في التسعينات من إغتيالات بإسم الدين وحرق بيوت وكنائس المسيحيين وخطف بناتهم ونسائهم وإجبارهم على دفع الجزية وغير ذلك من إهانات وتعصبات ضد المسيحيين والمسلمين الذين لم يتبعونهم .

ترك مبارك لهم حرية الحركة بعيدا عنه وأسرته وحكومته ، فعاثوا في الأرض إفسادا . الويل كل الويل لمن لا يكون معهم . شجعوا الناس على الإنجاب وضاعت كل محاولات الدولة بالتشجيع على الحد من الإنجاب حتى يستطيع المواطن أن يجد رغيف عيش وسكن يأويه ومدرسة يتعلم فيها ومصنع يعمل به . كان همهم في زيادة عدد السكان ليكون شبابهم وشباتهم وقودا لهم وقت الحاجة .

كونوا تنظيمات عسكرية إستعدادا لوقت الحاجة ، ووقت تمكينهم من الحكم . وواضح هنا أنهم كانوا على إتصالات بجهات أجنبية لمساعدتهم للوصول إلى هدفهم .

وصلوا إلى الحكم . بداية بالفوز الساحق في الإنتخابات البرلمانية . إكتمل البرلمان من أعضاء تم إنتخابهم من الشعب ، فهل رضي الشعب المصري عن ذلك البرلمان ؟ بالطبع لا . حاولوا بعد الوصول إلى سُدة الحكم . فهل فعلوا شيئا واحدا يمكن للشعب المصري أن يشكرهم عليه ؟ أيضا لا . بل كان همهم تفكيك جميع مفاصل الدولة " قضاء ، شرطة والقوات المسلحة "  .

لم يهتموا بفقراء مصر عندما بدأوا دعوتهم . ونفس الشيء بعدما أطلق سراحهم السادات . وأيضا في عهد مبارك وفي عهد مرسي . وقت الحاجة إلى أصواتهم يقدمون فتات خبزهم لهم . تشجيع الفقراء من الشعب المصري على الفوضى والإختراط في وألأعمال إلإرهابية والأعتداء على المسالمين من الناس . وعادة ريمة لعادتها القديمة من حرق ونهب وخطف وقتل وسحل الشيعة والمسيحيين في مصر.

هل سكت الشعب المصري على المهزلة ؟ بالطبع لا . فلبى الشعب النداء ووقعوا وثيقة تمرد المطالبة برحيل الإخوان قي شكل مرسي وأتباعه .

تم لمصر الخلاص من الأخوان ومن قياداتهم وهم يحاسبون قانونيا في كل ما فعلوه في مصر والشعب المصري .

بدأنا في عملية التقدم العملي لإدارة شئون البلاد . أصبح لمصر رئيس جمهورية مؤقت  المستشار عدلي منصوروحكومة على الرغم أنها حكومة مرتعشة وبطيئة لكننا إستطعنا وضع دستور إتفاقي مع رسم خارطة الطريق للمستقبل .

والأن نحن في إنتظار إعلان الترشح لرئاسة الجمهورية لنرى عدد المتقدمين لهذا المنصب حتى يمكننا عن فهم ووعي شعبي أثبت بدون شك أنه واعي وإن كان صبورا . وأثبتت المرأة المصرية على جميع المستوايات أنها واعية وشجاعة ولا تخشى الموت . كما رأينا المرأة التي وقفت في طريق د. العوا وإتهمته بالخيانة والعمالة للغرب وقطر . والحديث عن دور المرأة المصرية سواء في 25 يناير 2011 أو في 30 يونيو 2013 أو في 27 يوليومشرف وإن دل على شيء ، إنما يدل شجاعة المرأة المصرية وحرصها وخوففها على وطنها . ولم تختلف المرأة المصرية التي تعيش في الخارج عن أختها التي تعيش على أرض مصر . ولا فارق بين المسلمة والمسيحية فكلتاهما تحب مصر .

إبان ما كان يحدث في مصر في عهد د. مرسي إتصلت صديقة في الساعة الثالثة صباحا لتخبر زوجتي عن ما يحدث في مصر وهي غاضبة منفعلة . كان من حظي أن أرد على الهاتف . حاولت أن أهديء من روعها وذكرتها بالوقت بعد أن إستمعت إليها ووعدتها بإتصال زوجتي لها عندما تشرق الشمس . إن دل هذا على شيء إنما يدل على بداية العودة بين المصريين بغض النظر عن الجنس أو الدين أواللون أو العقيدة .

نعود إلى الحديث عن حكم العسكر . حقيقة لا يمكن إنكارها حكم العسكر تحول من حكم لخدمة مصر والشعب المصري ، إلى حكم لتحقيق أحلامهم الشخصية .

كذلك الشعب المصري الصبور قام بعدة محاولات لأعلان غضبهم وسخطهم . لكن مع الأسف كانت آذان الحكام لا تسمع وعيونهم لا ترى . فصبروا . لكن من المعروف أن للصبر حدود .

حكم الهكسوس مصر لمدة تقريبا 400 عام . لكن إستطاع أحمس طردهم شر طرده ، وكان رجل حرب . أي من العسكر . والتاريخ المصري مليء بحكام من العسكر كانت لهم أيادي بيضاء على مصر والشعب المصري وكتبوا أجمل وأحلى وأقوى تاريخ لأمة مازال العالم كله حتى هذه اللحظة يتعلم منهم . الفرعون المصري لم يكن متفرعنا على الشعب كما يحاول البعض من الجهلة تشويه صورة الفرعون. بل كان حاكما ينشد الأمن والآمان لشعب مصر والشعوب التي تخضع لحكم مصر .

أمامنا الأن الأستعداد لإنتخاب رئيس لمصر . الصورة تشير إلى المشير عبد الفتاح السيسي كرئيس للبلاد . يحاول البعض تشويه صورته على أنه عسكري . الحقيقة مصر في هذه الحقبة الزمنية في أشد الحاجة إلى حاكم يؤمن بالله والوطن ، ويعرف قيمة وطنه مصر . وعلى أتم إستعداد للتضحية بنفسه في سبيل مصر وإستقرارها بعد ثلاث سنوات من النهب والسرقة وبيع مصر .

الكل يراهن على ترشيح السيسي . ونحن معهم . لكن لو أن المحكمة الدستورية العليا التي تنظر قضية الفريق أحمد شفيق أثبتت مما لا يدع مجالا للشك أن الفريق أحمد شفيق كان هو الرئيس المنتخب . هنا يجب أن نبدأ بإتخاذ أولى خطوات الديمقراطية بإعادة الحق إلى من يستحقه . وهو أيضا رجل من العسكر .

وهنا يصدق قول " وحيد " الشخصية الغامضة الذي يداوم الإتصال بالإعلامي عمرو أديب ويعطيه الأخبار الموثوق بها " كما يدعي " ، الذي قال كما أتذكر " لن تكون هناك إنتخابات لرئاسة الجمهورية .. رئيس الجمهورية لمصر القادم موجود وهو من القوات المسلحة " .

أهلا وسهلا للرئيس القادم سواء عن طريق الإنتخابات ويكون المشير عبد الفتاح السيسي ، أو إعادة الحق إلى نصابه ونبدأ أولى خطوات الديمقراطية الحقيقية المبنية على الحق والقانون ويكون الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر والمشير عبد الفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة لحماية مصر .

يارب إحمي مصر من شر الكارهين .

الحلول الأمنية وروافد الإرهاب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لا شئ يغذي العنف وينميه مثل العقول والحلول الأمنية، الخشبية العدمية، العمياء الخرفة العقيمة، فهي التي تخلقه وتوجده، وهي التي تهيئ له الأجواء والظروف والمناخات المناسبة، بل هي التي ترعاه وتحفظه، وتوجهه وتحركه، وتحرص على وجوده فلا يغيب، وتعمل على خلقه إن زال وانتهى، وتخاف من المراحل التي تخلو فيها البلاد من العنف والتطرف، والإرهاب والجريمة، وتعتبرها فتراتِ كسادٍ وخمول، وعجزٍ وكسل، لا فترات أمنٍ وأمان، وطمأنينةٍ وسلام، إذ لا نشاط لهم فيها ولا عمل، ولا سجون ولا معتقلات، ولا تحقيق ولا تعذيب، ولا سحل ولا ضرب، ولا شبح ولا وصل للأجساد بالكهرباء، ولا صور تذكارية لهم بينما هم يضربون المعتقلين، أو يدوسون بأقدامهم على أعناقهم وأجسادهم.
الأجهزة الأمنية التي تمارس التحقيق والتعذيب، وتلك التي تقوم بعملية التوجيه، وإدارة الأزمات، ومواجهة المشكلات والتحديات، والتي ترأسها في الغالب وزاراتُ الداخلية، والمخابراتُ العسكرية، تغمض عيونها عن كل الحلول العقلانية المنطقية السلمية الهادئة، وتدير ظهرها لشعبها، وتبحث دوماً عما تظنه أقصر الطرق وأسرعها، وأكثرها فعالية ونجاعاً، فتمارس التعذيب بأبشع صوره، وتستخدم القوة إلى أبعد حد، وتلجأ إلى الضغط النفسي والجسدي المهين إلى أقصى مدى، فتقهر المعتقلين، وتولد في نفوسهم رداتِ فعلٍ غاضبة، وتخلق لديهم إرادة انتقامٍ جبارة، وتدفعهم للتفكير في طرق الرد، وسبل الإنتقام، من كل من اعتدى عليهم، أو شارك في تعذيبهم، أو كان جزءاً من الدولة والمؤسسة الأمنية والعسكرية، وقد يمتد انتقامهم ليطال العاملين في الجهاز السياسي للدولة.
ويزداد الأمر سوءاً وحدةً، عندما تعتدي الأجهزة الأمنية جنسياً على المعتقلين، وتمارس في حقهم ممارساتٍ مهينة، فعلاً أو تحرشاً، ضدهم أو ضد أحدٍ من أفراد أسرتهم، كالأمهات والزوجات والبنات، ولا تكتفي بما تقوم به ضدهم، بل تتعمد تصويره وعرضه عليهم، لتضعف نفوسهم، وترغمهم على الضعف والإنهيار، والإعتراف وتقديم ما عندهم من معلوماتٍ وأسرار، ولكنهم لا يدرون أنهم بهذا العمل المشين، إنما يدفعون الكثير نحو مزيدٍ من التطرف، ويوجهونهم باتجاهاتٍ خاطئة، بقصد الثأر والإنتقام.
لست هنا مبرراً العنف، ولا مدافعاً عن المتطرفين، ولا متجنياً على الأمنيين، بقدر رغبتي في التأكيد على أن العنف ليس أصيلاً في هذه الأمة، ولا هو خلقٌ في أبنائها، وإنما هو طارئٌ عليها، ودخيلٌ على ثقافتها، فهو ليس من دينها، ولا من قيمها العظيمة، ولم تعرفه الأجيال السابقة، التي تعايشت مع بعضها، وتآلفت مع أطيافها، وما ضرها تناقضها واختلافها.
وهنا أشير إلى قضيتين أساسيتين فيما يتعلق بالجريمة الأخلاقية، التي ترتكبها مؤسساتُ الدولة الأمنية ضد مواطنيها، فهي تتحمل المسؤولية الأكبر عما يسود بلادنا من عنفٍ وخراب، وتطرفٍ وضياع، من خلال مسلكياتها المشينة، وتصرفاتها المعيبة، وأدائها الخاطئ، ومعالجتها القاتلة.
أولاها أن الكثير من العاملين في الأجهزة الأمنية، في كل المستويات وفي مختلف الأجهزة، وأقصد المحققين والجنود والحراس، والمراقبين والمفتشين، والمتعاونين والمخبرين والعيون، وغيرهم ممن يعمل في الأجهزة الأمنية فراشين وسعاة، وخدماً وفنيين، إذ كلهم يضرب ويعذب، وكلهم يجلد ويحرق. 
إنهم جميعاً لا يتمتعون بثقافةٍ عالية، ولا يتميزون في علمهم ووعيهم، ولا يميزون بين الأشياء، ولا يعرفون إلا استخدام اليد للبطش، والعصا للضرب، ولا مكان عندهم للعقل أو المنطق، بل إن منطق القوة، وسياسة العنف هي السائدة بينهم، وهي الغالبة على عملهم. 
علماً أن الكثير منهم، فضلاً عن جهلهم وضحالة ثقافتهم، هم من المنحرفين والشاذين والمرضى، الذين يعملون على الإنتقام من المجتمع، والثأر من الناس، فيفرغون حقدهم العام على المعتقلين عندهم، ويمارسون ضدهم التعذيب والضرب، دون أن يكون هناك داعٍ له، وأحياناً قبل أن يُسأل المعتقل، أو توجه إليه الإتهامات، إذ يعتبرون أن من طقوس السجن والمعتقل، أن يُحتفى بكل سجين، وأن تعقد له حفلة لائقة، غنية بكل أشكال الضرب والتعذيب، وزاخرة بفنون الإهانة والإساءة.
وفي كثيرٍ من الأحيان يستغل الأمنيون الحالات الأمنية عندهم، لإبتزاز المعتقلين، واستغلال ذويهم مادياً ولو كانوا فقراء معدمين، من أجل نقل خبر، أو توصيل ثيابٍ أو طعامٍ، أو السماح لهم بزيارة، أو غير ذلك من الخدمات الأساسية، التي هي في أصلها حقوقٌ ثابتة للسجين، إلا أن عناصر الأمنية يبيعونها للسجين وأهله بأعلى الأسعار، وفي أحيانٍ أخرى من أجل إخفاء أدلة، أو تبرئة متهم وإدانة بريء.
والثانية أن الأجهزة الأمنية تريد أن تثبت مبرر وجودها، وتظهر أهمية عملها، فلا يعجبها أن تكون البلاد هادئة واعدة، لا يعكر أمنها أحد، ولا يهدد سلامة مواطنيها متطرفٌ أو مجرم، كما لا يرضيهم أن يكونوا عاطلين بلا عمل، وكسالى بلا تعذيب، فيعمدون أنفسهم لتحريك الشارع، ويرسلون من يقترف الجريمة، ويمارس العنف، ويرتكب الموبقات، ثم يبدأون في تنفيذ حملاتٍ أمنية واسعة، تستهدف من تسميهم بمثيري الفتنة والقلاقل، ومسببي الفوضى والإضطرابات، رغم أنها تعرف أنها السبب، وأنها تقف وراء كل الحوادث، وأن المنفذين ليسوا إلا أدواتٍ بأيديها.
ألا ترون أن الأجهزة الأمنية هي التي تستخدم مواطنيها والأجانب في إثارة المشاكل في دولها ودول الجوار، وتدفعهم للقيام بما من شأنه الإضرار بالأمن والسلم والوطني، بل إن بعض الأجهزة الأمنية تنشئ أقساماً خاصة في سجونها، لتدريب وتأهيل هذه الفرق، وتعدها ليومٍ تكون فيه جاهزة للتفجير والتخريب والتدمير، وكثيرٌ ممن كانوا في سجونها، تدربوا في معسكراتها، بل إن منهم من استدعتهم بنفسها، وهيأتهم في البلاد أو خارجها لمثل هذه المهام.
إنها سياسةٌ أمنية خرقاء، تقودها أقدامٌ ثقيلة الوطئ، وتحركها بطونٌ شرهةٌ، وضمائرٌ مريضة، ونفوسٌ ميتة، وعقولٌ غبيةٌ، قد تعاهدت على نصرة نفسها، وحماية ذاتها، واستثمار أموالها، وتخريب بلادها، وسخرت لذلك كل أدواتها القذرة، ووسائلها البشعة، فتسببت في العنف كردة فعلٍ إنتقامية، أو خلقته وصنعته بنفسها لتبرر وجودها، وتشغل نفسها، ثم يتساءلون لماذا العنف والإرهاب، ومن الذي يصنعه، ومن يقف وراءه، ونسوا أنهم هم الصناع والرعاة، وأنهم المتعهدون والمنفذون.

أحلام الناس البسطاء/ سامح عوده

أحلام أمي
   ( 2 )
لامي الصابرة على عذابات الدهر تنحني الحروف وتفتح الصفحات أسطرها لمداد ثائر يأبى إلا أن يكون ثائراً رغم أنها لم تتلمذ في مدرسة الثورة، سنوات طويلة وأنا أحاول أن أتابعها بسلوكها اليومي فيذهلني تدبيرها وروعتها في تحليلها  وفهمها للأشياء، يذهلني أيضاً أدارتها للبيت وتفانيها في أن تبدوا بهيئة بسيطة تدل على رونق خاص بها.
كان برنامجها الصباحي وما زالَ تدبير أمور البيت والاعتناء بالصبية الذين أصبحوا أشجاراً شامخة ومازالت تراهم في عيونها أطفالاً، أضحكُ عندما تدخل في نقاش معهم لتحليل مضمون الحال..!! لم تكن فقط هذه أولوياتها الوحيدة في الحياة فهناك الجد والجدة الذين كانوا على رأس جدول أعمالها اليومي، رحمهم الله ..!! والى جانبهم كانت الارض التي ربتنا على أن نعبدها عبادة..!! فكان يطالنا من غضبها جانباً عندما نحاول التكاسل نحوها، وكأنها تحاول أن تعلمنا أن الارض سر الوجود فحافظوا عليها .
هي الفلسطينية بامتياز كالفلسطينات اللواتي وجدن على هذه الارض، ولدن من رحم الارض الطاهر وبعثن الى ربهم وغبارها موجوداً على جبهاههن، لم أرَ أمي تختلف عنهن كثيراً لا في السلوك ولا في الكلام ولا في ألمنطق..
 يعملن لغيرهن..
 يجعن كي نشبع ..
ويبكينَ كي نفرح، يفرحن كي نكبر ..!!
ونواجه العاصفة
لفرح أمي حكايه .. له نكهته الخاصة فيها " أنطولوجيا " فريدة من نوعها عندما تفرح تضحك وتبكي معاً، كأن بكائها أمل وفي دمعتها حنين .. هي كما هي تختصرُ أحلامها فينا أن نكبر .. ولا يصيبنا مكروه ..!!        

بإسم شهداء 25 يناير.. باعوا نهر النيل/ مجدى نجيب وهبة

** لا تتعجبوا ونحن نعيش فى زمن المسخ والكوارث التى تتكشف وقائعها كل يوم .. هذه الكوارث مارسها التجار الجدد والكذابين الذين مارسوا كل صنوف الإرهاب والفوضى والخراب منذ 25 يناير بإسم ملف شهداء الثورة .. وأخطر هذه الممارسات هو ملف الحوار حول نهر النيل .. هذا الملف لم يفتح من قبل ، وتم إخفاءه وكأنه تبخر فى الهواء .. فقد ذهب البعض ممن أطلقوا على أنفسهم الثوار الجدد أو الأوصياء على الوطن ، أو الدبلوماسيين الشعبيين .. كل هذه المصطلحات وكل هذه الشخصيات فرضت نفسها على الساحة فى الشارع المصرى ، وفى كل وسائل الإعلام عقب 25 يناير للمشاركة فى كل الخراب الذى تعيشه مصر حتى هذه اللحظة ..
** فى زمن اللادولة والفوضى .. إنطلق هؤلاء الدبلوماسيين الجدد إلى أثيوبيا لبحث ملف "سد النهضة" المزعم بناءه ، وأداروا حوارات أقل ما توصف بها أنها قمة المهزلة الحقيقية ، ولم يتصوروا أنهم أعطوا أثيوبيا الضوء الأخضر وإشارة البدء لتنفيذ هذا المشروع  .. ولكنهم إستعطفوهم لإرجاء تنفيذ المشروع حتى إنتخاب حكومة جديدة ، ورئيس جديد .. بمعنى أنهم لم يبحثوا أى حلول لوقف هذا المشروع ، وإنما فقط إرجاء تنفيذه .. ثم عادوا إلى الوطن ، وهم يرقصون طربا ، ويصفقون ويهرولون إلى وسائل الإعلام والصحف .. وهم يعلنون أنهم حققوا ما عجز الرئيس مبارك عن تحقيقه ، هو وكل الحكومات السابقة فى 30 عاما .. ولم يدركوا أنهم جلسوا على خوازيق وخوابير أثيوبية بدلا من الجلوس على مائدة المفاوضات ، وبكل إرادتهم باعوا وفرطوا فى الأمن القومى المصرى وفى نهر النيل بإسم شهداء 25 يناير ..
** لقد قررت فتح هذا الملف ونشر أسماء هذه الشخصيات .. والحكم أتركه للشعب وللجهات الأمنية وللمسئولين فى الدولة ، لإعادة فتح تحقيق موسع لخطورة هذا الملف ، وما وصلنا إليه من جراء هذه الزيارة ..
** الشخصيات كما وردت أسماءها فى الملف .. هى "السيد البدوى" حزب الوفد .. و"حمدين صباحى" حزب الكرامة .. و"جورج إسحق" حركة كفاية .. و"مصطفى الجندى" ممثل التيار الشعبى .. والمهندس "عبد الحكيم عبد الناصر" .. و"حسين إبراهيم" ممثل جماعة الإخوان المسلمين .. و"زياد العليمى" من إئتلاف شباب الثورة .. و"رشا أبو العينين" عضو الحزب المصرى الديمقراطى .. و"رنا فاروق" المنسق الإعلامى لإتحاد شباب الثورة .. و"سكينة فؤاد" الناشطة .. و"كريمة الحفناوى" وأخرين ..
** فى 3 مايو 2011 .. عقد د."حسين العطفى" وزير الموارد المائية والرى إجتماعا موسعا أمس ، ضم خبراء المياة بقطاع مياة النيل ، وممثلى الوزارات والهيئات السينادية والقانونية لبحث تشكيل لجنة فنية متخصصة ، تضم مجموعة مشتركة من خبراء إنشاء السدود ، وعلوم الموارد المائية فى مصر والسودان ، وخبراء دوليين لدراسة وتقييم الأثار المتوقعة من إنشاء أثيوبيا لسد الألفية العظيم "سد النهضة حاليا" ، وتحديد الأضرار المحتمل حدوثها على دول المصب ، وذلك بالتعاون مع السلطات الأثيوبية عقب الإعلان الذى صدر أول أمس عن رئيس الوزراء الأثيوبى "ميلييس زيناوى" ..
** بتاريخ 4 مايو 2011 .. نشر مراسل جريدة الأخبار "أحمد داوود" تحقيق حول زيارة الوفد المصرى الدبلوماسى الشعبى لإثيوبيا .. قال "نجح وفد الدبلوماسية الشعبية المصرى فى الفوز بالجولة الثانية ضمن المبادرة التى يقوم بها الوفد فى عدد من الدول الأفريقية لتجميد الإتفاقية الإطارية الكاملة لدول حوض النيل ، والتى تم توقيعها فى "عنتيبى" .. ذلك بعد أن نجح الوفد فى إقناع رئيس الوزراء الأثيوبى "ملييس زيناوى" بتأجيل التصديق على الإتفاقية التى أصبحت واجبة النفاذ ، بعد أن وقعت عليها "بروندى" فى ظل الأوضاع الأخيرة التى عاشتها مصر فى ثورة 25 يناير ..
** وأعلن زيناوى أن بلاده ستؤجل التصديق على الإتفاقية حتى إنتخاب برلمان جديد ورئيس جديد فى مصر .. وقال "زيناوى" أنه يؤمن بأن هذا السد يعود بالخير على أثيوبيا والدول المجاورة "مصر والسودان" .. ولكن كى يطمئن الشعب المصرى قبلت أثيوبيا بمحض إرادتها وإحتراما لمشاعر هذا الشعب العظيم وإحتراما لثورته أن يتخذ هذا الموقف فى إنتظار مصر حتى تكون لديها حكومة منتخبة من الشعب ..
** وأكد رئيس الوزراء أنه إضطلع على نماذج متعددة للسدود ، وأنه كان حريصا على أن يختار النموذج الذى يولد الكهرباء فقط ، ولا يستخدم مياها تذكر فى رى الأراضى الزراعية .. وقال "إننى أقول للمصريين أن هذا السد فى صالح مصر والسودان ، ولن يضرهما فى شئ .. ولكى تزول الشكوك التى أوجدها النظام المصرى السابق ، فأنا أقبل بتشكيل لجنة من خبراء أثيوبيين ومصريين وسودانيين وخبراء أجانب لفحص مشروع سد الألفية .. وللتأكد أنه لن يسبب أى أضرار لمصر والسودان ، ورغم تأكدى من ذلك إلا أنه إذا إنتهت اللجنة إلى عكس ما أقول فأننى على إستعداد على الفور لتعديل هذا المشروع" ..
** وصرح "زيناوى" .. إنه قال للرئيس السابق "حسنى مبارك" أن أثيوبيا لن ترضى بأى مشروع يضر بمصر وأن النيل ليس ملكا لأثيوبيا .. كما كان الأثيوبييين يعتقدون فى الماضى وهو نهر مشترك وشبكة حيوية تربط دول الحوض ببعضها ، كما قال أن مصر كالسفينة الكبيرة وتحتاج إلى وقت لكى تغير إتجاهها نحو دولة معينة ، ولكن أثوبيا قارب صغير ومهمة تغييرة سهل ، وهو ما حدث بالفعل" ..
** وأضاف زيناوى أنه إنتظر ردا من مبارك لسنوات طويلة ولكن لم يحدث شئ ..
** وقد لاقى إعلان زيناوى تأجيل الإتفاقية قبولا وترحيبا واسعا من جانب أعضاء الوفد المصرى ..
حقيقة الوفد المصرى ودوره :
** دعونا نكشف بعض تصريحات أعضاء هذا الوفد الذى قضى أربعة أيام بأثيوبيا ، وهل هذه الزيارة هى نوع من الفسحة والفشخرة ، والحديث عن الذات دون أى إعتبار للمصلحة العليا للدولة والأمن القومى المصرى ، والدراسة الكافية لهذا الملف .. وسؤالنا الأخر هو .. من فوض هؤلاء بالسفر إلى أثيوبيا ، ولم يكن بينهم مسئول واحد فى الدولة أو ممثل عن الحكومة التى لم تكن هناك أصلا ؟ ..
** الدكتور "سيد البدوى" رئيس حزب الوفد .. أعلن عن ترحيبه الشديد ، بما أعلنه رئيس وزراء أثيوبيا ، وهو محل إحترام وتقدير ، خاصة فيما يتعلق بإعلانه أن أثيوبيا سوف تعلق التصديق على الإتفاقية الإطارية وأنه جاء إلى أثيوبيا وهو ملئ بالشكوك والريبة .. ولكن ما أن وطأت قدماه أرض المطار حتى وجد مشاعر الحب والصداقة فى كل من إستقبله ..
** "مصطفى الجندى" منسق الوفد المصرى .. قال أن الفضل فيما حدث يرجع إلى شهداء ثورة يناير ، الذين أعادوا لمصر قوتها وريادتها فى القارة الأفريقية بشكل خاص ، وأنه شعر بالسعادة عند لقاءه مع نائب رئيس الوزراء ، ووزير الخارجية الأثيوبى الذى اكد أن أفريقيا تعلو بعلو مصر ، وأثيوبيا حريصة كل الحرص على رفعة الشعب المصرى ، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون فى بناء السد أى ضرر على شعب مصر ..
** "حمدين صباحى" رئيس حزب الكرامة .. قال إن ما حدث هو نتيجة عظيمة تليق بثورة 25 يناير ، وإرادة شعب مصر العظيم ، والنتائج تبتسم بالوضوح ، وفيها إحترام لمصر ، وحرص على مصالحها ..
** المهندس "عبد الحكيم عبد الناصر" .. قال أن ما توصل إليه الوفد أكثر من المتوقع ، وفرصة جديدة لتحسين العلاقات بين مصر وأثيوبيا ويهدم 30 سنة من جمود العلاقات المصرية الإفريقية ..
** "حسين إبراهيم" ممثل جماعة الإخوان المسلمين .. قال إن وفد الدبلوماسية الشعبية المصري نجح فيما فشلت فيه الحكومات السابقة ..
** وأكد "زياد العليمى" من إئتلاف شباب الثورة .. أن أهم ما يميز هذا الإنجاز أن الشارع المصرى سيشعر به وليس مثل التحركات الحكومية السابقة التى لم يعرف عنها الشارع شيئا ..
** "رشا أبو العينين" عضو الحزب المصرى الديمقراطى .. قالت أن قرار زيناوى مطمئن للشعب المصرى وسيهدئ من شكوكه ، ويعطى المجال أمام صفحة جديدة من العلاقات بين مصر ودول الجوار الأفريقى ..
** "علاء عبد المنعم" البرلمانى السابق .. قال إن النتائج المبهرة التى حققها الوفد إنتصار لمصر كلها ، وأعضاء الوفد يهدون هذا الإنتصار للشعب المصرى .. لأن ما تم تحقيقه لم تقو الحكومات السابقة على تحقيقه .. لأنها كانت عاملا أساسيا لهدم العلاقات الأفريقية ..
** وأكدت "رنا فاروق" المنسق الإعلامى لإتحاد شباب الثورة أن قرار زيناوى يمثل إنفراجة فى العلاقات بين مصر وأثيوبيا وفتح كل قنوات الإتصال والتعاون المشترك بين البلدين ..
** وهنا لا أدرى أى شئ حققه هذا الوفد .. سوى الموافقة على المشروع وإستعطاف دولة أثيوبيا لتأجيل تنفيذه فقط .. فقط .. فقط ..
** ثم عاد السيد رئيس الوزراء الأثيوبى ليؤكد أن علاقة أثيوبيا بمصر فى ظل عهد الرئيس السابق حسنى مبارك كانت من خلال نائبه السابق ورئيس جهاز المخابرات "عمر سليمان" ، وأنه كان يتعامل مع الملف الأثيوبى وما يشمله من قضايا وموضوعات مشتركة مع مصر على أنه ملف أمن قومى يتسم بالصفة الأمنية ، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب ساهم بشكل كبير فى تصاعد سوء الفهم والعلاقات بين مصر وأثيوبيا ..
** وقال زيناوى عن حسنى مبارك بأنه ليس الشيطان الأكبر .. ولكن الشيطان الأول هو عمر سليمان الذى تعمد الإساءة الدائمة للدول الأفريقية ومنها دول حوض النيل ..
** وأكد رئيس الوزراء الأثيوبى أن عمر سليمان أطلق شائعة تقول أن أثيوبيا تفضل مصلحة إسرائيل على مصلحة مصر ، وتتعامل معها على أنها حليف أساسى وشريك أساسى فى مسألة مياة النيل ، وهو ما يضر بأمن مصر المائى والقومى ، وهو كلام كذب ولا أساس له من الصحة .. وقال زيناوى حرفيا "هل أنا أقرب إلى إسرائيل من عمر سليمان" ..
** وفيما يتعلق بالسد الأثيوبى .. أكد زيناوى أنه تم الإعلان عن بناء السد رغما عن أنف عمر سليمان ، ودون تشاور معه ، وكان القصد من ذلك هو توصيل رسالة إلى سليمان بأن أثيوبيا لا تنتظره لأخذ رأيه فى بناء السد ، أو طلب المساعدة المادية لإتمام المشروع .. ولكن أثيوبيا لم تقصد أبدا الإساءة إلى مصر أو الإنتقاص من حقها ، أو تقليل حصتها من المياة ، وتعتبر العذر لمصر ومصلحتها جريمة لا تغتفر ..
** وبعد إنتهاء زيناوى من حواره .. قال "مصطفى الجندى" لقد جلسنا سويا وتناقشنا فى كل الامور ، وكان لقاء مستمرا إتسم بالقوة والحدة والعاطفة والدموع .. حيث كان حوارا من القلب إلى القلب ، وقوته عندما عرفت الزيناوى بنفسى "انا مصطفى الجندى مصر وخادم لبلادى ، وهذه المجموعة أقصد الوفد المرافق ، نتحدث إليك بإسم كل شهيد ، وبإسم كل زملائى الذين يحبون مصر وأننا جئنا بعد ثورتنا الربانية الخالصة أقوى بمصر مما كانت عليه فى عهد النظام السابق" .. لقد حررنا بلادنا من قيود النظام الظالم ، وعندما ذهبت إلى الرئيس الأوغندى موسيفينى أننى أطلب منك تعليق الموافقة على الإتفاقية وعلى الفور لبى موسيفينى الدعوة ..
** وإستطرد الجندى أن كلامه صادر من القلب ، وليس به أى زيف أو شك .. وأضاف الجندى "كانت الدموع هى مسك الختام للقاء المغلق حينما قال زيناوى أخى العزيز مصطفى .. لكن ما طلبتم وما جئتم من أجله .. لأن مجيئكم إلى أثيوبيا هو شئ عظيم ، وهنا دمعت عيناء .. وعلى إثر ذلك دمعت عين زيناوى ، وتعانقنا وأنهينا جلستنا المغلقة بعد أن قلت لهم أنها دموع الأقوياء والمحاربين والمناضلين من أجل شعوبهم وبلادهم ، ورد زيناوى قائلا "أن مصر هى القائد والملهم والأخ الأكبر" ..
** أكتفى بهذا القدر من زيارة الوفد المصرى لأثيوبيا فى مايو 2011 .. هكذا تحول الرئيس مبارك الذى حمى الوطن من مشروعات تقضى على الأخضر واليابس فى مصر ، وتقلص حصة مصر من نهر النيل إلى خائن وعميل ومرتشى .. وأصبح الجنرال عمر سليمان عميل وأطلق عليه زيناوى الشيطان الأول ..
** خطورة ما نطرحه الأن هو ضرورة إحالة هذا الملف إلى النائب العام لفتح تحقيق مع كل من وردت أسماءهم .. والسؤال هنا من الذى سمح لهم بالذهاب إلى أثيوبيا ، وبحث هذا الملف .. هل كان هناك من تخصص فى ملف النيل .. فقد تحدثوا بإسم الشعب المصرى وأسقطوا حق مصر فى الدفاع عن أمنها القومى ، والذى سخر منه زيناوى عندما تحدث الراحل عمر سليمان عن هذا الملف ..
** هذا الملف يكشف لنا كارثة تنتظر مصر لو إستمر هؤلاء الأفراد فى الحديث بإسم مصر ، أو الظهور الإعلامى .. بل الكارثة الأكبر أن هناك من تفضل منهم بخوض الإنتخابات الرئاسية .. فهل مصر وصلت إلى هذا المنحدر الخطير .. ليس هذا فحسب ، بل أطالب جهات التحقيق أن تضم ملف الجلسة الشهيرة للمعزول مرسى العياط والتى تحولت إلى جلسة حشاشين تترأسها عزة الجرف ، والذين لم يتمالكوا أنفسهم من الضحك الهستيرى عندما علموا أن هذا الإجتماع يتم بثه على الهواء ..
** هكذا تدار مصر منذ نكسة 25 يناير ، والمصيبة أن الجميع يعلمون أن 25 يناير هى فخ أمريكى لإسقاط مصر .. ومع ذلك يصرون بكل بجاحة وهم يرددون أنها ثورة مجيدة ..
** أخيرا .. هناك ملف يرتبط بتصريحات رئيس الوزراء الأثيوبى "ميلييس زيناوى" ، وهى محاولة إغتيال الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا .. عندما قرر الرئيس مبارك حضور مؤتمر القمة الأفريقية ، وبعد وصول الرئيس والوفد المرافق له إلى مطار أديس أبابا ، وتحرك موكب الرئيس لمسافة نحو 200 متر فى المطار ، وبالتحديد أمام مقر السفارة الفلسطينية .. إعترضت سيارة جيب موكب الرئيس ، وقفز منها عدد من الرجال المسلحين وإنبطحوا أرضا وأخذوا فى إطلاق النار على سيارة مبارك من مدافع رشاشة كانوا يحملونها .. بينما كان هناك مسلحان أخران يقفان على سطح منزل مجاور ويطلقان أيضا الرصاص ..
** وقد أصر الراحل عمر سليمان على إصطحاب الرئيس لسيارة ليموزين مصفحة ضد الرصاص ، وهى أيضا محصنة ضد صواريخ الأر بى جى ، والبازوكا ، والزجاج المضاد لطلقات المسدس فقط ..
** وكانت هناك مشكلة فى مطار أديس أبابا ، وهى تعليمات الأمن فى المطار بعدم السماح للحراسة الخاصة بالرئيس الدخول بأكثر من طبنجتين .. مما إضطر ضباط الحراسة إلى إخفاء الطبنجات ، وبدأوا التعامل مع الإرهابيين وإطلاق النار على المهاجمين من طبنجاتهم ، وهى طبنجات أحضرتها لهم القوات المسلحة ، وهى من أحسن أنواع الطبنجات فى العالم .. وقد تم قتل إثنين من الإرهابيين وفر الباقيين .. وكان لقرار حسنى مبارك العودة سريعا إلى المطار له أكبر الأثر فى نجاة الرئيس والمرافقين له ..
** فهل الحكومة الأثيوبية متورطة مع الجماعات الإسلامية التى تدربت فى مصر ، وسافرت إلى السعودية ، ومن الأراضى السودانية إنطلقت لدخول أثيوبيا حتى مسرح الجريمة ..
** هذا للتاريخ والتذكرة .. حتى لا نقع فى مشكلة مع الدولة الأثيوبية المدعمة من إسرائيل ، وقد إتخذ من ملف النيل الذى إن لم يعالج فسوف تنهار الدولة المصرية ، ولن يجد المصريين قطرة مياة ليس للأرض بل للشرب أيضا .. وعمار يابعثة الوكسة والندامة وملف الشهداء ..
** فى نهاية مقالنا .. نحذر بعض البرامج والقنوات الفضائية إن الموقع لا يمانع من التنويه عن مصدر المقال وكاتبه ، ولكن ليس من اللائق أن يخرج علينا إعلامى أو إعلامية بأحد القنوات الفضائية لتدعى المعرفة دون أدنى إشارة لكاتب المقال .. حتى لا نلجأ إلى الطرق القانونية ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

لماذا لم اعد أحضر الندوات والنشاطات الثقافية؟/ شاكر فريد حسن

في الماضي البعيد الجميل كانت حياتنا تعج وتزخر بالنشاط الثقافي والأدبي الهادف الواعي ، وكانت الندوات والأمسيات الثقافية ، التي كان يشارك فيها نخبة طليعية واسعة من مثقفينا ومبدعينا ، تستقطب أعداد هائلة من المشاركين من مختلف الشرائح والأعمار والأجيال . وكانت تعتمد على العمل الجماعي المخلص والأيمان الصادق والتخطيط الصحيح والسليم ، وبدوافع وطنية وثورية وإيمان عقائدي غريزي ، بعيداً عن أي ضجيج أو صخب ، وعن أي دوافع وأهداف شخصانية وذاتية ، وهدفها بالأساس تفعيل العمل الثقافي وتحريك الحياة الاجتماعية وبث الوعي بين الأجيال الصاعدة والناشئة ، وخلق جيل مثقف متنور وواع . 
لكن للأسف أن واقعنا اليوم مختلف تماماً ، فقد تغير كل شيء بفعل ثقافة الاستهلاك والعولمة ، وتبدلت المفاهيم والقيم والمعايير الاجتماعية ، وبرزت النرجسية ، مما افقد الندوات قيمتها وبريقها ووهجها ، فغدت ذات أهداف حزبية وسياسية صرفة ولها دوافع مخفية ، وتحولت إلى منصات استعراضية وتمثيلية حباً بالظهور والتقاط  الصور لنشرها في المواقع الالكترونية والصحف المحلية ..! وفضلاً عن ذلك فإن الندوات لم تعد تجذب الجيل الشبابي الجديد ، وما قيمة الندوة إذا لم يحضرها الشباب الصاعد ، الذين هم أحوج  للتوعية والتثقيف والتسلح بالثقافة والمعرفة والوعي ..؟! 
ثم فإن المشاركين في هذه الندوات هم نفس الوجوه والشخوص ، وكذلك المتحدثين الذين يتجاوز عددهم في أحيان كثيرة  عدد الحاضرين والسامعين .
انطلاقاً من كل ذلك ، واحتجاجاً على هذا الواقع السيئ والرديء قررت منذ سنوات ، كما فعل الشاعر اللبناني أنسي الحاج ، الانزواء في صومعتي ومقاطعة الندوات والمهرجانات الثقافية التهريجية وعدم حضورها والمشاركة فيها ، وذلك حفاظاً على نقائي وعقيدتي وإيماني ووفاءً لمبادئي وقيمي التي أومن فيها ، وتكريس وقتي في القراءة التزود بالمعرفة والكتابة ونشر الكلمة ، لما لها من وظيفة اجتماعية وفعل تعبوي تحريضي ودور فاعل وهام في بلورة وتنمية الوعي ونهضة الشعب والمجتمع وبناء الإنسان . وكم كان الشاعر والقاص والمفكر الفلسطيني الكبير ابن قريتي مصمص ، أحمد حسين ، صادقا ومحقاً حين قال : 
شعب المصيبة نحن في عصر زنت      فيه الحضارة وانزوى الشرفاء 
نعم هذا هو حال الشرفاء والأنقياء ينزوون كي لا يتلوثون ولا يسقطون  أو يدجنون ..!