الروائي محمد شكري صاحب "الخبز الحافي" في ذكراه العاشرة/ شاكر فريد حسن


مرت عشر سنوات على وفاة كاتب البؤساء والفقراء والصعاليك ، وكاتب العنف والتمرد ، الروائي المبدع والخلاّق والجارح محمد شكري ، أحد أبرز أعلام القصة والرواية في المغرب العربي .
عاش محمد شكري معذباً ، مشرداً ، ومطارداً في أزقة البؤس والشقاء في طنجة ، باحثاً عن عالم انساني يعيد للإنسان المعذب انسانيته المسلوبة وكرامته المهدورة .
اشتهر محمد شكري بروايته الجميلة الرائعة والشائقة "الخبز الحافي" ، التي حظيت باهتمام الكتاب والنقاد والمثقفين والقراء على امتداد الوطن العربي . ويمكن القول ان نصوصه الابداعية ، القصصية والروائية ، تندرج في اطار "الادب العاري"، هذا الادب الذي تميز به وجاء من خلال معاناة قاسية كابدها بروحه وعقله وجسده ، وعبر عنها بلغة حية وجميلة ، هي لغة الشارع والرصيف.
يعتمد محمد شكري في اعماله المطبوعة "الشطار" و"السوق الداخلي" و"وجوه" و"مجنون الورد" الجانب الاجتماعي والانساني والسياسي ، فيصور المسلكيات الاجتماعية وانماط الحياة في المجتمع التقليدي ، المغربي والعربي ، وتغدو شخصياته ذات ملامح مغربية شعبية مسحوقة منتصرة على طول الخط ، يصوغها باسلوب قصصي متدفق . وتبدو قدرته على تصوير النفس الانسانية المتألمة وسبر أغوارها وتعمق نوازعها واتجاهاتها  ، ولا يترك أية فرصة دون ان يقف ليشير الى دلالاتها في التربية النفسية وأخلاقيات الناس والمجتمع .
محمد شكري كاتب يسجل الواقع ، رغم قساوته وبؤسه ، ويترنم بأناشيد الجياع والبائسين ، ويردد أهازيج الثورة والتمرد على الظلم والقهر والعسف والانسحاق ، ويداعب أحلام الفقراء والمسحوقين اجتماعياً ، المنتصرين في انتفاضتهم على الجرح والألم  والجوع والقهر الطبقي .
الكتابة لدى محمد شكري هي موقف أخلاقي يعتمد الإثارة العاطفية والتجاوب الإنساني ، ورصد فني جمالي لحدث أو واقعة اجتماعية ينقلها عبر أدواته الفنية ، ويتوغل خلالها في طبيعة العلاقات الاجتماعية والاوضاع القاسية والظروف الصعبة المريرة ، التي تعيش فيها التشكيلات الاجتماعية – الطبقية في المجتمع المغربي .
وصفوة القول ،ان محمد شكري صوت جارح ونموذج متميز ومشرق في الكتابة الابداعية العربية ، وهو من الكتاب الذين لا يموت ادبهم بموتهم بل سيواصل النمو والانتشار لأنه أدب واضح وصادق وشفاف ، أدب يقدم الحدث في صور موحية وبمهارة فنية .


من المسئول عن بلطجية جامعة الأزهر?/ مجدى نجيب وهبة

** هل هؤلاء طلبة بالفعل ؟ .. أم هم مجموعة بلطجية خارجين على القانون .. فالمشهد الذى نراه يوميا منذ بدء الدراسة بجميع الكليات ، وتحديدا جامعة الأزهر وكلية دار العلوم ، إنه لم يعد هناك إستقرار فى التعليم الجامعى ، بل أن هناك مجموعة من الطلبة الذين يمارسون عمليات البلطجة والتعدى على الطلبة يوميا ، وإقتحام المدرجات والتعدى على عمداء الكلية ، وترويع الآمنين ، وقطع الطرق ، وإتلاف الممتلكات من سيارات المواطنين ، والتعدى على رجال الشرطة ، وضباط وجنود الجيش المصرى .. والهدف هو إحداث فوضى عارمة فى الوطن .. بل وصلت الصفاقة إلى التعدى على القضاء ومحاصرة المحاكم .. هؤلاء البلطجية خرجوا تحت شعار العلامة الصفراء المقززة التى ترمز إلى رابعة ، والتى إنتشرت فى كل أنحاء العالم كوباء الطاعون أو الكوليرا ، أو علامة على الإصابة بالإيدز .. هؤلاء الطلبة أو البلطجية خرجوا لتدمير كل من يقف أمامهم بزعم أنهم يطالبون بعودة الشرعية وعودة المعتوه مرسى لقصر الرئاسة ..
** والسؤال هنا .. من المسئول عن محاسبة هؤلاء البلطجية ؟ .. وهنا سينطلق بعض السفهاء وصائدى القوارض والأفاعى أنها مسئولية الأمن والقوات المسلحة التى تشارك جهاز الشرطة فى حفظ الأمن ..
** وللرد على هؤلاء السفهاء الذين أصيبوا بالعمى والحول والجهل .. هل لا تقرأون أيها البلهاء ولا تشاهدون ما يقوده الجيش المصرى من حرب ضروس فى سيناء وعلى الحدود المصرية ضد كلاب وخنازير الإخوان الذين إنتشروا فى كل ربوع مصر ، بعد الكارثة التى بليت بها مصر بتنصيب المجرم الإرهابى مرسى العياط رئيسا لمصر ؟ ..
** أقول للبلهاء والمغيبين من كلاب الطابور الخامس .. هل لا تسمعون عن سقوط الضحايا من جنود وضباط الجيش المصرى والشرطة المصرية ، حتى الجنود القائمين على تنظيم حركة المرور لم يسلموا من خساسة وندالة القتلة والإرهابيين ، وأغتيل 3 جنود من وزارة الداخلية التابعين للإدارة العامة للمرور ..
** إذن .. فالجيش المصرى يؤدى دوره الوطنى والشجاع ، والشرطة تؤدى دورها العظيم فى حماية الوطن .. فمن المسئول إذن بعد ثورة 30 يونيو .. هذه الثورة خرجت كما سبق أن كتبنا مليون مرة للإطاحة بالإخوان المسلمين الإرهابيين وإسقاط حكم المرشد الوقح ، ومحاكمة الإرهابى مرسى العياط ، ووقف الجيش والشرطة والقضاء يساندهم بعض الإعلاميين كيد واحدة للقضاء على الإرهاب ..
** فما هو الجديد ؟ .. ولماذا نحن الأن نرى هذا الإرهاب يوميا ، ولا تحرك الدولة ساكنا .. والسؤال هنا هل يوجد بالفعل دولة ، أم يعود الشعب المصرى إلى الشوارع والميادين لملاحقة كلاب وخنازير الإخوان فى كل شبر من أرض مصر ، وربطهم بسلاسل وجرجرتهم إلى الصحارى للعمل فى الجبال والإستفادة منهم حتى توافيهم المنية ، أو إعدام من ليس به أمل لإصلاحه ..
** أعتقد أن الشعب المصرى قادر بالفعل على القيام بهذا الدور لإنقاذ مصر .. ولكن أين هى الحكومة المصرية ؟ .. هذا هو مربط الفرس ، وهذا هو أخطر ما يواجهنا .. نعم أخطر ما يواجه مصر الأن هى حكومة الدمار والخراب التى يتزعمها د."حازم الببلاوى" ، ولكن إذا كان الجميع يعلم ذلك ، فلماذا يظل هذا الرجل الأفاق الذى ينفذ الأجندة الأمريكية لإجهاض ثورة 30 يونيو ، وعودة كلاب الإخوان .. لماذا لم يحاكم هذا الرجل حتى الأن ؟!!..
** من المسئول عن الفوضى فى كل الكليات ؟ .. أليس وزير التعليم العالى د."حسام عيسى" ؟ .. إذن ، فمن هو د.حسام عيسى؟ ..
** كان حسام عيسى ضمن جماعة الإخوان المسلمين الذين كونوا مجموعة للبحث عن ثروات مصر المنهوبة .. وكان من ضمن هذه المجموعة د."سليم العوا" ، ود."محمد محسوب" .. وقد أهدرت هذه المجموعة 36 مليون جنيه مصرى بالأرقام فى سفريات وتنقلات فى جميع الدول ، بزعم أن مبارك يمتلك 70 مليار دولار ، وقالوا "نحن فريق البحث لاسترداد ثروات مصر المنهوبة" ، وظلوا عامين أنفقوا فيها 36 مليون جنيه ، وللأسف لم يتقدم أحد ببلاغ ضد د ."محمد محسوب" ، أو د." حسام عيسى" للتحقيق معهم !!!!...
** الدكتور حسام عيسى هو أحد رموز الفوضى والتخريب التى ظلت فى ميدان التحرير حتى أسقطوا النظام ، ثم أسقطوا الدولة ، ولم يترك التحرير إلا بعد تسليم الإخوان مفاصل الدولة وأطلق على نفسه ومعه مجموعة من المأجورين لفظ "ثوار" ..
** من هو الصحفى "أحمد المسلمانى" ؟ .. هو صاحب عمود بجريدة الأهرام .. فمن هو صاحب فكرة تعيينه المتحدث الإعلامى لرئيس الدولة المؤقت "عدلى منصور" .. ألم يعترف أحمد المسلمانى بأن والده إخوان مسلمين ، تم القبض عليه عام 1965 فى قضية "سيد قطب" الشهيرة .. ألم يعترف المسلمانى فى إحدى برامج قنوات النهار أنه لا يتصور مصر بدون إخوان مسلمين ؟ ..
** من هو المستشار السياسى لرئيس الدولة "مصطفى حجازى" .. ألم يصرح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة غير محظورة ، وتحتاج إلى تقنين أوضاعها للعمل السياسى ؟ ..
** من هو "زياد بهاء الدين" .. ألم يحتج على إصدار قانون التظاهر ..
** من هو "محمد البرادعى" .. ألم يكن عميل أمريكانى يحاول زعزعة الإستقرار فى مصر بشتى الطرق ، وهو رئيس حزب الدستور ، وقد هرب مؤخرا إلى النمسا ، ليدير عملية التحريض من الخارج ضد الدولة ، وله ملف ضد مصر ، وإعترض على فض إعتصام رابعة العدوية والنهضة ..
** وهلم جرا .. ولا ننسى د."احمد البرعى" الذى رفض تنفيذ حكم حل الجماعة والتحفظ على ممتلكاتهم وظل رافضا تنفيذ قرار المحكمة حتى يتمكن الإخوان من تهريب أموالهم ، وتبديد مقراتهم ...
** هل هذه حكومة وطنية .. أم حكومة إخوان إرهابيين .. أعتقد أنهم جماعة إرهابية فوجئ الشعب المصرى بأنهم يمثلون الحكومة .. وبالتالى إذا كان هؤلاء يمثلون الحكومة الفاسدة التى تدمر فى مصر .. فمن المسئول عن إستمرارها ؟ ..
** بالطبع المسئول عن إستمرارها هو الرئيس المؤقت "عدلى منصور" ، فهو صامت صمت القبور على كل المهازل التى تحدث فى مصر يوميا ، وحجته إنه رئيس مؤقت ، ويتطلع لليوم الذى يعود فيه لمنصة القضاء .. وهذا بالطبع عذر غير مقبول ، فمصر تضيع منا يوميا ، ولا يمكن أن يكون دور رئيس الدولة بهذه السلبية فى هذا الوقت العصيب الذى نمر به من مؤامرات دنيئة وقذرة يعلمها أطفال الشوارع .. فهل لا يعلمها رئيس الدولة ؟..
** الخلاصة ... نحن محاصرون بنفس حكومة الإخوان .. بل أن ما يثير الدهشة فى زيارة جناب رئيس الوزراء لدولة الإمارات ، فقد صرح وقال "لقد إنتهى عصر الحكم العسكرى" .. ألم تخجل من نفسك ، وهناك مقال لك بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 7 فبراير 2011 ، تناشد فيه المجلس العسكرى والجيش المصرى بالتدخل لتخليص مصر من حسنى مبارك وحكومتة ، وبعد تنحى مبارك عن الحكم ، لم نسمع لك صوتا .. ثم يأتى اليوم لتعلن أنه لا عودة لحكم العسكر .. فهل العسكر يحكمون ؟ .. هل عبد الناصر عندما حكم مصر كان يرتدى البدلة العسكرية  ؟ .. هل السادات عندما حكم مصر كان يرتدى البدلة العسكرية ؟ .. هل مبارك عندما حكم مصر كان يرتدى البدلة العسكرية ؟ .. هل يتناسى الشعب دور القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسى فى تحرير مصر من كلاب وخنازير الإخوان ..
** إذن .. فمن أنت ومن تكون ؟ .. أقول لك ،، أنت هو نفس الطابور الخامس الذي يدير الحكومة لإسقاط مصر وقد إخترت كل العاملين بحكومتك بعناية فائقة ، كما إخترت بعناية أعضاء لجنة الخمسين للدستور للإيقاع بين الجيش والشعب وعودة مصر مرة أخرى لحضن الإخوان والفوضى ..
** الأن .. إتضحت كل معالم المؤامرة وأول هذه الإشارات هى موافقة رئيس الدولة على عودة المستشار حاتم بجاتو إلى منصة القضاء فى المحكمة الدستورية العليا ، بعد أن قدم إستقالته ، ولماذا لم يعيد منصب المستشارة تهانى الجبالى الذى أقاله محمد مرسى العياط الإرهابى المعزول ..
** المؤامرة واضحة .. وهى إغماض العين عن تحركات البلطجية فى جامعة الأزهر ، وكلية دار العلوم ، وجامعة القاهرة ، وجامعة المنصورة ، وجامعة الأسكندرية ، وجامعة الفيوم ، وجامعة بنى سويف .. لإجهاض الجيش والشرطة ، بمباركة حكومة الببلاوى الذى سقطت علينا من جهنم الإخوان لإرضاء الإدارة الأمريكية ..
** إذن .. فما هو الحل لإنقاذ مصر ؟ .. الحل هو إقالة حكومة الببلاوى بالكامل ، ووقف عمل لجنة الخمسين للدستور ، وكشف خيوط هذه المؤامرة المتآمرة على الشعب المصرى ..
** الحل هو غلق جامعة الأزهر بالضبة والمفتاح حتى لو تم تشريد كل الطلبة .. لأن مصر أهم من جامعة الأزهر ، ومن كل الجامعات والكليات ..
** الحل هو مراقبة أعمال مكاتب حقوق الإنسان ومحاكمة كل من يتصور نفسه أنه دولة داخل الدولة ، يعمل لحساب أمريكا ويتجسس على الدولة المصرية والجيش المصرى ، والكارثة أن الحكومة المتواطئة مع الإرهاب قامت بعرض قانون حظر التظاهر على إحدى جمعيات حقوق الإنسان لأخذ الرأى .. ألم تروا ياشعب مصر مصيبة أكبر من ذلك ؟ ..
** الحل هو تولى المجلس العسكرى قيادة مصر فى هذه المرحلة حتى إستقرار الأوضاع فى مصر ، وبعد ذلك يمكن وضع الدستور المصرى الذى يليق بالدولة المصرية المدنية ، ثم إجراء إنتخابات رئاسية ثم برلمانية ..
** الحل هو ملاحقة كل من يتطاول على الجيش المصرى بالقول أو الفعل ، وخاصة من يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين ، على رأسهم عملاء أمريكا وكلابها "علاء عبد الفتاح – أسماء محفوظ – أحمد ماهر – أحمد دومة – نوارة نجم – أيمن نور – خالد داوود – علاء الأسوانى – بلال فضل – ريم ماجد – يسرى فودة – معتز بالله عبد الفتاح – مصطفى النجار – عمرو حمزاوى" .. والعديد من الأسماء والكوادر والأحزاب والحركات الثورية المنتشرة فى الشوارع والميادين ، على رأسهم حركة 6 إبريل ، والوطنية للتغيير ، والإشتراكيين الثوريين ، وبعض أعضاء حركة تمرد .. هذه الأشكال بدأت تنتشر وتؤثر على الشباب تغرر به وتضلله ، فالمؤامرة واضحة والحكومة هى أول الخيط .. فهل نعى ذلك أم نظل مغيبين بلهاء حتى يضيع الوطن وتضيع مصر ؟ ...
** كلمة أخيرة .. لماذا هذه الضجة حول محاكمة الإرهابى الجاسوس محمد مرسى العياط ؟ .. على القوات المسلحة المصرية والشرطة العسكرية والأمن القومى ووزارة الداخلية أن يصدرون قرارا حاسما وفوريا الأن بالضرب بيد من حديد على كل من يتصور أننا فى دولة سوف تسمح بأى فوضى أثناء محاكمة هذا المجرم الإرهابى حتى لو وصلت إلى إطلاق النار على هؤلاء الكلاب المأجورين .. فإما أن تكون مصر ، وإما أن يكون هؤلاء المجرمين ..
** حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وشرطتها وقضائها !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

مــش هتخوفنى/ عاطف على عبد الحافظ


(بالعامية المصرية)

****** 
مـش هتخوفنى
بإرهـابك
وسلاحك 
وندالتــك 
مـش هتخوفنى
مسـيراتك
بصبيــانك
وعصابتك
مـش هتخوفنى 
بغـــدرك 
وفجــرك
وسفالتك
مـش هتخوفنى 
بأمـــريكا 
وقطرانك 
وخيانتـك 
**** 
مهما تنزل 
شــوارع
ومياديـن 
وحوارى
أنا فاهمك
وكاشــفك 
أنا و جارى
مهما تحاربنـــــا
وتحاول ترهبنــا
تقـتل أهالينـــــــا 
وتعطّل مدارسـنا 
أنـا صاحـى 
مع شرطتنا 
وجيشـنـــــا 
**** 
عاطف على عبد الحافظ

ما قاله كيري خطير وما كشفه دحلان اخطر/ راسم عبيدات

عندما قلنا بان السلطة الفلسطينية عادت للمفاوضات خارج إطار الإجماع الوطني ومتجاوزة قرارات المؤسسات الرسمية للمنظمة من لجنه تنفيذيه ومجلس مركزي،وبانها قبلت العودة مقابل حماية مشروعها الإستثماري وتسمينه،وبأنها   قبلت بمعادلة الإستيطان مقابل أسرى،خرج علينا فريق المرتزقة والمنتفعين من  بركات هذا المشروع و"البقرة الحلوب" ليقول لنا بأن هذا كذب ويندرج في إطار التحريض على القيادة "المبدعة الخلاقة"،ولكن كيري الراعي لهذه المفاوضات ومخرجها وعارف تفاصيلها وخباياها في لقاءه  مع الوفد الوزاري العربي في باريس،فضح المستور وما يدور بالقول بأن الرئيس عباس تفهم أن نتنياهو لن يتمكن من وقف الاستيطان في الضفة والقدس لأن ذلك يعني انهيار الائتلاف الحكومي الاسرائيلي، اي ان الموافقة جاءت "مجانية جدا" وبلا ثمن، وهي أكثر رداءة وسوءا مما قاله الاسرائيلي، وفضح كيري ان صفقة اطلاق بعض الأسرى هي ثمن لوقف التحرك نحو تعزيز مكانة دولة فلسطين في المؤسسات الدولية..ومقابل تسديد ديون السلطة للقطاع الخاص..والغريب في الأمر بان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،بعد كل هذا الكلام الخطير لم تقل شيئاً وكأن ما تحدث عنه كيري يخص شعب ماليزيا،وليس شعبنا الفلسطيني،المطروح تصفية قضيته،بل انبرى صاحب وثيقة جنيف عبدربه وحنان عشراوي الى النفي والإنكار،وليت عبدربه وعشراوي انتقدا كيري على مساواته بين ما تقوم به اسرائيل من إجراءات وممارسات قمعية بحق شعبنا الفلسطيني من إستيطان واقتحامات شبه يومية للأقصى بغرض التقسيم وبين وجود نفق في غزة،بل ذهبوا لإنتقاد احد المسؤولين الإسرائيلين الذي تحدث عن انه من ضمن شروط عودة السلطة للمفاوضات،القبول بإستمرار الإستيطان.
قلنا بأن هذه السلطة تتعامل مع شعبنا على قاعدة ما يقوله المأثور الشعبي"عنزة ولو طارت" فهي تريد ان تقنعنا رغم كل ما يتكشف عن مدى انحدارها السياسي وتذللها وتزلفها،بأن المفاوضات ستوصل شعبنا الى حقوقه الوطنية المشروعة.
ان ما قاله كيري لوزراء الخارجية العرب في باريس خطير جداً،ولكن ما كشفه دحلان،وهو على ما يقال عضو لجنة مركزية مفصول،ولكن ما يجري في السر والخفاء،وسأذكركم بأن من قالوا عن عباس عندما ضغط الأمريكان على الرئيس الراحل أبا عمار لتعينه في منصب رئيس الوزراء،بأنه كرزاي فلسطين،وعندما أصبح رئيساً،هم نفسهم من قالوا عنه حامي الثوابت الوطنية،فبعد عودة دحلان المظفرة للجنة المركزية،من كانوا طرفاً في التحريض عليه وفصله،سيكونون اول من يأخذوه بالأحضان،ويهتفون بأن تلك المصالحة من اجل تقوية فتح وإستعادتها لدورها الوطني التاريخي.
وطبعاً كما هو حسن عصفور وعبدربه فالدحلان وغيرهم،كانوا جزء من فريق المفاوضات سواء في اوسلو،او إتفاقية معبر رفح،وهو يمتلك الكثير من المعلومات والأسرار عن فريق السلطة وأجهزتها،وهو يقول في إطار تعقيبه على ما نشر بخصوص اتفاق السلطة الفلسطينية مع اسرائيل حول استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية:" لقد بات مألوفا أن يملأ فريق المفاوضات حقائبه بجملة مطالبات، تتعلق باستجداء تسهيلات من الإسرائيليين، لصالح شركات وشخصيات لا هم لها سوى كنز مزيد من الأموال، مع خلو رصيدها الوطني من أي نضال أو تضحيات، فيقبل المفاوض الإسرائيلي بنقل هذه المطالبات للجهات المعنية، وغالبا ما تستجيب "تل ابيب"، لأنها تأخذ الثمن مقدما من مفاوض فلسطيني يساعدها على استنزاف وقت شعبه، ولا يجرؤ على طرح القضايا والملفات الجوهرية،ويكتفي باعتماد منهجية التسول،تارة حول أموال الضرائب التي تجنيها إسرائيل من الفلسطينيين بالنيابة عن السلطة، وأخرى باستجداء السماح لشركة الاتصالات كي تعمل في قطاع غزة، الى جانب ما يساق من حديث حول مشاريع اقتصادية وهمية في البحر الميت. ويضيف دحلان""الأخطر، هو استغلال المفاوضات من طرف الولايات المتحدة وإسرائيل، لتجيبا على كل من يسأل أو يهتم بالقضية الفلسطينية، بأن المفاوضات تعكف على معالجة كافة الخلافات، وبناء على هذه الإجابة، يستريح الجميع من مسؤولياته، طالما أن صاحب الشأن وهو المفاوض الفلسطيني،غير مهتم بالقضية الوطنية الكبرى.
إن ما يقوم به فريق السلطة من مقامرة بحقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته الوطنية على درجة عالية من الخطورة،وبالتالي على اللجنة التنفيذية أن تحزم حقائبها وامتعتها الى غير رجعة غير مأسوف عليها،فهي أعجز من أن تتصدى لمثل  العبث،فلو كانت على قدر مسؤولياتها ومهامها، لصدرت بياناً أو عقدت مؤتمراً صحفياً،تقول فيه بأن ما يجري من خلف ظهر الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية،هو غير ملزم للشعب الفلسطيني.
والعبث ليس هنا فقط ففي غزة،هناك من يقامر بمصير شعبنا على مذبح مصالحه وإمارته،حيث كشفت التحقيقات عن مدى تورط قيادة حماس مع النظام المعزول في التآمر على مصر ودورها.
نحن وصلنا الى مرحلة "الخازوق"،وهناك من يشارك في التفاوض يريد الآن ان يقول لنا بأنه غير راض او لا يتحمل مسؤولية ما سيحدث،من تحولوا الى مقاولي ومتعهدي مفاوضات،هم من يتحملون المسؤولية المباشرة عن ما وصلت اليه الأمور،وأستطيع القول على ضوء ما يجري من تسريبات بأن هناك قناة سرية أخرى للمفاوضات على غرار ما جرى في أوسلو،هي من تدير العملية التفاوضية،وهي من سيخرج لنا إتفاق اوسلو(2 ) وعظم الله أجركم.

شهداء مذبحة كنيسة الوراق/ لطيف شاكر


هل جف الدمع من عينيك ياراحيل*
ام ستبكي العمر حتي  لحظات الرحيل
معين الدمع لم ينتضب والدمع يسيل
والنفس تعتصر بالالم والقلب عليل
ولمن نشكو الظلم واين اليه السبيل
لاسامع ولا مجيب او شفاء لغليل
*******
ابكي بنات شعبي بصراخ وعويل
وعيني باتت ينبوع دمع كالخرير
وباللحن الحنين اندب اطفال هزيل
تسبح الرب مع اطفال مذبحة الجليل
وبالناي الحزين ابكي شهداء الاكليل
مزقوهم اربا في يوم العرس الجميل
حقراء جبناء لااخلاق لهم او ضمير
******
ياوطني هل استهان بك الدم النبيل
لما لم تشفق علي ابناء مصر الاصيل
هل اعتبروا الاقباط كفار بني اسرائيل
ام سبايا الاحتلالات والغزوات المرير
الرب آت قريبا وبمنجله الحاد الوبيل
يحصد اشرار الارض واخوان الاضاليل
لايغفل ولاينام ويوم الرب مهول وهويل
·       *راحيل بلدة قديمة بالقدس حدثت بها مذبحة قتل الاطفال

النفق المظلم/ د. ماهر حبيب

كشح 1 كشح 2 نجع حمادى ليلة العيد كنيسة القديسين ليلة راس السنة غزوة عبير فى إمبابة ماريناب أسوان مذبحة ماسبيرو حرق 60 كنيسة فى الصعيد خطف وفدية فى كل مكان دلجة وكرداسة وأخيرا وليس أخر فرح الوراق.. كل ده شرارة عماله تكبر لتحرق وطن وتحرق مواطنين لا يريدوا إلا الحياة بكرامة و حياة أفضل تعليم أحسن لأولادهم تعب وعرق وكفاح لا يريدون تمييزا بل يريدون مساواة وهناك أخرون يسمونهم عنصر الأمة الثانى وشركاء فى الوطن وكأن الوطن شركة كل واحد ياخد منها إللى يقدر عليه وتمضى المأساة ولا أحد يريد أن يحل القضية الأساسية قضية وطن يتم تمزيقة وكل شريك يريد تركته من الميراث وينهش فى جثة الوطن مدعيا أنه المالك الحقيقى للوطن.

وأصر كطبيب ان المكاشفة والمصارحة بحقيقة مرض المريض هى الخطوة الأولى للعلاج وقد نندهش بل نتألم عندما نرى الطبيب الخواجة وهو يجلس أمام مريضه المصاب بمرض قاتل وكل أدواته كيس كلينيكس ليعطىه منديل يمسح به دمعته عند البكاء ويصارحه بأنه سيموت بعد 3 أشهر وعليه ترتيب حياة أسرته وأن يعد وصيته لأنه راحل راحل وبيقول للعيان فى وشه حاتموت قريب ومفيش حاجة تخليه يقول له كله تمام وبكرة حا تخف وترجع زى الحصان وطبعا هو ده الفرق بين مريض يحضر نفسه للموت فيذهب لشراء تابوته ويحضر لجنازته ويختار كفنه ولون الورد إللى حا يتحط على قبره ويختار اللوحة التى ستوضع على قبره أما عندنا فيعتقد المريض أنه سيشفى من مرضه غدا بينما الطبيب يعلم أن ذلك مجرد أوهام فعندهم عندما تحدث الكارثة هناك الحل وإدارة الأزمة أما عندنا فعند حدوث الكارثة نلطم ونصوت وكأننا لا نتوقع ما حدث ثم نلجأ لأسهل الحلول وننهار فى مواجهة الكارثة فنحن نعالج العرض دون المرض.

فأصارحكم القول بأن الحل هو إالغاء المادة التانية من القانون وحذف دين الدولة ولغتها وكل ما يمكن أن يكون تمييزا بين مصرى وآخر وبالطبع إلغاء كل المواد التى تصبغ البلد بالعروبة والإنتماء لعالم تخيلى إسمه العالم الإسلامى ويستتبع ذلك إالغاء خانة الديانة من البطاقة وتحريم الإشارة لدين شخص ما فى العمل أو فى أى مجالات الحياة كذلك وضع الضوابط للعمل فى المنابر الدينية وتقنين وضع العاملين فيها ووضع الضوابط الخاصة بالترخيص للعاملين فى هذا المجال كما هو معمول به فى كل العالم لكل التخصصات إبتداء من سائق التاكسى والسباك إنتهاء بالطبيب والمحامى والمهندس والمعلم فليس هناك وظيفة فى العالم بدون ترخيص فليس من المقبول وجود شيخا أو داعيا يعلم البشر ويستغل الدين فى السياسة وكل مؤهلاته أنه يجيد القراءة والكتابة ويعلم الناس ما بدا له ويفتى على مزاجه.

أما جامعة الأزهر فيجب أن تعود كما نشأت جامعة لتعليم صحيح الدين وتتفرع لتخريج الدعاة والشيوخ المؤهلين لقيادة وتعليم الناس دينيا و الإستغناء عن كاهل تعليم الطلبة العلوم الطبية وباقى العلوم التى لا تندرج تحت وظيفتها الأصلية ونلغى بذلك تمييزا لحصول طلبة على فرص تعليم مقصورة على دينا دون دين وعلى مواطن دون مواطن آخر وفى النهاية نلخص أن الحل فى علمانية الدولة والتى تفصل الدين عن الدولة وتساوى بين الجميع أما غير ذلك فهو علاج بالمسكنات بينما المرض الخبيث يسرح فى جسدنا وهو نوع من الماكياج الخادع الذى يخفى شحوب الوطن ويؤدى  إلى النفق المظلم الذى نسير فيه ولا نرى نورا فى أخر

سقوط نهج العسكرة في الحراك الشعبي/ صبحي غندور

هل كان بعض قوى المعارضة السورية بحاجةٍ إلى أكثر من سنتين من الزمن ليدرك أن خيار عسكرة الحراك الشعبي السوري كان قراراً خاطئاً ومسهّلاً لدخول أطراف عديدة على هذا الحراك لحرفه إلى مسارات لا تتوافق مع مصالح الشعب السوري؟! فهانحن الآن نسمع ونقرأ تصريحاتٍ لأسماء محسوبة على المعارضة السورية تشير إلى المأزق الذي هي فيه حالياً بعد التفاهم الأميركي – الروسي بشأن الأزمة السورية وبعد دخول واشنطن في مفاوضاتٍ مباشرة مع طهران.
ويتّضح من هذه التصريحات حجم الإحباط السياسي السائد وسط الجماعات التي راهنت على الجمع بين "عسكرة" الحراك الشعبي وبين الدعوة للتدخّل العسكري الأجنبي في سوريا، فإذا بالعسكرة تؤدّي إلى حجمٍ كبير من الخسائر الشعبية والمادية بسبب تحوّل الأمر من مظاهرات شعبية تقمعها السلطات الأمنية السورية، إلى حربٍ أهلية تُستخدَم فيها كل أنواع الأسلحة من جهة، وإلى أيضاً ، من جهةٍ أخرى، جعل الأراضي السورية الخاضعة لهيمنة المعارضة المسلّحة مرتعاً لقوًى إرهابية ومتطرّفة جاء عناصرها من أكثر من 60 دولة باعتراف عدّة مراجع أممية  وإعلامية. 
ثمّ هل كانت هذه الأطراف المعارضة في سوريا تعتقد أنّها قادرة فعلاً على الحسم العسكري بمفردها ضدّ النظام الحالي في سوريا، أم أنّ مراهنتها الأساسية كانت على تدخّل عسكري ممّن شجّعها على "العسكرة" أصلاً، وهاهي سوريا الوطن والمؤسسات والشعب معاً ضحية هذه القرارات الخاطئة، فسلبية النتائج لم تقتصر على الحكم والمعارضة فقط. 
إنّ مأزق المعارضة المسلّحة السورية الآن ليس محصوراً بالعجز عن التقدّم العسكري في الأراضي السورية فحسب، ولا أيضاً بالخلافات العميقة الجارية بين القوى الإقليمية والدولية التي دعمت "عسكرة" الحراك الشعبي السوري فقط، لكن جوهر المأزق يكمن في الجديد من مواقف واشنطن التي كانت تريد من التشجيع على إشعال الحرب الداخلية في سوريا توظيف ذلك لتحجيم النفوذ الروسي فيها واستبداله بهيمنة "حلف الناتو" على بلدٍ مجاور لبلدان مهمّة جداً للمصالح الأميركية (تركيا، الأردن، لبنان، العراق وإسرائيل). أيضاً، سوريا هي حليف قوي لإيران التي كانت واشنطن تريد إضعافها من خلال إنهاك حليفها السوري ثمّ التأثير السلبي لذلك على قوى المقاومة التي تدعمها إيران في لبنان وفلسطين. أمّا الجديد في مواقف واشنطن حالياً، فلا ينسجم مع هذه السياسات التي اعتُمِدت في السابق حيث التفاهمات مع موسكو هي أولويّة تحرص الآن عليها السياسة الأميركية، وحيث المفاوضات مع إيران تستوجب مناخاتٍ إيجابية في المنطقة ممّا يتطلّب، في السياسة الأميركية الجديدة تجاه موسكو وطهران، السعي لوقف الصراعات المسلّحة في سوريا، وسيعني ذلك حتماً سقوط أسلوب "العسكرة" بعدما سقطت أيضاً كل المراهنات على التدخّل العسكري لحلف "الناتو" في سوريا.
وفي هذه السياسة الأميركية الجديدة تجاه الأزمة السورية، نجد أطرافاً إقليمية عديدة غير مرتاحة لما قد تسفر عنه هذه السياسة من نتائج على مستوى المنطقة، لكن حتماً الطرف الإسرائيلي هو الأكثر تضرّراً من وقف النزاعات المسلحة في سوريا ومن التفاهمات الأميركية مع روسيا وإيران. فالمراهنات الإسرائيلية كانت، وما تزال، على حروب أهلية عربية وعلى تفتيت سوريا وكيانات المنطقة كلها، وعلى مواجهات عسكرية بين الغرب وإيران، ليس من أجل إضعاف خصمٍ لها فقط، بل لتغيير خرائط في المنطقة وإقامة دويلات طائفية وإثنية، ولتعزيز حاجة أميركا والغرب لإسرائيل بحكم ما سينتج عن الحروب الإقليمية والأهلية من تهميش للحقوق الفلسطينية ومن تصعيد في حركة الاستيطان ومن تفاعلات عديدة لصالح إسرائيل ولأمدٍ طويل!. 
أيضاً، كانت سياسة "حلف الناتو" ترى أنّ إضعاف إيران وروسيا ممكنٌ في منطقة "الشرق الأوسط" من خلال المراهنة على نتائج "الثورات العربية"، وما تفرزه هذه "الثورات" في بعض البلدان من وصول جماعات سياسية دينية منسّقة حالياً مع واشنطن، ومتباينة مع إيران وموسكو وبعيدة عن سياساتهما القديمة والحديثة، لكن هذه الآمال سقطت أيضاً بسقوط حكم "جماعة الأخوان" في مصر وبتعثّر تجارب أخرى.
هناك قناعة دولية الآن بعدم إمكانية حسم الأمور عسكرياً على الأرض السورية لصالح هذا الطرف أو ذاك، وهناك ارتفاع دولي مشترك لمنسوب المخاوف من تفاعلاتٍ ممّا يحدث على الأرض السورية، إن كان لجهة زيادة دور وعدد الجماعات الدينية المتطرّفة، والمحسوبة اسمياً على "جماعات القاعدة"، أو أيضاً لمحاذير امتداد الصراعات المسلّحة إلى دول مجاورة لسوريا.
أيضاً، يشهد العالم إصراراً روسيّاً/صينيّاً على صياغة نظام دولي جديد يقوم على الشراكة لا على التبعيّة للموقف الأميركي، نظام تعدّدية الأقطاب الذي سينهي حقبة القطب الأميركي الأوحد. وكيفيّة معالجة الأزمة السورية ستكون هي التي تصنع هذا التحوّل الدولي القادم.
ولقد أصبحت إيران هي "اللاعب" الإقليمي الذي تتمحور عليه وحوله قضايا عديدة في المنطقة تشمل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، إضافةً إلى مصير العلاقات مع دول الخليج العربي وتأثيراتها على أمن هذه الدول وعلى النفط والاقتصاد العالمي.  
اذن، مشروع التسوية السياسية للأزمة السورية هو الآن بصيص نورٍ خافت في نفقٍ عربيٍّ مظلم، وستكون هذه المهمّة الصعبة في حال نجاحها بدايةً لتسوياتٍ إقليمية عديدة في المنطقة، ولاجماً كبيراً لأفكار وممارسات تفتيتيّة لشعوب ودول المنطقة العربية والعالم الإسلامي، لكن البديل عنها، في حال فشلها، هو مزيدٌ من الدّم والدّمار، ومن اتّساع رقعة الصراعات، ومن استنزاف للثروات العربية، ومن تهجير لمزيدٍ من مئات الألوف من المواطنين العرب الأبرياء الذين هم الآن ضحايا لسوء أوضاع أوطانهم ولصراعات القوى الإقليمة والدولية على هذه الأوطان ومواقعها وثرواتها.
إنّ الديمقراطية السليمة، القائمة على وحدةٍ وطنية شعبية، وعلى ترسيخ الولاء الوطني، وعلى الهويّة العربية، وعلى التمسّك بوحدة الكيان الوطني، وعلى "رفض العنف والطائفية والتدخّل الأجنبي"، هي البديل المطلوب للحالة العربية الفاسدة والعفنة، ولا يجوز أن تكون الصراعات الأهلية والتقسيمات الجغرافية والتدويل الأجنبي هي البديل. إنّ أبرز ما يعيق التحوّل نحو الديمقراطية السليمة هو أنّ المجتمعات العربية موبوءة بأمراض التحزّب الطائفي والمذهبي والإثني، وهذه الأمراض وحدها تشكّل الآن خطراً على الحراك الشعبي العربي الكبير، فكيف سيكون المستقبل، إذا ما أُضيف إلى ذلك أيضاً، خطر مشاريع الفتنة والتقسيم والتدويل لعموم بلدان المنطقة؟!
إنّ ممارسات بعض قوى المعارضة العربية التي وصلت للحكم لم تختلف عن أساليب الحكام السابقين. كذلك فإنّ ما حدث في ليبيا، وما يحدث الآن في سوريا، يضع علامات استفهامٍ كبيرة حول المصلحة الوطنية العربية في دور الخارج بصناعة التغيير المحلّي المنشود.
هي مراهنة خطيرة جداً في المجتمعات العربية أن يحدث التغيير بواسطة التحرّك الشعبي المسلّح لأنّ نتيجته حروباً أهلية وتفتيت كيانات لا إسقاط أنظمة فقط. ألم تتعلّم الأمَّة العربية بعد على مدار نصف قرنٍ من الزمن من دروس تجارب لبنان في نهاية الخمسينات ثمّ اليمن في مطلع الستينات ثمّ لبنان من جديد في منتصف السبعينات ثمّ الجزائر في مطلع التسعينات ثمّ السودان والعراق والصومال وليبيا، ثمّ سوريا الآن..؟!. كذلك هي مراهنة خاطئة أيضاً ومميتة أحياناً عندما تُمارس الحكومات العنف الدموي القاسي ضدّ قطاعاتٍ من شعبها، حتّى لو كان وسط هذه القطاعات مندسّون وإرهابيون. فالعنف المسلّح الداخلي (مهما كان مصدره) يُولّد مزيداً من الأزمات الأمنية والسياسية، ولم ينجح في أيِّ مكان بتحقيق مجتمعاتٍ موحّدة مستقرّة.
إنّ واقع الحال العربي اليوم يتطلّب فعلاً إصلاحاتٍ لأنظمة وحكومات، لكن يحتاج هذا الواقع أيضاً إلى حركاتٍ إصلاحية وتصحيحية داخل قوى المعارضة العربية نفسها التي تقود الآن الحراك الشعبي العربي.
ولعلّه من المهمّ كثيراً في هذه المرحلة الفرز في الشعارات وفي القوى المنادية بها. فهل الهدف هو إسقاط أنظمة معينة فقط، أم هو تحقيق غايات الإصلاح والتغيير الجدّي المنشود في عموم المنطقة العربية؟ فالضمانة ليست بتغيير أشخاصٍ هنا وحكّامٍ هناك، بل هي تكون في تنفيذ مضامين الإصلاح المنشود، إذ ما الفارق بين الانقلابات العسكرية التي أوصلت بعض الحكّام للحكم وبين من ينقلبون اليوم عليها بفعل عنفٍ مسلح مدعومٍ عسكرياً من الخارج، وربّما يمارسون مستقبلاً ما مارسته هذه الحكومات من أساليب؟! 
هناك الآن من يتحدّث عن مسؤولية الحكومات فقط في تدهور الأوضاع كلّها، وهناك بالمقابل من يتحدّث فقط عن مسؤولية القوى الخارجية، بينما في حقيقة الأمر الكلّ مسؤولٌ عن الكل، ومن يعفي نفسه من المسؤولية هو غير جدير أصلاً بتحمّل مسؤولية قيادة حكم أو معارضة.
لكن في غياب المشاريع الوطنية التوحيدية الجادّة داخل البلاد العربية، على مستوى الحكومات والمعارضات، وفي غياب المرجعية العربية الفاعلة، أضحت المنطقة العربية مفتوحةً ومشرّعة ليس فقط أمام التدخّل الأجنبي، بل أيضاً أمام مشاريع التقسيم والحروب الأهلية التي تجعل المنطقة كلّها تسبح في الفلك الإسرائيلي.
لا خلاف في البلاد العربية على أهمّية وضرورة الإصلاح السياسي والاجتماعي.. لكن الخلاف هو على الوسائل الممكنة لتحقيقه. فالإصلاح الشامل المطلوب يحتاج إلى ضغوط سياسية وشعبية تراكمية وتكاملية لا إلى عملية انقلابية ضدّ أشخاص فقط.. ووسيلته الناجعة هي الحركة السلمية المتواصلة مهما كانت درجة عنف السلطات، فأسلوب القوّة والعنف المسلح، من قبل الحاكمين أو المحكومين، وبوجود مشاريع إقليمية ودولية مستفيدة منه أو متصارعة حوله، سيكون هو شرارة إشعال الأوطان التي قد تصل بها إلى الحروب الأهلية المدمّرة للجميع.

*مدير "مركز الحوار العربي"
Sobhi@alhewar.com

جوزاف بو ملحم لفاطمة ناعوت: أحقاً أنت مجبولة من تراب؟

للمرة الثانية يطلعني صديقي الأعز جوزاف بو ملحم على نص رائع كتبه للسيدة الكبيرة فاطمة ناعوت ويطلب مني أن لا انشره، وللمرة الثانية أيضاً أغدر به كي لا أحرم قرائي من كلمات صادقة خطّها قلم صادق توقّف عن الكتابة مدة طويلة.. وها هي فاطمة ناعوت تعيده اليها مرغماً. ويا نعم الارغام اذا جاءنا بمثل هذا الكلام:
ـ1ـ
يا سيدة المواقف المشرّفة والمستشرفة
لك من أوستراليا الاف السلامات
يا وجدان شرق باع وجدانه منذ زمن
لك من كل العالم مليارات التحيات
ـ2ـ
يا بوصلة الثورة الصحيحة
ان مستقبل أمم يتحدد على صوابية استمرارك في هكذا كفاح
اننا يا ناصعة الفكر والروح نطرق ابواب مجدك خاشعين 
ويا ذكية العقل ويا نقية الضمير نشد علي اليدين ونبتهل
ويا رقيقة القلب وشفافة الفكر نرفع القبعة 
ونستأذنك دخول هيكلك للصلاة...
ـ3ـ 
غداً من وحي جرأة مواقفك
سيتعلم الرجال ان يحاكوا
امرأة اسمها فاطمة ناعوت
ولن يلامسوا أو يقتربوا
ـ4ـ
انتِ
يا معزية الحزانى
ويا دواءً لِ  أشرّ داء
يا بلسم جراح الأبرياء
أيتها المقدامة
لك تليق القيادة
ولمثيلاتك وحدهن حمل رايات الثورة
وبكِ وبهن يناط المستقبل الزاهر
ـ5ـ
يا سيدتي
نسيت أن أسألك:
أحقاً أنتِ مجبولة من تراب!!!
إني والله
بدأتُ ... و ...!!!
جوزاف بو ملحم
**
رد الأديبة الكبيرة فاطمة ناعوت على جوزاف بو ملحم:
كيف يتوقف قلمٌ مثل هذا عن الكتابة؟
بأيّ حق يتوقف؟
الأقلام النبيلة المشرقة ليست ملكَ أصحابها
لكي يجروا بها على الورق متى شاءوا، 
ويوقفوها حين يشاءون! 
بل هي ملك لنا- نحن البشر- جميعا،
وما هم إلا، وحسب، أصحابها الذين أمرهم اللهُ بالكتابة الدائمة
مقابل ما منحهم من موهبة وملكات.
إن توقف قلم جوزاف بو ملحم عن الكتابة،
فأي أقلام تمتلك صلفَ الكتابة بما يؤذي عيوننا كل يوم؟ 
مُرْه أن يكتب يا شربل، 
مروه أن يكتب يا قراء، 
مُره أن يكتب يا الله، 
وإلا فليختف فنُّ الكتابة إلى الأبد، غير مأسوف عليه.
فاطمة ناعوت

رَجَـــا. ( 2 ) / مـحـيـي الـديـن الشـارنـي

(  وقـُـلـْـتُ ... رَائِـعَـة هَــذِهِ الأغـْـنِـيَّـهْ ... وأرْوَعُ مِـنـْهَـا رَوْعَـتـكِ أنـْـتِ ... فـَـدُمْـتِ يَـا أنـْـتِ ... جَـمِـيـلـَـة كـَمَا أنـْـتِ ... وَدَامَـتْ الحَـيَـاة بـكِ أنـْـتِ ... رَائِـعَـة مِـثـْـلـكِ أنـْـتِ ... 
فـَـتـَـدلـَّـلِـي يَـا أنـْـتِ ... وقـُولِـي لِـشـمْـس القـَـلـْـبِ ولـَـكِ أنـْـتِ ...
 أيُّ حَـيَـاةٍ تـُطـِـلُّ عَـلـَى قـَـبَـس الحُـلـْـم وَعَـلـَـيْـنـَا بــدُونِـكِ أنـْـتِ ... 
وَأيُّ رَبـيـع ... وَهَـلْ هُـنـَاكَ رَبـيـع فِـي فـُـسْـتـُـق الـرُّوح يُـعَــدِّلُ مَـقـَاسَ وَرْدِهِ عَـلـَى غـَـيْـر مِـرْآةِ وَجْـهـِـكِ أنـْـتِ ... ؟!؟
فـَآهٍ مِـنـِّي ... وَ ... 
             ... وَا عَـجَـبـي مِـنـْـكِ ...  يَـا أنـْـتِ ... !!! ................ ؟!؟ )

 ( سَـرَابي المُـسْـتـَطـَابُ ... ) 

هَـكـَـذا كـُـنـْـتِ ... 
أوْ هَـكـَـذا خـُـنـْـتِ ... 
          فـَـكـُـنـْـتِ ... 
          سَـرَابًـا ... مُـسْـتـَـطـَابـًا ... 
          وأنـْـتِ ... 
          ضَـفِـيـرة وَلـَـهٍ مِـنـِّي ... يَـا أنـْـتِ ... 
فـَآهِ ... يَـا أنـْـتِ ... 
لـَـوْ كـُـنـْـتِ ... صُـمْـتِ ... 
             عَـنـِّي ... 
              وَصُـنـْـتِ ... 
              وَصُـنـْـتِـيـنِـي مِـنـِّي ... 
              لـَـكـُـنـْـتِ ... 
              وكـُـنـْـتُ ... 
              لِـنـْـتُ ... 
              ولِـنـْـتِ ... 
              وبـنـْـتُ ... 
              وبـنـْـتِ ... 
              وحِـنـْـتُ ... 
              وحِـنـْـتِ ... 
وَحَـتـى ... لـَـكـُـنـْـتُ ... 
              ذبْـتُ ... 
              وذبْـتِ ... 
فـَـكـُـنـْـتُ ... وكـُـنـْـتِ ... 
سَـرَابًـا ... مُـسْـتـَطـَابًـا ... 
وَرُمْـتُ ... وَرُمْـتِ ... 
وَهِـمْـتُ ... وَهِـمْـتِ ... 
ونِـمْـتُ ... ونِـمْـتِ ... 
بـسَـريـر شَـرَابِ القــَـصِـيـدَه ْ ... 
وأنـْـتِ ... 
ضَـفِـيـرَة وَلـَـهٍ مِـنـِّي ... يَـا أنـْـتِ ... 
وأنـَا ... أبَـدًا ... مَا كـُـنـْـتِ ... 
عَـلـَى رَبـيـع قـَـلـْـبـي يَـوْمًـا ... 
    أوْ عَـلـَيَّ  يَـوْمًـا هُـنـْـتِ ... 
وَمَا كـُـنـْـتِ ... 
بـلـَحْـظـَـةِ بَـريـق ٍ... 
     أوْ حَـريـق يَـوْمًـا بـعَـيْـن الجـدَال 
بـعَـيْـنِـي حُـلـُوق رَحِـيـقِـي يَـوْمًـا بـمِـدَادِ 
مَـرَاشِـفِـي بـي شِـنـْـتِ ... 
فـَـقـَـط ْ... تـَمَـنـَّـيْـتـُـكِ ... يَـا أنـْـتِ ... 
                            لـَـوْ كـُـنـْـتِ ...  
                                 كـُـنـْـتِ ... 
                              كـَمَا أنـْـتِ ...   
كـُـنـْـتُ عَـلِـمْـتُ بـوَجَـعِـي عِـنـْـدكِ ... 
                   يُـحَـدِّثــُـنِـي عَـنـْـكِ ... 
فـَأتـَـألـَّـمُ جَـلالـَـة مِـنـْـكِ ... 
وأقـُـولُ ... 
هَــذا حَـجَـرُ الفـُـؤادِ يَـتـَـألـَّـمُ بـمَـلامِـكِ ... يَـا أنـْـتِ ... 
                                               كـَمَا شِـئـْـتِ ... 
                                               فـَهَـلْ أسَـأتُ ... 
                         أمْ سَـاءَ دَوْرُ الـرَّبـيـع وَسِـئـْـتُ ... 
حِـيـنَ عُــدْتِ ... 
      وَعُــدْتُ ...  
      وَجـئـْـتِ ...  
      وَجـئـْـتُ ... 
      وَمِـلـْـتُ ... 
      وَمِـلـْـتِ ... 
      وقـُـلـْـتُ ... 
      وقـُـلـْـتِ ... 
وَحَـسِـبْـتـُـكِ ... بـفـَجْـر التـَّـوَاشِـيـح نِـلـْـتِ ... 
وَحَـسِـبْـتـُـنِـي ...بـمَـقـَاس ريَـاض التــَّـرَانِـيـم نِـلـْـتُ ... 
ولـَـكِـنْ ... خِـبْــتِ ... 
            وَخِـبْــتُ ... 
            وَعِـبْــتِ ... 
            وَعِـبْــتُ ... 
            وَزدْتِ ... 
            فـَـزدْتُ ... 
            فـَـغِـبْــتِ ... 
            وَغِـبْــتُ ... 
وَشـَابَ وَرَقُ الحُـبِّ فِـيَّ  ... 
وأنـَا بَـعْــدُ ... بـأقـْـمَار وَصَايَـاكِ ... 
           أنـَا بَـعْــدُ ... مَـا شِـبْــتُ ... 
( فـَـلِـمَاذا يَـا وَهَـنِـي ... أنـَا عَـلـَيَّ مَـعَـكِ هُـنـْـتُ ... 
                                             وَمَا كـُـنـْـتُ ... 
                       وأنـْـتِ بـلـَحْـم صَـهْـوةِ فـَـمِـي ... 
                                                  كـُـنـْـتِ ... 
                                                وكـُـنـْـتِ ... 
                                      وكـُـنـْـتِ ... )                                    
قـَـلـْـبَان أحْـمِـلـُهُـمَا مَـعِـي ... 
وتـَحْـمِـلـُهُـمَا ضَـلالـَـة سِـرَاج هَــذا المَـسَاءِ مَـعِـي ... 
الـبَـحْــرُ النـَّـاطِـقُ بـضَـمِـيـر إسْـمِـكِ ... 
والـوَجَـعُ الخـَالِـصُ بـعَـبـيـر/ 
                        بـخـَريـر رَسْـمِـكِ ... 
ونـَـسِـيـتُ ... أعْـتـَـذرُ ... 
صَـوتـُـكِ الهَـادرُ / 
            السَّـادرُ بـحَـريـر نـَـجْــمِـكِ ... 
فـَـيَـا لـَـيْــتـَـكِ الآنَ ... كـُـنـْـتِ بـكِ ... 
وَيَـا لـَـيْـتـَـنِـي الآنَ ... كـُـنـْـتُ بـي ... 
وَهَـذا الـلـَّـيْـلُ يَـلـْـبَـسُ سَاعَـة
مِـنْ أحْـوَال دَمِـي ... 
وَيَـقـُولُ ... تـَعَـالَ مَـعَـكَ يَـا أنـْـتَ ... 
إنْ كـُـنـْـتَ تـُـريـدكَ أنْ تـَعِـي ... 
وتـَـذهَـبَ إلـَـيْـهَـا فِـيـكَ مَـعِـي ... 
إنـَّـهَا تـَـنـْـتـَـظِـرُ فِـي شُـرفـَـةِ رَهْـطِـكَ 
هَــذا الـوقـْـتَ المُـوغِـلَ بـأسْـرَابِ 
أفـْـوَاج يَــدِي ... 
تـَـقـُولُ ... هَــذا النـَّـسِـيـمُ الصَّـالِـحُ / المُـعَـالِـجُ 
لِـشِـفـَاهِ حَـيْـرتِـي ... 
بـهِ ... وبـي ...
قـَـصِـيـدة وَشـَامَاتٌ تـَخـْـفـقُ بـأوتـَار إرْهَـاصَاتِ 
وقـَـلـْـبِ أوشـَـاج نـَـشِـيـج هَــذا الصَّـبـيّ ْ ... 
وأقـُولُ ... دُمْـتُ ... 
     حِـيـنَ دُمْـتِ ... 
         وقـُـمْـتُ ... 
   حِـيـنَ قـُـمْـتِ ...  
ولـَـيْـسَ لـلـرِّيـح أوْ لِـغـُـبَار الـكـَـلام بَـعْــدكِ صَـوتِـي ... 
لـَـيْـسَ لـلـرِّيـح أوْ لِـغـُـبَار الـكـَـلام بَـعْــدكِ ... أنـْـتِ ... 
وَقـْـتٌ ... أوْ ... صَـوْتٌ ... 
أوْ رُضَابٌ ... أوْ ...  فـَـوْتٌ ... 
أنـَا حِـيـنَ ... نِـمْـتِ ... 
             جُـنِـنـْـتُ ... 
وتـَـدَثــَّـرْتُ بـأوْهَـام شَـظـَايَـايْ ... 
وقـُـمْـتُ ... 
لأمُـوتَ بـذاتِ شـَـكـْـلِـي ... فـَـمـتُّ ... 
ولـَـكِـنْ بَـقِـيَـتْ تـَـرَائِـبُ رُوحِـي 
تـَحُـومُ مَعَ جـسْـمِـي ... حَـولـكِ ... 
وتـَـسْـألُ حُـلـْـمِـي 
       وتـَـنـْـسَى يَـوْمَـهَا عِـنـْـدكِ ... 
فـَهَـلَ أقـُولُ ... مُـنـْـذ إفـْـتـَـرقـْـنـَا ... 
صَارَ لَـلـْـقـَـلـْـبِ حَـفـْـرُ مَـعْـنـَى ... 
وأيُّ مَـعْـنـَى ... 
هَــذا الـذي يُـكـَـنـَّى ... 
بـخـَالِـص الجُـنـُون بـكِ ... 
ولـَـيْـسَ بـهِ حِـبْــرُ مَـعْـنـَى ... 
ولـَـيْـسَ بـهِ جَـبْــرُ مَـغـْـنـَى ... 
ولـَـيْـسَ بـهِ أنْ ألِـفـْـنـَا ... 
               مَا ألِـفـْـنـَا ...  
فـَـكـَـيْـفَ تـَظـُـنـُّونـَـنـَا إفـْـتـَـرقـْـنـَا ...
                                وتـُـبْـنـَا ... 
             ونـَحْـنُ مَا أ ُقـْـتـُـرفـْـنـَا ...  
                            وَمَا تـُـبْـنـَا ... 
                وَأظـُـنـَّـنـَا صَـدقـْـنـَا ...   
                            إذ كـَـذِبْـنـَا ...
                              وقـُـلـْـنـَا ... 
              أنـَّـنـَا سَـنـَـتـُوبُ غـَـدًا ...  
          أوْ ربَّـمَا بـالأمْـس تـُـبْـنـَا ...  
                 أوْ ربَّـمَا سَـنـَـتـُوبُ ...  
 مَـتـَى شـَاءَ لـَـنـَا شَـالُ الحَـدِيقـَـةِ ...   
                             وشِـئـْـنـَا ... 
                 أظـُـنـَّـنـَا صَـدقـْـنـَا ...  
                           إذ كـَـذِبْـنـَا ...
                       حِـيـنَ قـُـلـْـنـَا ... 
           أنـَّـنـَا لـَنْ نـَعُـودَ إلـَـيْـنـَا ... 
ونـَحْـنُ فِـي الأصْـل ِ ... 
            لـَمْ نـَـذهَـبْ بَـعِـيـدًا بـنـَا ... عَـنـَّـا ... 
        ( إلاّ لِـنـَـلـْـقـَـانـَا ... فِـيـنـَا ... إلـَـيْـنـَا ... )
 نـَحْـنُ فِـي الأصْـل ِ ... 
            لـَمْ نـَـذهَـبْ بَـعِـيـدًا بـنـَا ... عَـنـَّـا ...
               لِـنـَـقـُولَ هَـا إنـَّـنـَا الآنَ ذهَـبْـنـَا ... 
            وَهَـا إنـَّـنـَا الآنَ بـرَغـْـمِـنـَا عَـنـَّـا ... 
                               إلـَـيْـنـَا ... عُــدنـَا ... 
        فـَـنـَحْـنُ فِـي قـَائِـم الحَـرُور ... 
        لـَمْ نـَـذهَـبْ بَـعِـيـدًا ... إلاّ ... إلـَـيْـنـَا ... 
        نـَحْـنُ فِـي قـَائِـم الحَـرُور ... 
        لـَمْ نـَـذهَـبْ بَـعِـيـدًا ... بـنـَا ... إلـَـيْـنـَا ... 
                 إلاّ لِـنـَـلـْـقـَانـَا فِـيـنـَا ... تـُهْـنـَا ... 
                                   خـَارجَ يَــدَيْـنـَا ... 
                   أوْ بـالأحْـرَى خـَارجَ مَاءَاتِ ... 
                                        حُـبَـيْـبَـاتِ ... 
                مَــدَارَاتِ حَـنـَادِس ... كِـلـَـيْـنـَا ... 
                                                        ... / ... 
        
                                               ( 21 / 10 / 2013 )    

لماذا الحرد السعودي الان؟/ راسم عبيدات

السعودية اعتذرت عن القاء كلمتها في الدورة السادسة والستين لهيئة الأمم المتحدة واعتذرت عن قبول مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن لعام 2014 ،والسعودية بررت فعلتها وحردها بفشل هيئة الأمم المتحدة في تطبيق قراراتها بشأن القضية الفلسطينية وكذلك الفشل في وقف "مجازر" النظام السوري ضد شعبه،والفشل في معالجة الملف النووي الإيراني،وحتى لا تجنى جعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.

 نحن ندرك تماماً بان الحرد والزعل السعودي،ليس له علاقة او إرتباطاً باي من الأسباب المذكورة او المعلنة،وكما قال الروس عن ذلك،هذا حرد اطفال،فالسعودية تدرك وتعرف تماماً بأن هيئة الأمم المتحدة لم تلتفت للقضية الفلسطينية منذ 65 عاماً،ولم تنفذ أي قرار بشأنها،وكل القرارات التي اتخذت لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية،بقيت حبيسة الأدراج،ومن منها عرض على مجلس الأمن،وقفت له امريكا حليفة السعودية الإستراتيجية بالمرصاد واتخذ  حق النقض"الفيتو" بحقه لمنع صدوره،ولم تغضب السعودية او تحرد او تقاطع المؤسسة الدولية،إحتجاجاً على ذلك،ولم تهدد بإتخاذ أي عقوبات سياسية او إقتصادية لا بحق امريكا ولا اوروبا الغربية،بسبب إنحيازها الأعمى لصالح اسرائيل،وكذلك حردها و"عهرها" تجاه ما يحدث في سوريا من عمليات قتل وتدمير وتخريب وتهجير،هي جزء وطرف أساسي في تأجيجها وحدوثها،وهي من يتحمل بشكل مباشر وبالأخص بندر بن سلطان وسعود الفيصل،مسؤولية الدم الذي يراق فيها،من خلال دعمها العسكري والمالي واللوجستي للعصابات المجرمة هناك،والتي بات العالم يدرك وحتى دول الجوار المتورطة في دعمهم مثل تركيا،بأن خطرهم سيتعدى الساحة السورية وسيرتد على دولهم ومصالحهم.

الجميع يدرك بأن تلك العصابات والمجموعات المسلحة،تقاد مباشرة من قبل المسؤول الأمني السعودي،صاحب المهام القذرة بندر بن سلطان،والذي يقودها من غرفة عملياته على الحدود الأردنية السورية،وبالتالي "العهر" والحرد السعودي ليس مرتبطاً بالحرس على دماء الشعب السوري او وحدة أراضيه،بل مرتبط برفض واشنطن شن عدوانها على سوريا واسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد،وهي التي أعلنت مراراً بانها مستعدة لدفع كل تكاليف الحرب على سوريا،وألقت بكل ثقلها خلف ما يسمى بالقوى المعارضة لتحقيق هدفها،ولكن فشل مخططها،من شأنه ان يترك تأثيراته المباشرة على الوضع الداخلي السعودي،وكذلك على الوجود والحضور والتاثير السعودي في المنطقة،وبات الحديث عن التغيرات في السعودية المرتبطة بالحرب على سوريا ظاهرة،حيث هناك حسم بان يكون الملك القادم هو وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف،وولي العهد الجديد قائد الحرس الوطني السعودي متعب بن خالد.

اما القضية الثالثة المتعلقة بالحرد و"العهر" السعودي،فهي عملية التقارب بين ايران وأمريكا،بدون استشارة السعودية او حتى علمها،وهي التي كانت تمارس كل ضغوطها على امريكا من اجل تشديد الخناق والحصار على طهران،وحتى توجيه ضربة عسكرية لها،من اجل منعها من إمتلاك التكنولوجيا والسلاح النووي.

السعودية تعرف تماماً بان اسرائيل،هي الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في المنطقة،وهي التي تحتل الأرض العربية،وهي أيضاً من تشكل خطر عليها وتهدد مصالحها،ولم يثر ذلك لا غضب ولا حرد السعودية،بل تحرد وتغضب لعدم ضرب ايران او إمتلاكها للسلاح النووي،فإسرائيل دولة صديقة ولا تهدد امن السعودية ولا مصالحها؟؟؟.

هذه هي الأسباب الجوهرية والحقيقية "للعهر" والحرد السعودي،فشل مشروعها في المنطقة،واضطرارها للتكيف مع الظروف والمعطيات الجديدة،والتي قد تفرض عليها التوجه صاغرة نحو ايران وسوريا،وليس ما عللته وبررته السعودية من أسباب لعدم إلقاء كلمتها في الدورة الأخيرة لهيئة الأمم المتحدة،والإعتذار عن قبول مقعدها غير الدائم في هيئة الأمم المتحدة لعام 2014 .

والسعودية آن لها الاوان ان تراجع بشكل جذري سياساتها ومواقفها وعلاقاتها،فالغرب الإستعماري وامريكا يقولون بالفم المليان،بأنه ليس لهم صداقات دائمة،بل مصالح دائمة،والسعودية في إطار المصالح الأمريكية الكبرى او الغربية الإستعمارية،ليست ذات شان او قيمة،فهم يخشون من يمتلك القوة والموقف والقرار والإرادة.

صباحكم أجمل/ الرميمين جنائن مسلوبة/ زياد جيوسي

(الحلقة الثالثة)

    حين أنهينا جولة السلط واحتسينا القهوة في بلدة زي وفي ضيافة الجميل خالد العمايرة، نائب رئيس نادي زي الثقافي، كنت على عجلة أن أصل إلى بلدة الرميمين، وقلت للكاتبة والصديقة جميلة العمايرة: لنؤجل دعوتك للغداء على (المنسف) السلطي حتى نعود من الرميمين، فالرميمين أسمعها تنادينا أن لا نتأخر. فضحكت الجميلة جميلة واتجهنا إلى الرميمين، ومنذ لحظة تحركنا وشلال الذاكرة لم يتوقف، فما بين زي والرميمين ذاكرة تعود إلى الطفولة، وما زلت أذكر رحلاتنا مع الوالد أطال الله بعمره، والوالدة رحمها الله إلى شلالات وغابات الرميمين وغابات زي، التي كنت أصطحب إليها أطفالي أيضاً حين كنت مقيماً في الأردن الجميل.

   حين أطللنا على بلدة الرميمين همست لجميلة: بعد أن ننهي جولتنا في الشلالات سأجول بك بلدة الرميمين كما جلتِ أنت وخالد معي السلط، فالذاكرة ما زالت تحتفظ بصور لأهم مشاهد في البلدة، وللجمال الساحر لغاباتها على التلال المحيطة. وما أن بدأنا بالنـزول باتجاه الوادي من البلدة، وبمجرد أن انتهت المباني وبدأنا بالحركة بين المزارع، حتى شعرت بانقباض في صدري، وهمست لنفسي: هل من المعقول أن موقعاً سياحياً كشلالات الرميمين المتميز بجمال الطبيعة وأذكره قبلة للزوار، أن يكون في هذا التراجع الذي يظهر في الطريق؟ فالطريق ضيقة ومليئة بالحفر، ولولا اليافطة الأولى في البلدة على بداية النـزول وتشير أن هذه طريق الشلالات، لانتابني الشك أننا نسير في طريق خاطئة، فليس من المعقول بعد هذا الغياب الطويل عن المنطقة والذي زاد عن ربع قرن، أن تكون المنطقة قد تراجعت بدلاً من أن تتطور؟ 

 وما أن أطللنا على منطقة الشلالات حتى بدأت أشعر أن إحساسي بانقباض الصدر لم يأت من فراغ، فقد وجدت منطقة مختلفة تماماً عما رسم خيالي عبر الزمان، ووجدت منطقة أصبحت مهملة تماماً، فلا خدمات بها ولا نظافة، حتى الاستراحة اليتيمة التي كانت في المنطقة أصبحت أطلالاً، وحين نزلنا إلى الوادي وجدت كل شيء اختلف، فليس هناك من مكان مناسب للجلوس، والصخور المنهارة قد أصبحت تحتل الوادي، والجانب الأيسر من الوادي الذي كان يحفل بالزوار والمصطافين أصبح خراباً، والوصول إلى الشلالات أصبح متعباً، فتراجعت المنطقة 180 درجة بدلاً من أن تتطور، وفوجئت بحجم تراجع مياه الشلالات، وإن كان هذا يمكن إرجاعه للطبيعة، إلا أن أنابيب  المياه السوداء الممتدة كالأفاعي من أعلى الشلال وتتجه نحو المزارع تساهم أيضاً بانخفاض نسبة المياه، فساءلت نفسي: أين الجهات المسئولة عن التطوير السياحي؟

  فهذه المنطقة كانت ولم تزل مؤهلة لتكون نقطة جذب سياحي كبيرة، وما تحتاجه فقط تنظيف مجرى الوادي الصغير من منطقة الشلالات حتى النفق أسفل التل، ووضع شباك معدنية تصد الانهيارات على الجانب الأيمن للوادي وتنظيف جهتي الوادي الصغير ليعود مكاناً يستقبل الزوار وتتوفر فيه إمكانات الجلوس ودورات المياه، وسحب المياه للمزارع يكون من آخر الوادي وليس من رأس النبع، ويمكن تأجير مناطق الوادي لتصبح متنـزهات سياحية تستقبل الزوار، أو يمكن وضع رسوم قليلة لمرائب السيارات في أعلى التلة قبل النـزول للوادي، وهذه الرسوم تتولى صيانة المنطقة وتطويرها، وفتح أكشاك توفر للزوار احتياجاتهم، إضافة إلى (شاليهات) سياحية لمن يرغب البقاء عدة أيام بين الشلال وبين الغابات والجمال والهدوء، حتى أنني لما أنهيت الجولة المختصرة في الوادي والشلال، وجلست على صخرة في الوادي ونظرت للأسماك الصغيرة وصورتها، شعرت بها تشكو ما وصلت إليه المنطقة، ووجود هذا الكم من الأسماك الصغيرة، مؤشر أنه يمكن تطوير المكان كثيراً بحيث يصبح مصدراً للأسماك النهرية أيضاً.

   الرميمين بلدة بالغة القدم، ولعل اسمها الذي ينسب للغة الآرامية يؤكد ذلك، فهو اسم آرامي يعني (منطقة الرمان وينابيع المياه) وهو وصف ينطبق على بلدة الرميمين، وإن كانت الذاكرة الشعبية تنسب الاسم (ارميمين) لأميرة سكنت الوادي قرب المياه، وإن كنت أميل أكثر إلى أن الاسم من أصول آرامية، ومن أبرز معالمها إضافة إلى الشلالات معاصر الزيتون والمباني التراثية القديمة، تقسم القرية إلى ثلاث مناطق سكنية وهي منطقة البلد، منطقة الحنوة ومنطقة الأشرفية وهي المرتفعة، وتحيط بالرميمين المزارع وأشجار الزيتون، واعتماد سكان المنطقة على الأمطار إضافة إلى ينابيع مياه مثل نبع الراهب وسمي هذا الاسم نسبة لراهب اهتم بالنبع كثيراً، ونبع الصايغ نسبة إلى عشيرة الصايغ وحسب المصادر فهي أقدم العشائر التي سكنت البلدة، إضافة إلى ينابيع مياه أقل قوة موجودة بالمنطقة.

    خرجنا من الوادي إلى البلدة، حيث تجولنا بها، وكنت أحدث الكاتبة جميلة العمايرة عن تاريخ بلدة الرميمين من خلال ثلاثة مشاهد أساسية زرتها، كنيسة اللاتين والتي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1875م، وهي مبنية من الحجر الكلسي المقصوص والشيد، وكما معظم كنائس اللاتين فهي مبنية على شكل مستطيل، مع ارتكاز السقف على القواعد، والمسجد المجاور لها ولا يفصلهما إلا جدار، وحسب الروايات المتداولة فقد تم بناء المسجد بالتعاون بين المسيحيين والمسلمين، فتعانق الهلال والصليب وأصبحت الرميمين مثالاً للتعايش الإسلامي والمسيحي، وتعايش الأهل أبناء الوطن الواحد، فالدين لله والوطن للجميع.


   ودير الروم الأرثوذكس في قلب الرميمين القديمة، وهذا الدير من أقدم أديرة المنطقة، وتاريخ بناءه غير محدد التاريخ، وأعتقد من خلال شكل البناء أنه بني في أواخر القرن السابع عشر، حين كان غالبية سكان المنطقة يرجعون لطائفة الروم الأرثوذكس العرب الأقحاح، ومع مرور السنوات ومع تأثيرات الهجرة للغرب قل عدد السكان الأصليين في البلدة، فجرت عمليات تأجير الأراضي وبيعها، ولعل أبناء وأحفاد الذين هاجروا يفكرون أن يعودوا إلى بلدتهم ويساهموا بأن تكون الرميمين درة جمالية من جديد، من خلال الاستثمار فيها، وخاصة بالمجالات السياحية التي يمكن أن تجعل من المنطقة منطقة متميزة، فطبيعتها وجمالها ووجود الشلال فيها يسمح بذلك.

   بعد جولة في البلدة كنت أحدث فيها الكاتبة الرقيقة جميلة عن البلدة وتاريخها وذاكرة زيارات الطفولة فيها، اتجهنا إلى الغابات الجميلة أعلى التلال، ولفت نظري من البعيد مبنى متسع خلف الأسوار بين الأشجار الحرجية، فظننت (وبعض الظن إثم) أن ما أراه منتجعاً سياحياً، أو مشفى متطوراً يعتمد على الطبيعة وما لها من دور في العلاج، فهمست لجميلة: إن كان هذا المبنى البعيد منتجع وأسعاره مناسبة، سأحجز لعدة أيام آتيها مع زوجتي، فليس من منطقة يمكن أن تريح الأعصاب والنفس مثل هذه المنطقة الحرجية المرتفعة، وليس أنقى من هواء عليل تصفيه من الغبار أشجار الصنوبر والسرو، فهذه المنطقة ساحرة بجمالها وهوائها العليل، وليس أجمل من أيام يمكن قضاؤها هناك، فاتجهنا إلى الموقع على أعلى الجبل بفرح، وما أن اقتربنا حتى صدمت بما أراه.. سجن!! أمن المعقول أن يشوه كل هذا الجمال بسجن للمجرمين؟ فهمست لرفيقة الرحلة: هل هذا سجن 5 نجوم؟ ومن صاحب هذه العقلية المعادية للجمال الذي اختار هذا الموقع سجناً بدلاً من أن يكون منتجعاً سياحياً، أو مؤسسة للمسنين يقضون فيه راحة آخر الأيام براحة وفرح قبل أن يعلنوا رحلة الرحيل، أو مشفى متطوراً؟ شعرت بالألم وشعرت بالرميمين تشكو وتأنّ ألماً، فهذه المبالغ التي وضعت على بناء هذا السجن القلعة، لو وجهت لتطور السياحة في الرميمين لجعلت منها قبلة للسواح والزوار، فلم أمتلك إلا أن أردد: لا حول ولا قوة الا بالله، لقد جئت للفرح والتمتع بالجمال، وها أنا أعود من الرميمين وأنا أحمل في روحي تلالاً من حزن وألم.
   وبصمت مشوب بالألم كنا نتجه صامتين باتجاه بلدة زي مرة أخرى، لتناول طعام الغداء وإنجاز جولة فيها، فرغم أن البلدة صغيرة، إلا أنها تحمل في ثناياها حكايات كثيرة، وهذا ما سيكون حديث الحلقة الرابعة من جولتي في رحاب السلط والرميميمن وزي.
   في بلدتي جيوس أصحو من نومي مبكراً أبكر من المعتاد، فليس هناك أجمل من صحو مبكر على صوت هديل الحمام وزقزقة العصافير، صياح الديكة وثغاء الأغنام في ريفنا الجميل وبلدتي الخضراء جيوس، وإن كان نهيق الحمير يشوش سمفونية العزف الطبيعية، وآثار قرصات الناموس على جلدي تشوه من هذا الجمال أيضا، إلا أن جولة سريعة بين أشجار الزيتون التي تملأ المنطقة، وبين أشجار الليمون والبومل والحمضيات وغيرها في البستان الجميل، تزيل من الذهن ما تركه الناموس من تشويه مقيت، وبعد جولتي وانتعاش الروح بالجمال والصدر بالهواء النقي، أتناول إفطاراً طيباً من خبز الطابون مباشرة من الطابون للمائدة، مع حبات الزيتون والجبنة البيضاء الشهية والزعتر،  وكأس من حليب النعاج الطازج، ويفوح علينا عبق زهر الليمون، في بيت ابن عمتي وعديلي إسماعيل الديك (أبو عزمي)، فأستعيد ذاكرة رحلتي للسلط والرميمين، وأنا أهمس لطيفي: هل هناك أجمل من هذا الصباح؟ فيبتسم لي مع شدو فيروز وهي تشدو: (كلما أطوف بين كل تلك التلول والجنان الأليفة، ترتمي رفوف من طيور الحقول في المروج الوليفة، هذه الوهاد منبت الخيال، موطن الفؤاد هذه الظلال)..
فأهمس: صباحك أجمل يا وطني.. صباحكم أجمل أحبتي، وقريباً سيكون لنا لقاء أجمل في رحاب بلدة زي وعبق التاريخ والجمال.

 (جيوس 14/9/2013)

قصيدة: ســـــــألونى عن العقــيدة/ الشيخ د مصطفى راشد

قُلتُ : هَبْ ،  أنى بوذى أويهودى أو زارادشتى  أو مسلم أو مسيحى  
أو درزى أو سيخى  أو بهائى  أو وثنى أو مندائى  أو حتى ملحد  أو هندوسى 
وأسيرو  فى الأرضِ فساداً وإرهاباً  وتدميراً - بأسم الدين  كالتتار والمَجُوسِى 
وبأسم الدين أستحل القتل والمال والعرض --- مثلما كان يفعل الهكسوسى  
فما فائدةُ الدين،  ونوع العقيدة ، إن لم تأتى بالحب  والسلام، للإنسان والحيوان 
وتدعو للعدل  والتسامح ، وتُقَدَمَ الشرف والضمير والصدق -- على الإيمان 
لأن الإيمان الحقيقى ،هو نُبل الأعمال --- والأمانة مع كل بنى الإنسان 
والكل إخوة من أدم وحوا ----- فكفى اللعب على وتيرة العقيدة والأديان   
والضمير النقى الحى هو صحيح الإيمان بلاتنظير أو فلسفة فقهاء أو رهبان 
فقد تعددت العقائد والأديان ،والرب واحد---- والكل فى النهاية يعود للديان 
فكفى صراعاً ، ياأتباع الأديان، فالكل خاسر-- ويبقى صاحب الضمير فى أمان
فالدين بلا ضمير -- كالجسد بلا روح-- أو قطاراً بلا سائق يسيرُ خارج القضبان 
فالإيمان علاقة فردية -- وليست عضوية فئوية ، فى جمعية  عنصرية ظلامية  
تُكَفر الغير ،وتَقتُل  بدمً باردً كل مخالف  -- أو حتى زميل مختلف العقيدة المذهبية 
فمتى نؤمن بالحرية، والإختلافات البشرية – ونُجَرِمَ ونحارب القتل على الهوية 
ونَعلَم أن الله لن يَقبَلَ  ----  من كان بقلبه  ذرةً من الحقد  والكراهية 
أو سعى فى الأرضِ ---- لإعلاء كلمة الدين أو عقيدته بالفرض والقوة الجبرية  
فهل الله  يحتاج  لمن يدافع عنه ؟-- بهذا العنف  وهذه العنصرية  العصبية  
فالله قادر، ولا يحتاج  مجرم ---- لنشر دينه بالعنف  والقهر على البرية  
وهل ترون الله عاجزاً، أم أن  العجز فى عقولكم  ياأبناء  الثقافة العقيمة المتردية  
فكم من الجرائم أُرُتُكِبَت وتُرتَكَب بأسم الدين-- وفى الحقيقة هى جرائم إرهابية 
ملعونة من الناس وربُ البرية – وسوف يُقتص من أصحابها يومَ  لا تقبل الدية 
إما قَلبُ الإجرام إلى إيمان وتقوى بشرية ---  فتلك تعاليم المدرسة الشيطانية  
تقول أنا المؤمن والباقى كفار  -- فمن أين أتيت بهذه الثقة المطلقة  المريضة  الغبية 
أم أن الله أعطاكَ صَك  وكَالة  وإمارة --  لتكون خليفته على رقابِ العباد والبشرية  
وتُنشِأو جماعات الجهل  والإرهاب -- والدم والخراب بشريعة العصابات  الدموية 
وتنصب على الناسِ وتكذب على الله  ---  وأنتَ تَلبس قناع الورع  والتقية 
أليست هذه أخطر وأكبر تمثيلية  تشهدها مسارح ومنابر الشعوب والقبائل والأودية  
أنت فعلاً مثالاً للغدر  والكذب، والنصب والضلال ، والفساد والتمييزوالأنانية  
فَهَلَا تَرَكتَ الناسَ فى سلام  وأمان -- بعيداً عن أغراضك ومشاريعك الوهمية 
وتراثك الملىء بكل تخلف وعنف وكراهية  ---- وَسِمَاتك البربرية الوحشية 
ليعيش الناس فى حب وسلام وعدل بلا تفرقة أو عنصرية مريضة طائفية 
  
الشيخ د\ مصطفى راشد   
E -  rashed_orbit@yahoo.com

ياسمين آذار المخضب بالدم ـ الحلقة 59/ محمد فاروق الإمام

غياب الرئيس حافظ الأسد واضطراب قيادته العسكرية

يقول طلاس معبراً عن قلقه وما أصاب القيادة العسكرية من اضطراب: كانت الساعة التي غاب فيها الأسد عن عرينه تعادل دهراً بكامله (وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) كانت القيادة تعيش على أعصابها وكذلك قادة التشكيلات الضاربة لأن المعركة ستكون ضارية ولا أحد منا يريد أن يصاب مواطن بريء بأذى.. وكان العميد رفعت يطبق تكتيكات صديقه ياسر عرفات (أبو عمار) لأن من عادة المذكور الاختباء بين المدنيين حتى لا تطاله الضربة مباشرة. وجاءنا الفرج قبل خمس دقائق من الموعد المحدد لتنفيذ الخطة, فقد تمكن الأسد بحكمته وشجاعته وحنكته من أن ينزع فتيل الأزمة وتم سحب الدبابات من المواقع التي وصلت إليها في جنوب وشمال دمشق. وحتى يعيش القارئ في جو الأحداث سأروي له ما جرى في تلك الجمعة الحزينة. 
اتفق الرئيس الأسد مع شقيقه رفعت أن ينتظره رفعت في نهاية طريق (أوتوستراد المزة) ومن هذه النقطة توجها إلى الطريق المحلق الذي يؤدي إلى المطار وإلى دوار (كفر سوسة). وفي دوار (كفر سوسة) ترجل الرئيس وشقيقه وقال له: انظر بعينيك إلى الدبابات التي كنت تزعم أنها لم تتحرك. 
وطلب الرئيس الأسد إلى قائد السرية الملازم أول (معين بدران) أن يعيد الدبابات إلى مكان تمركزها, ولكن قائد السرية بقي في مكانه متجاهلاً أوامر سيادة الرئيس وكأنه آخذ سيجارة حشيش: وكان رفعت مسروراً من هذا المنظر لكي يوحي إلى السيد الرئيس بأن الأمور خرجت من يده وأنه غير قادر على لجم اندفاع الضباط وحماسهم في مؤازرته للاستيلاء على السلطة.. هنا خرج الرئيس الأسد عن هدوئه المعهود وقال لقائد السرية بصوت قصم ظهره: أنا قلت لك أرجع الدبابات إلى أماكنها فوراً، عندها صعد العميد رفعت بحركة مسرحية على ظهر الدبابة وصفع الملازم معين كفاً على خده قائلاً له: نفذ أوامر الرئيس هل أنت أطرش لا تسمع.. وعادت الدبابات إلى أماكنها وعاد الرئيس الأسد والعميد رفعت كل إلى مقر قيادته، وهكذا انزاحت الغيمة السوداء عن صدورنا وعن صدر الوطن.
خطة القيادة في مجابهة سرايا الدفاع
لم نضع خطة عملياتية لمجابهة المشكلة التي نواجهها لسبب بسيط وهو اختلال ميزان القوى وميلانه بشكل راجح إلى جانب الرئيس الأسد، وكانت سرايا الدفاع تعادل واحد إلى عشرة بالنسبة لقوة الجيش البرية، بالإضافة إلى سلاح الطيران وقوات الدفاع الجوي وسلاح المدفعية والصواريخ والاستطلاع والهندسة والتسليح، وكافة وحدات وتشكيلات القيادة العامة هي مع الرئيس الأسد حُكماً، وإذا كان هناك بعض الخروقات فقد انقلب المنافقون على أعقابهم بمجرد الإعلان أن رفعت الأسد أصبح مناهضاً للنظام، وقد سُحبت عنه مظلة أخيه الرئيس الأسد وغدا بمفرده يحيط به بعض أصحاب المصالح والوصوليين مثل محمد حيدر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، والعماد ناجي جميل رئيس مكتب الأمن القومي والقوى الجوية السابق، وحفنة من المرتزقة تذكرنا بقول الشاعر سليمان العيسى يصف جماهير المنافقين والانبطاحيين والإمّعات من الاتحاد القومي في حلب الذين هرعوا إلى المطار وتزاحموا مثل الكلاب على الطريدة الميتة ولم يتركوا مجالاً للمثقفين وأصحاب الشأن للقيام بواجبهم.
والتفت شاعرنا وقد أضاع "شاروخه" في الزحمة إلى زميله المقدم مروان السباعي المسؤول الأمني في المنطقة الشمالية وقال له:
وحولك "ركّة" تدعى اتحاداً .. فخذ نعلاً ودق بها وآجر
ومع كل هذه الحقائق والتوضيحات فقد وضعنا تصوراً لمجابهة التمرد على الشكل التالي:
لدى تحرّك وحدات سرايا الدفاع لاحتلال الأهداف الرئيسية في مدينة دمشق يقوم سلاح الطيران بتوجيه ضربة كثيفة بالقنابل الارتجاجية والصواريخ المضادة للدبابات مدتها ثلاثون دقيقة، بعد ذلك تقوم صواريخ أرض – أرض بتوجيه ضربة نارية إلى مواقع الخصم وبنفس الوقت تقوم طائرات "الغازيل" وال "ميج 25" التي تحمل صواريخ "جو – أرض" بالتحليق فوق التشكيلات المناوئة لضرب أي تحرك!. كما تقوم بنفس المهمة وحدات سرايا الصراع ضد الدبابات واللواء(65) (احتياط القيادة العامة المضاد للدبابات).
في اللحظة نفسها ومع بداية الضربة الجوية يكون الرئيس الأسد والعماد رئيس الأركان ونائب رئيس الأركان لشؤون العمليات والتدريب وعدد من الضباط الأمراء والمساعدين من الاختصاصات كافة قد غادروا دمشق إلى موقع قيادة تبادلي في معسكرات الجلاء (الكسوة) ويبقى اللواء (91) دبابات كحراسة مباشرة لمقر القيادة بينما تتوجه باقي ألوية الفرقة لتشتبك مباشرة مع ما تبقى من سرايا الدفاع في معسكر "المعضميّة" وتكون الفرقة التاسعة نسقاً ثانياً للفرقة الأولى لمتابعة مهمتها إذا لزم الأمر..
كما تقوم الفرقة الثالثة بالاستيلاء على مقرات وحدات سرايا الدفاع في موقع "يعفور" وكان موقع تمركزها الميداني في (وادي القرن) يساعدها على إنجاز المهمة وتكون الفرقة السابعة كاحتياط للفرقة الثالثة إذا لزم الأمر.
وتم الاتفاق أن أظلّ في مقر القيادة الرئيسي ومعي رئيس هيئة العمليات وقائد القوى الجوية وقائد الدفاع الجوي ورؤساء الهيئات التي لها علاقة بالتأمين القتالي (المادي والفني والطبي). 
كان قادة التشكيلات يحثونني على إقناع الرئيس الأسد بتنفيذ الخطة وكذلك أجهزة القيادة العامة جميعاً، وكان أكثر المتحمسين العماد حكمت الشهابي والعماد أصلان واللواء علي دوبا وقادة الفرق كافة.. وكنت أقول لهم:
لقد كلمت الرئيس ثلاث مرات حول الموضوع وكان جوابه الوحيد: أبو فراس اتركوا لي هذا الموضوع فأنا أعالجه بحكمة وعلى نار هادئة.. يجب أن تظلوا في حالة الجاهزية الكاملة وعيونكم مفتوحة.. فقلت له: إن أعصاب الرفاق محروقة.. فقال: أعطيهم مهدئات.. وكنت أنقل للرفاق في القيادة والتشكيلات المقاتلة توجيهات السيد الرئيس.. ومع ذلك كانوا يلحون عليّ يومياً ويقولون: متى نبدأ؟.. وكنت أجيب ظلوا هكذا والإصبع على الزناد. على أن ضغط الضباط القيادة والتشكيلات كان بكفة وضغط زوجتي أم فراس كان بكفة ثانية، فزوجتي بطبعها محروقة ولذلك كل يوم وعبر القناة الهاتفية تطالبني بالحسم، وكان جوابي دائماً اتركي لنا هذا الموضوع.. ولكنها لم تيأس فكانت دائماً تلجأ إلى ولداي (فراس ومناف) لكي يعزفا على نفس اللحن ولكن النتيجة كانت واحدة في جميع الحالات، ولم تهدأ الأعصاب وتستقر النفوس إلا بعد أن بدأت المفاوضات الجديّة بين الرئيس الأسد وشقيقه الأصغر لحل الأزمة.
يتبع

مناجاة إلى شريكة الحياة: يا أمًّ زيدٍ وطــــــبعُ الدّهر ِينقلبُ/ كريم مرزة اآسدي


يا أمًّ زيدٍ وطــــــبعُ الدّهر ِينقلبُ
أمرٌ مــــــن اللهِ ما نحيــا ونغتربُ
يا أمَّ زيدٍ  وبالآهــــــــاتِ   نقتسمُ
كأسَ الحياةِ بنفس ٍدونها الشـّهبُ
مناجاة إلى شريكة الحياة , بنت بغداد الحبيبة ، بمنصورها الرائع الشامخ ، لا فخراً ولا زهواً ، وإنما حبّاً وعشقاً وذكرى، الأستاذة الحاجة لمى الحداد ، الرائعة جمالاً ورزانة وعقلاً ووفاء وإخلاصاً ، عراقية بكل ما أوتيت الكلمة من معنى ،  ، طيلة أكثر من ثلاثين عاماً ، لم ينشب يوماً واحداً أي  خلاف ايذكر،  بالرغم من مآسي العراق , في زمن ٍ لا يطاق، وعراقنا  هو العراق يمرّ من سيء إلى أسؤ ، إذ يتربع على عرشه أظلم الظالمين جرماً وغدراً ، ( من البسيط) (1) القصيدة الخالدة  :


يا أمًّ زيدٍ وطــــــبعُ الدّهر ِينقلبُ
أمرٌ مــــــن اللهِ ما نحيــا ونغتربُ

يا أمَّ زيدٍ  وبالآهــــــــاتِ   نقتسـمُ
كأسَ الحياةِ بنفس ٍدونــها الشـّهبُ

يا أمَّ  زيــــــــــدٍ وما الدّنيا  بخالدةٍ
ولا العبادُ إذا مـــــــا تُرفــــعُ الحجبُ

يا أمَّ زيدٍ وليسَ المـــــوتُ منقصــــة ً
النـّقصُ في الناس ِإدْ للمـــــوتِ تقتربُ

جمْعُ الخلائق ِفــــــــــــي قرن ٍتعودُ إلى 
تربائها ثمَّ تبعث ُغيرَهــــــــــــــا الحقبُ

لا ينفعُ المشمخرَّ الرأسَ رفعتـُهُ
فالرأسُ ذراتـُهُ الغبراءُ والذ ّنــبُ

أينَ المفرّ ُ؟ خيوط ُالســــرِّ خافية ٌ
كلٌّ إلى أمرهِ المحتوم ِينســــــحبُ
*************
تقولُ لي وبهمس ِالليل ِ: يُرعبُني
يومُ الكريهةِ والسّـــلاّبُ والنـّــكبُ

أتكتبُ الشعرَ عنْ أرض ٍوتحرمني
دعجُ العيون ِومنها الدّمعُ ينسكبُ؟!

ما سجّلَ العقلُ يوماً مدْكراً سمجـاً
كما رأيتُ ولا مــــــا تُور ِدُ الكتبُ

خلفَ الحدودِ كأنَّ الناسَ ما خـُلقوا
نـــاساً وآرابهمْ للـــــــودِّ مـا يجبُ

فما عرفنـــــــــا من الأفلاكِ دورتَها
قدْ مرَّ شعبانُ أو قدْ جــــاءنا رجـــبُ

شيخٌ أطلَّ على التســــــــعين مرتعشاً
لمْ تبقَ إلا عظــــــــــامُ الجلدِ والعصبُ

أمّ ُ الوليدِ تناغي طفلـــها شجنــــــــــاً
سغبى وعطشى فكيفَ الثديّّ ُيُحتلبُ؟!

وحامل ٍثقلتْ من حملها وضعتْ
جنينها ثمَّ ألقتْ حتفَها  النـّوبُ

أجدادُنا في لحودِ الأرض ِ شاهدة ٌ
من صلبنا ضجّتِ الأمواتُ والتـّربُ

عــمَّ البلاءُ فعقبى كــلِّ عائلــــةٍ
قسمانَ في الهمِّ مقتولٌ ومُغتصَبُ

فقدْ سُلبنا وراحَ الناسُ في صخبٍ
جهدٌ من العمر ِلا مالٌ ولا نشــــبُ

كـــــدّ  وكدحٌ وحلمٌ  للغنى  أمــــلاً
حتـّى أفقنا وضــــــــاعَ الكدّ ُوالتـّعبُ
*************
كان الحديثُ لنا منْ شفتيكِ (لـَمى) (2)
تأجيجُ نفس ٍوكادَ العقلُ يضــطربُ

فكنتُ ذا شبـــــــــــم ٍ طبعي فأوقدني
أنزفتُ شــــــعري ونارُ القلبِ تلتهبُ

بلْ كلُّّ أنثى أراها في الدّجى وطــناً
يا أمَّ زيدٍ أقلـّي اللــــــــــــــــومَ لا عتبُ

لا تعذليني ذريني مهجتي نـــظرٌ
نحو العراق ِلشعب ٍشفـّه النـّصبُ

مصائبُ الدّهر ِوالتـّاريخ ِقدْ جُمعتْ
جلَّ المصابُ ففاضَ النـّزحُ والعطبُ

كمْ قدْ أجبتُ  بأنَّ الظلمََ  يألفهُ
عقلُ اللئيم ِوتأبى السّادة ُالنـّجبُ

أرى الأنامَ لفعل ِالخير ِقدْ جُبلتْ
فالخيرُ طبعٌ وإنَّ الشـّرَ مُكتسَـبُ

قدْ قيض اللهُ أنَّ الشـّــامَ تحضننــا 
منـّا الخطايا ومنها الوسعُ والرّحبُ
*************
يا أيّها الثـّأرُ اعصفْ غيرَ مُجديةٍ
أنْ تزأرَ الصوتَ عنْ بُعدٍ وتحتجبُ

أو ساسَ بعضهمُ بالقول ِهدهدة ً
لا يُظهرُ الحقَّ إلاّ الصارمُ العضبُ

لا تـُرتجى من غليل ِالصدر ِطيبتُهُ
فالحقدُ أعمى أصمّ ٌأبكمٌ غضِـــــــبُ

منْ يقبل ِالضّيمَ عاش الدّهرَ في جبن ٍ
شأنَ العبيدِ لها حــــــــق ّ ٌويُيستلـَبُ

قدْ يحصدُ النـّصرَ رمزٌ حولهُ زمــــــــرٌ
وربّما خــــــــــابتِ الأراءُ واللجـــــــــبُ
**************
طلبتُ من غربتي الآمـــالَ أرقبـــــها
قدْ ضعتُ في الرّيبِ حتـّى أُجهـِدَ الطلبُ

اسنسهلُ الصّعبَ في المعنــــــى واوردهُ
لمَّ الحروفِ لســـــاني ناطــــــــــقٌ نحبُ

نفسي لساني وذراتي ومــــــــــــــا حبكتْ
إرثٌ تواصلهُ الأجيـــــــــــالُ والغيَـــــــــبُ

شعرٌ يُعــــدّ ٌمــــــــــــن الأيّــــــــــام ِ أدمعها
لو ينفدُ الشـــــــــــــــــــّعرُ لي ربّ ٌ ولي أدبُ !